۱۳۹۷مشاهدات
اما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقالت “إن الإجراءات المنسقة التي جرى اتخاذها توضح بشكل جلي أننا نقف صفا واحدا في توجيه أقوى إشارة لروسيا بأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي”.
رمز الخبر: ۳۷۹۶۶
تأريخ النشر: 27 March 2018

شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : لا يمكن وضع مواقف اوروبا وامريكا وكندا والغرب بشكل عام من روسيا على خلفية قضية اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا ، في خانة المواقف الدبلوماسية المتعارف عليها عادة في مثل هذه القضايا.

الغرب الذي اتهم روسيا بانها وراء محاولة اغتيال سكريبال ، توحد على قلب رجل ، وهب فيما يشبه “الفزعة العشائرية” في مناطقنا ، لمناصرة بريطانيا ، دون ان يسمح باجراء تحقيق محايد في ملابسات القضية ، فقام بطرد اكثر من 150 دبلوماسيا روسيا لحد الان ، والحبل على الجرار.

بريطانيا كانت اول من بدا الهجوم على روسيا وذلك بطرد 23 دبلوماسيا روسيا ، ثم تلتها ألمانيا وفرنسا وبلدان الاتحاد الاوروبي وكندا وأوكرانيا ، حيث تم طرد العشرات من الدبلوماسيين الروس ، وكانت “فزعة” امريكا الاكبر ، حيث قررت طرد 60 دبلوماسيا روسيا بينهم 12 من بعثة روسيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ، كما أمر الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل.

يبدو ان الغرب ليس في وارد ان يخفف من حدة عمليات طرد الدبلوماسيين الروس “انتقاما” لبريطانيا رغم ان الاخيرة من المقرر ان تخرج من الاتحاد الاوروبي العام المقبل ، حيث حذر دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي من إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى في الأسابيع والشهور المقبلة ضد الدبلوماسيين الروس في الاتحاد الاوروبي.

حاولت بريطانيا ان تظهر بمظهر من تفاجأ من ردة الفعل الغربية المناصرة لها ، حيث غرد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على تويتر قائلا ”رد الفعل الدولي الاستثنائي اليوم من قبل حلفائنا يمثل في التاريخ أكبر عملية طرد جماعي لضباط مخابرات روس على الإطلاق وهذا سيساعد في الدفاع عن أمننا المشترك”.

اما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقالت “إن الإجراءات المنسقة التي جرى اتخاذها توضح بشكل جلي أننا نقف صفا واحدا في توجيه أقوى إشارة لروسيا بأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي”.

كما رحب وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون بالدعم الذي تلقته بريطانيا ، وقال ان ”صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد” وان “الدعم الذي تلقته بلاده يعد في حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين”.

“الفزعة” الغربية غير المسبوقة لبريطانيا ، هي اكبر بكثير من كونها “ردة فعل” على محاولةاغتيال جاسوس ، لانها ببساطة عملية “انتقامية” ينفذها الغرب بقيادة امريكا ، ضد روسيا وشخص رئيسها فلاديمير بوتين ، بعد افشلت روسيا بوتين وحلفاء دمشق المخطط الامريكي الغربي الصهيوني العربي الرجعي في تقسيم سوريا والمنطقة ، واقامة “الشرق الاوسط الكبير” على انقاضها وجعل “اسرائيل” فوق الجميع.

هذه “الفزعة” الغربية جاءت بعد فشل الغرب وعلى راسه امريكا في وقف عمليات تحرير الغوطة الشرقية من الجماعات التكفيرية ، عبر الترويج لكذبة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيمياوي ، وكان لروسيا وحلفاء دمشق دورا كبيرا في افشال المخطط الغربي ، الامر الذي فسح المجال امام الجيش السوري في مواصلة عملياته التي انتهت بتحرير الغوطة دون تشهد المعارك اي استخدام للسلاح الكيمياوي الذي طبل له الغرب.

كان واضحا مرارة هزيمة المشروع الغربي في سوريا على يد بوتين وحلفاء دمشق ، من خلال تصريحات تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي ادلت بها يوم امس الاثنين ، فبالرغم من انها كانت تتحدث عن “الوقوف الملفت للغرب معها” ، الا انها كشفت لا اراديا عن اسباب هذه “الفزعة الغربية” ، عندما قالت بصريح العبارة :”إن روسيا تسترت على استخدام قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية”!.

اصبح واضحا ان الغرب يحاول من خلال “فزعته” ان ينفس عن حقده على روسيا ، وان يحاول تسجيل “انتصارات وهمية” على بوتين من خلال مسرحية “طرد الدبلوماسيين الروس ” الهزيلة ، وهو ما دفع وزارة الخارجية الروسية للقول إن قوى في الولايات المتحدة وبريطانيا هي المسؤولة عن محاولة اغتيال الجاسوس سكريبال والصاقها بروسيا.

رایکم
آخرالاخبار