۱۰۴۲مشاهدات
رمز الخبر: ۲۸۷۰۴
تأريخ النشر: 14 July 2015
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نیوز: أستوقفتني تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الخميس الماضي خلال زيارته للعاصمة الأردنية عمان وهو يقول :"إن الإيرانيين إذا ما أرادوا أن يقوموا بأعمال شغب في المنطقة فإن ذلك لن يكون على حساب السعودية, فالمملكة تعمل بالتصدي لأعمال إيران المشاغبة في المنطقة, وخير دليل على ذلك التدخل السعودي من أجل دعم الشرعية باليمن".. لافتا إلى أن تواجدها بدأ يتقلص في بعض الأماكن خاصة في أفريقيا واليمن - حسب رأيه .

تصريحات الجبير تدل وبوضوح على السياسة الصبيانة التي بدأت المملكة العربية السعودية تنتهجها منذ علو "المحمدين" السلطة والأخذ بزمامها في غياب ملك مصاب بالزهايمر وهيستريا العظمة ما يذكرني بالايام الأخيرة لملك ملوك أفريقيا "معمر القذافي" وسياسته التدخلية في شؤون البلدان الأفريقية وغيرها .

السعودية التي لا يختلف إثنان في كونها نظام ديكتاتوري موروثي دموي إجرامي خياني للأمة وقضاياها كشف موقع "ويكليكس" الجزء اليسير من الوثائق الدامغة لما تقوم به من دور خبيث ومشاغب في شن الحرب على اليمن أو إحتلال البحرين أو إشعال نار الحرب المدمرة  في العراق وسوريا واتساع نطاق الارهاب التكفيري الذي يضرب كل البلدان العربية والاسلامية من لبنان وحتى الجزائر مروراً بأفغانستان وباكستان وكينيا بدعم فتاوى وعاظ بلاطها المأجورين وأموال بترودولارها وأخواتها الخليجيات، تريد اليوم التصدي لـ"الشغب" الايراني - حسب تعبير الوزير الجبير .

وأستدل وزير خارجية آل سعود الأرعن والمتهور والصبياني بأن الحرب التي يقودها كيانه البدوي ضد يمننا العزيز جاء لدعم الشرعية التي تفتقدها السعودية وأخواتها الخليجيات تلك الأنظمة الموروثية القبلية التي لا دعم ولا قاعدة شعبية لها تهتز إركانها عندما تسمع كلمة الحرية والديمقراطية وحرية التعبير وسجونها ممتلئة بالنشطاء وسجل حقوق الانسان فيها أسود بلون الليل الدامس وتقارير منظمة العفو الدولية دليل على كلامنا هذا .

أيهما أفضل من وجهة نظرك يا وزير خارجية آل سعود.. الشغب الايراني الذي نادى وينادي بلم الشمل اليمني وجمع الأفرقاء وبحث الأزمة يمنياً بعيداً عن التدخل الخارجي ورأب الصدع بين ابناء الشعب الواحدة والحفاظ على وحدة ترابه وكلمته واستقلاليته أفضل أم الحرب المدمرة التي شنها نظامك الدموي الاجرامي البربري التتري الهيستيري دون مبرر تحت يافطة "الشرعية" الغير موجودة في الأساس بسبب إستقالة هادي وحكومته، على بلدي المسالم الفقير وتطوي النصف الثاني من شهرها الرابع راح ضحيتها الآلاف من الابرياء وحصاركم الظالم على بلدي الفقير من كل صوب وحدب يعرض حياة الملايين الآخرين الى خطر جدي وقريب ليشهد اليمن فاجعة إنسانية كبرى حسب تقارير وبيانات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية العالمية "الفاو" وغيرها من المنظمات الدولية الاخرى .

دعمكم لـ"الشرعية" التي ليس لها وجود على أرض الواقع وإنما نابعة عن حقدكم الدفين لليمن المتماشي مع رغبة هبلكم الأعلى عبد العزيز ووصيته لإبائه وهو يحتضر بأن "عزكم في ذل اليمن.. واليمن الواحد يهدد عرشكم" حسب إدعائك يا بن جبير كلف بلدي الفقير وشعبي المظلوم أكثر من 3150 شهيداً بينهم (745)طفل و(564) إمرأه و(1805)رجل، فيما بلغ عدد الجرحى (7400) منهم (512)طفل و(476) إمرأه و(6412) رجل بينهم (531) إصابة حرجة وذلك إستناداً لإحصائيات المنظمة الأممية والمركز القانوني لحقوق الإنسان في اليمن في اليوم الـ 100 لعدوانكم البربري الهيستيري على شعبي المظلوم "عاصفة الحزم" .

أي حزم هذا يا من جعلتم القتل والسبي وإستباحة المحرمات وإراقة الدماء وإنتهاك المقدسات وقطع الرؤوس وأكل الأكباد وحرق وغرق وإعدام الأسرى ونحرهم في الشوارع وحتى بالجرافات نهجكم وأتباعكم في كل مكان وتستهدفون البشر والحجر دون تمييز، لا ينجو منكم الطفل الصغير ولا الشيخ الكبير ولا المراة الحامل ولا بيوت الله ولا التراث ولا الأحياء والأموات ولا المرضى حيث مئات الآلاف منهم يعانون نقص الأدوية والمعدات الطبية وأنتم تستهدفون بعدوانكم المستشفيات والمراكز الصحية ومستودعات الأدوية ومخيمات اللاجئين والمنشآت التعليمية والرياضية والسدود والقلاع التأريخية وأضرحة الأولياء والصلحاء والبنى التحتية وغيرها ليل نهار .

الشرعية التي تتشدقون بدعمكم لها عبر أكثر من (8000) غارة جوية على جميع مناطق اليمن من شماله وحتى جنوبه من صعدة وحتى حضرموت مروراً بالحديدة ومأرب وحجة وتعز وإب والضالع وعمران والبيضاء وذمار وعدن وشبوة والمويت وريمة ناهيك عن العاصمة صنعاء حيث كانت حصتها 1300 غارة ، ولم يسلم منها حتى حلفائكم وأنصاركم ومواليكم من أفراد القاعدة والإصلاح التكفيري- حسب إحصائيات قناة فتنتكم "العربية"؛ كلها من أجل بلوغكم سواحل بحر العرب وإحتلاله ووضع أيديكم على ثرواتنا النفطية ونهبها بعد أن نهبتم ثرواة شعبكم المظلوم والمضطهد منذ القرن الـ17 دويلتكم الأولى وحتى يومنا هذا .

فيما "الشغب" الايراني يريد لليمن وأهله إيقاف الحرب المدمرة وإيصال المساعدات الانسانية العاجلة لكل مناطقه دون إستثناء إن كانت مع الثورة وإرادتها وشعبها أو ضدها من المنبطحين لإرادتكم وعمالتكم، الى جانب لم الشمل اليمني وإنجاح الحوار اليمني - اليمني وإعادة إعمار البلد ومداواة الجرحى وإنقاذ المرضى ورفع الحصار الظالم وإعادة الحياة والأمن والأستقرار وعودة مركزية اليمن الستراتيجية، فيما عدوانكم البربري إستهدف حتى لحظة كتابة هذه السطور 335 تجمعاً سكانياً و2270 منزلاً ودمرهما على رؤوس ساكنيها، ودمرتم أكثر من (1300) منشأة مدنية ومرفق خدمي ومستشفيات ودور صحية ومدارس وسوقاً تجارية وإعطاب عشرات القاطرات بكامل حمولتها من الأغذية والوقود وتعدى عدد النازحين أكثر من 50 ألأف مواطن دون مأوى وملجأ.

* كاتب وباحث يمني
رایکم