۲۵۶مشاهدات
هل تريد إسرائيل تحويل الحرب الباردة القائمة بينها وبين «حزب الله» في لبنان منذ اتخاذ مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي نصّ على وقف الأعمال العدائية بينهما في آب 2006.
رمز الخبر: ۲۵۸۶۳
تأريخ النشر: 20 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : حرب «كرّ وفرّ» بهدف إلهاء «المقاومة» عن المشاركة في المعارك السورية، من خلال استهداف أحد مواقع الحزب في مزرعة الأمل في القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السوري المحتلّ الأحد الفائت، واغتيال ستة من عناصره في غارة إسرائيلية بينهم القائد محمد عيسى، وجهاد مغنية نجل القائد العسكري الشهيد للحزب عماد مغنية، أم أنّها تريد فتح حرب فعلية بينها وبين الحزب، وإن خارج الأراضي اللبنانية وتحديداً على الأرض السورية؟!.
صحيح أنّ الإعتداء الإسرائيلي على مقاومي «حزب الله» جاء بعد أيام فقط على توعّد الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله بالردّ على استهدافهم لسوريا مطلع كانون الأول الماضي حينما شنّت طائرات إسرائيلية على مواقع للحزب قرب دمشق، إلاّ أنّ مصدر سياسي متابع، لا يجد أنّ الغارة جاءت كخطوة إستباقية لردّ الحزب، خصوصاً وأنّ الجانب الإسرائيلي، بحسب رأيه، يعلم تماماً أنّ «حزب الله» سيردّ على الإعتداء عليه، حتى ولو لم يُعلن ذلك. غير أنّ الإعتداء الأخير الذي سيكون بعده مختلف تماماً عمّا قبله، شاءت إسرائيل من تنفيذه تحقيق أموراً عدّة بحسب المصدر، أبرزها:
1- إستهداف التوافق الأميركي- الإيراني من خلال الإتفاق الإيراني ومجموعة الـ 5+1 الذي سيصبح واقعاً في تموز المقبل. ولكن رغم ذلك لا تزال إسرائيل تحاول أن تفكّك هذا الإتفاق رغم أنّه يؤدّي الى وقف إيران لبرنامجها النووي (والذي تُشكّك إسرائيل بالتزام إيران به)، لأنّ التفاهم بين طهران وواشنطن لا بدّ وأنّ ينعكس إيجاباً على أزمات المنطقة، ولا سيما منها الأزمة السورية. وهذا ما لا تريده إسرائيل التي تُعرقل الحلول دائماً وتُجهض عملية السلام.
2- تريد إسرائيل إلهاء «حزب الله» عن المعارك التي يُشارك فيها في سوريا الى جانب الجيش السوري دفاعاً عن النظام، وحماية لظهر المقاومة من المجموعات الإرهابية التي قامت بعمليات تفجيرية ضدّ الشيعة في مناطق لبنانية عدّة من الضاحية الى طرابلس. كما تودّ فتح جبهة جديدة مع الحزب في القنيطرة جنوب سوريا القريبة من الحدود مع الجانب الإسرائيلي، بهدف تشتيت قوّته، أي تغيير قواعد الإشتباك وفق ما يُناسبها.
3 - تحاول إسرائيل أيضاً من خلال اغتيال عناصر «حزب الله» استهداف الحوار الداخلي اللبناني الحاصل اليوم بين الحزب و«تيّار المستقبل»، لأنّ من شأن هذا الحوار أن يوصل البلاد الى برّ الأمان والاستقرار وانتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الذي لا تودّ إسرائيل رؤيته، لا سيما وأنّ أكثر من يستفيد من الإنقسامات الداخلية، كما من الإنقسامات العربية- العربية حول الحلول المناسبة للأزمات التي تعاني منها دول المنطقة.
4 - أرادت إسرائيل التأكيد للمقاومة أنّها لا تزال تُخطّط للقضاء على قيادييها، أينما وُجدوا، ولا سيما في سوريا حيث بدا أنّ أجهزة استخباراتها قادرة على الخرق هناك، منذ اغتيال القيادي عماد مغنية في 12 شباط 2008 في حيّ كفرسوسة في دمشق. علماً أنّ الحزب والجيش اللبناني تمكّنا من الكشف على أجهزة التنصّت وكاميرات المراقبة التي زرعتها إسرائيل بعد حرب تمّوز 2006، وقاما بالقضاء على أبرز شبكات التجسّس والعملاء في لبنان. وأرادت بالتالي إظهار أنّها لا تعير تهديدات السيّد نصرالله أي أهمية، ولهذا هي تستكمل تنفيذ مخططاتها في تصفية قادة الحزب، عندما تسمح لها الفرص المناسبة، وقد استفادت من علمها بالجولة التفقدية لعناصر الحزب في القنيطرة، فقامت بالغارة الجوية التي استهدفتهم وأوقعت الشهداء في صفوفهم.
هذه الأسباب التي دفعت بإسرائيل لتنفيذ الغارة، جعلها، على ما أكّد المصدر نفسه، تُقحم نفسها في حرب يمكن تسميتها «ردّ على الردّ»، ما جعلها ترفع التأهّب الى درجة قصوى، وتجلب المزيد من الدبّابات على الحدود مع لبنان، وتحلّق بطائراتها التابعة لسلاح الجوّ فوق المنطقة الحدودية دون انقطاع، لأنّها تتوقّع ردّاً من «حزب الله» على اعتداءاتها الأخيرة عليه، غير أنّها لا تعلم أين ومتى وكيف سيأتيها هذا الردّ.
ويرى المصدر أنّ هذا ما أرادته إسرائيل لنفسها، أي أن تبقى في حال تأهّب لأنّها هي التي تُبادر الى الإعتداء على الحزب، فمن وجهة نظرها إنّ ما تقوم به يستدعي حتماً الردّ من الحزب، كما وأنّ التهديد والوعيد قد جاءها على لسان السيّد نصرالله، ولهذا استفادت أيضاً من جهوزيتها لتنفيذ الإعتداء، كما للردّ على الردّ الذي تنتظره بقلق.
من جهته، إنّ «حزب الله» الذي مُني بخسارة بعض قيادييه، لا بدّ وأنّه يدرس حالياً الخيارات العسكرية تجاه الضربة القاسية التي تلقّاها من الجانب الإسرائيلي، وهو لا بدّ وأن يُباغت إسرائيل بردّ أقسى وأشدّ لن يتمّ الإعلان عنه، وإن كان البعض ينتظر صدور موقف ما عن السيّد نصرالله بعد تشييع الشهداء.
أمّا ادعاء الجانب الإسرائيلي بأنّ الشهيد جهاد مغنية كان يُخطّط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان كانت تهدف الى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكّان، فهي ذريعة، على ما يُشدّد المصدر نفسه، غالباً ما تعتمد إسرائيل على مثيلاتها، لكي تظهر أمام دول العالم بأنّه دائماً يُخطّط للإعتداء عليها، إن كان من قبل المقاومة اللبنانية، أو الفصائل الفلسطينية، وأنّها باستمرار في حالة الدفاع عن النفس، وليس الهجوم. وهذا أمر غير صحيح إطلاقاً، لا سيما وأنّ دولاً عدّة باتت تكشف إسرائيل وادعاءاتها الكاذبة، وتقف في وجهها في مجلس الأمن الدولي.
وأكّد المصدر نفسه أنّ حرب تموز 2006 انتهت من دون أي تفاهم محدّد بين «حزب الله» والجانب الإسرائيلي، ما جعل المواجهة الأمنية والاستخباراتية مفتوحة بين الجانبين طوال السنوات الماضية، ولا تزال، رغم أنّ القرار 1701 الذي أوقف الحرب نصّ على ضرورة وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، والإلتزام بالهدنة المؤقتة بين الطرفين الأمر الذي لم تلتزم به إسرائيل بل خرقته آلاف المرات. غير أنّها رغم كلّ تجهيزاتها وتهديداتها، ليست قادرة على شنّ حرب جديدة فعلية على «حزب الله»، كون هذه الحرب لن تخدمها بل ستؤدّي الى انقلاب شعبها على حكومة نتانياهو، لا سيما وأنّه يكره العيش في الملاجىء، بسبب حرب تستطيع الحكومة تلافيها أو عدم خوضها أساساً.
المصدر : الديار
رایکم
آخرالاخبار