۳۰۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۲۳۱۷
تأريخ النشر: 28 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : لَم تكن فتوى الجِهاد التي أطلقها الإمام السيستاني (دام ظله الوارف)، مُحددة أو محدودة، نَظراً لأسبابِها وأثارِها، فهي واجهت تَطرف كيان إرهابي عالمي، لا يَقتصر على بلدٍ دونَ أخر، ولا يَبعد عن خَطره إنسان أنزوى بعيداً عن العالم، إنهُ تنظيم داعش الذي جَعلَ مِن الإنسان عدواً، مهما أختلف لونهُ، دينه، مبدأه، وتأريخه، وهو بذلك باتَ مُهدداً لإستمرارية النَسل البشري، ففي العِراق يقتل، وفي سوريا يذبح، وفي بروكسل ولندن وواشنطن وأبوجا والقاهرة يُفجر.

إن الفِكر الإرهابي باتَ عابراً للقارات، لا توقفه حدودٍ مصطنعة ولا مسافات جُغرافية، جواز سفره الوحيد هو الفتوى المَريضة التي أباحت لهُ القتل، وأموال الدول المُعادية للسلام معَ عقيدة الصهيونية، شكلتا مع الفتوى مُثلثاً للهمجية العالمية، مهمتها القتل ومهنتها القتل وأسلوبها القتل.

وجاءَ شعبان الخير بفتواه، شَهرُ النبي الأكرم (صلوات الله عليه وأله) كانَ حاسماً، على الإنسانية أن تواجه ألة القتل البربرية، فتصدى لها سماحة السيد السيستاني رائد السلام ومُقرب الأديان، ليعبر بالإنسانية إلى بَر المواجهة الحقيقية، حيثُ هناك؛ يُصنع السلام!

قبل عامين بالضبط؛ أصدرَ المرجع الأعلى السيد السيستاني فتواه بالجهاد الكفائي، لتتشكل بموجبها سرايا الدفاع المُقدس (الحشد الشعبي)، ويستمر على أثرها زخم الدفاع عن الوطن.

إن الفتوى العالمية كانت تتعدى حدود الوطن، فالعراق اليوم يُحارب بالنيابة عن كل العالم مواجهاً شذوذ الفكر، وحقق إنتصارات كبيرة في ظروفٍ قياسية ودعم محدود.

إنها الفتوى فقط؛ من بإستطاعتها مواجهة التحديات الإقتصادية والأمنية في وقتٍ واحد، فالعراق الذي يواجه أزمات إقتصادية وأخرى سياسية كان قريباً من خسارة المعركة، لولا وجود الحافز العقائدي الذي رص الصُفوف وتجاوز الأزمات، وأرعب داعش التكفيرية.

نَعيش الذكرى الثانية للفتوى ونحن منتصرين، في ديالى والأنبار وتكريت، ومهددين لداعش الموصل والحويجة، ومتأهبين لإعلان الإنتصار الكامل.

إن التلاحم الشعبي وإلتفافه حول مرجعية النجف، أحبط رهانات الأعداء، فالمسيحيون والسُنة سارعوا لوأد الفتنة الطائفية، وشكلوا سرايا وأفواج تدافع عن تربة وطنهم، جنباً إلى جنب معَ أبناء الوسط والجنوب، وهذه هي الفلسفة التي أذهلت القوى العالمية، التي خططت لتقسيم العراق، ونهب خيراته وثرواته.

وسنستمر..
شِعاراً وشعوراً؛ سنبقى ندافع عن وطننا الواحد القوي، نَضرب بيدٍ من حديد كل القوى الظلامية التي أرادت بالعراق سوءاً، وكما علّمنا العالم أصول التلاحم، سنعلمهم أبجدية الإنتصارات..
رایکم