۲۹۳مشاهدات
يرتقب الشارع المسيحي المنهك بالجراح جراء الحروب العبثية والمعارك السياسية التي قضت عليه منذ العام 1989 بسبب تعنّت بعض زعمائه وإستمرار خلافاته التي لم تنته يوماً.
رمز الخبر: ۲۴۷۰۸
تأريخ النشر: 28 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : يرتقب الشارع المسيحي المنهك بالجراح جراء الحروب العبثية والمعارك السياسية التي قضت عليه منذ العام ١٩٨٩ بسبب تعنّت بعض زعمائه وإستمرار خلافاته التي لم تنته يوماً. السبب الكرسي الرئاسي وزعامة المسيحيين والتحّكم بقرارهم، هكذا ترى مصادر مسيحية مواكبة منذ عقود للخلاف المزمن بين رئيس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، معتبرة بأن المسيحيين تعبوا وينتظرون بفارغ الصبر اتفاق هذين الطرفين كي يتحلحل الوضع الكارثي الذي دفعوا ثمنه، خصوصاً ان العناد السياسي اوصل الموقع الاول الى الفراغ منذ اشهر عدة، من دون ان يتنازل كل واحد منهما عن مصالحه الخاصة.
وترى هذه المصادر بأن حوار حزب الله وتيار المستقبل سرّع بطرح إنعقاد هذا الاجتماع، لان الزعيمين يعيشان الحذر الشديد من قيام الطرفين السّني والشيعي بتسمية الرئيس المرتقب وسحب الورقة الرئاسية منهما، مشيرة الى ان التحضيرات قائمة لحصول هذا اللقاء مطلع العام، ويتولاها بين الجهتين عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان، ورئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي، املةَ ان يطرح اللقاء الى جانب الاستحقاق الرئاسي ملفات وطنية هامة كتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية.
وعن مدى نجاح هذا اللقاء، شددت المصادر المسيحية على ضرورة حصول جلسات حوار تمهيدية مكثفة بين كنعان ورياشي، كي لا يكون لقاء عون- جعجع مجرد «فولوكلور» لا يتجاوز الصورة التذكارية والمصافحة وتواجد الكاميرات وحشرية الصحافيين والاسئلة المحرجة، وبالتالي الوصول الى مساحة مشتركة حول موقع ودور المسيحيين في السلطة وتحديداً في رئاسة الجمهورية ، مبدية تخوفها من بقاء الخلاف المزمن لان اسم الرئيس سيبقى اساس الخلاف، لان عون سيعمل على إقناع جعجع للقبول به رئيساً والعكس صحيح، من هنا لا امل بالتفاؤل، واستبعدت ان يعقد لقاء بين القيادات المسيحية الاربع في بكركي قريبا، لان اللقاءات ستبقى ثنائية بين البطريرك بشارة الراعي والقيادات المسيحية، واملت ان تسمع من احدهم ضرورة إخراج رئاسة الجمهورية من المأزق وتقديم التسهيلات والاتفاق على رئيس توافقي».
لذا وانطلاقاً من هنا ترى هذه المصادر بان حوار الطرفين سيبقى حوار «طرشان»، والدليل ان البطريرك الماروني اعلن بأن اجتماع الاقطاب الاربعة الى بكركي لن يؤدي الى اي نتيجة، فكيف بالنسبة للقاء زعيميّ النزاع المزمن؟، لذا فبكركي اعتمدت منذ مدة لقاء كل قطب منهم بمفرده.
سياسي وسطي عتيق قال: «الوقت الراهن لن يشهد انتخاب رئيس للجمهورية لان المجتمع الدولي حريص على إبقاء الوضع في لبنان على حاله، وخصوصاً بقاء المنطقة المسيحية هادئة لان المشاكل السياسية متفاقمة وكبيرة، اذ يرى بأن لا مصلحة للمسيحيين في الوقت الراهن بانتخاب رئيس ماروني، لان وعلى سبيل المثال فأول مشكلة ستنتقل من موقع رياض الصلح الى مستديرة بعبدا، وابرزها ملف العسكريين المخطوفين، معتبراً بأن المشاكل اليوم تقع على عاتق رئيس الحكومة السّني، فيما الماروني غائب عن تحمّلها وهذا افضل، لان مصلحة المسيحيين اليوم هي في عدم تحمّل اية مسؤولية والابقاء على وضعهم الهادئ.
وعن رأيه بتقارب العونيين والقواتيين هذه الفترة، إعتبر بان تقارب عون - جعجع الموقت لن يخرج سوى بعملية مصافحة غير بريئة، اذ لن يتخطى اكثر من اعتباره اجتماع تطمينات للشارع المسيحي فقط، هدفه تخفيف الاحتقان المسيحي - المسيحي ليس إلا، اي على غرار حوار حزب الله - المستقبل، لان الخلافات ستبقى تحت الطاولة، والتاريخ علمنا بأن نزاعات الزعماء الموارنة لا تنتهي، لكن على هذا التاريخ ان يعلمهما بأن اتفاقهما النهائي سيُعيد المسيحيين من جديد الى شاطئ الامان، وهذا هو المطلوب اليوم في ظل ما يجري في المنطقة من تهديدات للوجود المسيحي، وبالتالي عليهما التعلّم من تجارب واخطاء الماضي، بأن في الجمع قوة لا يستهان بها، والشارع المسيحي بحاجة اليوم الى كلمات رصينة لا مصالح خاصة فيها تعيده الى سابق عهده بعد ان كاد الاحباط يقضي عليه.
المصدر : الديار
رایکم