۱۳۷۷مشاهدات
وحذر مسؤولون من هدم القيم الاخلاقية للمشاركين، وما بين هذا وذاك يبقى السؤال الاهم، ما الهدف من البرنامج، وهل هو جزء من اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين اميركا والعراق؟
رمز الخبر: ۴۳۱۶۷
تأريخ النشر: 02 December 2019

يقلق (IYLEP)، برنامج التبادل الثقافي للقيادات العراقية الشابة باللغة العربية، الذي ترعاه السفارة الاميركية في بغداد، مسؤولون، وباحثون.

وحذر مسؤولون من هدم القيم الاخلاقية للمشاركين، وما بين هذا وذاك يبقى السؤال الاهم، ما الهدف من البرنامج، وهل هو جزء من اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين اميركا والعراق؟، وهل هناك تجارب مماثلة حصلت في بلدان اخرى؟

منذ عام 2007 اعلنت السفارة الامیركية عن انطلاق برنامج إيلب "لتبادل القيادات العراقية الشابة"، حيث اشترك فيه اكثر من 1200 طالب وطالبة من مدارس الثانوية والمرحلة الجامعية، فيما توقف البرنامج بعد ذلك، لتعود السفارة في 28 تشرين الاول 2013، وتعلن عن فتح باب التقديم وقبول طلبات ببرامج تبادل القيادات العراقية الشابة IYLEP.

ويوفر هذا البرنامج الفرصة لطلاب الاعدادية المتميزين ،ممن اظهروا مهارات قيادية وحس بمبدأ المشاركة المدنية ولكن تنقصهم الكفاءة باللغة الانكليزية، للمشاركة في برنامج ممول بالكامل ولمدة اربع اسابيع خلال الصيف، بحسب بيان السفارة الامیركية.

خلال البرنامج سيرتبط اربع وعشرون طالب ومشرف بنشاطات تعليمية وورش عمل والتي من شأنها ان توسع من معرفتهم بالمشاركة المدنية والتواصل مابين الثقافات المتنوعة، ومن خلال مكونات البرنامج المتنوعة في فيرمونت، المجتمعات المضيفة من عدة اماكن في امريكا، واخيرا العاصمة واشنطن دي سي وكل التعليمات والنشاطات التعليمية ستكون باللغة العربية. وفقا للبيان.

ويضيف بيان السفارة ان "البرنامج يتكفل بالمصاريف المتعلقة بالرحلات الدولية الى ومن الولايات المتحدة الامیركية، الاجتماعات، مصاريف الفيزا وادارة عملية التقديم على الفيزا، الزيارات الميدانية وجلسات الدرس، الاقامة والطعام، بعض النشاطات الثقافية، المواد التعليمية، التامين الصحي للمرض و الحوادث، وكمية معقولة من مصروف الجيب. وسيقيم المشاركين مع عوائل مضيفة تطوعت لاستقبال المشاركين، وكذلك في مساكن الطلبة التابعة للمراكز العلمية".

وقال بعض المراقبين ان "هذا البرنامج جزء من اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بین الولایات المتحدة والعراق الرامية التفاهم المتبادل وتقوية الروابط بین شعبي الولایات المتحدة والعراق.

وجاء في اتفاق الإطار الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين جمهورية العراق و الولايات المتحدة الأميركية/ القسم الرابع/ اولا، "تشجيع التبادل الثقافي والاجتماعي وتسهيل النشاطات الثقافية، مثل برامج تبادل زيارات المواطنين، وبرنامج التبادل الشبابي والدراسة، والبرنامج الدولي لإقامة الصلات والتبادل (GCE)، وبرنامج تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية". ثالثا/ تعزيز تنمية قادة المستقبل في العراق من خلال برامج التبادل والتدريب والزمالات الدراسية، مثل برنامج فولبرايت، وبرنامج الزائر الدولي للشخصيات القيادية (IVLP)، في مجالات من بينها العلوم والهندسة والطب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإدارة العامة والتخطيط الاستراتيجي.

فيما عد الباحث الاجتماعي محمد الزيدي في حديث انه "منذ الاحتلال الامريكي الى العراق، كان الهدف الأكبر لشن منه، ليس كسر شوكة العراق عسكريا فقط، بل كان الهدف هو تدمير الإنسان العراقي نفسه، من خلال تحطيم كل قيم وأخلاق وتقاليد الأنسان العراقي، والتي كانت ركنا أساسيا من أركان قوته".

ويضيف الزيدي، ان "السفارة الامیرکية تستكمل عملية التدمير، عبر برنامج المجتمع المدني والزمالات الدراسية التي تطلقها بين فترة واخرى، وكان اخرها برنامج ما يعرف بـ"ايلب"، مبينا انه "ايلب هو نسف لمقتضيات الأمن المجتمعي واستهداف للإنسان العراقي وإفساد للمنظومة الاجتماعية، الأمور التي أضافت تحديات حقيقية تسببت في تدمير الفرد والمجتمع"، مؤكدا ان "المجتمع العراقي وبالرغم من كل هذه المحاولات لتغير طبيعته، إلا أنه ما زال يتمسك بمجموعة من القيم والمبادئ التي تجعلنا نطمئن للمستقبل".

وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ان "المشروع بدأ في التوسع كخطوة تمهيدية لمسخ قيم شبابنا وتهديم اخلاقهم وطبيعة البرامج المعدة تشير لوجود خطر محدق بهذه الدول المستهدفة".

واضافوا ان "القائمين على البرنامج، يقوموا بتسجيل بعض مقاطع الفيديو للشباب المشاركين، وخصوصا الفتيات ليستخدموها كورقة ضغط فيما لو امتنعوا من تنفيذ ما يريدون"، مؤكدين ان "وظيفة هؤلاء الشباب العائدين هو نسف جميع القيم المجتمعية والدعوة للانصهار في الغرب والعيش مثله وتطبيع العلاقات مع الجميع". في اشارة الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

اما المتحدث باسم حركة النجباء، فقد أوضح اهداف واغراض برنامج "إيلب"، مؤكدا انه "جزء من حرب الغزو الثقافي الذي تقوده امريكا لتدمير النسيج العراقي".

وقال ابو وارث الموسوي في حديث ان "السفارة الامريكية تعمل على طرح افكار مغايرة لاستهداف القيم الاسلامية والانسانية في العراق، وتوظف كل الامكانيات لإحداث شرخا بين شرائح المجتمع العراقي".

واوضح ان "هدف السفارة من برنامج ايلب هو، تجهيز جيوش الكترونية، وارسالهم الى الولايات المتحدة لا دخالهم في دورات تدريبية، بحجة برامج تطوير القابليات، الهدف من هؤلاء بث الشائعات والادعاءات الباطلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما دفعوا باتجاه بروز بعض الشخصيات على شاشات التلفاز كمحللين سياسيين، للنيل من الاسلام السياسي، عبر توهيم الناس بان الاسلام السياسي فاشل ولا بد من انشاء حركة مدنية تقود العراق".

وتابع، ان "السفارة عملت ايضا على عقد ودعم المؤتمرات والندوات، والمهرجانات المخلة بالشرف، التي لا تنسجم مع قيم المجتمع والاسلام، باعتبار ان العراق يحافظ على هذه القيم ونقاتل من اجلها"، مؤكدا ان "المشاريع الامريكية مشبوهة وما تقوم به السفارة من دور خطير وكبير، نحن على اطلاع به، وقد وضحنا اكثر من مرة ان الخطوات الامريكية تريد افساد المنظومة المجتمعية لخلق فجوى داخل البلد".

وبين ان "الغزو الثقافي اعظم من الغزو العسكري، الذي سيطرنا عليه من خلال تحرير المدن التي احتلها داعش، وانتصرنا عسكريا، لكن الحرب الثقافية التي تقودها امريكا هي حربنا المقبلة، وسنستهدفها فكريا، لان الفكر يواجه بالفكر لا باليد".

بدوره يقول الباحث في تحليل الخطاب الاعلامي، اياد البنداوي في حديث ان "الولايات المتحدة الامريكية، تسعى الى تحسين صورتها، امام العالم والعراق بشكل خاص، بعدما زادت سوءا خصوصا بعد احتلالها الى العراق"، مؤكدا ان "هذا البرنامج يأتي في اطار تحسين صورة الولايات المتحدة الامريكية".

ويوضح البنـداوي ان "السفارة الامريكية، تعمل على كسب الشباب من خلال قيام هكذا فعاليات، وعلى الحكومة العراقية ان تقف على هذه الافعال، وتستفسر عنها ومعرفة الغايات الحقيقة وراء ذلك"، مؤكدا ان "الولايات المتحدة الامريكية تقود حربا ناعمة لتفكيك بنية الفرد العراق، وتدمير اخلاقيات المجتمع".

الى ذلك، عملت السفارة الامريكية في الجزائر، على نفس البرنامج، كما افتتحت المركز الثقافي الأمريكى (ACCA) للموارد الثقافية والمعلومات داخل سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الجزائر، يهدف المركز إلى تقديم أحدث المعلومات للجزائريين حول سياسة الولايات المتحدة، وتسهيل التفاهم المتبادل للقضايا الاقتصادية والسياسية، والتجارية والثقافية والبيئية.

كما اعلنت السفارة الامريكية في 17 ايلول 2017، عن وصول 11 طالباً فلسطينياً من الشباب اللامعين والواعدين قادمين من غزة، الى امريكا وذلك لبدء سنة دراسية في المدارس الثانوية الأمريكية ضمن برنامج كينيدي- لوغار لتبادل الشباب والدراسة (YES). وسيصل ثلاث طلاب آخرين يهدف البرنامج إلى تعزيز التفاهم بين الحضارات وكسر الحواجز الثقافية والمفاهيم/ التصورات الخاطئة والصور النمطية بين الفلسطينيين والأمريكيين. وهؤلاء الطلبة هم من ضمن حوالي 300 فلسطيني من الضفة الغربية وغزة والذين تقوم حكومة الولايات المتحدة بدعمهم في كل عام ضمن برامج التبادل المهني والأكاديمي/ التعليمي.

فيما كشف الكاتب برين فندمارك، عن قصة الجامعة الامريكية في بيروت، قائلا انه "من المعروف أن تأسيس "الجامعة" في العام 1866 كان هدفه سياسيا-دينيا، وبالتالي اقتصاديا".

ويركز الكاتب أيضا على الدور الذي مارسته الجامعة، في بعض المراحل، للتقريب بين العرب والصهاينة ومحاولة خلق تفاهم بين الطرفين، بل إنها استضافت سيمفونية تل أبيب للعزف في قاعاتها. كما يذكر تخرج العديد من القادة الصهاينة في الجامعة الأميركية ببيروت ومنهم على سبيل المثال إلياهو إيلات الذي كان ممثل الوكالة اليهودية في بيروت ثم عين سفيرا لكيان العدو في واشنطن ومن بعدها رئيس الجامعة العبرية في القدس المحتلة.

المصدر : وان نيوز

رایکم
آخرالاخبار