۲۳۴مشاهدات
مثل عشرات من التجمعات السكنية الأخرى في العراق تحول هذا التجمع الصغير بمنطقة طوزخورماتو بشمال محافظة صلاح الدين إلى ركام. ففي تشرين أول استولى مقاتلو الجيش والحشد وقوات "البشمركة" الكردية على القرية من تنظيم داعش الارهابي.
رمز الخبر: ۲۴۸۵۶
تأريخ النشر: 30 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : لكن هناك تريث في عودة السكان بسبب العبوات المزروعة والعمليات الحربية. لكن جهات متضررة من هزيمة داعش تقول ان القوات الأمنية والكردية تمتع الناس من العودة الى منازلهم.

وتجوب مجموعات من المقاتلين الأراضي المحررة وهي تتلهف على بسط نفوذها على أهم المناطق الاستراتيجية.

ويبدو من سير العمليات ان الإصرار واضح، في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

وتدل الاحداث على ان التنظيم الإرهابي على رغم سيطرته على أجزاء من العراق وسوريا، الا انه فشل في فتح شروخ طائفية.

لكن الملاحظ من النتائج على ارض الواقع، انبثاق منطقة كردية توسعت لتشمل كركوك الغنية بالنفط والتي يتنازعها الأكراد والعرب منذ فترة طويلة. فيما تحررت مناطق أخرى في الشمال في أيدي مقاتلي الجيش والحشد الشعبي الذين يضطرون الى البقاء في أي أرض يحررونها خوفا من عودة الإرهابيين اليها.

 وفي الضواحي الريفية حول العاصمة العراقية وفي محافظة ديالى إلى الشرق وإلى الشمال باتجاه سامراء بدا تواجد قوات الجيش والحشد الشعبي ملموسا مقابل انحسار الجماعات الإرهابية.

 ويأمل رئيس الوزراء حيدر العبادي المعتدل الذي تولى رئاسة الحكومة في أيلول الماضي بعد أربعة أشهر من الانتخابات توحيد البلاد من جديد.

 وقد حاول العبادي إشراك الطوائف الرئيسية الثلاث واستخدم نبرة أكثر تصالحا الذي كان في كثير من الأحيان تصادميا ويتبنى مواقف مثيرة للخلاف.

 والآن أصبح العبادي والأكراد بل وبعض الساسة من السنة يتحدثون جميعا عن ضرورة الاتفاق على أقاليم اتحادية حتى يمكن لطوائف الشعب العراقي أن تحكم نفسها بنفسها وتظل جزءا من دولة موحدة.

 وللحفاظ على وحدة البلاد، يتطلب إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي وبرنامجا ضخما لاعادة البناء في المناطق السنية ووحدة القيادات السياسية والعشائرية المقسمة وترتيب يتم التوافق عليه بين الأكراد وبغداد فيما يتعلق بالمكاسب الاقليمية التي تحققت للأكراد.

 ويقول هوشيار زيباري وزير المالية الكردي إنه يستطيع أن يتصور استعادة العراق لقوته وتوازنه في نهاية الأمر. لكنه يسلم بأن البلد في حالة شديدة من التفتت الان.

لكن أكراد العراق يبحثون عن فرصة سانحة في أوقات الأزمات. وهذا العام سارع الأكراد بالتحرك للاستيلاء على أراض كانت محل نزاع بينهم وبين عرب العراق. ومن هذه الأراضي كركوك.

ولفترة من الوقت تزايد الحديث عن الانفصال ثم هدأ بعد أن شن تنظيم داعش هجوما ناجحا على كردستان في اب. ومنذ ذلك الحين استعاد الأكراد بدعم من الغارات الجوية الامريكية الرامية لاضعاف داعش مناطق كانوا قد فقدوها وصاغوا اتفاقا لتصدير النفط من كركوك ومن حقول النفط في المناطق الكردية لحساب بغداد.

ويرى سيروان البرزاني ابن أخ رئيس الاقليم الكردي مسعود البرزاني أن الوقت الحالي لحظة مناسبة لتحقيق حلم شعبه في إقامة الدولة المستقلة. وكان في باريس يرأس اجتماعا لمجلس إدارة شركة الاتصالات التي أسسها عام 2000 عندما وصلت إليه أخبار اجتياح مقاتلي داعش لمدينة الموصل.

وما رأى فيه الأكراد فرصة سانحة عام 2014 رأي فيه السنة في العراق اضطرابات لا نهاية لها وظلما جديدا. ويشكو سكان مدن الموصل وتكريت والفلوجة في غرب البلاد وشمالها وكلها خاضعة لسيطرة داعش من نقص الوقود والمياه ومن أوامر داعش بأن ترتدي النساء النقاب ومن تغريم المدخنين.

وفي المناطق التي يقاتل فيها السنة، تنظيم داعش، يمكن أن تصل الوحشية إلى مستويات غاية في الشدة. ويتساءل كثيرون عما سيتبقى عندما تضع الحرب أوزارها وعما إذا كان بوسع السنة أن يتصالحوا حتى فيما بينهم.

وأمضى الشيخ علي عابد الفريح شهورا في قتال تنظيم داعش حيث يرى أن الصراع معركة داخلية بين عشائر الأنبار. فبعضها اختار الانضمام لداعش واختارت عشائر أخرى محاربة التنظيم. وهو يقول إن بعض خصومه ينتمون إلى عشيرته.

ويقول إن القتال لن ينتهي حتى إذا تم تطهير مناطق حول مدينة حديثة التي ينتمي إليها أو غيرها من مدن الأنبار. فكل الأطراف تريد الثأر. ويضيف "الدم يطلب الدم. والأنبار لن تتوقف قط".

وطار الشيخ علي إلى بغداد في أواخر كانون الأول لكي يتوسل للحكومة أن ترسل مساعدة إلى حديثة التي يحدها تنظيم داعش من الغرب والشرق ويحميها ساتر ترابي بطول خمسة كيلومترات. ولم يستطع الشيخ علي الوصول إلى بغداد إلا بطائرة عسكرية.

 وفي الاسبوع الذي سبق عيد الميلاد أبلغته الحكومة بأن المساعدات ستصل خلال أسبوع.

وكل يوم يصد مقاتلو العشائر والجنود العراقيون في حديثة هجمات لداعش ويدافعون عن السد الضخم القابع بالمدينة.

ويمثل شريان الحياة الوحيد من المدينة إلى العالم الخارجي قاعدة حكومية كبيرة تسمى "عين الأسد" تقع على مسافة 36 كيلومترا إلى الجنوب. وفي الآونة الأخيرة التقى الشيخ علي بقوات أمريكية خاصة هناك. وأكد له الأمريكيون إن الولايات المتحدة ستشن ضربات جوية إذا نجح مقاتلو داعش في اجتياز الحواجز باتجاه حديثة. ويقول الشيخ علي إنه لا يفهم هذا المنطق "فهم يعلمون أن الناس ليس لديهم غذاء ولا سلاح ولا ذخيرة ولا شيء. نحن نغرق. وإذا لم تساعدونا فعلى الاقل انقلونا إلى الجنوب والشمال. فنحن نموت الان".

رایکم
آخرالاخبار