۴۴۸مشاهدات
موقع الديار الإخباري
رمز الخبر: ۲۴۶۴۹
تأريخ النشر: 27 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : الآن، وقد سقطت الطائرة الاولى في ارض الخلافة و بات الطيار الاول في قبضة الخليفة، من هي الدول التي ستنسحب من تلك التظاهرة البهلوانية التي تدعى...التحالف الدولي؟الاردن اولا...
أشباح ؟!
 
حتى لو تحطمت الطائرة بالسكتة القلبية،نستند الى ما تقوله دوريات متخصصة، فالدول الـ49 تمتلك نحو 23 الف طائرة، فضلا عن ملايين الجنود، ناهيك عن ان بعضها يمتلك آلاف الرؤوس النووية، ومع ذلك اخفقت في وقف زحف 30 الف مقاتل على مساحات شاسعة ومسطحة وعلى مدى اربعة اشهر...
لا بل انها اخفقت في اخراج بضعة مئات من المقاتلين من مدينة عين العرب- كوباني الصغيرة، حتى لو قال الخبير الاميركي مايك هيوارد «كما لو ان القاذفات تراقص الاشباح».
اشباح؟ هؤلاء الذين يقومون بالاستعراضات اليومية في شوارع المدن، والذين تتجول آلياتهم في البوادي، وفي وضح النهار، هل هم اشباح فعلا ام ان ثمة من يريد ان يوحي بأنهم اشباح لغرض في نفس يعقوب؟
الاميركيون هم الذين قدروا عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بما بين 20 الفاً و 31.5 الفا (لاحظوا الدقة المضحكة بين الحد الادنى و الحد الاقصى)، والتحالف يقول انه قتل منهم ما بين 3 الاف و 4 الاف، تاركين لهيوارد إياه ان يقول عبر احدى الشاشات «لكأنما جهنم فتحت كل ابوابها من اجل ان يخرج هؤلاء الينا».
اما وقد بلغت المهزلة هذا الحد، وتأكد وجود صواريخ ارض- جو لدى داعش، لا بد من بعض الغباء و التساؤل عن المصدر. هناك تخمينات كثيرة، واحيانا تخمينات كاريكاتورية، حول ذلك. قالوا ان مقاتلي «داعش» استولوا عليها من النظام، وقيل انهم انتزعوها من «جبهة النصرة» كما من فصائل عسكرية اخرى، كما لو ان الاوروبيين، بوجه خاص، نسوا الحديث عن التنسيق مع تركيا ومع الاردن، من اجل تزويد مقاتلي المعارضة بالصواريخ لمواجهة طائرات النظام لتعذر فرض منطقة عازلة، او منطقة للحظر الجوي، حتى اذا ما تم شل تلك الطائرات او تحييدها حدث تبدل دراماتيكي في الميدان، ودائما لمصلحة المعارضة.
ثمة جانب اخر من هذه الكوميديا، وهو التنسيق بين واشنطن وانقرة لتدريب الآلاف من مقاتلي المعارضة( اي الانكشارية الناطقة بالعربية) من اجل الزحف على حلب، وعلى المدن الاخرى، وبالتالي اجتثاث اخر معاقل النظام...
الاردن الذي من لا يعلم اي دور يؤديه منذ نشأته، وحتى بعد تحويله لاحقا الى دولة فلسطينية، يدرب ايضا من اجل نشر الديمقراطية (والملكية) في سوريا بعدما اتى من يزيّن لصاحب الجلالة، بالصدر المدروز بالاوسمة والنياشين العسكرية، بأنه هو، الهاشمي الاصيل، سيكون الملك على سوريا في استعادة مسرحية لقصة بل لمأساة الملك فيصل الاول.
من اردني بارز سمعنا اي دور تضطلع به عمان لولوج الاستخبارات الاسرائيلية الى الداخل السوري، وثمة كلام عن مستشارين وغير ذلك، فيما تتكفل انقرة استكمال الجزء الاخر من اللعبة التي عنوانها تفكيك سوريا او ازالتها ولاغراض تتعلق، وكما اوحى كلام لكارل روف، وكان مستشاراً للرئيس جورج دبليو بوش، بـ «حل الازمات العالقة في الشرق الاوسط».
وما دمنا امام هذه الحلقات الغرائبية، نتوقف عند حديث محلل عربي بارز، بارز كونه يستظل احدى العباءات المرصعة، فهو يعتبر ان الادارة الاميركية تتمهل في القضاء على «داعش» ريثما يتم اعداد القوى العسكرية التي ستكون مهمتها تنظيف الارض السورية من التنظيم ومن النظام على السواء...
ان تستباح اراضينا، هذه مسألة باتت من البديهيات، ولكن ان تستباح عقولنا، والى ذلك الحد، فهنا المهزلة الكبرى.
الذين صنعوا التنظيم او الذين تولوا برمجته، او الذين استضافوه قبل ان يتم نقل المقاتلين، الوافدين من اصقاع الدنيا، بالحافلات المكيفة الى الداخل السوري، انما فعلوا ذلك ليس فقط لزعزعة الانظمة بل لزعزعة المجتمعات ولزعزعة الخرائط.هنا سوريا، الضحية امام كل اولئك الذئاب..
سقوط الطائرة اكثر من ان يكون حادثا تقنيا. «داعش» الذي اطلقوه او شقوا امامه الطريق بات اكبر منهم بكثير. على الاقل نستعيد ما قاله توني كوردسمان،وهو الخبير المحنك، من ان «تلك اللحظة» تستدعي اعادة النظر بالمشهد الميداني بأسره، وبطبيعة الحال بتركيبة التحالف...
مواربة يوحي بضرورة كسر التابو والتعاون الاستراتيجي مع دمشق وطهران لان القضاء على ابي بكر البغدادي يحتاج الى «معجزة» من هذا القبيل. ولكن الا يخشى البعض، ان فعل ذلك، ان يسقط، تلقائيا، في قبضة «داعش»؟ هكذا سأل الخبير الاميركي المحنك..
رایکم