۷۵۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۱۰
تأريخ النشر: 15 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: كل الحقائق تؤكد من ان منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حرب جديدة ، وهذه الحرب كما تشير تقارير سياسية و أمنية و إعلامية ستكون شاملة و واسعة و مدمرة و تختلف عن الحروب السابقة في المنطقة التي تحددت بدولتين او ثلاث خاصة و ان أطراف هذه الحرب جهزت نفسها بأحدث الأسلحة و أكثرها دماراً و هلاكا و أعدت العدة لتكون الحرب متعددة الأطرف و ستحول دول المنطقة الى ارض محروقة و إيصال المواجهة الى مرحلة تكسير العظام.

و لكن يا ترى من هي الدولة او الدول التي مولت الحروب السابقة و ستمول الحرب الجديدة في المنطقة و هل ستحقق هذه الدول نواياها و أهدافها أم ان الحرب سترتد عليها و تجعل هذه الدول عرضة للزوال او على الأقل محو أنظمتها و تغيير خريطة الشرق الأوسط.

وفقاً لتقارير أعدتها منظمات معارضة للحروب و مدافعة عن السلام في العالم فان النظام السعودي و أنظمة عربية نفطية كانت و لازالت اكثر الأنظمة تمويلاً للحروب في المنطقة. ونشرت هذه المنظمات أرقاما موثقة في هذا السياق منها:

- دفعت هذه الأنظمة مبلغ 300 مليار دولار للإدارة الأمريكية لمنع انهيار الاقتصاد الأمريكي و دول غربية اثر اندلاع الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 2007 و تعهد الملك عبد الله خلال حفلة احتساء الخمر المعروفة مع القادة الغربيين عام 2008 بدفع مبلغ يصل إلى 320 مليار دولار أخرى لأمريكا و ما تسمى بالدول الصناعية الكبرى بشكل دوري، الامر الذي ادى لابقاء القوات الأمريكية و حلف الناتو في المنطقة و تمويل هذه القوات سنوياً بذريعة الدفاع عن هذه الأنظمة.

- أنفقت السعودية و أنظمة عربية نفطية اكثر من 150 مليار دولار لابقاء الحرب مستمرة و مستعرة بين العراق و ايران على مدى ثمانية أعوام بالإضافة الى دفع 45 مليار دولار الى أطراف و دول شاركت في هذه الحرب التي كان الهدف الأساسي منها تدمير طاقات البلدين و قتل و جرح الملايين من أبناء الأمة العربية و الإسلامية و إبراز ما تسمى زعامة النظام السعودي للعالم الاسلامي.

- موّل النظام السعودي العمليات العسكرية التي قامت بها أمريكا و حلفاؤها لإنهاء احتلال نظام صدام حسين للكويت و دفع نظام ال سعود اكثر من 80 مليار دولار في هذا السياق وفقاً لتقرير رسمي نشر في أجهزة إعلام سعودية.

- انفق النظام السعودي اكثر من 20 مليار دولار لتأزيم الأوضاع في لبنان و تشكيل جبهة سياسية و إعلامية مدافعة عن سياسة هذا النظام تحت يافطة إرساء الوفاق الوطني و نشر الأمن و السلام و إجراء انتخابات حرة في هذا البلد.

- حصلت جماعة محمود عباس و الفصائل الفلسطينية المساومة مع إسرائيل على 5 مليارات دولار من السعودية و الدول العربية النفطية بهدف اعمار ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة!، في حين ان تلك الفصائل و جماعة عباس استغلت هذه الأموال لنوايا فئوية و شخصية و شاركت في ممارسة المزيد من الضغوط ضد حماس و الفصائل الأخرى في القطاع المحاصر.

- أنفقت هذه الأنظمة مبلغ 6 مليار دولار لإشعال الحرب بين الحوثيين و النظام الحاكم في اليمن و زادت مبلغ 20 مليار دولار لنشر الإرهاب و توسيع القتال في هذا البلد تحت يافطة اعمار اليمن و محاربة الإرهابيين و الحفاظ على أمن الحدود الجنوبية للسعودية!.

- تعد السعودية و تلك الأنظمة الداعم الأساسي لجماعة طالبان الباكستانية و الأفغانية و قد رصدت هذه الأنظمة مبالغ تراوحت ما بين 5 الى 6 مليار دولار سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية و المسلحة في هذين البلدين بالإضافة الى دعم مالي قدره ملياري دولار سنوياً لتنظيم القاعدة الإرهابي تحت عنوان مساعدة نشاط المنظمات الخيرية لنشر الإسلام و تقديم العون للمنكوبين و متضرري الحروب و الكوارث!.

- رصدت السعودية و الدول العربية النفطية مبلغ مليار دولار سنوياً لجماعات مسلحة في الشيشان و دول في آسيا الوسطى تحت غطاء نشر الدين و مساعدة منظمات خيرية في تلك المنطقة.

- وضعت السعودية و تلك الأنظمة ميزانية مالية مفتوحة تحت تصرف أحزاب و جماعات سياسية و مسلحة في العراق، و تؤكد تقارير المعارضة السعودية ان هذه الميزانية تراوحت ما بين 200 الى 250 مليار دولار لتغيير الوضع السياسي في العراق لصالح السعودية و تلك الأنظمة و تبرير احتلاله من قبل أمريكا و حلف الناتو. و أنفقت السعودية عشرات مليار دولار لدعم أحزاب سياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق و شراء الذمم في هذه الانتخابات الى جانب انها رصد اكثر من 10 مليارات دولار سنوياً للجماعات المسلحة لنشر الإرهاب و تمويل التفجيرات و إرسال المسلحين و الإرهابيين بشكل منظم لبث الإرعاب و الإرهاب و توسيع القتل و الدمار في هذا البلد و منع استقراره و تدمير البنى التحتية فيه.

- وفقاً لتقارير منظمات ناشطة في مجال معارضة الحروب و أعمال العنف فان أمريكا و إسرائيل و نيابة عن دول في المنطقة أبدت استعدادها لفرض الحرب على إيران و سلمت السعودية والدول العربية النفطية قائمة طويلة و عريضة بالنفقات المحتملة لهذه الحرب في حالة اندلاعها و استمرارها. و تشمل هذه القائمة على رقم مالي خيالي يصل الى اكثر من 400 مليار دولار مقسمة على نواحي و مجالات عديدة منها:

*نشر منظومات صاروخية دفاعية من نوع باتريوت وأنظمة متطورة أخرى تحت ستار مواجهة احتمال إطلاق إيران صواريخ بعيدة المدى على قواعد و منشآت عسكرية لقوات أمريكية و حليفة لها مستقرة و سوف تستقر لاحقاً في دول المنطقة.

*دفع نفقات للقوات المتواجدة في المنطقة و القوات التي سيتم استدعاؤها و مشاركتها في هذه الحرب و يقدر عدد هذه القوات ما بين 200 الى 250 الف جندي بالإضافة الى دفع نفقات تواجد الأساطيل البحرية و حاملات الطائرات و القوات الخاصة التي ستشارك تحت يافطة الدفاع عن امن و سلامة دول المنطقة.

*إنفاق ميزانية متوقعة تكون بمثابة تعويضات مالية كبرى للدول التي تتعرض للهجمات الجوية و الصاروخية الإيرانية لاسيما إسرائيل التي طالبت السعودية و الدول العربية النفطية بدفع مئة مليار دولار تعويضات محتملة عن الأضرار التي ستتعرض لها بالإضافة الى نشر منظومة صواريخ مضادة فيها لردع و مواجهة الصواريخ الإيرانية او الصواريخ التي ستطالها بالتأكيد من جنوب لبنان و قطاع غزة في حالة مشاركة إسرائيل المباشر في اي حرب او عدوان على إيران حتى في حالة انحسار هذا العدوان بضرب منشآت إيران النووية خاصة مع الإعلان عن قرب تشغيل مفاعل بوشهر النووي جنوب ايران.

كل الإجراءات و الاستعدادات والتطورات الراهنة في المنطقة تشير الى اندلاع الحرب فيها خلال الأشهر القادمة او اقل، فمن حفر القبور الجماعية التي أوجدتها إيران للقوات الغازية الى تخزين الأسلحة الهائلة في دول المنطقة و نشر منظومات الصواريخ في هذه الدول، و الكل يتوقع ان تكون ذرائع هذه الحرب عديدة و متنوعة مثل الملف النووي الإيراني او اتهام الغرب و إسرائيل لإيران بالسعي لانتاج أسلحة دمار شامل او تطبيق مفاد القرار 1929 الذي يشمل تفتيش السفن و الطائرات الإيرانية حيث أكدت طهران انها سترد بالمثل على مثل هذا التصرف او انها ستمنع تفتيش سفنها بقوة البحرية المرافقة لهذه السفن، او حتى اندلاع الحرب بذريعة اتهام حزب الله لبنان باغتيال رفيق الحريري حسب زعم المحكمة الدولية و مطالبة مجلس الأمن التعامل مع حزب الله كما تعاملت أمريكا مع القاعدة و طالبان في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر.

و يجمع المراقبون و السياسيون والعسكريون ان تتحدد احتمالات نتائج الحرب القادمة في المنطقة في النقاط التالية:

1. يتمنى المسئولون في دول الشرق الأوسط من الذين أقنعتهم أمريكا بضرورة شن الحرب على إيران في حالة رفضها القبول بشروط الغرب حيال ملفها النووي، ان تكون الحرب تقتصر على ضرب المواقع النووية الإيرانية و تدميرها بشكل لا تستطيع فيه ممارسة اي نشاط نووي، و ان تتحدد هذه الحرب داخل إيران وحدها من خلال تهديدها بأسلحة الدمار الشامل في حالة شن اي هجوم مضاد او انتقامي على الوجود العسكري الأمريكي او مصالح الغرب في المنطقة.

2. ان تكون الحرب المزعومة مجرد تهديدات جوفاء لفرض العصا و السلطة الأمريكية على ايران و قبولها في نهاية الأمر بالشروط الأمريكية و الدخول في مفاوضات مع مجموعة (5+1) لإنهاء أزمة الملف النووي، و كذلك حصول أمريكا على أموال و عائدات طائلة من الدول العربية النفطية من خلال بيع المزيد من الأسلحة الهائلة لدول المنطقة و إجبارها على دفع إتاوات مالية بشكل دوري لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي المنهار و إرجاع الأموال التي كانت دفعها أمريكا لشراء النفط من هذه الدول.

3. ان تحقق أمريكا و إسرائيل المخططات التي رسمتها للمنطقة اي نهب العائدات والاحتياطي المالي الهائل للدول العربية النفطية و تحقيق أمريكا لنصر مزعوم على إيران على غرار ما حققته في العراق و أفغانستان و هذا يعني انزلاق أمريكا في مستنقع آخر تغوص فيه القوات و السياسة الأمريكية كما هي متورطة الآن في أفغانستان و العراق فلا خيار لها الخروج من المستنقع او البقاء فيه، لانه في كلتا الحالتين ستتحمل أمريكا المزيد من الهزيمة و الفشل.

4. الاحتمال الأخير و كما توقع الرئيس الكوبي المتقاعد فيدل كاسترو ان تكون الحرب شاملة و طاحنة و تكون مدمرة حتى لتلك الدول التي ستشارك فقط في تمويل الحرب مالياً او تضع إمكانياتها و أراضيها تحت تصرف القوات المعتدية و سيموت في هذه الحرب الملايين من الناس و معظم أفراد قوات الأطراف المشاركة في الحرب و ستكون نتائجها سلبية على الجميع خاصة و ان الدول المتناحرة سوف تستخدم فيها كل ما لديها من أسلحة تدميرية هائلة.

حقاً، اذا أدركت الأنظمة العربية النفطية و لاسيما السعودية مخاطر هذه الحرب و نتائجها المدمرة وغير معروفة الأبعاد هل ستستمر بتمويل حرب أخرى في المنطقة من المتوقع ان تحرق آبار النفط و الغاز و توقف أهم شريان للطاقة العالمية و تدمر السفن و الناقلات التجارية و تقضي على المشاريع العمرانية و البنى التحتية ، و الأهم من هذا و ذاك انها ستحصد أرواح ملايين الأشخاص و تبدد احتياطي الأجيال القادمة، فهل هذه الأنظمة و شعوبها مستعدة لدفع نفقات مثل هذه الحرب و القبول بنتائجها المدمرة و الكارثية على مستقبل المنطقة بأكملها؟.
رایکم