۶۱۰مشاهدات
رمز الخبر: ۲۵۱۰
تأريخ النشر: 09 January 2011
شبکة تابناک الأخبارية: "ان العلاقات بين الشعبين الكبيرين الايراني والعراقي معجونة مع بعضها البعض من الازل الى الابد , وان هذا التلاحم رغم كل مراحل الشد والجذب سيمضي دوما نحو مزيد من التعزيز والاستحكام ..."

هذا الكلام هو بعض ما كتبه وزير الخارجية الايراني بالانابة الدكتور علي اكبر صالحي على دفتر ملاحظات الزوار الذين يزورون مرقد الكاظمين عليهما السلام في العاصمة بغداد في زيارة هي الاولى من نوعها الى العراق لوزير خارجية ايراني عاش في اكناف هذا البلد العريق دارسا في مدرسة "الاخوة" وهو في سن الصبا والذي كما قال صالحي يعود اليه الآن مجددا بعد غياب طال 45 سنة "ليجدد هذه الرابطة الازلية والابدية على حد وصف مساعد رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الطاقة الذرية الايراني والمرشح الاكثر حظا لتولي منصب وزير الخارجية الايراني بالاصالة .


رغم كل ما قيل او سيقال عن هذه الزيارة في "عالم الشد والجذب العراقيين" فانها ستظل الاكثر اخوية و بامتياز كما يصفها العارفون بصالحي وبالرئيس نجاد , خاصة و ان الوزير الايراني يستعد كما تفيد دوائر صنع القرار في طهران الى زيارة للرياض ستكون بمثابة تتويج للمرحلة الجديدة من ديبلوماسية احمدي نجاد "الجوارية" التي اطلقها صالحي في اول تصريح له منذ تبوأه منصبه الجديد عندما وضع كلا من السعودية وتركيا والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين بالطبع على راس اولويات المرحلة الجديدة .

هذا كما دعا الدكتور صالحي اثناء زيارته العراقية هذه كما هو معروف الى تحالف رباعي يضم كلا من ايران وسوريا وتركيا والعراق من اجل تعزيز تكتل اقليمي يعتقد المراقبون بانه سيصبح مع تقدم الزمن الجديد ليس فقط الى اكبر لاعب في المنطقة بامكانه منع التفرد الامريكي في صنع الكثير من المشهد السياسي العام في بلادنا العربية والاسلامية , بل وس يفضي بدوره الى توسيع متنام لهذا التكتل "الاخوي" على حساب مخطط فيلتمان للتفرقة والفتن الطائفية والمذهبية المتنقلة .

و كما قامت تركيا برفع التاشيرات والحدود المصطنعة بينها وبين كل من سوريا ولبنان فالغت التاشيرات مع هذين البلدين اسوة بما كان معمولا به مع ايران .

وتماما كما فعل الرئيس بشار الاسد غداة تصريحات هيلاري كلينتون الشهيرة التي طالبت دمشق بالابتعاد عن طهران , عندما قام بالغاء التاشيرات بين بلاده والشقيقة ايران متهكما على كلينتون في مؤتمره الصحفي المشترك مع احمدي نجاد بالقول : لقد طالبتينا بالابتعاد فقررنا التقارب اكثر من ذي قبل بقرار الغاء التاشيرات بين بلدينا .

هكذا ايضا تنهمك اللجان المختصة بتعزيز الروابط بين ايران والعراق للتوصل الى قرار مشابه , وهو ما يتم دراسته بين ايران ولبنان والحبل على الجرار مع سائر بلدان الجوار العربي الاسلامي .

غير ان طهران التي كسبت لتوها هي ودمشق معركة حكومة الشراكة الوطنية العراقية على حساب واشنطن , ستولي من الآن فصاعدا - ودائما حسب مصادر ايرانية وثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار العليا - للعراق اهتماما خاصا بالساحة العراقية باعتبارها البوابة التي منها يجب ان تهزم سياسة امريكا المرتكزة الى احلال النفوذ الامني والاستخباراتي بديلا عن النفوذ العسكري المباشر , وذلك بعد خروجها المفترض من بلاد الرافدين في نهاية العام 2011 .

انه الرد القوي والمتين اذن على نظريتي "استراتيجية الفراغ الاستراتيجي" و "استراتيجية تجزئة المجزأ" التي تعمل على تعميمها الادارة الامريكية وهي تحضر لهروبها الكبير من العراق وافغانستان منذ اواسط العام الميلادي الحالي .

اذ من المعلوم ان واشنطن تعمل وبقوة على تاجيج الصراعات ليس فقط بين مكونات الامة المشرقية الكبرى بل ومكونات كل قطر من اقطار عالمنا العربي والاسلامي , حتى تظهر اقطارنا وكانها مجموعة دول فاشلة ومنهارة اقتصاديا وامنيا , وبالتالي فهي بحاجة الى مظلة الدول الاستكبارية والاستعمارية الكبرى لتحمي نفسها من اعدائها المحليين واعدائها الاقليميين مرة باسم الخوف من هذا العرق او ذاك كما يحصل في اطار مقولة الايران فوبيا ومرة باسسم الخوف من هذا الدين او ذاك كما يحصل في مصر والسودان ومرة باسم الخوف من ها المذهب او ذاك كما يحصل في لبنان باسم ما يسمى بالمحكمة الدولية والقرار الظني .

لكن ديبلوماسية "صفر مشاكل" التركية مع دول الجوار وديبلوماسية "البحار الخمسة" السورية وديبلوماسية حسن الجوار الايرانية التي يقوم صالحي اليوم بتجديدها واحيائها على قاعدة "ما يحك جلدك الا ظفرك"كما يقول المثل الشهير والتي يعتقد الكثيرون بانها ستضم قريبا الكثيرون من اعضاء ما يسمى بمحور او معسكر "الاعتدال العربي" ايضا طوعا او كرها ستكون هي الوسيلة الاقوى لمواجهة سياسة فرق تسد الانجليزية القديمة والامريكية المستحدثة.

وهنا ثمة من يعتقد في طهران بان تثبيت الدكتور علي اكبر صالحي رئيسا للديبلوماسية الايرانية في القريب العاجل وايفاده الى الرياض وتجديد الحركة المكوكية للرئيس نجاد من خلال ارساله لمبعوثين كبار الى كل من بيروت ودمشق بعد كل من باريس و والمنامة وعمان وصنعاء انما هي جزء من خطة موسعة وضعتها حكومة الرئيس الايراني لمواجهة استراتيجيتي الفراغ الاستراتيجي والامني الامريكيتين الآنفتي الذكرو اللتين تهول بهما واشنطن على بعض حلفائها او اصدقائها او المراهنين عليها من دول معسكر الاعتدال العربي حتى الآن .

وفي هذا السياق ايضا فان ديبلوماسيين ايرانيين معنيين بالشأن العربي واللبناني بشكل اخص يؤكون بان ثمة مساع وجهود حثيثة تبذل على قدم وساق من جانب عدد من كوادر الديبلوماسية الايرانية العامة والتي تعمل تحت اشراف القيادة الايرانية العليا هدفها تطويق مفاعيل الفتنة على الساحة اللبنانية , بما يمهد لجعل القرار الظني خارج دائرة الصدور اصلا والمحكمة الدولية خارج دائرة التداول ولكن رويدا رويدا .

واذا ما نجحت طهران في هذا المجال بالفعل فان ذلك سيكون انجازا سوريا ايرانيا بامتياز يكون جزءا كبيرا من الفضل فيه لحنكة وبراعة سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني الذي ادار معركة ديبلوماسية وسياسية وامنية على المستوى الدولي لا تقل اهمية وخطورة من معركة ال33 يوما في تموز العام 2006 ما يجعل المقاومة الاسلامية اللبنانية رقما صعبا يستحيل كسره ناهيك عن استسهال شن الحرب عليه فضلا عن شطبه من خريطة اية مفاوضات مقبلة لترتيب اوضاع المنطقة .
رایکم