۲۱۶مشاهدات
إن ما يحدث اليوم في سورية يشكل صورة واضحة وحقيقية للعبة دولية وإقليمية، فهذه اللعبة هي التي تعمل عبر أدواتها على تغيير وضع سورية وتمزيقها، تلعبها أمريكا وحلفاؤها لتحقيق مصالحها وأطماعها التي لا تعرف حدود.
رمز الخبر: ۲۵۵۲۸
تأريخ النشر: 13 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : فقط تعرف إنجاز مهمتها وتحقيق مآربها وإستراتيجياتها عن طريق أدواتها التي تملأ سورية اليوم من كل الأنواع والأشكال، فهم يجيدون صناعة الأزمات وتأجيجها، فضلاً عن إثارة النعرات بين الشعوب والأمم وتهيئة المناخ المناسب لتحقيق التجزئة والإنفصال والحروب. اليوم أرى إن السيناريو يعاد صياغته من جديد تجاه الدولة السورية، ولا زال أزلام تدمير العراق هم ذاتهم الذي يتزعمون المسرح السوري، ومن السذاجة إن السيناريو يعاد صياغته وكأنه (قص ولصق) كما يقولون بلغة الكمبيوتر ...
من تزعم من العرب زعزعة إستقرار العراق وتآمر عليه، ومهد البنية التحتية لغزو العراق هم ذاتهم الذي يمهدون البنية التحتية لتدمير سورية. في إطار ذلك تدعي الدول الغربية وكل من لف حولها ، بأن سورية تقوم حالياً ببناء مفاعل نووي سري تحت الأرض بهدف إنتاج وتطوير أسلحة نووية، ووفقاً للصحيفة الألمانية "ديرشبيغل" فإن المعلومات الإستخبارية التي إستقتها من مصادر إستخبارية رفضت الكشف عن هويتها يوجد المفاعل في منطقة جبلية معزولة غرب سورية على مسافة 2 كلم من الحدود مع لبنان قرب بلدة "القصير" السورية والتي سبق أن نجحت القوات السورية بالسيطرة عليها بالتعاون مع حزب الله اللبناني، وقد نشرت صوراً ظهر فيها المفاعل مرتبطاً بمصدر للكهرباء والماء، وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن المنشأة السرية الجديدة أقيمت بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية، هذا الكشف، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، يثير العديد من علامات الإستفهام حوله، والغرض منه، وعما اذا كان مقدمة لعدوان إسرائيلي جديد بضوء أخضر أمريكي، لتدميره أو حتى محاولة إتخاذه ذريعه لاسقاط الدولة السورية ، وربما ليس من قبيل الصدفة ان تتوالى بيانات المعارضة السورية الرافضة للإشتراك في المؤتمر الذي تحضر القيادة الروسية لعقده قبل نهاية هذا الشهر في موسكو لإجراء مفاوضات بين طرفي الأزمة السورية للتوصل الى حل سياسي يرضي جميع الأطراف المتصارعة، الأمر الذي نفته في حينه وما زالت تنفيه سورية جملة وتفصيلاً، كما أن هذه الإتهامات الملفقة هي جزء من المؤامرة التي تستهدفها شعباً وأرضاً من خلال حملة التضليل الإعلامي والضغوط التي تمارسها بعض القوى الإقليمية والدولية عبر بعض وسائل الإعلام المأجورة والشريكة في العدوان على سورية، التي جاءت من أجل تبرير ضرب سورية والوصول الى المراكز الحساسة في مواقع دفاعاتها، وبالتالي تمهيد الأرضية لتمرير سياسات خاطئة في سورية وإضعافها عبر خلق الأزمات والمشكلات والتدخل السافر بكل أشكاله لإضعافها وشل قدرتها على مواجهة المشاريع الإمبريالية والصهيونية وفتح الطريق لتنفيذ مصالحها وأطماعها في المنطقة، وبالمقابل.
نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية، جواد ظريف، قوله إن ما أوردته صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية حول الموضوع "مزاعم سخيفة تهدف إلى بث الخوف من برنامج إيران النووي وتمهيد الأرضية لتمرير السياسات الإستعمارية في سورية، ونفى الوزير الإيراني أن تكون بلاده بصدد دعم سورية لإنتاج أسلحة غير تقليدية قائلا "إثارة مثل هذه المزاعم، تأخذ طابعاً مثيراً للسخرية في بعض الأحيان" وأضاف: "أعلنا، وفي العديد من المناسبات رفضنا للسلاح النووي سواء في إيران أو أي مكان آخر ونعتقد بضرورة تدمير كافة الأسلحة النووية". فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن أمريكا تهدف من وراء عدوانها على سورية تركيعها والتخلص من ترسانتها العسكرية وإضعاف مقدرة الجيش العربي السوري ضمن محاولات فك التحالف الإستراتيجي الذي يربط سورية مع إيران وحزب الله ضمن مخطط يضمن لأمريكا تأمين أمن اسرائيل وتأمين مرور الغاز الخليجي عبر الأراضي السورية الى أوروبا وتمرير خط المياه من تركيا الى إسرائيل، مع رغبته بعقد إتفاقية سلام تربط سورية بإسرائيل والتوصل لحلول يضمن بقاء الجولان السوري تحت الهيمنة والقبضة الإسرائيلية، وهو بهذا يضمن أمن حليفه الاستراتيجي إسرائيل ويمكنّها من بسط هيمنتها وسيطرتها على المنطقة.
إن ما جرى في المنطقة ولا يزال هو مصلحة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى وإعادة ترتيب جديد للمنطقة بمشاريع تدويل أزمات داخلية عربية، مع مخاطر تقسيم المجتمعات والكيانات على أسس طائفية، وإني فعلاً أتساءل لمصلحة من كل هذا العداء لسورية ؟ إذ يأتي إضعاف الجيش العربي السوري وإلهائه بمعارك جانبية، ذلك لإضعافه بدلاً من الإتحاد والتوجه لتحرير القدس والأقصى، فالهدف الأمريكي واضح وينفذ بأيدي عربية مشبوه وأيضاً بأيدي جهاديين مضللين لتغير إتجاه البوصلة العربية والإسلامية من تحرير فلسطين والقدس للإقتتال الداخلي العربي -العربي والإسلامي –الإسلامي، وخلق الفتن والمؤامرات لإضعاف أي دولة عربية لها وزنها مثل مصر وسورية لتقسيمها إلى دويلات ضعيفة ومتناحرة.. أمام هذا الواقع لا بد من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به أمريكا من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد، لذلك يتطلب اليوم منا قوة وطنية واعية للحقيقة والمستقبل.
وتعمل على اللقاء الوطني وتفرضه برؤية وطنية تنهض بالبلاد وتنقذها، كون أن اللعبة الدولية وأدواتها المحلية والإقليمية، لها عواقب وخيمة على المنطقة، وبالتالي أول الخاسرين في هذه اللعبة المؤسفة هم السوريون، فهم يستهدفون تدمير سورية بالمقام الأول، وتحطيم قدراتها وقوتها، وبالتالي فإن هذا الواقع يدق ناقوس الخطر فنحن نعرف إستراتيجيتهم العسكرية، وندرك خططهم الأمنية، ونعرف أنهم يستهدفون منطقتنا العربية، فلنحذر ولننتبه، ولنفتح عيوننا لحماية بلادنا وأمنها، وضمان مستقبلنا المشرق، وإلا فإننا سنصحو يوماً على حقيقة إختراق الكيان الصهيوني وحلفاؤه لعمقنا الإستراتيجي.
المصدر : المنار
رایکم