۱۸۳۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۱۷۹
تأريخ النشر: 03 December 2019

مؤخراً أعلن النظام الحاكم لأميركا أن إقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية لا يتناقض مع القانون الدولي والإتفاقيات الدولية، إن هذا الموقف يعد تعدياً آخر في إطار سلسلة من الإجراءات الغير قانونية لأميركا والتي ستنتهي تدريجياً بحسم القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني. إن أميركا تجاوزت كل الأعراف والمقررات الإنسانية والأخلاقية والقانونية من أجل حماية الكيان الصهيوني وانتهاك الحقوق الطبيعية والإنسانية والقانونية للشعب الفلسطيني.

منذ عام غرقت الحكومة الشرعية لفنزويلا في أزمة داخلية كان السبب فيها سياسة التدخل والتخريب الأميركية، ويتحمل شعبها صنوفاً من المعاناة نتيجة تلك التدخلات غير الشرعية والرغبة الأميركية في الهيمنة. كانت التحديات الإقتصادية العميقة والطويلة التي يعيشها الشعب الفنزويلي هي نتيجة لسنوات من التطاول الأميركي على الشأن الداخلي لهذه الدولة الغنية بالنفط. أميركا هي المسؤول الأساسي والمباشر للأزمة السياسية الحالية التي تعيشها فنزويلا.

الرئيس البوليفي المعارض لأميركا و"إسرائيل" فاز بفترة رئاسية جديدة خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في بوليفيا، ولكن أشعلت التدخلات الأميركية المباشرة في الشأن الداخلي لهذا البلد أزمة سياسية، أجبرت الرئيس البوليفي المنتخب والشرعي على التنحي وترك البلاد وأصبحت الشوارع ساحات للاضطرابات والقتل وتعقدت الأوضاع الأمنية والإقتصادية والحياة اليومية للشعب.

بعد مضي أقل من عام على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، تحولت شوارع بغداد والمدن العراقية المختلفة إلى احتجاجات مفاجئة بصورة مريبة. أثبت عبد المهدي رغبته في وضع حد للتدخلات الأميركية في شؤون بلاده من خلال تصديه في العام الماضي للكثير من المطالبات الأميركية. فعلى سبيل المثال قام بفتح المعبر الحدودي (القائم) بين العراق وسوريا وأعاد حركة العبور بين البلدين بالرغم من ضغوطات أميركا ومعارضتها لهذا الإجراء. بعد فترة وجيزة بدأت الإحتجاجات الشعبية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد - والتي هي حق مشروع- ولكن أن تنحرف التظاهرات السلمية نحو التخريب والحرق والتدمير وأن تُوجه ضد قوات الحشد الشعبي (قوات حكومية) بتنفيذ اغتيالات عنيفة لأبرز قادته يشير إلى استغلال بعض التيارات المشبوهة لتلك الاحتجاجات. في هذه الأثناء وضعت أميركا ثقلها السياسي كله في صف المعارضين للحكومة ودعمت اسقاطها عملياً داعية لإجراء انتخابات جديدة. توثبت أميركا على التطورات الحالية للعراق لتصفية الحساب مع إيران والتيارات المؤيدة لها.

أما لبنان فليست أفضل حالاً من العراق. سريعاً تحول الهدف المنشود من المظاهرات والمطالبات الشرعية للشعب- بالرغم من إنذارات المشفقين على لبنان- بالحيلولة دون وقوع فراغ سياسي، والسماح للحكومة بعمل إصلاحات إقتصادية معتمدة ومدروسة، إلا أن الضغوطات السياسية الخارجية دفعت سعد الحريري لتقديم استقالته. وعقب ذلك، قامت وسائل الإعلام المعروفة بمعارضتها للمقاومة في المنطقة وخارجها بإستغلال الأوضاع الجارية في لبنان لصالحها بإظهار حزب الله اللبناني - الذي لم يكن أبداً مسؤولاً في الحكومة اللبنانية- مسؤولاً عن التدهور الإقتصادي بلبنان. فانقضت أميركا في هذه الأثناء برفع راية الهجوم على حزب الله وكانت السبب الرئيسي في انجرار الأزمة اللبنانية لنقطة اللاعودة.

كانت إيران في هذه الأيام شاهدة على نوع جديد من الإضطرابات الداخلية. فقد قوبل قرار الحكومة الإيرانية برفع سعر البنزين بهدف الإصلاح الاقتصادي والعدالة الإجتماعية بين الطبقات بالإستفادة من دعم المواد البترولية؛ باحتجاجات سلمية وهادئة من قبل بعض الشعب. لكن تلك الاحتجاجات السلمية استغلتها مجموعات مثيري الشغب المنظمة والمدربة في مدن مختلفة. وفي وقت قصير كانت الممتلكات العامة والخاصة محل الهجوم والحرق والتخريب. استخدم المرتزقة الأسلحة الباردة والنارية في تنفيذ عمليات القتل وسعوا إلى إدخال البلاد في أزمة داخلية معقدة ولكن خلال مدة قصيرة ظهرت الحقائق وأنفصل المحتجون السلميون عن مثيري الشغب وهُزم الأعداء، وعندئذ بدأت الدعاية الإعلامية المضادة لإيران. في تلك الأثناء تشمللت أميركا بكل قوتها ووقفت إلى جانب مثيري الشغب، حيث ادعى وزير خارجية أميركا رسمياً الوقوف بجانب الشعب الإيراني (قاصداً مثيري الشغب) وأعلن مستشار ترامب لشؤون إيران استمرار هذا الوضع إن لم تغير إيران سياساتها في المنطقة وتصبح دولة عادية (خاضعة).

وفي هذه الأيام وفي تجاوز جديد، قام الكيان الصهيوني باختراق المجال الجوي السوري ووضع مطار دمشق الدولي وبعض مناطق دمشق الأخرى هدفاً لصواريخه، مؤكداً على استمرار هجماته.

وأصبحت جغرافيا التوترات والفوضى واضحة ومحددة تماماً. فنزويلا وبوليفيا في أميركا اللاتينية، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، والعراق وإيران في الشرق الأوسط. كل هذه الدول لها مكانتها ودورها في محور المقاومة ضد غطرسة أمريكا والنظام الصهيوني. المثير للإهتمام ان أميركا إما أن تكون جزءاً أهم في الفوضى أو موجداً رئيسياً لها في كل التطورات الحاصلة في المناطق المذكورة. اتضح المشهد تماماً؛ في الوقت الذي يتحرك فيه النظام الأميركي خطوة بخطوة للقضاء على القضية الفلسطينية وتوسيع الأراضي الإسرائيلية، يزيد الضغط على المراكز المقاومة لقوى الغطرسة والاستكبار. الهدف واضح؛ استسلام المحور العالمي للمقاومة ضد هيمنة أميركا وتسلط الكيان الصهيوني. بقدرما تعلق الأمر بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يمكن القول ان تلك التطورات هي استمرار للسياسات الاستكبارية السابقة طويلة الأمد لأميركا في العالم بشكل عام وفي أميركا اللاتينية والشرق الأوسط بشكل خاص. وفي عهد رئاسة ترامب يتم تتبع تلك السياسة بضراوة شديدة وتتزايد سرعتها وتسلطها.

في خضم تلك التطورات المعقدة للمنطقة والعالم السؤال هو: ما موقف الدول الإسلامية في تلك المعادلات وما دورها؟ من الممكن للحكومات أن يكون لها نهجها الخاص طبق مصالحها وظروفها، ولكن ذلك لا يلغي المسؤولية عن النخبة وأصحاب القلم. الغريب في تلك المواجهة ان بعض أصحاب المنابر الإعلامية قد انساقوا خلف الأفكار الأميركية ووجهوا إتهامهم وأقلامهم الحادة والمثيرة ضد محور المقاومة بشكل يومي تقريباً. هم فقط لا يدينون أميركا والكيان الصهيوني بشئ بل يؤيدون كافة السياسات الفجة لأميركا ضد محور المقاومة، واقفين بجانب أميركا والكيان الصهيوني ورامين فصائل المقاومة في لبنان والعراق وسوريا بالإرهابية لتوافق إنتمائها السياسي أو الديني مع إيران، مشجعين أميركا في الإستمرار في تشديد إجراءاتها ضد تلك الفصائل.

هؤلاء الكتاب يتمنون زوال إيران وفصائل المقاومة ويصفقون لكل ضربة توجهها أميركا والكيان الصهيوني ويطلقون صرخات السعادة. هؤلاء لايلبثون مع كل فاجعة تحدث لإيران والإيرانيين وحتى لأي فوضى في زاوية أو جانب من إيران أن يتحدثوا عن أن النظام الحاكم لإيران على شفا الإنهيار. هؤلاء هم أنفسهم الذين رافقهم خيال مستشار الأمن القومي السابق لترامب طوال عام مضى بأن الثورة الإسلامية الإيرانية لن ترى الذكرى الأربعين لقيامها. بالطبع هو فخر لإيران وللشعب الإيراني أن يقف ولمدة أربعين عاماً في مواجهة الغطرسة الأميركية والكيان الصهيوني بكل رفعة وشرف وأن يدفع ثمن هذا. هذه الإهانات والإساءات من قبل تلك الفئة من الكتاب ليس إلا جزءاً من الثمن التي تدفعه إيران اليوم لوقوفها في وجه كذب وشر أميركا. ولكن ليعلم هؤلاء أن إيران ومحور المقاومة اليوم شجرة قوية تجتاز العواصف وتضرب بجذورها الراسخة أعماق الأرض والزمان. إن الشعوب الشريفة في إيران، العراق، لبنان، سوريا، فنزويلا وبوليفيا وحتى غالبية المحتجين فيها هم شركاء في هذه الكرامة الإنسانية لأنهم يقفون في وجه غطرسة أميركا حتى وان كانوا في الجزء المعارض من الدولة، فهم يرفضون التدخل الأميركي أو الركوع لها.

إن سنة الله في نصرة الحق قوية، وهذه النصرة ليست ببعيدة إن كان لدينا أعين ترى الحقيقة.
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَراهُ قَرِيباً"

بقلم: محمود رحمانی

أميركا والتطورات الراهنة في العالم والمنطقة

مؤخراً أعلن النظام الحاكم لأميركا أن إقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية لا يتناقض مع القانون الدولي والإتفاقيات الدولية، إن هذا الموقف يعد تعدياً آخر في إطار سلسلة من الإجراءات الغير قانونية لأميركا والتي ستنتهي تدريجياً بحسم القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني. إن أميركا تجاوزت كل الأعراف والمقررات الإنسانية والأخلاقية والقانونية من أجل حماية الكيان الصهيوني وانتهاك الحقوق الطبيعية والإنسانية والقانونية للشعب الفلسطيني.

منذ عام غرقت الحكومة الشرعية لفنزويلا في أزمة داخلية كان السبب فيها سياسة التدخل والتخريب الأميركية، ويتحمل شعبها صنوفاً من المعاناة نتيجة تلك التدخلات غير الشرعية والرغبة الأميركية في الهيمنة. كانت التحديات الإقتصادية العميقة والطويلة التي يعيشها الشعب الفنزويلي هي نتيجة لسنوات من التطاول الأميركي على الشأن الداخلي لهذه الدولة الغنية بالنفط. أميركا هي المسؤول الأساسي والمباشر للأزمة السياسية الحالية التي تعيشها فنزويلا.

الرئيس البوليفي المعارض لأميركا و"إسرائيل" فاز بفترة رئاسية جديدة خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في بوليفيا، ولكن أشعلت التدخلات الأميركية المباشرة في الشأن الداخلي لهذا البلد أزمة سياسية، أجبرت الرئيس البوليفي المنتخب والشرعي على التنحي وترك البلاد وأصبحت الشوارع ساحات للاضطرابات والقتل وتعقدت الأوضاع الأمنية والإقتصادية والحياة اليومية للشعب.

بعد مضي أقل من عام على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، تحولت شوارع بغداد والمدن العراقية المختلفة إلى احتجاجات مفاجئة بصورة مريبة. أثبت عبد المهدي رغبته في وضع حد للتدخلات الأميركية في شؤون بلاده من خلال تصديه في العام الماضي للكثير من المطالبات الأميركية. فعلى سبيل المثال قام بفتح المعبر الحدودي (القائم) بين العراق وسوريا وأعاد حركة العبور بين البلدين بالرغم من ضغوطات أميركا ومعارضتها لهذا الإجراء. بعد فترة وجيزة بدأت الإحتجاجات الشعبية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد - والتي هي حق مشروع- ولكن أن تنحرف التظاهرات السلمية نحو التخريب والحرق والتدمير وأن تُوجه ضد قوات الحشد الشعبي (قوات حكومية) بتنفيذ اغتيالات عنيفة لأبرز قادته يشير إلى استغلال بعض التيارات المشبوهة لتلك الاحتجاجات. في هذه الأثناء وضعت أميركا ثقلها السياسي كله في صف المعارضين للحكومة ودعمت اسقاطها عملياً داعية لإجراء انتخابات جديدة. توثبت أميركا على التطورات الحالية للعراق لتصفية الحساب مع إيران والتيارات المؤيدة لها.

أما لبنان فليست أفضل حالاً من العراق. سريعاً تحول الهدف المنشود من المظاهرات والمطالبات الشرعية للشعب- بالرغم من إنذارات المشفقين على لبنان- بالحيلولة دون وقوع فراغ سياسي، والسماح للحكومة بعمل إصلاحات إقتصادية معتمدة ومدروسة، إلا أن الضغوطات السياسية الخارجية دفعت سعد الحريري لتقديم استقالته. وعقب ذلك، قامت وسائل الإعلام المعروفة بمعارضتها للمقاومة في المنطقة وخارجها بإستغلال الأوضاع الجارية في لبنان لصالحها بإظهار حزب الله اللبناني - الذي لم يكن أبداً مسؤولاً في الحكومة اللبنانية- مسؤولاً عن التدهور الإقتصادي بلبنان. فانقضت أميركا في هذه الأثناء برفع راية الهجوم على حزب الله وكانت السبب الرئيسي في انجرار الأزمة اللبنانية لنقطة اللاعودة.

كانت إيران في هذه الأيام شاهدة على نوع جديد من الإضطرابات الداخلية. فقد قوبل قرار الحكومة الإيرانية برفع سعر البنزين بهدف الإصلاح الاقتصادي والعدالة الإجتماعية بين الطبقات بالإستفادة من دعم المواد البترولية؛ باحتجاجات سلمية وهادئة من قبل بعض الشعب. لكن تلك الاحتجاجات السلمية استغلتها مجموعات مثيري الشغب المنظمة والمدربة في مدن مختلفة. وفي وقت قصير كانت الممتلكات العامة والخاصة محل الهجوم والحرق والتخريب. استخدم المرتزقة الأسلحة الباردة والنارية في تنفيذ عمليات القتل وسعوا إلى إدخال البلاد في أزمة داخلية معقدة ولكن خلال مدة قصيرة ظهرت الحقائق وأنفصل المحتجون السلميون عن مثيري الشغب وهُزم الأعداء، وعندئذ بدأت الدعاية الإعلامية المضادة لإيران. في تلك الأثناء تشمللت أميركا بكل قوتها ووقفت إلى جانب مثيري الشغب، حيث ادعى وزير خارجية أميركا رسمياً الوقوف بجانب الشعب الإيراني (قاصداً مثيري الشغب) وأعلن مستشار ترامب لشؤون إيران استمرار هذا الوضع إن لم تغير إيران سياساتها في المنطقة وتصبح دولة عادية (خاضعة).

وفي هذه الأيام وفي تجاوز جديد، قام الكيان الصهيوني باختراق المجال الجوي السوري ووضع مطار دمشق الدولي وبعض مناطق دمشق الأخرى هدفاً لصواريخه، مؤكداً على استمرار هجماته.

وأصبحت جغرافيا التوترات والفوضى واضحة ومحددة تماماً. فنزويلا وبوليفيا في أميركا اللاتينية، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، والعراق وإيران في الشرق الأوسط. كل هذه الدول لها مكانتها ودورها في محور المقاومة ضد غطرسة أمريكا والنظام الصهيوني. المثير للإهتمام ان أميركا إما أن تكون جزءاً أهم في الفوضى أو موجداً رئيسياً لها في كل التطورات الحاصلة في المناطق المذكورة. اتضح المشهد تماماً؛ في الوقت الذي يتحرك فيه النظام الأميركي خطوة بخطوة للقضاء على القضية الفلسطينية وتوسيع الأراضي الإسرائيلية، يزيد الضغط على المراكز المقاومة لقوى الغطرسة والاستكبار. الهدف واضح؛ استسلام المحور العالمي للمقاومة ضد هيمنة أميركا وتسلط الكيان الصهيوني. بقدرما تعلق الأمر بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يمكن القول ان تلك التطورات هي استمرار للسياسات الاستكبارية السابقة طويلة الأمد لأميركا في العالم بشكل عام وفي أميركا اللاتينية والشرق الأوسط بشكل خاص. وفي عهد رئاسة ترامب يتم تتبع تلك السياسة بضراوة شديدة وتتزايد سرعتها وتسلطها.

في خضم تلك التطورات المعقدة للمنطقة والعالم السؤال هو: ما موقف الدول الإسلامية في تلك المعادلات وما دورها؟ من الممكن للحكومات أن يكون لها نهجها الخاص طبق مصالحها وظروفها، ولكن ذلك لا يلغي المسؤولية عن النخبة وأصحاب القلم. الغريب في تلك المواجهة ان بعض أصحاب المنابر الإعلامية قد انساقوا خلف الأفكار الأميركية ووجهوا إتهامهم وأقلامهم الحادة والمثيرة ضد محور المقاومة بشكل يومي تقريباً. هم فقط لا يدينون أميركا والكيان الصهيوني بشئ بل يؤيدون كافة السياسات الفجة لأميركا ضد محور المقاومة، واقفين بجانب أميركا والكيان الصهيوني ورامين فصائل المقاومة في لبنان والعراق وسوريا بالإرهابية لتوافق إنتمائها السياسي أو الديني مع إيران، مشجعين أميركا في الإستمرار في تشديد إجراءاتها ضد تلك الفصائل.

هؤلاء الكتاب يتمنون زوال إيران وفصائل المقاومة ويصفقون لكل ضربة توجهها أميركا والكيان الصهيوني ويطلقون صرخات السعادة. هؤلاء لايلبثون مع كل فاجعة تحدث لإيران والإيرانيين وحتى لأي فوضى في زاوية أو جانب من إيران أن يتحدثوا عن أن النظام الحاكم لإيران على شفا الإنهيار. هؤلاء هم أنفسهم الذين رافقهم خيال مستشار الأمن القومي السابق لترامب طوال عام مضى بأن الثورة الإسلامية الإيرانية لن ترى الذكرى الأربعين لقيامها. بالطبع هو فخر لإيران وللشعب الإيراني أن يقف ولمدة أربعين عاماً في مواجهة الغطرسة الأميركية والكيان الصهيوني بكل رفعة وشرف وأن يدفع ثمن هذا. هذه الإهانات والإساءات من قبل تلك الفئة من الكتاب ليس إلا جزءاً من الثمن التي تدفعه إيران اليوم لوقوفها في وجه كذب وشر أميركا. ولكن ليعلم هؤلاء أن إيران ومحور المقاومة اليوم شجرة قوية تجتاز العواصف وتضرب بجذورها الراسخة أعماق الأرض والزمان. إن الشعوب الشريفة في إيران، العراق، لبنان، سوريا، فنزويلا وبوليفيا وحتى غالبية المحتجين فيها هم شركاء في هذه الكرامة الإنسانية لأنهم يقفون في وجه غطرسة أميركا حتى وان كانوا في الجزء المعارض من الدولة، فهم يرفضون التدخل الأميركي أو الركوع لها.

إن سنة الله في نصرة الحق قوية، وهذه النصرة ليست ببعيدة إن كان لدينا أعين ترى الحقيقة.
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَراهُ قَرِيباً"

المصدر: فارس

رایکم