۳۳۹۰مشاهدات
رمز الخبر: ۲۵۱
تأريخ النشر: 07 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: في مقابلة مع شبكة خلیج عدن الإخبارية وضمن أجندتها الإعلامیة وبما یختص بالقضیة الجنوبیة واهتمامها بإلقاء الضوء على القضایا الهامة التي تتعلق بالحراك الجنوبي استضافت أحد أعلام النضال الجنوبي في الخارج وأحد القیادات الشابة المتمیزة خلقاً ووطنیة وعملاً.

الشیخ انیش الشریك من موالید قریة لصبور الشعیب متزوج وله من الأبناء أربعة صالح والشریك وأمل وجوارح. نشأ في الجنوب والتحق بوالده إلى بریطانیا عام 1991 حیث أكمل دراسته الثانوية هناك ومن ثم سافر في عام 1994 إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم عاد إلى المملكة المتحدة وأنخرط في النضال لأجل القضية الجنوبية.

برز نشاطه السياسي مبكرا بين أبناء الجالية الجنوبية في بريطانيا وتبوأ مكانة متميزة بفعل عمله الجاد والدءوب وأخلاقه العالية. وضيفنا يحظى بحب واحترام الجالية الجنوبية في بريطانيا والجنوب. هو من أحد مؤسسي حزب التجمع الديموقراطي الجنوبي تاج والهيئة الوطنية ببريطانيا وشغل منصب رئيس فرع حزب تاج في شيفلد ومن ثم رئيس فرع الحزب في بريطانيا وأحد أعضاء لجنته العامة.

بادىء ذي بدء نشكرك على قبولك الاستضافة والتي نفتتحها بسؤالك عن تقييم عام وملخص عن رؤيتك للحراك منذ انطلاقته وحتى اليوم؟
في البدء نتوجه بالشكر للأخوة في موقع خليج عدن الإخباري على استضافتهم لنا ولإتاحتهم الفرصة لنا لنوضح الكثير من القضايا التي لازالت غامضة عند البعض وخاصة فيما يتعلق برؤية وموقف "تاج ".

الحراك الجنوبي بمجموعة وبهويته الحالية انطلقت شراراته الأولى قبل سبع سنوات وهو أيضا امتداد لعدد من الحركات المتفرقة والمتقطعة المرتبطة بالمقاومة والرفض الجنوبي الذي بدأ منذ ما سميت بالمرحلة الانتقالية وهي المرحلة التي بدأت فيها بوادر تهميش الجنوبيين وسلبهم حقوقهم وظهرت فيها النوايا اليمنية المبيتة بالتخطيط للاستيلاء على ثروات الجنوبية وضم أهلها كرعايا لدى قبيلة سنحان.

كانت حرب احتلال الجنوب في 1994 هي البداية اليمنية لضرب المقاومة الجنوبية وهي البداية الجنوبية للمقاومة الشاملة والمواجهة مع سلطات الجمهورية العربية اليمنية القبلية العسكرية والقوى والأحزاب المرتبطة بها ممن تدعي أنها تحمل مشروع وطني أو قضية وطنية.

الحراك أسس البداية الأولى لمسيرته الحالية من خلال خروج المشروع الجنوبي والرؤية السياسية التي تعبر عن هذا المشروع فلم تعد مطالب أبناء الجنوب حقوقية مثلها مثل مطالب أبناء اليمن من المناطق المستعبدة والمستضعفة في تهامة وتعز وإب والشافعية بشكل عام أو ما يسمى باليمن الأسفل. هكذا خرجت كثير من الحركات الجنوبية منها موج وحتم العسكرية واللجان الشعبية. وهكذا خرج أول مشروع سياسي متكامل برؤية واضحة يدعو لتحرير الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة الهوية الجنوبية العربية لبلدنا وشعبنا وكان ذلك في إعلان قيام التجمع الديمقراطي الجنوبي\" تاج\" في يو2004 ضمن مشروع متكامل وخطة شاملة لتحريك الشارع الجنوبي والبدء في تحريك القضية الجنوبية على المستوى الدولي..

تلت ذلك الكثير من الفعاليات الهامة في الداخل مثل قيام فعالية التصالح والتسامح الجنوبي وتشكيل جمعيات المتقاعدين وانطلقت المسيرة خطوة خطوة حتى صدح الصوت الجنوبي بشكل واضح من كل محافظات الجنوب يدعو إلى الاستقلال واستعادة الدولة والهوية. كانت السلطة نائمة في العسل وتجاهلت الحراك في البداية ومعها أيضا أحزاب اللقاء المشترك الذين لا تخف عدائها لكل ماهو جنوبي مهما تشدقت وغيرت جلودها ولم تفطن السلطة وأحزابها لخطورة الحراك إلا بعد أن أصبح الشارع الجنوبي محتقن ومشحون بالوعي التحرري يصعب تطويعه ويصعب خداعه.

اليوم الحراك الجنوبي يعاني من الكثير من المصاعب وهي متوقعة وطبيعية وترتبط بعدد من العوامل الموضوعية والذاتية متمثلة بهجوم سلطات الاحتلال الشامل وتجنيد الكثير من إمكانيات الدولة لمواجهة الحراك وتفتيته وفي نفس الوقت لازلنا نعاني كثيرا من مخلفات حقبة حوشي وما تركه من تشوهات خطيرة في وعي الكثيرين من الجيل والقيادات التي ارتبطت به فهي مازالت تعيق المسيرة وتتعاطى مع سلطات الاحتلال سواءاً بشكل مباشر أو غير مباشر خاصة وان البعض لديهم أجندة الاستيلاء على الحراك وتوجيهه إلى باب اليمن.

الحراك بشكل عام أصبح عصيا على اليمن وكل قواها وأصبح أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضده ومهما بدا مشتتاً ومهما بدا أنه في حالة تراجع. فعوامل القوة التي يمتلكها كثيرة، وهو حراك شعبي لايمكن خداعه بسهوله أو خيانته أو حرفه أو بيعه. فكل من ينحرف عن الخط الصحيح سيسقط تحت أقدام المسيرة وستتجاوزه الجماهير. الحراك في تعاظم وفي صعود والمخططات باتت مكشوفة والنظام في حالة انهيار وتدهور مستمرة والقضية الجنوبية تزداد حضورا على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية فكل العوامل تبشر بأن النصر آتٍ لاريب فيه.

كثير من الأخوة من الشمال يرون أن الحراك الجنوبي تسرع برفع راية فك الارتباط أو الانفصال كما يسمونها وهذا ما أدى في نفس الوقت إلى إعاقة تكوين حراك يمني موحد كما أنه أعطى نوع من الشرعية لنظام الرئيس اليمني تحت حجة الحفاظ على الوحدة اليمنية؟
عذر أقبح من ذنب وهذا الطرح لا يختلف عن الذي كان يطرح أثناء حرب اجتياح الجنوب بأنه لولا أن الجنوبيين أعلنوا الآنفصال لكان الأخوة من القوى الوطنية في اليمن وقفوا معنا في مواجهة السلطة وقواتها. لا نتوقع ممن هم راضين عن الذل والهوان وممن لا يحركون ساكنا اتجاه أسوأ سلطة موجودة في العالم. الظلم الموجود والمعاناة التي لا احد يستطيع تصورها تحتم على كل من لديه أنفه أن يقاوم ويثور. بكل أسف الكثير من الأخوة اليمنيين تعودوا على القبول بالاستعباد حتى صارت ثقافة سائدة لقرون. الأخطر من هذا أن الكثير منهم بدلا من أن ينظر للحراك الجنوبي والثورة في الجنوب بشكل ايجابي وان يحذوا حذونا في مناهضة الاستبداد والاستعباد نراهم يناهضون الجنوبيين وحقهم في المقاومة بإسم الوحدة وكأن الوحدة هي الدين وهي المقدس الذي يجب أن لا يمس والنقاش حولها نوع من الكفر والتجديف وهي ثقافة قبلية متخلفة توقع أصحابها في شرك الخضوع والقبول بالذل والهوان لأن الاستبداد والاستغلال دائما ما يلبس ثياب القداسة ويبرر لنفسه قمع وإخضاع المساكين تحت حجة الدفاع عن المقدس وعن حياض الوطن.

الوحدة تستمد شرعيتها من قبول الناس بها وهذا لن يأت إلا إذا جلبت لهم المنفعة والخير, هذا هو مفهومنا للوحدة وإذا ما حققت الخير والصلاح للوطن فهي عزة وهي قوة ولسنا ضد الوحدة كما أن الوحدة أيضا ليست مجرد إعلانات وبيانات ودستور ورقصة "البرع" بل أن لها شروط ومقومات وهي مهمة ليست سهلة. بكل أسف الأوضاع الحالية لاتسمح بقيامها ولن تتحقق سواءاً ذهب علي عبدالله صالح أم بقي لأن فشلها مرتبط بعوامل موضوعيه تاريخية وثقافية واقتصادية وسياسية ومنها أيضا أنها بنيت على الدجل وتزييف الوعي والخداع التي أوصلت الأمور إلى ماهي عليها اليوم والتي أصبحت وبال تشكل خطرا على الجميع لن ينجو منه احد مهما كان. لذا ندعو العقلاء من الأخوة في اليمن إلى تلافي ما يمكن تلافيه فعودة دولة الجنوب عبر الوسائل السلمية هي الخطوة الأولى في الطريق نحو الوحدة الحقيقية لأن عودتها بالدماء والحرب ستترك جراح عميقة وغائرة في جسد العلاقات والروابط الأخوية بين شعبينا وبيننا كجيران تتشابك مصالحنا وروابطنا التاريخية والجغرافية بشكل قوي لايمكن تجاهله.

لماذا نلاحظ نوعاً من فقدان التناغم والانسجام بين قوى الحراك على المستوى الجماهيري في بمحافظات الجنوب؟
بالتأكيد لسلطات الاحتلال دور كبير في هذا ويلعب حزب حوشي اليمني هذا الدور نيابة عنها كما أن هناك ثقافة لازالت متجذرة في عقول بعض الجنوبيين من رفض للأخر ومن عدم القبول بالرأي المغاير ومن شعور البعض بأنهم هم المناضلين وهم المؤهلين للقيادة. لكن هذه الثقافة بدأت تذبل وتنقرض وبدأ الجنوبيون يستوعبوا المتغيرات ومنها تغيير مفهومهم للوحدة بأنها تعني الائتلاف في إطار التعدد وبالتأكيد الدعوات التي تنادي بالدمج ألقسري وبرفض الحزبية ليست بريئة ولن نعفيها من مسئولية أضعاف الحراك وإعاقة تقدمه.

هكذا نرى أن التجاذبات التي تشد هذا وتدفع ذاك من قبل بعض القيادات السابقة في الداخل والخارج هي أيضا مسئولة عن هذا التشتت لارتباط تلك القيادات بصراعات شخصية لن تستطيع التحرر من آثارها ولارتباطها بثقافة الشمولية واحتكار الحقيقة وتكفير الآخر, لهذا لن يفلح الجنوبيين وحراكهم إلا إذا امتلكت القيادات الميدانية المستقلة زمام الأمور وقادت المسيرة بعيدا عن أي تأثير لتلك القيادات التي أوصلت الجنوب إلى هذا المصير والتي مازالت تحلم بالعودة للسلطة بأي ثمن.

ما تعليقك على بعض المواجهات المسلحة التي تشهدها بعض مناطق الجنوب حاليا وما هي النتائج المستقبلية لها؟
لقد حذرنا نحن في "تاج" من خطورة تمادي سلطات الاحتلال في قمع الحراك الجنوبي السلمي وفي إرهاب شعبنا وان سلطات الاحتلال بسياستها هذه تدفع بالأمور نحو المواجهة وتحاول أيضا إظهار أن حراكنا ليس سلميا لأن خيارنا السلمي أصابها في مقتل وفشلت في مواجهته وفي كبح جماحه ووقف تصاعده. المواجهات والعمليات العسكرية والمسلحة والقتل سواءاً للجنوبيين أو للمواطنين اليمنيين الأبرياء تقف من وراءه السلطة حتى تتمكن من خلط الأوراق وخلق مواجهات بين الجنوبيين مع بعضهم وبين الجنوبيين ومواطني الجمهورية العربية اليمنية وتلعب الدور القذر في هذا فرق ما تسمى بلجان الدفاع عن الوحدة التي تتألف من مجاميع من حزب حوشي وعناصر من الأمن القومي.

علينا كجنوبين أن نحافظ على حراكنا السلمي فهو مصدر قوتنا وضمانتنا الأكيدة للوصول بالمسيرة إلى غايتها ومع هذا نحن في "تاج" لن نقف ضد كل من لديه رؤية أخرى فهذا حقه لكن هذه هي رؤيتنا وهي استراتيجيتنا التي تبنيناها من أول لحظة .

من خلال تتبع مسار الحراك، يلاحظ البعض وللأسف عودة بعض مظاهر المناطقية إلى الحراك مثل ارتباط بعض تلك المناطق بقائد معين وتراجعها متى ما أخذ ذلك القائد جانبا من الحراك لسبب أو لآخر وكأن حراك تلك المنطقة مرتبط بهذه الشخصية وليس بالقضية الجنوبية ؟
المشكلة المناطقية قائمة ويتم تغذيتها من قبل حزب حوشي ومطابخ السلطات اليمنية وهي السياسية التي اتبعها جماعة حوشي في الاشتراكي أيام حكمهم في الجنوب في تمزيق الجنوب وإثارة النعرات المناطقية. سياسة الحزب الواحد والنظرة الشمولية هي التي تحاول إثارة النعرة المناطقية من خلال فرض سطيرة مجموعة قبلية أو شللية باسم الحزب وباسم القضية وباسم الديمقراطية ذلك هو السبب الرئيس في تحول المشكلة المناطقية إلى عامل مدمر وقد شاهدنا نتائجها في صراعات الجنوب وخاصة في الأحداث المأساوية ل 13 يناير 1986م التي كان كل طرف يدعي انه المبدئي وان الآخر خرج عن سياسة الحزب الأيديولوجية وهي في الحقيقة صراع على السلطة ليس إلا. لم تكن السلطة في الجنوب في مستوى يؤهلها لحكم البلد فقد تسللت عناصر حوشي إلى المطبخ الجنوبي وصارت تعد الوصفات والوجبات للجنوبيين ليأكلوها وهي ملوثة. في مقابله لرئيس العطاس تحدث في هذا الجانب وكيف كان الجنوب ودولته مخترقين من رجال حوشي الذي وصلوا الى هرم السلطه في الجنوب .. اليوم يتكرر نفس السيناريو فدعوات الدمج ورفض الحزبية هي نفسها دعوات مرتبطة بثقافة حوشي فهي ترفض التنوع وترمي إلى سيطرة طرف معين دون غيره وفي الأخير ستفضي هذه السياسة إلى الصراع ألمناطقي إذا لم نتصد لها ونكشفها.

التعددية السياسية والتعددية المناطقية بل وفي بعض البلدان التعددية الأثنية يتم التعامل معها بشكل عقلاني حتى تتحول إلى عامل يثري التجربة السياسية في أي بلد ويغنيها. الجنوب ليس لديه مشكلة طائفية أو أثنية فكيف تم اختلاقها حتى قضت على الأخضر واليابس لتصبح ليس مجرد مشكلة بين كل منطقة وأخرى بل في إطار المناطق بين كل قرية وأخرى. بالتأكيد كانت مصطنعة وتم النفخ فيها. مطلوب اليوم تبنى السياسية الفيدرالية في كل شئ وهي الإرث الحضاري الجنوبي لمشيخات وسلطنات جنوب شبه الجزيرة العربية. لماذا لا ننظر لتجربة الإمارات العربية المتحدة مع الفرق الكبير.

إن المشاركة الواسعة في السلطة وتقسيم الثروات والوظائف والتمثيل هما الحل الناجح لمواجهة النعرات المناطقية والشللية فالجنوب يمتلك وحدة اجتماعية متجانسة يفتقر لها أي بلد آخر من شعوب المنطقة لأن شعب الجنوب العربي لم يتكون خلال قرن أو قرنين بل هو شعب ينحدر من سلالة أقدم الأقوام على وجه المعمورة وهم العرب العاربة الذين يعدون اصل العرب وهو شعب حافظ على كيانه خلال أكثر من أربعة الآف عام وهي ميزه نادرة لذا فهو يمتلك المقومات الثقافية والإثنية والدينية فكلنا من الطائفة السنية الوسطية مع وجود التجانس الثقافي والنفسي لذا فعوامل الوحدة وعرى التماسك قوية لا تنفصم مهما حاول نظام صنعاء وحزب حوشي تمزيقها. لابد من أن يتوحد أبناء الجنوب خلف مشروعهم ورئيسهم الشرعي الرئيس علي سالم البيض وليس خلف الزعامات المناطقية فالحزب الاشتراكي لن يعود وتجربته لن تتكرر والذين يتسابقون على المواقع والوجاهات ضنا منهم أنهم سيكونوا المحضوضين في السلطة لن يفلحوا. فالجنوب لن تحكمه منطقة أو قرية او حزب بل أن المؤهلين للسلطة هم من يملكون المواصفات والمؤهلات لأن السلطة لن تمر عبر الانقلابات والمحسوبية بل عبر صناديق الاقتراع وستحضى كل منطقة بنصيبها بشكل عادل.

يرى البعض أن هناك بعض الخلافات الجادة بين عدد من قادة الحراك في الداخل والتي بدأت تطفو على السطح حتى غدت حديث الساحة الجنوبية فما تعليقك على هذا وكيف ترى المخرج من هذا الأمر الذي غدا يؤرق الكثير؟
ج6: فتش عن حوشي فأينما تكون الصراعات هناك تجد أصابع حوشي. الحديث عن حوشي يحمل معنى اكبر واشمل فما نقصده هنا السلطة وحوشي في الأصل أصبح دائرة من دوائر الأمن القومي لأن السلطة تجيد التعامل مع الأحزاب فهي ذات خبرة كبيرة في تفريخ الأحزاب وصناعة الزعامات وزراعة المدسوسين وتدجين القيادات. السلطة اليوم تمول أحزاب سياسية وهذه الاحزاب تحاول ان تتبنى قيادات وزعامات وتحاول السيطره عليها لكي تستطيع شق الصف الجنوبي وخلق الشكوك بين الجنوبين خذ على سبيل المثال هناك من يرفع شعار الاستقلال بقوه ولكنه متخصص في مهاجمة "تاج" وليس لديه أي هم سوى تشويه "تاج" وقيادات "تاج" بمناسبة وبدون مناسبة.

فينعتون "تاج" بأنه يقصي الآخرين مع أننا لم نعلن عن قياداتنا في الجنوب ولم نسابق على الهيئات والمكونات ولا يوجد ما يشير في برنامجنا السياسي إلى أننا نقصي احد أو أننا ندعي احتكار النضال والثورة ولا تذهب مناسبة إلا ونؤكد على هذه المسائل بأن لا وصاية لأحد على الجنوب سواءا من قبل حزب أو مجموعة أو قبيلة.. الجنوب ملك لجميع أبناءه بكل أطيافهم وشعب الجنوب هو الذي يقرر شكل وجوهر نظام الحكم في الجنوب مستقبلا من ضمن ذلك اسم البلد وعلمه ودستوره ويكرروا بان "تاج" يقصي ويخوّن الآخرين.

"تاج" يقف بقوة ويعري بجرأة مؤامرات الاحتلال واحزاب اللقاء المشترك وعناصره في الجنوب وهذا حق سياسي لنا بل هو واجب علينا أن نبينه للجماهير ماكنا ننبه له قبل ثلاث سنوات وكان الكثيرين يتهموننا بأننا نخوّن الآخرين به صارت اليوم حقيقة لاجدال عليها فمشاريع اليمننة موجودة وأصبحت تتحرك في وضح النهاروالبعض ينادوا بالإستقلال مكرهين لعلمهم بان من ينطق بغير الاستقلال سينتهي سياسيا. المكاشفة والصراحة والجرأة هي الحل لتعرية هؤلاء وهذا ما نفعله في "تاج" ولهذا دعونا ونكرر الدعوة للأخوة المناضلين الجنوبيين الذين مازالت تربطهم روابط مع الحزب الاشتراكي والمشترك أن يغادروه وأن يميزوا أنفسهم حتى لا تختلط الأوراق ويتسلل حوشي والمشترك من بوابتهم, اليوم لا مهادنة ولا مساومة فنهر الدم الطاهر يسيل في كل مناطق الجنوب والمعاناة بلغت حد لايمكن تحملها وأي سكوت أو مهادنة أو مساومة مع سلطات الاحتلال ومشاريعها هي خيانة وجريمة لن يغفرها شعب الجنوب لأحد..

تسري العديد من الأخبار عن تراجع بعض القادة وعودتهم الى كواليس الحراك بسبب اختلافات على ادوار قيادية بحجة اسبقية البعض في اطلاق شرارة الحراك وغيرها من الأمور فما هو رؤيتك لهذا الأمر وتعقيبك عليه؟
المشكلة ليست في من أطلق الشرارة الأول. المشكلة والصراع هو حول المشاريع فلا داعي لذر الرماد على العيون وتشويه جوهر الصراع.هناك مشروعين احدهم مع الاستقلال وهو مشروع الشارع الجنوبي ومشروع الفدراليه وهو مشروع ميت لكن رائحته تزكم أنوفنا وتؤذينا. أنصح عدم خلط الأوراق فهذا يضر بالقضية الجنوبية.فالقضيه الجنوبيه قضيه اخلاقيه اولا وثبات فتضحيه الذي يقدمها الشارع الجنوبي بدماءه الزكيه لا تحتاج الى تراجع بل تحتاج الى رص الصفوف وثبات بالهدف وهو هدف الشهداء فبالاخير فالقضيه هي قضيه شعب ومن يتراجع لن يؤثر على القضيه لانها قضيه شعب ولم تكن يوما مرتبطه بقايد ..

بماذا يمكنك أن تصف العلاقات الحالية بين الداخل والخارج على المستوى القيادي والشعبي؟
علاقات جدلية فالخارج هو صدى للداخل وكل طرف له مهامه المختلفة لكنها متكاملة ولا تنفصل عن بعضها. نحن دائما نؤكد على أن قيادة الداخل هي الأساس وهي التي يجب أن تقود العمل في أي مفاوضات مع أي طرف وأي محاولة لتجاوزها من قبل أي كان هو تسلق وعمل غير نضالي لن يكتب له النجاح.

وماذا تصف لقاء القاهرة ألتشاوري وما تمخض عنه؟
مات قبل ان يولد..

نلاحظ بعض التراجع النسبي لتاج على مستوى الداخل بل أنها غابت نهائيا من لقاء ميتشجن الأخير فما هو تعليقك على هذا الأمر خاصة وأن تاج من رائدي القضية الجنوبية؟
أما وان ليس لديكم قراءة دقيقة للوضع في الجنوب أو أنكم تتعمدون إقصاء \"تاج\" وتشويه موقفه.. أقول لك وللقارئ العزيز أن المهام تغيرت فمهام قبل ست سنوات تختلف كليا عن مهام اليوم. تاج موجود وهو حزب ينتشر في كل محافظات الجنوب وفي كل بلدان الشتات حيث يتواجد الجنوبيين وقد اكتسب على مدار الست السنوات الماضية خبرات هائلة تؤهله لأن يلعب دور مهم على مستوى الخارج والداخل والذين حاولوا ضرب \"تاج\" وتفكيكه تكسروا وماتوا. تاج قضية وهم يحمله الشارع الجنوبي والحزب بمواقفه ونضاله جعله يتبوأ مكانته في قلوب الجنوبيين والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه ولا داعي ان يتحول الى عداء واقصاء وتشويه.

الجنوب ملك لكل ابناءه وطالما ان الجميع هدفهم الاستقلال فلماذا الهجوم التخويني ضد تاج وقياداته اذا كان تاج تراجعت ولا وجود لها كما يدعي البعض فلماذا الهجوم الشرس الذي يواجه التاجين. فالأحزاب لا تقاس بالضجيج والتطبيل بل في حضورها في قلوب الناس وفي المحافل والمنظمات الدوليه ,هناك من يصدر في اليوم الواحد بيانين وهم في الحقيقة غير موجودين فنحن لسنا ممن يتعمدون الظهور والضجيج. الحوار ثم الحوار وقبول بعضنا البعض كجنوبين هدفهم الاستقلال وان تتوجه كل الجهود وطاقاتنا لخدمه القضيه الجنوبيه ومواجه الاحتلال وكشف مجازره وكشف ما يعانيه الشعب الجنوبي لا ان نوجه السيوف الى بعضنا البعض ... تاج من رائدي القضيه الجنوبيه وسيضلي كذلك ان شاء الله

هل يمكن أن تؤيد وجود أي أسقف أخرى لإنهاء معاناة الجنوبيين أم أن فك الارتباط هو الخيار الوحيد المطروح من قبل أبناء الجنوب لإنهاء الأزمة وما هي معاييرك لذلك؟
ليس فقط "تاج" بل والشارع الجنوبي بشكل عام يدرك أن أي حديث عن سقوف واطية أو حلول تنتقص من حق الجنوبيين وتتجاوز إرادتهم هي في الحقيقة تحايل ومؤامرة لضرب الحراك وبيعه وبالتالي تكريس للهيمنة واليمننة والاحتلال. لم نرفع شعار الاستقلال من فراغ أو عبث ولم يتجاوب معه الشارع الجنوبي بالصدفة بل هي التجربة والخبرة بان هذا النظام لديه نوايا استعمارية مبيته ونعرف لما يخطط بل ماهو موجود اليوم هو امتداد للغزوات الزيدية للجنوب وهي مرتبطة بالأطماع التاريخية المعروفة.

باختصار إن من يساوم على وطنه وحريته وكرامته سيواجه الشارع الجنوبي ودماء الشهداء والشارع الجنوبي لن يسمح لاحد تجاوزه وحرف مشروعه الى باب اليمن. ان الانتماء لهذا الوطن ولمجده وتاريخه العريقين شرف كبير لاي جنوبي ومن اراد ذلك عليه ان لا يخرج عن متطلبات وحلم الشارع الجنوبي وهو الاستقلال الغير منقوص ..

انتشرت مقوله شموليه (حوشيه) يرددها البعض أن الشعب لا يعرف مصالحه وليس بالضرورة أن يقرر مستقبله فالنخب هي التي تعرف ذلك وهي أدرى بمصالح الشعب. فلانهم عرفو أنهم منبوذين في الشارع الجنوبي ولهذا يحاولوا إيجاد المبررات لتجاوز الشارع الجنوبي وفرض الوصاية عليه.

عطفا على السؤال السابق هل تعتبر الفيدرالية مخرجا لإنهاء المعاناة الجنوبية؟

هذا السؤال متداخل وقد جوابت عليه في الاسئله السابقه وخاصتا في جوابي لسؤال 12 لهذا نؤكد لا هناك اي خيار غير الاستقلال ان الشعب الجنوبي تجاوز كل المشاريع الصغيره فمن لديه مشروع غير الاستقلال عليه ان يقدمه لشعب الجنوبي ولكن لا هناك من يتجراء لمواجهه الشارع فيحاولون الالتفاف على الشارع الجنوبي وتدمير كل من يحمل مشروع الاستقلال ...

نظرا لأن نضالنا سلمي في الأساس فنحن ندرك أهمية الإعلام في إيصال القضية الجنوبية وإخراجها للنور والصحف الجنوبية بمختلف توجهاتها من أهم أدوات النضال الإعلامي ولكننا وللأسف نلاحظ حاليا أن صفحاتها صارت ساحة للصراعات الجنوبية الجنوبية وللهجوم على بعض الرموز والأحزاب الجنوبية، فما هي؟
الخلافات في الآراء أمر طبيعي والمصارحة والنقد السياسي أيضا أمر طبيعي. الذين لديهم ثقافة شموليه هم الذين ينزعجون من النقد وهم الذين يخافون من أن تسلط الإضاءات الكاشفة عليهم حتى يراهم الناس على حقيقتهم. صحيح أن البعض لا يجيد استخدام الحرية الإعلامية ويتجاوزها إلى حد الشتم والقذف والتعرض للشئون الشخصية لكن الناس بدأت تتعلم وبدأ الإعلام يترشّد. الملاحظة التي أقولها دائما ولو لنفسي هو أن هناك مواقع وكتاب جنوبيين التي كرست صفحاتها ومواضيعها للهجوم على المناضلين الجنوبيين وعلى المكونات الجنوبية وكان نصيب تاج الأكثر والأشرس فأتمنى أن يتوجه الإعلام والكتاب لخدمة القضية الجنوبية لا لمهاجمة بعضهم البعض ...

نلاحظ بعض القصور الإعلامي وخاصة فيما يتعلق بإيصال القضية الى الناطقين بغير اللغة العربية، فما الذي يمكن عمله من هذه الناحية وبالأخص أن هناك العديد من أبناء الجنوب المتواجدين في العديد من الدول الأجنبية؟
العمل الإعلامي عمل شاق ويحتاج إلى متخصصين متفرغين يملكون الإمكانيات للحركة. حسب علمي كل الجنوبيين في الخارج أناس منهمكين في الجري وراء لقمة العيش وكل واحد منهم لديه التزامات عائلية وشخصية كبيرة وما يقوم به البعض من جهد هو بكل المقاييس كبير وهام نوجه لهم التحية والشكر والعرفان وعلى رأسهم شبكه خليج عدن . الذين لديهم الأموال ليس لديهم قضية وإلا لن يصعب عليهم تمويل صحيفة ناطقة بالإنكليزية وكذا قناة فضائية أسوة بالأخوة الصوماليين الذين يملكون سبع قنوات فضائية.

ما هو تقييمك لاداء قناة عدن وما هي النواحي التي تعتقد أنه من الأنسب العمل عليها وتحسينها؟
نشكر القائمين عليها وعلى جهودهم. بالتأكيد هي قناة تفتقر إلى الدعم المادي وأي عمل إعلامي يفتقر إلى المال لن يلب الحاجة ومع هذا وذاك فهي نافذة مهمة وقدمت وتقدم الكثير ولكننا نطمح بان يكون للجنوب قناته الفضائية الإعلامية المحترفة لذلك نتمنا من الجميع الالتفاف حول قناه عند ودعمها..

المعروف أن الحراك الجنوبي حراك حقوقي يبحث عن الإنصاف للجنوب شعبا وأرضا وأن مشاكل الجنوب هي مع النظام اليمني فقط فلماذا نرى بعض من يصب الهجوم على الشعب الشمالي وينشر روح الكراهية، وما هي كلمتك لمثل هؤلاء؟
من يقول ذلك هو يحاول يخلط الأوراق بشكل متعمد. الذين ينادون بأن حراكنا حقوقي هم جماعة حوشي. حراكنا ليس مطلبي بل سياسي حراك ينادي بالاستقلال واستعادة الدولة والهوية لشعب الجنوب والفرق شاسع بين الحراك الحقوقي وبين الحراك السياسي. الأول ممكن ينطبق على مناطق في إطار الجمهورية العربية اليمنية والثاني هو ينطبق على حراك الجنوب وعلى برنامجه السياسي.

المشكلة ليست مع شعب اليمن ولكنها مع سلطات الاحتلال وهذا لا ينف بأن الحراك سياسي. مطالبة شعب الجنوب بالاستقلال ليس فيها ضرر وليست موجهة ضد شعب اليمن. حرية شعب الجنوب يجب أن لا تتقاطع مع مصالح شعب اليمن. بعد حصول شعب الجنوب العربي على الاستقلال والتحرر لن يتردد في دعم ومؤازرة نضال شعب اليمن للتحرر من الاستبداد والظلم.

بماذا تفسر خروج البيض وانضمامه العلني للحراك وفي ذلك التوقيت رغم تبعاته الشخصية التي قد تكون سلبية عليه وما تأثير هذا على القضية الجنوبية من الجانب القيادي من جهة والشعبي من جهة أخرى وابعادها من الناحية الدبلوماسية والدولية وما تداعيات ذلك بالنسبة لنظام صنعاء؟
عزيزي الفاضل الرئيس البيض لم ينضم إلى الحراك الرئيس البيض ولكن هو أول من رفض الوحدة وغادر صنعاء بسبب الغدر والخيانة. وعند عودته إلى العاصمة عدن عمل جاهدا لاستعادة دوله الجنوب وفك الارتباط. بل أعلن فك الارتباط. ومنذ ذلك اليوم اكتسبت القضية الجنوبية شرعيتها الدولية. وبعد احتلال الجنوب لم يكن الرئيس البيض صامتاً أو معتكفاً كما يحاول أن يصف البعض. بل كان على تواصل دائم مع أكثر القيادات الجنوبية بالداخل والخارج في علاقة مستمرة واثقة ...لم يهدأ للرئيس البيض بال وشعب الجنوب يرضخ تحت الاحتلال فهو لا تهمه التبعات الشخصية بقدر ما يهمه شعب الجنوب. فهو رجل معروف بتاريخه النظيف ووفاءه وصدقه لشعب الجنوب.

أجرى الحوار: الصحفي أبو فؤاد الشعيبي
رایکم