۴۶۴مشاهدات
رمز الخبر: ۳۱۸۷۶
تأريخ النشر: 18 April 2016
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نيوز: لم تكن مشكلة اقليم (قرة باغ) المتنازع عليه، بين أرمينيا وأذربيجان وليدة اللحظة، بل إنها أصبحت مشكلة وجودية تعايشَ معها الشعبين، وإن ظلَّت (مسمار جحا) لحكومة الدولتين، فعند أي إختلاف بوجهات النظر (سياسية، إقتصادية)، تعود المشكلة الأمنية للساحة، مع تحفظ كامل لخلق أي حل عسكري، في الفترات السابقة، ما يجعلنا نُشكك في أسباب الأزمة العسكرية الحالية..

تمثل الدولتان عمق إستراتيجي للغرب وإسرائيل؛ نَظراً لموقعهما الجغرافي المُهم، وقربهِ بكلٍ من روسيا وإيران التي تُشكلان محوراً، لصد السياسة الغربية في العالم، الأمر الذي أدى إلى إنفتاح غربي كبير على إذربيجان، وتقديم وعود خيالية (لم تتحقق) لدعم الدولة المستقلة حديثاً؛ من الإتحاد السوفيتي.

إشغال روسيا داخلياً قد يكون السبب الأبرز؛ في إحتدام الصراع (الأذري_الأرمني)، ومعَ تواجد كبير للموساد الإسرائيلي في باكو، وما يرافقهُ من علاقات متينة بينها وبين أنقرة، وربط تلك المؤشرات مع الدور الذي تلعبهُ روسيا في السياسة العالمية، تَجد إن (نَظرية المؤامرة) حاضِرة بقوة، ولا سبيل للشك إذا ما قرأنا مردودات هذا الصِدام.

تَعيش إذربيجان في حكم دكتاتوري بالوراثة، فالحاكم (إلهام علييف) دخل دورته الثالثة، بعد دورات حكومية متتالية لوالده (حيدر علييف)، الذي وجَد في الدعم الغربي خلاصاً لحكمه، بعيداً عن الدور الروسي، مع إعلانه المستمر لمعاداة إيران، ما إعتبره الغرب بُعد إستراتيجي لأعداءه في المنطقة، وهو مايُفسر تشبث الولايات المتحدة وإسرائيل بأبناء (علييف).

على عكس ذلك؛ يجد الشعب الأذري نفسهُ قريباً من إيران وروسيا، مشتركات الأرض والتأريخ تفرض نفسها، ما أدى إلى توتر شعبي في السنوات الأخيرة ضد الحكومة، التي من جهتها إعتبرت إن الولايات المتحدة خذلتها.

من الجهة الأخرى؛ تعيش أرمينيا مشكلة أزلية معَ تركيا، التي ترفض الإعتراف (بمجزرة الأرمن) التأريخية، وهنا بدأ العمل بسياسة (عدو عدوي صديقي)، لتصل العلاقات بين أذربيجان وتركيا حدوداً تعبر الحدود.

تركيا بهذه الخارطة العلاقاتية؛ تكون اللاعب الأكبر خصوصاً مع الدعم الإسرائيلي، فروسيا المنتعشة في منطقة الشرق الأوسط، وإرهاقها للإقتصاد التركي والمخططات التقسيمية في المنطقة، عليها أن تدفع الثمن، أو على أقل الإحتمالات الإنشغال بصراع (قوقازي) يهدد حدودها.

على طريقة إيران ودعمها لحزب الله؛ التأسيس والنشوء والتأثير، نجحت إسرائيل في التأثير على القرار الأذري، معَ مساعدة الفكر الوهابي السعودي، الذي يحاول إذكاء فتنة دولية تساعده بالهيمنة على الحالة الشعبية، في دولة تُعد الأقرب للتأثير على إيران (العدو التقليدي) عبر بحر قزوين.

اجتمع الحلفاء من جديد؛ غايات غربية ونفوذ إسرائيلي، معَ بعد إستراتيجي ديني للسعودية وبغض تركي لأرمينيا، والنتيجة واحدة مع تعدد الغايات، كما ستُصب الجهود في كأسٍ واحد، وهو بث القلق في منطقة أمنة، تعتبر الحديقة الخلفية للعدو (إيران، روسيا)، ما قد يعرقل دور هاتين الدولتين في رسم السياسة الدولية، بالتالي يتمكن الحلفاء من تمرير مخططهم التقسيمي.

الدور الروسي الذي يستثمر بريقه المتصاعد، إستطاع إخماد الأزمة، ما يعطي دلائل جديدة عن قرب عودة المياه لمجاريها، بين الجمهورية المُنفصلة (أذربيجان) والإتحاد الروسي، وقد نجد إنفتاح الإولى على إيران باتَ قريباً، خصوصاً بعد الإنتعاش الإقتصادي التي تعيشه، وخذلان الأطراف الداعمة لها سابقاً، مع تزايد حالات الرفض الشعبي لإنتهاكات إسرائيل المتزايدة، ضد الأبرياء الفلسطينين، بالتالي تكون النتيجة غير متوقعة للأطراف التي أفتعلت الأزمة، ما قد يجعل النتائج صادمة لها، وقد تخسر أهم حلفاءها في اسيا الصغرى..

النهاية
رایکم
آخرالاخبار