۴۴۰مشاهدات
تبدو التحديات التى ستواجهها سورية كبيرة خلال هذا العام، فهي محاطة بسلسلة من المخاطر والمؤامرات التى يسعى المخططون لها لفرملة مسيرتها وتعطيل عبورها للمستقبل.
رمز الخبر: ۲۵۶۹۲
تأريخ النشر: 17 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : تتم تلك المؤامرات بمشاركة دول إقليمية ودولية وبعض الدول العربية برعاية غربية لعرقلة تحقيق أمن سورية وإستقرارها، في إطار هذا تمر منطقة الشرق الأوسط بدوامة خطيرة قد تشهد أعنف التحولات وأكثرها قوة في فقدان الأمن خاصة بعد مشروع غبار الربيع العربي، لأن فشل المشروع الأمريكي في أفغانستان أنتج الجيل الأول من القاعدة والحرب على العراق أنتجت الجيل الثاني، أما الحرب على سورية فأنتجت الجيل الثالث من القاعدة وهي تنظيم داعش، بمعنى أنه كلما تدخل الغرب في مقدراتنا ومقدساتنا ومعاييرنا يزداد التطرف والقتل والدمار لبلدنا وشعبنا. اليوم ليس لسورية مصلحة فى الحملة الدولية التى تقودها أمريكا بدعوى محاربة تنظيم داعش، بعد أن تكشَّف أنها حملة وهمية لا تخطط للقضاء على داعش، كما تزعم كذباً وبسوء نية وبتخطيط يسعى إلى إخفاء الأسباب الحقيقية، إذ أن هذا التحالف وبعد مرور أشهرعدة خيّب الآمال، ولم يكن جاداً في تقويض تنظيم داعش والحد من خطره, وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة هي ذاتها غير جادة في ذلك، والذي تشكل أساساً هو لحماية أمن إقليم كردستان بعدما هوجم من قبل تنظيم داعش وكان على شفا حفرة لولا تدخل الطيران الأميركي. إن التحالف الدولي بقيادة أمريكا غير جاد في درء الخطر الداعشي عن سورية, وعلى ما يبدو أن واشنطن عازمة على إطالة الحرب وجر البلاد إلى حرب إستنزاف لقدرات الجيش العربي السوري, وإستنزاف لقدراته المالية والإقتصادية، وبالتالي إنهاك المؤسسة العسكرية والأمنية في سورية، والدليل على عدم جدية الولايات المتحدة على حسم المعركة لصالح سورية, هي تلك المساعدات التي يسقطها طيران التحالف الدولي بشكل متكرر بمناطق خاضعة لسيطرة داعش, ودائماً ما تبرر أنها سقطت عن طريق الخطأ وبحجج واهية، فضلاً عن المساعدات التي تدخل عبر الحدود التركية الى سورية، فالحرب اليوم بين الجيش العربي السوري من جهة وبين التنظيمات الإسلامية المسلحة خاصة داعش من جهة أخرى, هي حرب كر وفر, وهذا ما تريده أمريكا وحلفاؤها لكي لا يكون هناك طرف منتصر وطرف مهزوم, وهذا من شأنه أن يمد في عمر المعارك وعمر الصراع وبدون جدوى، وهو الهدف المخفي لإستراتيجية الولايات المتحدة في سورية، فضلاً عن أن الضربات الجوية التي ينفذها طيران التحالف في بعض المناطق السورية، هي ضربات لشل حركة التنظيم كي لا يتمدد على حدود حلفاؤها, وليس ضربات من شأنها أن تنهي قوة ذلك التنظيم، وحتى الطلعات الجوية التي ينفذها طيران التحالف في مدينة دير الزور والرقة وحلب وغيرها، لم تقدم شيئاً ملموسا أبداً، لأن الحدود مع سورية بإتجاه تركيا هي طريق سالك للتنظيم في إدخال الأسلحة والجهادين الإرهابيين وتحت أنظار رادارات الطيران الدولي من دون فعل أي شيء، بمعنى إن الإستراتيجية التي تتبعها أمريكا في سورية قائمة على أساس إطالة أمد الحرب وتشتيت قدرات الجيش العربي السوري، وهذا سيصب بالأخير في مصلحة أميركا وحلفاؤها، لأن الجيش العربي السوري وداعش كليهما يمثلان خطراً كبيراً على المشروع الأميركي في المنطقة. في سياق متصل إن الغرب وأمريكا التى لا يهمها فى الشرق الأوسط إلا أمن إسرائيل ثم الأمن النفطى، وبالتالى فإن التضامن العربي لا يروق للغرب إطلاقاً، ولهذا توجد مخططات لأمريكا فى المنطقة وهى الحرب بالوكالة إذ يريدون أن تكون سورية موجودة بخلافاتها مع الدول الأخرى وأيضاً مصر والخليج حتى يستمر التشرذم العربي وتتغلب عليهم أمريكا وأعوانها، بالمقابل تم وضع اللمسات الأخيرة لمشروع تدريب المعارضة السورية في معسكرات خاصة بتركيا والسعودية وبمرجعية أمريكية –فرنسية-إسرائيلية-بريطانية- قطرية، ومن هنا نستطيع أن نقرأ بوضوح أن القوى الإقليمية والدولية، قد عادت من جديد لتمارس دورها في إعادة صياغة ورسم ملامح جديدة لأهدافها وإستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل أركانها، وما هذا التطور إلا جزء من فصول سابقة، عملت عليها الإستخبارات الغربية منذ عدة سنوات إذ عملت على إنشاء وتغذية المجموعات المسلحة، وقد كانت وما زالت الحدود التركية المحاذية للحدود السورية شمالآ، هي المنفذ الوحيد لمقاتلي هذه المجموعات، في إطار ذلك وجدت المخابرات الأمريكية والصهيونية بغيتها من الجماعات التكفيرية وذلك لتنفيذ أجنداتهم في تمزيق الوطن العربي وتدمير هويته الثقافية وتراثه الحضاري والإنساني الذين بدأو بتدمير العراق، وبدعم عربي وإشراف غربي تدفقت الألاف من الجماعات التكفيرية لإرتكاب المجازر بحق الشعب السوري, ودمروا ليبيا وإنتشروا كالسرطان في مصر ولبنان واليمن والجزائر وتونس والصومال...إلخ. لعل من أهم الأخطاء الفادحة التي إرتكبتها الدول الكبرى حين إعتقدت إنها بمأمن من الإرهاب وإنها قادرة على إبقائه خارج حدودها وسيظل على الدوام لعبة سهلة بيديها توجهه حيث أرادت، لكن هذا الإعتقاد الخاطئ جعل الدول الكبرى تتهاون وبشكل كبير في تعاطيها مع الإرهاب الذي يجتاح العديد من البلدان العربية والإسلامية، بالإضافة الى ان هذه الدول عملت في كثير من الأحيان على دعم الإرهاب وتقوية شوكته ومن ثم إستغلاله بما يحقق مصالحها ووسيلة لمعاقبة الخصوم وتأديب الأنظمة والدول التي تحاول الخروج عن السيطرة، إلا أنها أغفلت حقيقة أن الإرهاب لا يمكن تطويعه بشكل كامل كما لا يمكن تطويقه وحصره داخل حدود دول بذاتها، وما حصل في فرنسا بالأمس القريب إلا تأكيد على هذه الحقيقة. وأخيراً يمكنني القول إن امريكا غير جادة في القضاء على داعش وان تحركاتها محكومة برسم سياساتها الداخلية وان لعبة توم وجيري التي يستمتع بها الأمريكان مع الدواعش لا يمكن ان تستمر، وإن مسؤولية القضاء على داعش باتت مهمة سورية خالصة خاصة بعد ان أثبتت المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري في حلب والمناطق الشرقية قدرة هؤلاء الأبطال على تطهير كل الأراضي السورية دون الإعتماد على أمريكا بتحالفها الدولي, لذلك لا بد من وضع الخطط العسكرية المدروسة وإغلاق الحدود بشكل جيد, ومسك الأرض في المناطق المحررة وفقاً لخطة الخطوة خطوة, أي تحرير المنطقة ومسكها بشكل جيد ومن ثم الإنتقال لتحرير المنطقة الأخرى, وهذا بدوره يتطلب تكاتفاً سياسياً وإجتماعياً وعسكرياً، وبإختصار شديد، نؤكد للغرب وحلفاؤه، وكل من إستخدم الوسائل الداعشية لتنفيذ الأعمال الإجرامية في سورية أن حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر، وأن كيدهم سيرتد إلى نحورهم، وكما يبدو أن هؤلاء المراهنين لم يعرفوا طبيعة الشعب السوري وسايكولوجيته الإجتماعية، فالشعب السوري يرفض الإملاءات الخارجية عليه، ويرفضون الذل والمهانة والخنوع.
المصدر : المنار
رایکم