۳۰۵مشاهدات
العملية السياسية التي أطلقتها قوات التحالف السعودي باسم "إعادة الأمل" ستميل حتماً نحو جعل ميزان القوى السياسية يميل نحو الموالين للسعودية ..
رمز الخبر: ۲۷۵۳۱
تأريخ النشر: 26 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: لم تستطع السعودية على تحقيق أهدافها في الداخل اليمني، فالجغرافيا معقدة ولايمكن خرقها من قبل قوات برّية، كما إن المملكة لاتمتلك القدرة على دخول مثل هذه المغامرة وحدها، وكنتيجة طبيعية لرفض الدول الحليفة الدخول في هذه المقامرة،أعلنت الرياض هزيمتها.

إن القول بأن السعودية كانت تعرف ما الذي تريده في اليمن ضرب من الخروج عن النص المنطقي، فالحكومة السعودية التي حاولت إظهار نفسها على إنها دولة ذات قدرة على التفكير واتخاذ القرار، وإنها دولة قادرة على التأثير في مسار الأحداث، ومن الغريب أن تنتهي عاصفة الحزم بهذه الطريقة بعد أن قامت السلطات السعودية باستخدام القنابل الفسفورية والقنابل الاهتزازية في ضرب الاحياء المدنية في اليمن، وما يحاول السعوديون قوله بأن حدودهم الجنوبية أمنت، ما هو إلا هروب من الاعتراف بالهزيمة، فالملك السعودي كان قد أمر باشتراك الحرس الوطني السعودي في الهجوم على اليمن، كما إن التصعيد الجوي الذي نفذ خلال اليومين الماضيين يفضي إلى النظام السعودي كان يأمل أن يتلقى توجيهات بأن يذهب نحو أعلى درجات التصعيد من الولايات المتحدة الاميركية، لكن البيان الأميركي الذي صدر قبيل الإعلان عن وقف العدوان كان صادماً لآل سعود، إذ قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لن تقوم بإيقاف إي من السفن الإيرانية وإنها موجودة في المنطقة للحفاظ على حركة التجارة العالمية آمنة، وبالتالي كان على التحالف أن يبحث عن بدائل لذلك ولم يجد.

القول إن السعوديين تمكنوا من تحقيق أهدافهم يحمل الكثير من التساؤل فيما لو كان من أهدافهم أن يستهدفوا جسراً في إب ليقتلوا العديد من المدنيين القاطنين تحت الجسر في بيوت من صفيح، وما إذا كانت عدن آمنة لعودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، ومن الذي سيتقبل في اليمن هذا الرئيس أو خليفته الذي يحضر في شخص خالد البحاح الذي أعلن تنصيبه نائباً لهادي في الرياض، ثم هل يحاول السعوديون أن يقنعوا العالم إن جماعة أنصار الله تضع اسلحتها في الأحياء المدنية على غرار التبرير الإسرائيلي لقصف الأحياء المدنية في غزة، وهل وصل التنسيق بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي حد استنساخ التجربة الإسرائيلية في غزة وتطبيقها في اليمن بضرب من الحماقة..؟

الدول التي حركت النظام السعودي لضرب اليمن بتخليها عنه وضعته وحيداً أمام محرقة زوال الحكم وتقسيم المملكة، فالأسرة الحاكمة تنظر إلى وزير الدفاع محمد بن سلمان على إنه "المراهق" الذي ورط المملكة في حرب لا ناتج عنها، وإن كان أمراء آل سعود يمتلكون الفرصة في الاستثمار داخل اليمن في وقت سابق، فإن الشعب اليمني بمن فيهم آولئك الذين كانوا ينتمون لقوى سياسية توالي الحكومة السعودية باتوا اليوم على الضفة الأخرى من العلاقة مع النظام السعودي، ومن يحاول أن يقول أن اليمن قبل العدوان كحاله بعده، مخطئ تماماً.

العملية السياسية التي أطلقتها قوات التحالف السعودي باسم "إعادة الأمل" ستميل حتماً نحو جعل ميزان القوى السياسية يميل نحو الموالين للسعودية، لكن من سيشارك في هذه العملية، وأين ستتم عملية الحوار، وهل يتوقع السعوديون أن يشارك أنصار الله في عملية سياسية تكون السعودية محركها..؟

بالعودة إلى انتهاء "عاصفة الحزم"، يمكن القول إن السعودية هزمت، كالهزيمة التي تعرض لها الكيان الإسرائيلي في غزة، والتبرير بوقف العملية ذاته، فمستودعات السلاح التي قالت الحكومة السعودية إنها دمرتها، هي ذات الأنفاق التي زعم الكيان الإسرائيلي تدميرها في غزة، لكن يمكن القول قطعاً أن أنصار الله انتصرت على مستويات عدة، أهمها، تشكيل جبهة عمل وطني مشترك ضد القاعدة، ونزع الغطاء وإسقاط الاقنعة عن القوى السياسية التي كانت تدعي الوطنية وترفض القول عنها بأنها قوى مرتبطة بالخليجيين بما في ذلك السعوديين، وأصبح ميزان القوة سياسياً وشعبياً لصالح أنصار الله والقوى الوطنية الحليفة لها، وبذلك يمكن القول أن السعوديين وحلفاءهم هزموا.. وأنصار الله انتصرت.

المصدر: المثقف
رایکم
آخرالاخبار