۹۸۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۵۲۳
تأريخ النشر: 29 January 2018

شبکة تابناک الاخبارية: إرتكب أكراد سوريا خطأ فادحاً باللجوء إلى أمريكا والإعتماد على وعودها بدعمهم لتحقيق حلمهم البنفسجي في فرض إرادتهم وسيطرتهم على مناطق الشمال السوري بعد إنسحاب "داعش" منها، حيث سرعان ما بدت سوءة المختل "ترامب" لتتبين بوضوح الشمس المشرقة في يوم صيف حار بأنها وعود هزيلة خاوية كانت من أجل إمتطائهم بغية تحقيق بعض المكاسب أمام دمشق ومحور المقاومة الداعم لها، عبر طاولة مفاوضات سوتشي وجنيف.

فبعد أن إستعادت القوات الكردية “قسد” السيطرة على مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم “داعش”، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً (20 اكتوبر) كشفت فيه عن نوايا البيت الأبيض بالتخلي عن دعم أكراد سوريا مقابل الإبقاء على الحليف الستراتيجي التركي، وقالت “يطرح العديد من التساؤلات عن مدى جدية واشنطن في إلتزامها حيال حلفائها الأبرز الأكراد، خاصة بعد تقدُّم القوات السورية، مدعومة بحلفائها من الروس والإيرانيين، بآخر معاقل التنظيم في دير الزور”، مشيرة إلى أن واشنطن تركت الخيار لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مواصلة التقدم بعد الرقة أو الوقوف عندها!

ورأى نيكولاس هيراس المحلل الأمني الأمريكي آنذاك، أن هذا الأمر سيكون كارثياً إذا ما قررت أمريكا الإنسحاب من تلك المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا. ما يكشف خفايا الكلام الذي تبادله أردوغان وترامب خلال لقائهما سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة حيث إعتنقه الأخير كصديق وأعلن: “نحن قريبون من أي وقت مضى”؛ ليشن الديك الرومي بعد ذلك بخمسة أشهر الحرب الضروس على عفرين أقرب حلفاء أميركا، وبعد أن أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره التركي في آخر تشرين الثاني الماضي عدم تسليم المقاتلين الأكراد السوريين مزيدا من الأسلحة، وفق ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

ووقع أكراد سوريا في الفخ ذاته الذي وقع فيه من قبلهم أبناء جلدتهم في العراق (مسعود برزاني) عندما وثق بالوعد الأمريكية ودفعه نحو الإعلان بالإنفصال وإقامة دويلته الحلم على شاكلة الغدة السرطانية “اسرائيل” في المنطقة ضمان لأمن الأخيرة، وذلك على حساب مصالح الأكراد الوطنية في بقائهم ضمن وحدة الشعوب في سوريا كسوريين وفي العراق كعراقيين وفي إيران كإيرانيين وفي تركيا كأتراك؛ دون أن يعوا أنه ليس للأمريكي ولا للإسرائيلي ولا لغيرهم من الأجانب عرباً كانوا أو غربيين أية ضمانة لوعودهم المعسولة.

“روبرت فورد” آخر سفير أميركي لدى سوريا كان قد أكد في 19 يونيو 2017 عن ضرورة عدم ثقة الأكراد بالوعود الأمريكية خلال حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط»، وإن الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال «داعش» ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا. مضيفاً: «ما نفعله مع الأكراد غير أخلاقي وخطأ سياسي».

رایکم
آخرالاخبار