۱۸۸۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۲۷۸۵
تأريخ النشر: 30 October 2019

نقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين سياسيين سعوديين قولهم إن ممثلي المجلس الانتقالي وحكومة "عبد ربه منصور هادي" توصلوا إلى اتفاق سياسي في الرياض لإنهاء الصراع في المدن الجنوبية وإعادة أعضاء حكومة "منصور هادي" إلى محافظة  "عدن" الجنوبية.

وحول هذا السياق، قال وزير الإعلام في الحكومة المستقيلة "معمر الارياني": "إنه سيتم توقيع الاتفاقية النهائية بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات خلال اليومين المقبلين". 

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسابيع الماضية وقعت العديد من الاشتباكات المسلحة بين القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة المستقيلة، نجحت خلالها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من طرد ممثلي الرئيس المنتهية ولايته من محافظة عدن وتمكّنت من السيطرة أيضاً على محافظتي أبين وشبوة الواقعتين في جنوب اليمن.

ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي شابته الانقسامات العميقة بين أعضاء الحكومة اليمنية المستقيلة في الجولة السابقة من المحادثات في مدينة "جدة" السعودية والتي جرت في منتصف سبتمبر الماضي، ولكن يبدو أن الجهود السعودية قد نجحت في وقتنا الحالي لإجبار المتخاصمين اليمنيين على الجلوس على طاولة الحوار، وهنا يتبادر هذا السؤال إلى أذهاننا، ما هي أهداف السعودية في محاولة التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، وما هي عواقب ذلك على مستقبل اليمن؟

المضي قدماً في خطة تقسيم اليمن

يعدّ الاتفاق بين ممثلي قوى المجلس السياسي الجنوبي الانفصالية وحكومة "منصور هادي" المستقيلة حول تقسيم المناصب والحقائب الوزارية بينهما، علامة على دخول التطورات الميدانية في اليمن مرحلة جديدة.

وفي بداية الحرب اليمنية، سعت السعودية إلى نزع سلاح وطرد قوات "أنصار الله" من صنعاء وإعادة "منصور هادي" إلى السلطة، معتقده بذلك أنها قادرة على استعادة السيطرة على اليمن، ومع ذلك، وبعد ما يقرب من خمس سنوات على بداية هذه الحرب العبثية، تمكّنت حكومة الإنقاذ الوطنية اليمنية و"أنصار الله" من إدارة تطورات الحرب بفعالية، وتمكّنت خلال الفترة الماضية من تسديد العديد من الضربات الجوية والبرية داخل العمق السعودي، الأمر الذي أرعب قادة الرياض وجعلهم في حالة يرثى لها.

في الواقع، لقد أُجبرت السعودية اليوم على الاعتراف بالهزيمة، وعاجلاً أم آجلاً يجب عليها تأكيد هذه الحقيقة بإعلانها نهاية الحرب في اليمن، ومع ذلك، يسعى "محمد بن سلمان"، الذي يخاف من أن تتوقف الحرب اليمنية دون تحقيق أي انتصارات إلى تحقيق بعض أهدافه وخططه الخبيثة المتمثلة في تقسيم اليمن والسيطرة على مضيق "باب المندب" الاستراتيجي.

ومن ناحية أخرى، يعتقد العديد من الخبراء السياسيين والاقتصاديين بأن السعودية تسعى إلى تقسيم اليمن وذلك من أجل تنفيذ بعض خططها الخبيثة في بحر عمان والمتمثلة في إنشاء خط أنابيب للنفط يمر من محافظة "المهرة" وصولاً إلى بحر عمان وذلك من أجل تجنّب مرور ناقلات النفط التابعة لها من مضيق هرمز.

ولفت أولئك الخبراء إلى أن هذه الخطة جاءت نتيجة لعقود طويلة من المفاوضات، يذكر أن الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح" سمح للسعودية بالتدخل في بناء خطوط أنابيب للنفط على الأراضي اليمنية وذلك عقب تصاعد التوترات في منطقة الخليج الفارسي وتزايد الضغوط على الأسرة الحاكمة السعودية للبحث عن طرق جديدة لنقل النفط.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن السفير السعودي في اليمن "محمد عبد الجبار" قام بزيارة في عام 2018 إلى محافظة "المهرة" وذلك للإشراف على مشاريع إعادة الإعمار في تلك المناطق وتقييم تلك المنطقة لإنشاء خط أنابيب نفط يمرّ عبرها وعلى الرغم من انخفاض عدد السكان في تلك المحافظة اليمنية الجنوبية، إلا أنهم لا يزالون يمثلون تهديداً لهذا المشروع السعودي. 

وما يلفت النظر هنا هو أن "عبد ربه منصور هادي"، الذي كان يصرّ في الماضي على الحفاظ على سلامة اليمن ورفض التسوية مع الانفصاليين، يعترف الآن بالقوات الانفصالية المسلحة كقوة شرعية ويعطي الضوء الأخضر للبدء بعملية تقسيم اليمن.

تقوية المواقف السياسية والعسكرية السعودية

يعتبر إبرام اتفاق بين القوات الجنوبية وحكومة "منصور هادي" المستقيلة جزءاً آخر من سعي السعوديين للتغلب على التحديات الرئيسة التي نشأت في ساحات القتال خلال حربهم العبثية على اليمن ومع انسحاب قوات الإمارات من التحالف وعدم رغبة القوات الانفصالية الجنوبية بالقتال في المناطق الشمالية، تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تنفيذ العديد من العمليات العسكرية داخل العمق السعودي.

وحول هذا السياق كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن القوات اليمنية تمكّنت خلال الفترة الماضية من القيام بعمليات برية وجوية داخل السعودية، ومن أهم تلك العمليات تنفيذ عدد من الهجمات الجوية الموجعة على عدد من مصافي شركة "أرامكو" والقيام مؤخراً بعملية "نصر من الله"، التي تمكّن خلال أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من أسر أكثر من 2000 أسير والحصول على معدات عسكرية من القوات السعودية.

ولهذا فإن السعودية تأمل في وقتنا الحالي أن يتم التوقيع على هذا الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة "منصور هادي" المستقيلة وذلك من أجل أخذ المساعدة من القوات الجنوبية لتعزيز موقفهم قبل الدخول في أي مفاوضات مع حكومة صنعاء والجلوس على طاولة المفاوضات مع "أنصار الله"، وحول هذا السياق، كتب "نزار هيثم" المتحدث باسم شركة الاتصالات السعودية في رسالة على حسابه على تويتر: "الاتفاق النهائي بين الحكومة اليمنية المستقيلة والمجلس الانتقالي الجنوبي سيوقع في اليومين المقبلين وهذه خطوة مهمة نحو توحيد الصفوف وبذل كل جهد ممكن لمواجهة الحوثيين".

وهذا الأمر يعني بطبيعة الحال زيادة الهجمات التي سوف تشنّها السعودية ومرتزقتها خلال الأسابيع المقبلة على المناطق الشمالية اليمنية، وهذا الأمر تؤكده تصريحات العميد "يحيي سريع" الذي أعلن يوم الجمعة الماضي أن مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي قامت بشن 55 غارة جوية على محافظتي صعدة وحجة خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي سياق متصل، نقلت قناة "المسيرة" الإخبارية، بأن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية نجحت في صدّ العديد من الهجمات التي قام بها مرتزقة تحالف العدوان السعودي على جبهتي "جيزان" و"عسير" الحدوديتين.

المصدر: الوقت

رایکم
آخرالاخبار