۱۶۸۲مشاهدات
رمز الخبر: ۳۸۸۶۷
تأريخ النشر: 25 July 2018

شبکة تابناک الاخبارية: تصادف اليوم 11 ذي القعدة ذكرى مولد الامام علي بن موسى الرضا الثامن من ائمة اهل البيت عليهم السلام الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبهذه المناسبة السعيدة نبعث أسمى آيات التهاني الى المسلمين كافة ونستعرض بعض الجوانب من حياته المباركة.

الإمام الرضا [عليه السلام] هو الإمام الثامن عند مذهب اتباع اهل البيت عليهم السلام، وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وابن فاطمة الزهراء بنت النبي محمد [صلى الله عليه وآله وسلم] ، له ألقاب عدة أشهرها (الرضا)، وكنيته أبو الحسن الثاني، ولد في المدينة المنورة سنة 148 هـ، واستشهد بجرعة سمٍّ دُسَّت له في العنب والرمان، في طوس سنة 203 هـ، ودفن في مدينة مشهد/شمال شرق ايران/، وصار مرقده مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان، ولقد استمرّت إمامته حوالي 20 عامّاً.

كان الإمام الرضا [عليه السلام] يُقيم في المدينة المنورة، لكنه انتقل إلى خراسان، بطلبٍ وأمرٍ من المأمون العباسي؛ ليُكرهه على قبول ولاية عهده، وعند مروره بنيشابور روى حديث سلسلة الذهب المشهور.

عُرف عند أهل زمانه بالزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه، وذلك لتَفَوَّقه على جميع مَن ناظره من مختلف أصحاب المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته مناظراته، التي كان يفرضها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، وقد كان المأمون يعقد هذه المناظرات لعلّه يتمكن من اثبات أنّ أئمة أهل البيت ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو متداول عند شيعتهم وأهل زمانهم.

قال ابراهيم بن العبّاس: ما رأيت الرضا يسأل عن شيء قط إلا اعلم، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأوَّل إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء، فيجيب.

هويته الشخصية

اسمه علي [عليه السلام] [1] ولُقّب عند الشيعة والسنّة بالكثير من الألقاب، أشهرها الرضا،[2][3][4] وكذلك لُقِّب، بالزّكيّ، [5] والرضي،[6] الوليّ، والوفيّ، [7] والفاضل، والصابر، ونور الهدى، وسراج الله، وقرة أعين المؤمنين، ومُكِيد المُلْحِدِين.[8]

كنيته: المشهور هو أنه يكنى: بأبي الحسن، [9] ويكنى في بعض أسانيد الروايات بأبي الحسن الثاني، باعتبار أنّ والده الإمام موسى الكاظم [عليه السلام] هو أبو الحسن الأول.

تاريخ ومكان ولادته وشهادته وسببها

المشهور بين الأعلام والمؤرخين،[10] أنّه ولد في المدينة المنورة سنة 148 هــ، [11] وقيل سنة 151 هــ، وقيل سنة 153 هــ،[12] في يوم الخميس أو الجمعة الموافق ( 11 ) ذي الحجة أو ذي القعدة أو ربيع الأول أوشوال. [13]

المشهور عند الشيعة أن شهادته كانت في شهر صفر سنة 203 هــ عن عمر ناهز ( 55 ) عاماً، [14] وحدّدها الطبرسي في الآخر من شهر صفر.[15]

وهناك من ذهب إلى أنّ شهادته كانت في 21 من شهر رمضان، ورأي ثالث يذهب إلى القول أنّ شهادته كانت في 18 جُمادى الأولى، ورابع يرى أنّها في 23 من ذي القعدة أو آخرها سنة 202 هـ، أو 203 هـ، أو206 هـ، [16] وروى الكليني أنّ شهادته كانت في شهر صفر سنة 203 هـ عن عمر ناهز 55 عاماً،[17] وهذا هو المشهور بين أكثر المؤرخين،[18] وحدّدها الشيخ الطبرسي في الآخر من صفر.[19]

وبسبب الاختلاف في تاريخ ولادته وشهادته، فقد اختُلف أيضاً في تحديد عمره الشريف، فكان ما بين 47 -57، إلّا أنه بحسب المستفاد من الرأيين المشهورين في تاريخ ولادته وشهادته يكون [عليه السلام] قد ناهز الـ 55 عاماً.[20]

أجمع علماء ومؤرّخو الشيعة بلا خالف يُعرف، على أنّ الإمام الرضا [عليه السلام] استشهد بسبب السمّ الذي دسّ له في العنب أو الرمان،[21] بأمرٍ من المأمون العباسي.

فقد روى الشيخ المفيد أن عبد الله بن بشير قال: أمرني المأمون أن أطول أظفاري عن العادة، ولا أظهر لأحد ذلك، ففعلت، ثم استدعاني، فأخرج إلي شيئاً شبه التمر الهندي، وقال لي: اعجن هذا بيديك جميعاً، ففعلت، ثم قام، وتركني، فدخل على الرضا [عليه السلام] ، فقال له: ما خبرك؟ قال: أرجو أن أكون صالحا. قال له: أنا اليوم بحمد الله أيضاً صالح، فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم؟ قال: لا، فغضب المأمون، وصاح على غلمانه، ثم قال: خذ ماء الرمان الساعة، فإنّه مما لا يستغنى عنه، ثم دعاني، فقال: ائتنا برمان، فأتيته به، فقال لي أعصره بيديك، ففعلت، وسقاه المأمون الرضا [عليه السلام] بيده، فكان ذلك سبب وفاته‏، [22] وقد دفنه المأمون في بيت حميد بن قحطبة الطائي أي البقعة الهارونية الواقع في قرية سناباد، [23] حيث يقع الحرم الرضوي اليوم في إيران في محافظة خراسان الرضوية بمشهد المقدّسة.

ونقل الصدوق جملة من روايات بهذا المضمون، ذكر في بعضها أنّ المأمون دسّ إليه السم في العنب وفي بعضها العنب والرمّان.[24]

وكذلك جاء في تاريخ اليعقوبي: انطلق المأمون في عام 202 للهجرة من مرو إلى العراق مصطحباً معه وليّ عهده الرضا [عليه السلام] ووزيره الفضل بن سهل ذا الرئاستين،[25] ولما صار إلى طوس توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بقرية يقال لها النوقان أول سنة 203 هـ، ولم تكن علته غير ثلاثة أيام، فقيل إنّ علي بن هشام أطعمه رمانا فيه سم، وأظهر المأمون عليه جزعاً شديداً، كما ذكر ابن حبان، في كتابه الثقات عند ترجمته لـ (علي بن موسى الرضا): ومات علي بن موسى الرضا [عليه السلام] بطوس من شربة سقاه إياها المأمون، فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين.[26]

وذكر المؤرخون أنّ من الأسباب التي دفعت بالمأمون للإقدام على فعلته:

أولاً: انتصاره وتغلبه على علماء عصره في حلقات المناظرة.[27]
ثانياً: ما حصل من وقائع أثناء صلاة العيد حيث أنّ المأمون شعر بالخطر الشديد مما حدث في تلك الحادثة، فجعل عليه عيوناً تراقبه خشية أن يقوم بما يعدّ مؤامرة ضدّ المأمون.[28]

محل إقامته

وُلِد الإمام الرضا [عليه السلام] في المدينة المنورة، واستشهد في طوس،[48] وبسبب وجود تضارب في تاريخ ولادته وعمره [49] فمن الصعب تحديد المدة الزمنية الدقيقة التي أقام في المدينة.

ولكن المعروف بأنه [عليه السلام] قضى حوالي سبع عشرة سنة من إمامته في المدينة – وهي فترة ما بين سنة 183 هـ استشهاد الإمام الكاظم [عليه السلام] [50] حتى إشخاصه إلى خراسان سنة 201 هـ. [51]

وبعد انتقاله إلى طوس أقام بقية حياته في طوس، والتي هي سنتان حيث استشهد [عليه السلام] في سنة 203 للهجرة،[52] وفيما عدا المدينة المنورة وطوس، أقام الإمام لمدة قصيرة في كل من الكوفة،[53]والبصرة[54] أيضاً.

في الزهد والكرم

روي عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: كَانَ جُلُوسُ‏ الرِّضَا [عليه السلام] فِي الصَّيْفِ عَلَى حَصِيرٍ وَفِي الشِّتَاءِ عَلَى مِسْحٍ‏ وَلُبْسُهُ الْغَلِيظَ مِنَ الثِّيَابِ حَتَّى إِذَا بَرَزَ لِلنَّاسِ تَزَيَّنَ لَهُمْ، وَلَقِيَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي ثَوْبٍ خَزٍّ، فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ لَبِسْتَ ثَوْباً أَدْنَى مِنْ هَذَا، فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَأَدْخَلَ كُمَّهُ، فَإِذَا تَحْتَ ذَلِكَ مِسْحٌ،‏[59] فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ الْخَزُّ لِلْخَلْقِ‏ وَالْمِسْحُ لِلْحَقِّ.[60]

ما رواه يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّوْبَخْتِيُّ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا [عليه السلام] فَقَالَ لَهُ: أَعْطِنِي عَلَى قَدْرِ مُرُوَّتِكَ. قَالَ: لَا يَسَعُنِي ذَلِكَ، فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ مُرُوَّتِي. قَالَ: أَمَّا إِذاً فَنَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلَامُ أَعْطِهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَفَرَّقَ [عليه السلام] بِخُرَاسَانَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ: إِنَّ هَذَا لَمَغْرَمٌ، فَقَالَ: بَلْ‏ هُوَ الْمَغْنَمُ‏ لَا تَعُدَّنَّ مَغْرَماً مَا ابْتَعْتَ بِهِ أَجْراً وَكَرَماً.[61]

في العلم والمعرفة

عُرِف الإمام الرضا [عليه السلام] ، بتفرّده عن أهل زمانه بسعة العلم والمعرفة، وشهد له بذلك مختلف أصحاب المذاهب والأديان، والروايات في ذلك كثيرة:

منها ما قاله عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ‏ مِنْ‏ عَلِيِ‏ بْنِ‏ مُوسَى‏ الرِّضَا [عليه السلام] وَلَا رَآهُ عَالِمٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ بِمِثْلِ شَهَادَتِهِ، وَلَقَدْ جَمَعَ الْمَأْمُونُ فِي مَجَالِسَ لَهُ ذَوَاتِ عَدَدِ عُلَمَاءِ الْأَدْيَانِ، وَفُقَهَاءِ الشَّرِيعَةِ، وَالْمُتَكَلِّمِينَ، فَغَلَبَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَقَرَّ لَهُ بِالْفَضْلِ، وَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالْقُصُورِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا [عليه السلام] يَقُولُ: كُنْتُ أَجْلِسُ فِي الرَّوْضَةِ وَالْعُلَمَاءُ بِالْمَدِينَةِمُتَوَافِرُونَ، فَإِذَا أَعْيَا الْوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ أَشَارُوا إِلَيَّ بِأَجْمَعِهِمْ، وَبَعَثُوا إِلَيَّ بِالْمَسَائِلِ فَأَجَبْتُ عَنْهَا.[62]
ومنها ما روي عن أَبُي ذَكْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ‏: مَا رَأَيْتُ الرِّضَا [عليه السلام] سُئِلَ عَنْ شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ إِلَى وَقْتِهِ وَعَصْرِهِ، وَكَانَ‏ الْمَأْمُونُ‏ يَمْتَحِنُهُ‏ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، فَيُجِيبُ فِيهِ وَكَانَ كَلَامُهُ وَجَوَابُهُ وَتَمْثِيلُهُ بِآيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَكَانَ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَيَقُولُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ، وَلَكِنْ مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا وَفِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ نَزَلَتْ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.[63]

معرفته بكل اللّغات

تميَّز الإمام الرضا [عليه السلام] ، بمقدرته على مخاطبة كل قوم بلغته، وهذا قد تظافرت به الروايات الواردة عن مَن كان يتواصل معه [عليه السلام] :

يقول اسماعيل السندي: سمعت بالهند أنّ لله في العرب حجّة، فخرجت في طلبه، فدللت على الرضا [عليه السلام] فقصدته، وأنا لا أحسن العربية، فسلّمت عليه بالسنديّة، فردّ عليَّ بلغتي، فجعلت اُكلمه بالسندية، وهو يردّ عليَّ بها، وقلت له: إنّي سمعت أنّ لله حجّة في العرب، فخرجت في طلبه، فقال: أنا هو، ثمّ قال لي: سلْ عمّا أردته، فسألته عن مسائل فأجابني [عليه السلام] ، عنها بلغتي.[64]
ويقول أبو الصّلت الهروي: ’’ كان الرضا [عليه السلام] يُكلّم النّاس بلغاتهم، فقلت له في ذلك، فقال: يا أبا الصّلت، أنا حجّة الله على خلقه، وما كان الله ليتّخذ حُجّة على قوم وهو لا يعرف لُغاتهم، أو ما بلغك قولأمير المؤمنين [عليه السلام] : أُوتينا الخطاب، وهل هو إلا معرفته للُّغات.[65]

في العبادة والتقوى

يقول الشبراوي: عليّ الرضا [عليه السلام] كان صاحب وضوء وصلاة ليله كلّه، يتوضّأ ويصلّي ويرقد، ثمّ يقوم فيتوضّأ ويصلّي ويرقد، وهكذا إلى‏ الصباح.[66]

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ وَاسْمُهَا عُذَرُ قَالَتْ: اشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الْجَوَارِي فَحُمِلْنَا إِلَى الْمَأْمُونِ فَوَهَبَنِي لِلرِّضَا [عليه السلام] فَسَأَلْتُ عَنْ أَحْوَالِ الرِّضَا [عليه السلام] فَقَالَتْ: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ السَّنِيِّ، وَيَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءَ وَرْدٍ وَمِسْكاً وَكَانَ [عليه السلام] إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَكَانَ يُصَلِّيهَا فِي أَوَّلِ وَقْتٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ أَوْ يَرْكَبُ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فِي دَارِهِ كَائِناً مَنْ كَانَ- إِنَّمَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ قَلِيلًا قَلِيلًا.[67]
وعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ وهو يصف حال الإمام الرِّضَا [عليه السلام] فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُ كَانَ [عليه السلام] قَلِيلَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ كَثِيرَ السَّهَرِ- يُحْيِي أَكْثَرَ لَيَالِيهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى الصُّبْحِ - وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ - وَيَقُولُ ذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ - وَكَانَ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ وَالصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ - وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي الْمُظْلِمَةِ - فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَهُ فِي فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِّقْهُ.[68]

في الإحسان والعطف

أخرج الكليني عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الرِّضَا [عليه السلام] فِي سَفَرِهِ إِلَى خُرَاسَانَ، فَدَعَا يَوْماً بِمَائِدَةٍ لَهُ فَجَمَعَ عَلَيْهَا مَوَالِيَهُ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ لَوْ عَزَلْتَ لِهَؤُلَاءِ مَائِدَةً، فَقَالَ: مَهْ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاحِدٌ وَالْأُمَ‏ وَاحِدَةٌ وَالْأَبَ وَاحِدٌ وَالْجَزَاءَ بِالْأَعْمَالِ.[69]

سيرته الذاتية
نشأ وتربى الإمام الرضا [عليه السلام] في أكثر البيوت التي تتوفر فيها الخصائص التي تجعله من الفرد بالغاً أوج كماله، فما يُفهم من عموم الروايات، هو أنّ الإمام الرضا [عليه السلام] نشأ في البيت الذي هو امتداد لبيتالنبوّة، وهو بيت إمامٍ سليل أئمة، وأبو أئمة، وهو بيت الإمام موسى بن جعفر الكاظم [عليه السلام] ، وتربى وتأدَّب في بيتٍ حوى أطهر الخلق سريرة وأعلمهم في زمانهم، وأكثرهم تقوى وعبادة، واغزرهم عطاءاً وكرماً.

ومن أبرز دلائل إمامته، نص الروايات التي رويت على جمهرة من أصحاب أبيه موسى بن جعفر [عليه السلام] ومنها:

عن داود الرقي قال: قلت لأبي إبراهيم - يعني موسى الكاظم [عليه السلام] -: فداك أبي إني قد كبرت، وخفت أن يحدث بي حدث، ولا ألقاك، فأخبرني من الإمام من بعدك؟ فقال: ابني علي [عليه السلام] .[73]
وعن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول– الكاظم- [عليه السلام] : ألا تدلني على من آخذ منه ديني؟ فقال: هذا ابني علي‏...[74]

بالإضافة إلى الروايات العديدة، فإنّ مقبوليّة الإمام الرضا [عليه السلام] بين شيعته وأفضليته العلميّة والأخلاقيّة هي التي أثبتت إمامته على الرغم من أنّ قضيةالإمامة كانت في زمنه في غاية الحساسية والتعقيد، ولكنّ أكثر أصحاب الإمام الكاظم [عليه السلام] سلّموا بخلافة الإمام الرضا [عليه السلام] من بعده.[75]

تصديه للإمامة

تصدى الإمام الرضا [عليه السلام] للأمامة بعد أبيه لمدة 20 سنة بين (183 -203 هـ)، عاصر فيها مُلك هارون الرشيد، (10 سنوات) ومُلك محمد الأمين ( 3 سنوات وخمسة وعشرين يوماً)، ثمّ خُلع الأمين واُجلس عمّه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة (14 يوماً)، ثُم اُخرج محمد ثانية وبويع له وبقى بعد ذلك (سنة وسبعة أشهر) وقتله طاهر بن الحسين، ثُم مُلك المأمون، (5 سنوات).[76]

سفره إلى خرسان

لقد كانت هجرة الإمام الرضا [عليه السلام] من المدينة إلى مرو في سنة 200 هـ،[99] وهذا ما صرّح به بعض الباحثين، حيث قالوا: أنّ الإمام الرضا [عليه السلام] استقرفي المدينة حتى سنة 201 هـ، ودخل مرو في شهر رمضانمن السنة نفسها.[100]

كما ذكر الشيخ المفيد أن المأمون قد أنفذ إلى جماعة من آل أبي طالب، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم الرضا علي بن موسى [عليه السلام] ، فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاءوه بهم، وكان المتولي لإشخاصِهم هو المعروف بالجلودي، فقدم بهم على المأمون، فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا علي بن موسى [عليه السلام] داراً، وأكرمه، وعظّم، أمره،[101] ويختلف الشيخ المفيد في روايته هذه مع اليعقوبي في كون رسول المأمون لجلب الإمام هو الجلودي لا الرجاء بن الضحاك.

فقد جاء في تاريخ اليعقوبي أنّ المأمون أمر الرجاء بن الضحاك - وهو من أقارب الفضل بن سهل بجلب الإمام الرضا [عليه السلام] من المدينة إلى خراسان عن طريق البصرة،[102] وقد حدد المأمون مسيراً خاصّاً لقافلة الإمام خشية من أن يمرّ الإمام على المناطق التي تقطنها الشيعة، ويلتقي بهم فأمر أن لا يأتوا به عن طريق الكوفة، بل عن طريق البصرة وخوزستان وفارس ومنه إلى نيشابور، [103] فهكذا كانت حركة الإمام استناداً لكتاب أطلس الشيعة: المدينة، نقره، هوسجة، نباج، حفر أبي موسى، البصرة، الأهواز، بهبهان، إصطخر، أبرقوه، ده شير (فراشاه)، يزد، خرانق، رباط بشت بام، نيشابور، قدمكاه، ده سرخ، طوس، سرخس، مرو.[104]

ومن أهم وأوثق ما حدث في هذا الرحلة الطويلة حديث الإمام في مدينة نيشابور المشهور بحديث سلسلة الذهب.[105]

ولاية عهد المأمون

طلب المأمون العباسي من الإمام الرضا [عليه السلام] ، أن يكون ولي عهده في الخلافة، فرفض الإمام ذلك كما تشير جملة من الأخبار والروايات، غير أنّ المأمون إلتجأ إلى تهديد الإمام الرضا [عليه السلام] ، بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى، ممّا دفع بالإمام [عليه السلام] ولحفظ الدماء، لقبول ولاية العهد بشرط أن لا تكون له أي سلطة تشريعية أو تنفيذية في حكم المأمون من قبيل: التنصيب والعزل،[106] فقبل المأمون ذلك، لأنّ دوافعه في تولية الإمام ولاية العهد، كانت كالتالي:

1- تهدئة الأوضاع الداخليّة: بعد تسلّم المأمون الخلافة بسنة واحدة أي سنة 199 هـ، اندلعت ثورات واسعة قادها العلويّون، حيث خرج أبو السرايا السريّ بن منصور الشيبانيّ بالعراق، ومعه محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسنيّ، فضرب الدارهم بالكوفة بغير سكّة العبّاسيين، وسيّر جيوشه إلى البصرة، وقد توزّعت الثورة على عدّة جبهات:

جبهة البصرة بقيادة العبّاس بن محمّد بن عيسى الجعفريّ.
جبهة مكّة بقيادة الحسين بن الحسن الأفطس.
جبهة اليمن بقيادة إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام.
جبهة فارس بقيادة إسماعيل بن موسى بن جعفر [عليه السلام] .
جبهة الأهواز بقيادة زيد بن موسى.
وجبهة المدائن بقيادة محمّد بن سليمان، ولأجل كل هذا كان الهدف الأوّل من دعوة الإمام الرضا [عليه السلام] إلى خراسان تحويل ساحة المواجهة العنيفة والملتهبة إلى ساحة مواجهة سياسية هادئة.

2- سلب القداسة والمظلومية عن الثورة: فإنه لم تكن ثورات الشيعة لتقف عند حدّ، وهذه المواجهات كان لها خاصّيّتان:

المظلوميّة: الّتي كانت تتمثّل بانتزاع الخلافة والاضطهاد والقتل الّذي تعرّض له أئمّة أهل البيت من عهد الإمام عليّ [عليه السلام] إلى عهد مولانا الرضا [عليه السلام] وما بعده.
القداسة: فهي التي يمثّلها الإمام المعصوم من خلال ابتعاده عن أجهزة الحكم، وقيادة الناس وفقاً لمنهج الإسلام الذي يراه أصيلاً، فالمأمون العباسيّ أراد من خلال ولاية العهد أن يسلب هذه القداسة والمظلوميّة اللّتَيْن تشكّلان عامل النفوذ الثوريّ في المجتمع الإسلاميّ, لأنّ الإمام عندما يصبح وليّ عهد سينضمّ، حسب تصوّر المأمون، إلى أجهزة الحكم وينفذ أوامر الملك في التصرّف بالبلاد إذاً فهو لم يعد لا مظلوماً ولا مقدّساً.

3- إضفاء المشروعيّة على الخلافة العباسيّة: فمبايعة الإمام الرضا [عليه السلام] للمأمون تعني حصول المأمون على اعتراف من العلويّين، على أعلى مستوى، بشرعيّة الخلافة العباسيّة. وقد صرّح هو بذلك بقوله: فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا؛ لأنّ هذه البيعة تعني بالنسبة إلى المأمون: أنّ الإمام يكون قد أقرّ بأنّ الخلافة ليست له دون غيره، ولا في العلويّين دون غيرهم؛ ولذلك إنّ حصول المأمون على هذا الاعتراف - ومن الإمام [عليه السلام] خاصّة - يُعتبر أخطر على العلويّين من الأسلوب الّذي انتهجه أسلافه من الأمويين والعباسيين ضدّهم، من قتلهم وتشريدهم، وسلب أموالهم.

وقد صرّح الإمام الرضا [عليه السلام] في خصوص توليه لولاية عهد المأمون قائلاً: ما زادني هذا الأمر (ولاية العهد) الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا، ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب، ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز منِّي.[107]

مناظراته مع العلماء

بعد أن قدم الإمام الرضا [عليه السلام] مُكرهاً إلى مرو في بلاد فارس، بأمرٍ من المأمون العباسي، عقد المأمون مجموعة من المناظرات العلمية التي حضرها مختلف علماء المذاهب والأديان، وطلب من الإمام الرضا [عليه السلام] مناظرتهم، فكانت تتمحور هذه المناظرات في غالبيتها حول المسائل العقائدية والفقهية، أدرج منها الشيخ الطبرسي قسماً في كتابه: (الاحتجاج)،[108] ومنها:

الاحتجاج في التوحيد والعدل
الاحتجاج في الإمامة
الاحتجاج مع المروزي
الاحتجاج مع أبي قرة
احتجاج مع الجاثليق (مع أهل الكتاب)
الاحتجاج مع أهل الكتاب (رأس الجالوت)
الاحتجاج مع المجوس
الاحتجاج مع رأس الصابئة

ويذهب عموم الشيعة الإمامية إلى أنّ غاية المأمون من عقد المناظرات، هي: إزالة الاعتقاد السائد لدى عامّة الأمّة حول أئمة أهل البيت من أنّهم ذوو علم لدُنيّ، وهذا ما أشار له الشيخ الصدوق في مصنّفه عيون أخبار الرضا، حيث قال: كان المأمون يجلب على الرضا [عليه السلام] من مُتَكَلّمِي الفرق والأهواء المُضِلّة كل من سمع به، حِرْصَاً على انقطاع الرضا [عليه السلام] عن الحجّة مع واحد منهم، وذلك حسداً منه له، ولمنزلته من العلم، فكان لا يُكلم أحداً إلاّ أقرّ له بالفضل، والتزم الحُجَّة له عليه .[109]

ولما أدرك المأمون في نهاية المطاف، أنّه لا يوجد نظيرًا للإمام الرضا [عليه السلام] ، وأنّ الأمر بدأ ينعكس عليه سلباً، أخذ بالحدّ من هذه المناظرات، وقد أشار إلى ذلك عبد السلام الهروي‏.[110]

مكانته عند عموم المسلمين

حاز الإمام علي بن موسى الرضا [عليه السلام] مكانة كبيرة عند الشيعة الإمامية، حيث كان الإمام الثامن من أئمتهم الاثنى عشر، وكذلك كانت له مكانة عند من لم يعتقد بإمامته، من أعلام المذاهب الإسلامية الأخرى، وتجلَّى ذلك في كلماتهم التي دوّنوها في مصنّفاتهم عنه:

قال ابن حجر: كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب.[111]
قال السمعاني: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب.[112]
قال الذهبي: كبير الشأن، له علم وبيان، ووقع في النفوس،صيره المأمون ولي عهده لجلالته.[113]
قال الواقدي: سمع علي الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم، وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] وهو ابن نيف وعشرين سنة.[114]
قال اليافعي: توفّى الإمام الجليل المعظّم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمة الأثني عشر، أولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم ... [115]
قال ابن حبان: علي بن موسى الرضا ... من سادات أهل البيت وعقلائهم، وأجلَّة الهاشميين ونبلائهم ... ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون، فمات من ساعته ... وقد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدَّة في وقت مقامي بطوس فزرت علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت تلك الشدة، وهذا شيء جربته مراراه فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين.[116]

مختارات من كلامه [عليه السلام]

وردت الكثير من الروايات عن الإمام الرضا [عليه السلام] ، في الفقه والعقيدة والأخلاق، وغيرها من صنوف العلوم، نذكر منها:

1- من أخلاق الأنبیاء التنظّف.[117]
2- عونك للضعيف أفضل من الصدقة.[118]
3- صاحب النعمة یجب أن یوسع علی عیاله.[119]
4- مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْ قَلْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[120]
5-التودّد إلى الناس نصف العقل.[121]
6- مَن جَلَسَ مَجلِسا يُحيى فيهِ أَمْرنا، لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القُلوُبُ.[122]
7- صل رحمك ولو بشربة من ماء وأفضل ما توصل به الرحم كفّ الأذى عنها.[123]
8- عندما سُئِل: ما حد التواضع؟ فقال: أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله.[124]
9- رحم الله عبداً أحيا أمرنا یتعلَّم علومنا ويعلّمها النّاس، فإنَّ النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا.[125]
10- كلَّما أحدث العباد من الذّنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.[126]

المؤلفات المنسوبة إليه

ذُكرت عدّة كتب ورسائل تعود نسبتها للإمام الرضا [عليه السلام] ، غير أنّ ثبوت نسبة هذه المصنّفات له [عليه السلام] ، فيه نقاش بين المحقّقين والعلماء، من هذه الكتب والرسائل: [127]

كتاب العلل: ذكرها الفضل بن شاذان عنه [عليه السلام] .
مسائل علل الأحكام: رسالة كتبها لمحمد بن سنان.
كتاب فقه الرضا: كتاب مطبوع، ظهر زمن العلامة المجلسي الثاني.
صحيفة الرضا: أو مسند الرضا، ذكرت في مجمع البيان، ووسائل الشيعة ... الخ.
الرسالة الذهبية في الطب: كتبها للمأمون العباسي، وأشار لها الشيخ الطوسي في الفهرست.
رسالة في شائع الدين: للمأمون العباسي، ونقلها الصدوق في مصنّفه عيون أخبار الرضا [عليه السلام] .
رسالة في جوامع الشريعة:كتبها للمأمون العباسي، ونقلها الحراني في مصنّفه تحف العقول عن آل الرسول [صلى الله عليه وآله وسلم] .

كتب تحدَّثت عن سيرته من مختلف المذاهب الاسلامية

كتاب عيون أخبار الرضا [عليه السلام] ، للشيخ الصدوق.

كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الشيخ المفيد.
كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة علي بن عيسى، ابن أبي الفتح الإربلي.
كتاب أعلام الهداية، المجمع العالمي لأهل البيت .
كتاب الإمام الرضا [عليه السلام] ، محمد جواد فضل الله.

كتاب تذكرة الخواص، السبط ابن الجوزي.

كتاب ينابيع المودة، سليمان بن ابراهيم القندوزي.

كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة، علي بن محمد المالكي، ابن الصبَّاغ.
كتاب الثقات، محمد بن حبان، ابن أبي حاتم.

المصدر: ويكي شيعة

رایکم
آخرالاخبار