۱۴۲۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۲۰۵۴
تأريخ النشر: 14 August 2019

في أواخر الأسبوع الماضي، حدث صراع دموي بين الفريقين السياسيين في جنوب اليمن ما أدّى إلى سقوط مواقع حكومية (حكومة هادي)، وقد عرّضت الصراعات الأخيرة كامل أراضي اليمن للخطر، وتركت خلفها مستقبل التحالف السعودي _الإماراتي مبهماً وغير واضح.

ما حدث مؤخراً في جنوب اليمن أعاد الصراع داخل اليمن إلى الواجهة الاعلامية، ولفهم أهمية التطورات في عدن بشكل أفضل، يحتاج المرء أولاً إلى إلقاء نظرة على الشكل العام للقوات في اليمن، وخاصة في الجنوب.

لقد تعرّضت اليمن منذ عام 2015 إلى حرب مدمّرة وخلال هذه الحرب ظهرت مجموعات عديدة لها مصالح متعارضة فيما بينها، ولكن في بعض الأحيان اتحدت هذه المجموعات فيما بينها لمصالح آنية، وما حصل في عدن كان مثالاً حياً على ذلك.

في العام 2014 دخل "أنصار الله" إلى صنعاء، ومن خلال التعاون مع علي عبدالله صالح تمكنوا من استلام زمام الأمور في المحافظة، في ذلك الوقت كان عبد ربه منصور هادي، رئيس جمهورية اليمن، وبعد أن استقال أصبح راضخاً لإملاءات آل سعود، هنا السعودية بدأت بتسويق فكرة مفادها أن منصور هادي استقال تحت ضغط "أنصار الله" ولكي يعود إلى صنعاء، شكلت السعودية تحالفاً من حوالي 10 دول وبدأت بحملة عسكرية ضد اليمن.

هذه الحملة لا تزال قائمة حتى الآن وشكلت أسوأ فاجعة إنسانية في العالم، وخلال هذا الصراع انفصل علي عبد الله صالح عن "أنصار الله" ليقتل بعد ذلك، ولكن هذا لم يؤدِ إلى خروج صنعاء من تحت سيطرة "أنصار الله"، لتكون النتيجة خروج جميع الدول من تحالف السعودية عدا الإمارات، وبسبب عجز الإمارات والسعودية عن استعادة صنعاء اتخذوا من عدن عاصمة مؤقتة لليمن، ولكن التحولات الأخيرة تظهر أن عدن ستبقى عاصمة ولكن ليس لليمن ككل ولا لجنوب اليمن الذي يحاولون عزله عن كل اليمن.

الصراع في جنوب اليمن

في جنوب اليمن هناك العديد من المجموعات والتيارات السياسية، ولكن هناك مجموعتين تعدان أقوى من بقية المجموعات: مجموعة ما يسمى بـ"الحكومة الشرعية" بقيادة عبد ربه منصور هادي الذي توفر له السعودية الحماية، المجموعة الثانية باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتسعى هذه المجموعة لفصل جنوب اليمن وتأسيس دولة جديدة، هذه المجموعة تحميها الإمارات، هاتان المجموعتان دخلتا في حرب دموية منذ عدة أيام لتكون النتيجة خسارة الفريق الأول وانتصار الفريق الثاني.

هذا الصراع بين الفريقين أظهر بشكل لا يدعو للشك حجم الصراع بين الإمارات والسعودية، على اعتبار أن هاتين الدولتين تقتسمان حماية هذين المجموعتين بالتساوي.

خلال الصراع الأخير سيطرت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على العديد من القواعد العسكرية والمراكز الإدارية وكذلك القصر الرئاسي في عدن، واعتبر عبد ربه منصور هادي أن ما يجري يعدّ انقلاباً على "دولة القانون"، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: "ما يفعله المجلس الانتقالي في عدن، العاصمة المؤقتة، هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية".

انقسام في التحالف السعودي

أثار ارتفاع الاشتباكات في عدن تكهنات بشأن النزاع الإماراتي السعودي، خاصة وأن دولة الإمارات أقدمت على عدة تصرفات في الأشهر الأخيرة لتحسين السياسة الخارجية للبلاد.

في خطوة غير متوقعة، أعلنت انسحابها من اليمن وأرسلت عدة وفود سرية إلى طهران لتحسين العلاقات مع إيران.

ما حصل في عدن، في الواقع، أحدث علامة على الانقسام بين السعودية والإمارات، ووصل النزاع إلى النقطة التي تستهدف فيها القوات السعودية مباشرة القوات التي تدعمها الإمارات في عدن.

لهذا السبب، يعتقد بعض المراقبين أن التوترات في عدن هي في الحقيقة حرب إماراتية سعودية بغطاء يمني.

هل ينقسم اليمن؟

حتى عام 1990 كان اليمن مجزأ إلى يمن شمالي يحمل اسم "الجمهورية العربية اليمنية" ويمن جنوبي يحمل اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وقد اتحد هذان البلدان في عام 1990 وانتخب علي عبدالله صالح رئيساً للبلاد حينها.

لكن على الرغم من هذا التحالف، لم تختف المشاعر الانفصالية في جنوب اليمن تماماً، مع بداية الحرب اليمنية في عام 2015، رأى الانفصاليون الجنوبيون فرصة لتحقيق تطلعاتهم، لكن هل سينجحون في إنشاء دولة أخرى في جنوب اليمن مرة أخرى؟

من الواضح أن بعض الدول، وخاصة الإمارات، تدعم إنشاء دولة جديدة في جنوب اليمن؛ وحتى السعودية، التي يبدو أنها تعارض الآن الانفصاليين، لم يكن لديها رأي إيجابي بشأن توحيد اليمنيين الشماليين والجنوبيين.

لكن اليوم، أصبح الوضع في اليمن أكثر تعقيداً بسبب الحرب، إذا نجح مجلس الجنوب الانتقالي في إحياء اليمن الجنوبي، فإن جهود السعودية لإعادة هادي إلى صنعاء وطرد "أنصار الله" من هناك سيكون أكثر صعوبة.

لأن هادي هو أحد السياسيين في جنوب اليمن، وإذا تم تقسيم الجزء الجنوبي من اليمن، فلن يقبله أحد في شمال اليمن كرئيس، لهذا السبب، ربما لن توافق السعودية على فصل جنوب اليمن على المدى القصير.

المصدر: الوقت

رایکم