۱۹۴۵مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۷۷۰
تأريخ النشر: 26 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: لم تمنعه إصابته بالشلل شبه التام وفقدانه البصر في إحدى عينيه من التحول إلى أحد أكبر الرموز الوطنية الفلسطينية ومن قيادة حركة المقاومة الإسلامية ضد الإحتلال الصهيوني مما دفع بالكيان الصهيوني إلى محاولة إسكاته بهجوم غادر شنته طائراته الأباتشي.

إنه القائد المقعد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي ذاق طعم المعاناة وألم السجون وقسوة الإحتلال إلى جانب مضايقات السلطة الفلسطينية وفرضها الإقامة الجبرية عليه لعدة مرات لكن كل ذلك بالإضافة إلى إصابته بالإعاقة شبه الكاملة لم تؤثر على عزيمته أو تنال من إرادة التحدي التي كان يتحلى بها أو تضعف من جماهيرته وحب الملايين له.

لقد كان يهز بكرسيه المتحرك أركان الكيان الصهيوني وجبروته الزائفة ويحرك الجماهير الفلسطينية من أقصى الأراضي المحتلة إلى أقصاها غير عابئ بالمعادلات التي فرضها أصحاب التسوية على الشعب الفلسطيني والتي أثبتت فشلها وولت إلى غير رجعة.

ولد الشيخ ياسين عام 1936 في إحدى القرى الفلسطينية العريقة وهي قرية جورة عسقلان وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية.

وفي السادسة عشرة من عمره تعرض لحادث خطير أثر في حياته، حيث أصيب بكسر في فقرات العنق أدى إلى إصابته بالشلل الدائم، كما وأصيب بأمراض أخرى عديدة، منها: فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية في فترة سجنه، وأصيب بضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

عايش الشيخ ياسين أحداث النكبة التي تعرضت لها الأمة العربية عام 1948 فرسخت في داخله حالة الرفض لكل المساومات التي ظهرت فيما بعد واعتبار أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الإحتلال وتحقيق النصر للشعب الفلسطيني.

ويشير الشيخ ياسين إلى هذه الأحداث بعبارة مقتضبة تلخص رؤيته للقضية الفلسطينية بشكل كامل فهو يقول: إن الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل نزعت السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث.

في العام 1987 قرر الشيخ ياسين مع عدد من قيادات الحركة الإسلامية الفلسطينية تأسيس حركة إسلامية لمحاربة الإحتلال الإسرائيلي، وقد أطلقوا على الحركة الجديدة اسم حركة المقاومة الإسلامية والتي عرفت اختصاراً باسم حركة حماس.

ومع إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية قامت سلطات الإحتلال في العام 1988 باعتقال الشيخ ياسين مع مئات من أعضاء حركة حماس وأصدرت عليه حكماً بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى وذلك بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس.

أفرجت سلطات الإحتلال عن الشيخ ياسين أكتوبر/تشرين الأول 1997 في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمّان وقد تمكنت السلطات الأمنية الأردنية من إلقاء القبض على عنصرين من عملاء الموساد وسلمتهما إلى الكيان الإسرائيلي مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين.

وفي الثاني والعشرين من مارس/آذار 2004 أشرف رئيس وزراء الكيان الصهيوني أرييل شارون بنفسه على عملية إغتيال الشيخ ياسين حيث قامت مروحية أباتشي إسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من أحد المساجد في قطاع غزة.

وبهذا الشكل تحولت سيرة الشيخ المقعد إلى إيقونة للجهاد والصبر الفلسطيني وشكلت مصدر إحراج لكل من أقعده الإستستلام والخنوع عن الإلتحاق بركب المجاهدين.

رایکم
آخرالاخبار