۳۷۰مشاهدات
يبدو وفق المجريات الميدانية ان التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الذي تقوده واشنطن بدأ يعطي ثماره على الارض حصراً في العراق حيث تلقى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروف بـ «داعش» ضربات موجعة.
رمز الخبر: ۲۴۷۱۵
تأريخ النشر: 28 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : الضربات الموجعة التي ادت الى انحسار تمدده وخسارته لمعظم المناطق التي اجتاحها بين ليلة وضحاها وادت الى الاطاحة بحكومة نور المالكي وفق الاوساط المتابعة للميدان، وكان اول الانتصارات للتحالف المذكور فك الطوق عن سد الموصل واستعادته من «داعش» الذي كان يخطط لتفجيره لاغراق بغداد، لاحداث كارثة يكون لها حجم الزلزال من خلال ايديولوجيته القتالية التي تركز على نشر الرعب وهذا العامل كان كفيلاً بنجاحه في الاجتياح دون ان يلقى اي مقاومة.
وتضيف الاوساط ان الهزيمة الثانية التي لحقت بـ «داعش» تمثلت بطرده من سنجار حيث يقيم الايزيديون في بلدات هذا الجبل، فقد استطاعت قوات البشمركة الكردية سحق التنظيم التكفيري في تلك المنطقة ومن بقي من عناصره حياً فر الى سوريا، ولعل اللافت ان واشنطن تسعى الى حشر هذا التنظيم داخل الاراضي السورية ومن اكبر الضربات التي حلت بـ «داعش» تمثلت بمقتل قياداته الفاعلة والمقربة من «ابي بكر البغدادي» حيث قتل قائد جيشه ووالي الموصل، فالمجريات العراقية ان دلت على شيء فعلى ان نهاية «داعش» في العراق باتت قريبة لا سيما ان واشنطن نجحت في احياء الصحوات السنية التي سبق لها ان حققت هزيمة بتنظيم «القاعدة» ايام الغزو الاميركي للعراق.
وتقول الاوساط ان خسائر «داعش» المتلاحقة في العراق ستدفع بتنظيم «دولة الخلافة» الى التحصن والتمدد في سوريا من خلال فرض المبايعة على فصائل «الجيش السوري الحر» وان هدفها الاساسي في هذه المرحلة توحيد البندقية التكفيرية وما يحول دون ذلك «جبهة النصرة» الفصيل المنافس لـ «داعش» ما يحتم نشوب قتال بين الفريقين في الصراع حول السيطرة، فاذا كان التنظيمان التكفيريان ينطلقان من عقيدة واحدة والا فإن الخلاف بين البغدادي وايمن الظواهري حول الخلافة يتعاظم يوماً بعد يوم كون الظواهري يعتبر «داعش» قد شق عصا الطاعة على تنظيم «القاعدة العالمي».
وتشير الاوساط الى ان تعاظم قوة «داعش» في سوريا على حساب «النصرة» ستنعكس ارتداداته ميدانياً على الساحة المحلية وربما هذا الامر يعتبر سبباً رئيسياً في انطلاق ورشة الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في عين التينة حيث تقاطعت مصالح الطرفين، فـ «حزب الله» يقاتل التكفيريين في سوريا على خلفية وجودية , اما المستقبل فقد ادرك خطورة التنظيم عليه في الساحة السنية التي كادت ان تصبح بيئة حاضنة للتنظيم ما دفع التيار الازرق للوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية لانهاء الحالة الشاذة في طرابلس بعدما حاول تنظيم «القاعدة» عبر شادي المولوي واسامة منصور خطف المدينة حيث استغل التكفيريون مواقف المستقبل من قتال «حزب الله» في سوريا لسحب البساط من تحت قدميه ومحاولة مصادرة قواعده في المدينة الشمالية.
وترى الاوساط ان تصريحات النائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي وكذلك النائب محمد عبد اللطيف كبارة ساهمت في منح غطاء للتكفيريين الذين كانوا بأمس الحاجة اليه ليتسللوا الى الساحة السنية والعمل على مصادرتها، الا انه في المرحلة الراهنة غاب هؤلاء عن منابر التصريحات التحريضية بعدما تلقوا اوامر حازمة من الرئيس سعد الحريري بوجوب التزام الصمت والتهدئة، لا سيما ان المملكة العربية السعودية ادرجت «داعش» على لائحة الارهاب، الا ان حوار «حزب الله» و«المستقبل» وان برد الصفيح الساخن على الساحة المحلية، ليس بمقدوره منع المخاطر المندفعة نحو الحلبة من بوابة عرسال حيث مكمن الخطورة بعدما استقدم «داعش» تعزيزات من ريف حمص الى القلمون وبدأ فرض البيعة للبغدادي على فصائل «الجيش السوري الحر» وقد يفرضها على «النصرة» لا سيما بعد اشتداد ساعده، ولعل اخطر ما في الموضوع ان يلجأ «داعش» الى فرض المبايعة على عرسال ما سيخلق وضعاً ميدانياً لا يستطيع احد ان يتكهن بنتائجه، خصوصاً ان شرائح كبيرة من سكانها تتعاطف مع التنظيم التكفيري وعلاقة الشيخ مصطفى الحجيري «ابو طاقية»بـ «داعش» و«النصرة» وثيقة جداً. فهل يقع المحظور عشية عيد رأس السنة؟ وهل تبايع «النصرة» «البغدادي» لتجنب القتال وماذا يخبىء العام الجديد من مفاجآت على الصعيد الامني؟ وهل تسارع فرنسا وواشنطن الى الوفاء بالتزاماتهما حيال المؤسسة العسكرية قبل خراب البصرة؟
المصدر : الاخبار
رایکم