۱۴۸۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۲۸۸۸
تأريخ النشر: 06 November 2019

شبکة تابناک الاخبارية: كتب محلل القضايا الإقليمية نوذر شفيعي مقالاً في صحيفة اعتماد الإيرانية، تطرق فيه إلى مبادرة الرئيس الإيراني التي عرفت بـ “مبادرة هرمز للسلام” أمام الأمم المتحدة في 25 سبتمبر، جاء فيها: شهدت منطقة الخليج طوال العام الماضي أياما مليئة بالأحداث، قد تجذرت الفوضى الأمنية في كل أماكن المنطقة وتحولت الاحتجاجات والصراعات السياسية إلى جزء من حياة شعوب الشرق الأوسط اليومية، فكان من الطبيعي أن تدخل القوى المهمة الإقليمية في مثل هذه الظروف الساحة وتقدم المبادرات والحلول لترتيب أوراق القضايا الأمنية في المنطقة، نظرا إلى هذه القصية جاءت مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني المعروفة بمبادرة هرمز للسلام قبل توجهه إلى نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، وعندما تحدث الرئيس روحاني عن مشروع إيران للسلام، طرح تساؤل بين الخبراء في القضايا الأمنية، وهو هل ستصبح مثل هذه المبادرات في خبر كل كان، كلما مرت عليه الأيام، وتفقد فاعليتها؟

بيد انه وعلى عكس ذلك التساؤل كلما تمر الأيام لم تفقد هذه المبادرات أهميتها ولم يتم تهميشها وعلى وجه التحديد مبادرة هرمز للسلام، بل نشاهد إرادة الحكومة الإيرانية الحقيقية لتطوير النموذج الأمني في منطقة الخليج. وعندما يوجه الرئيس الإيراني رسالة إلى قادة دول الخليج ويشجعهم على تبني المفاوضات والسلام، فهذا الأمر يعبر عن استعداد الحكومة الإيرانية الكبير لتطبيق مبادرة هرمز للسلام، لهذا تتجاوز هذه المبادرة مجرد خطاب عام.

كما تفرض الأجواء الأمنية في المنطقة على القوى المهمة السير نحو تطبيقها بعد القبول بهذه المبادرة، لقد برهنت الأحداث على أن التطورات الأمنية والعسكرية وإن كانت صغيرة يمكن أن تنتهي إلى كارثة كبيرة، فما يجري في اليمن وسوريا وحتى العراق يثبت بأنه يجب الاهتمام بالأمن وإن تجاهله يمهد الأرضية للإخلال بالأمن، فمبادرة هرمز للسلام التي قدمتها حكومة إيران تركز على هذا الهدف وترى بأنه لا يجب أن نسمح بالأجواء الأمنية في المنطقة وإن كانت صغيرة أن تسير نحو عدم الاستقرار ويتم تضخيمها، فبدون أدنى شك أن تبني الدول العربية في المنطقة هذه المبادرة يحول التحديات إلى فرص ويغير الأجواء الأمنية في المنطقة كليا، هذا ويجب أن نعرف بأنه دائما ما تكون هناك عراقيل في طريق إحلال السلام والاستقرار إضافة إلى أن العقليات في المنطقة مختلفة، ومن جهة أخرى إن تواجد القوى واللاعبين الأجانب له تأثيره في ردة الفعل ومواجهة تلك القوى، ومنها علاقات إيران بمجلس التعاون الخليجي.

من جهة أخرى يعد العداء بين إيران وأمريكا مانعا كبيرا في سبيل تطبيق مبادرة هرمز للسلام، فاليوم تتبع العلاقات الإيراني بالدول العربية في المنطقة وأمريكا مبدأ ريغا وهذا المبدأ مأخوذ من العلاقات الأمريكية الروسية، اتخذت أمريكا في اجتماع ريغا قرارا مفاده أن روسيا دولة توسعية ويجب تحديدها بأي وسيلة.

بكل أسف ورغم أن إيران تدعو دول المنطقة إلى السلام وتؤمن بالأمن الداخلي في المنطقة، لكن النظرة إلى إيران تنطلق من كونها تمثل تهديدا للمنطقة، فإن النظرة قصيرة الأمد التي يتبناها قادة الدول العربية ومصالح القوى الأجنبية مثل أمريكا والكيان الصهيوني أدت إلى اعتبار إيران تهديداً للمنطقة، فنظرا إلى العلاقات العدائية بين الطرفين ينظر الكل للآخر بنظرة سلبية وترى بأن خلف هذه المبادرات مشاريع خفية، لهذا تنظر الدول العربية بمثل هذه النظرة إلى إيران، لكن ما يجب التأكيد عليه هنا هو أنه لا نظرة وعقلية ثابتة للأبد وأن مرور الأيام والأفعال والسلوكيات تترك تأثيرها على العقليات، ويمكن لمشاريع إيران للسلام أن توفر الأرضية لتكوين نموذج إقليمي لأمن المنطقة. المصدر: شفقنا

رایکم