۶۹۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۳۶۸۱
تأريخ النشر: 12 November 2016
شبکة تابناک الاخبارية: لم يغفل التأريخ التصاق الجمهوريين بالحرب، منهجهم يؤدي إلى أشتعال فتيل الأزمات، لتتحول سريعاً نحو مسرحية تهديد الأمن القومي الأمريكي، وفي لحظة واحدة وخطة منقوصة، تجد الحرب قد بدأت، مخلفةً الملايين من التُعساء بينَ قتيلٍ وجريح ومُشرد.

هذه السياسة التي دأب عليها الرؤساء الجمهوريين، لم تكن أتعس من تلك التي أنتهجها الديمقراطيين، فمؤخراً قادَ أُوباماً حرباً شعواء بدون تدخل أمريكي مباشر، ممثلاً بتأسيس تنظيم داعش الإرهابي والنصرة وغيرها؛ من جماعات التطرف الأعمى، فيما بقيَّ القرار الأمريكي مدافعاً عن تلكَ الجماعات بالسر، ومحارباً لها في العلن، وهذا ديدن الديمقراطيين في إدارة الحروب الداخلية، بدون توريط الجيش الأمريكي.

رعى الديمقراطيون التناحر المذهبي، ربما ذاكَ نفسهُ الذي أسس لهُ سلفهُ الجمهوري بوش الأبن، وخلال دورتين أنتخابييتين لم يحسم اوباما موقفاً، ولم يكن أهلاً لشعاراتهِ التي أطلقها في حملاته الإنتخابية، بل إن الأهداف السرّية التي اراد تحقيقها فشل فيها ايضاً، واكبرها كان تغيير النظام السوري، وقتل التجربة العراقية الحديثة، مورثاً ترامب بذلك؛ مآسي لا يتوقع إنه قادر على حلّها ابداً..

إن الخلاف بينَ الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة، خلاف مناهج وليسَ خلاف سياسة، فكلاهما يُريد زعزعة العالم وخلقَ مجتمع دولي ضعيف، مثلما يتفقان على ضرورة كسر الصين وروسيا، أو كبح جماح النووي الإيراني مثلاً، وتضعيف الدور الكوري الشمالي، لكن المناهج تختلف بأختلاف طريقة التعاطي معَ الأولويات، ويُحسب للديمقراطيين إنهم أكثر تفهماً للرأي العام الدولي، على عكس الجمهوريين.

جنون ترامب قد يُعقّد المشهد، فتصريحاتهُ المثيرة للجدل والمتضاربة نوعاً ما، لا يمكن للمتتبع أن يتكهن بمستقبل العالم، فيما لو تضاربت طرق تنفيذ تصريحاته أيضاً، فترامب يرى ضرورة استعباد السعودية، واستحصال ضريبة التحرير من العراق، وهو يؤمن ببشار الأسد وبقاءه، لكنهٰ يغازل المال السعودي، وليسَ لديه صورة واضحة عن قوة العراق اليوم، ويكره ايضاً بشار الأسد!!

المحصلّة؛ إن تغيير الرئاسة الأمريكية لا يأتي بجديد، إذا ما تغيّرت سياستها، خاصّة بعد الضغوط التي مارسها الشعب الأمريكي على الساسة، فمثلاً؛ السعودية صديقة الديمقراطيين ولكنها أُدينت أخيراً، وداعش صنيعة أمريكية لكنها رُفضت تالياً.

حتى ينجح ترامب عليهِ أن يفهم؛ إن العالم يعيش في الألفية الثانية، وهذا مختلف جداً عن القرن العشرين عندما قَبِلَ بحربين عالمية، وأيضاً يرفض الحروب الباردة، وكشفَ مؤامرة الحروب بالوكالة، فأي جنون قد يؤدي بهِ إلى حربٍ بلباسٍ جديد، قد تساهم بأنهاء رئاستهِ سريعاً، وقتها لا ينفع أستخدام الإشاعات المسرّبة فالواقع دائماً هو من يحسم الأمور..

النهاية
رایکم