۴۷۳۲مشاهدات
رمز الخبر: ۳۵۶۰۴
تأريخ النشر: 06 July 2017
شبکة تابناک الاخبارية: من المؤكد ان المجتمع العراقي سيواجه في المستقبل القريب تهديدا لا يقل خطورة من تهديد الافكار البعثية التي مازالت تراود كخيلة فلول النظام الصدامي البائد حتى اليوم ، وهو تهديد "اشبال الخلافة الداعشية” ، وهم الاطفال الذين غسلت "داعش” ادمغتهم خلال احتلالها الموصل على مدى ثلاث سنوات.

رغم ان معركة تحرير الموصل ، التي مازالت متواصلة حتى الان ، كانت صعبة ومريرة ، وكلفت العراقيين عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ، كما كلفت الخزينة اموالا طائلة ، الا ان التهديد الذي يشكله وجود الالاف من الاطفال الذين جندتهم ودربتهم "داعش” على السلاح والقتال والقتل ، لا يقل خطورة وكلفة من معركة تحرير الموصل.

هذه القضية الخطيرة ، قضية وجود الالاف من الاطفال الذين يشكلون قنابل موقوتة يمكن ان تنفجر في المجتمع في اي لحظة ، تناولتها بالتفصيل صحيفة "روسكايا فيسنا” الروسية، التي نشرت تقريرا عن هؤلاء الأطفال الذين شاركوا في القتال إلى جانب "داعش” في المعارك التي خاضوها مع الجيش والشرطة والقوات الامنية العراقية.

ما ذهبت اليه صحيفة "روسكايا فيسنا” الروسية بشأن خطر هؤلاء الاطفال على المجتمع الموصللي بشكل خاص والمجتمع العراقي بشكل عام ، بعد تحرير الموصل ، اكدته منظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف ، التي طالما حذرت من استغلال "داعش” للكثير من الاطفال لاستخدامهم في المعارك ضدالقوات العراقية في الموصل وغيرها.

لجنة مكافحة الإرهاب في هولندا بدورها اعدت تقارير حول معضلة الاطفال الذين وقعوا في فخ "داعش” في الموصل ، ذكرت فيها ان "داعش” قام بإنشاء معسكرات تتسم بتنظيم عال، ومعدة خصيصا لتدريب الأطفال، وتهيئتهم نفسيا وجسديا لخوض غمار الحرب ، والقيام بكل ما يطلب منهم.

الصحيفة الروسية نقلت بعض شهادات "أشبال الخلافة” حول طبيعة الدروس وكيفية التدريبات التي كانوا يتلقونها في معسكرات التدريب في الموصل ، ومنها شهادة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، حيث يقول إنه "في حال كان هناك من يريد قتلك فإنه يجب أن تقتله، وإذا لم يكن لديك أي سلاح فخذ قنبلة وفجّر نفسك.. هذا ما علمنا إياه التنظيم".

من جانبه؛ قال طفل ويدعى إبراهيم كان ينتمي لـ"أشبال الخلافة” ويبلغ من العمر 10 سنوات: "تلقينا تعليما مختلفا تماما عن ما هو مألوف، فقد كنا نلقَّن الأرقام من خلال احتساب عدد الطلقات النارية"، فيما قال طفل اخر انهم كانوا يشاهدون افلاما عن التفجيرات الانتحارية وعمليات الذبح بشكل متكرر من اجل ايجاد حوافز لدينا للقيام بتلك الاعمال.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي رايس سليمانوف، قوله إنه "لا بد أن نستشهد بوقائع تاريخية، فبعد الحرب العالمية الثانية؛ قام أتباع هتلر الذين ينتمون لمنظمة (شباب هتلر) بإنشاء منظمة سريّة خاصة بهم في ألمانيا؛ تقوم بالأساس على حرب العصابات، ما يثبت بقاء النزعة الإجرامية في صميم ذواتهم".

من الضروري ، ونحن نحتفل بالنصر على "داعش” في الموصل ، الا تغفل السلطات العراقية عن الجيش الذي تركته "داعش” ورءها في الموصل ، وهم الاف الاطفال الذين مسخت "داعش” بتعاليهما المنحرفة وممارستها السادية ، شخصيتهم ففقدوا هويتهم الثقافية الاسلامية الصحيحة وانتماءهم الوطني ، وتولدت في داخلهم مشاعر العنف نتيجة الدماء والجرائم التي كانت تُرتكب أمامهم طيلة سنوات الحرب.

من الواضح ان مسؤولية جسيمة ستُلقى منذ اليوم الاول لتحرير الموصل ، على كاهل الحكومة العراقية والحكومة المحلية في الموصل وعلى المجتمع وعلى المدارس والمعلمين وخبراء التربية ومراكز الابحاث وعلماء النفس وعلماء الدين و ذوي واُسر هؤلاء الاطفال بشكل خاص ، للعمل بمسؤولية معهم بهدف إعادة دمجهم في المجتمع ، لنزع صواعق التفجير الموجودة في داخل كل واحد منهم.

ان "داعش” لم تهدم حضارة العراق والبنى التحتية وبيوت الناس في الموصل فقط ، بل هدمت مقومات الشخصية العراقية عند اطفال الموصل من الذين وقعوا في قبضتها ، فالطفل ولطبيعته الانفعالية ، يمكن مسخ شخصيته بطريقة سهلة وسلسة ، وهو ما فعلته "داعش” للاسف بالعديد من هؤلاء الاطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم 10 سنوات ، والذين تربوا على الحقد وكراهية الاخر والعنف والقتل على مجدى ثلاث سنوات ، لذلك لن يكون تحرير الموصل ناجزا الا بعد تحريرها من "الدعشنة".
 
المصدر: شفقنا
رایکم