۱۷۷مشاهدات
لا جديد في آفاق الملف اللبناني المرشح لمواجهة المزيد من التحديات والمخاطر الأمنية في ظل احتدام التوترات السعودية - الإيرانية على أكثر من ساحة إقليمية وحول العديد من الملفات الساخنة.
رمز الخبر: ۲۴۵۵۶
تأريخ النشر: 25 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : هذا ما ذكرته أوساط دبلوماسية بارزة في بيروت. مضيفة بأن هذه الأجواء الملتهبة والمحتدمة إقليميا سيكون لها انعاكاسات شديدة السلبية على الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله كون هذا الحوار يجري في ظل أوضاع دولية وإقليمية متشنجة لا تسمح بحصول تغيير للوضع في لبنان من شأنه أن يساهم في مَلء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن. وبحسب المصادر فان العلاقات الدولية - الإقليمية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط ليست في وارد حصول تفاهمات حول قضاياها الساخنة والعالقة ليكون لبنان جزءاً من هذه التفاهمات، ما يعني بأن الوضع اللبناني المأزوم سيبقى منتظرا مرحلة التفاهمات الدولية - الإقليمية في المنطقة حتى يتمكن من إنهاء الفراغ الدستوري.

إلا أن الخطير في الأمر، تشير الأوساط الى أن مرحلة الإنتظار المحتمل جدا أن تطول ستكون محفوفة بشتى المخاطر لأنها سوف تشهد دخول المنطقة بمزيد من الصراعات والمواجهات المفتوحة على كل أنواع التصعيد، لذلك من غير المجدي التأمل كثيرا من حوار تيار المستقبل - حزب الله لأنه في ظل الأوضاع الراهنة محليا والمتأثرة بأجواء المناخات الخارجية المتوترة والملتهبة فانه من غير المحتمل أبدا حصول تطورات إيجابية في ملف الإستحقاق الرئاسي بالمدى المنظور، ما يعني أن الإنقسام والتشتت في السلطة اللبنانية التي تفتقد وجود رئيس الدولة ستبقى قائمة وهذا الأمر يضع لبنان في وضع غير مستقر ومرشح ليكون عرضة لمزيد من الهزات والأحداث الأمنية الخطيرة خصوصا أن الاوضاع في لبنان لا تزال غير مطمئنة في ظل المعلومات الإستخباراتية التي تشير إلى احتمالات قوية بان يكون لبنان مستهدفا بقوة في المستقبل القريب من الإرهاب التكفيري الذي يتحرك ضمن توجهات الأجندات الإقليمية وصراعاتها المحتدمة التي باتت أقرب من أي وقت تهديدا لأمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي وعيشه الوطني المشترك.

وشددت الاوساط على أن هناك مخاوف كبيرة من أن يدفع لبنان في هذه المرحلة أثمان الاشتباك السعودي - الإيراني في المنطقة خصوصا أن امكانية تخفيف حدة هذه الاشتباك بتداعياته وعواقبه على الساحة اللبنانية قد تكون غير ممكنة في ظل الأجواء السائدة التي تشير إلى أن العام المقبل سيحمل معه المزيد من المواجهات بين طهران والرياض ليس فقط على خلفية القضايا الساخنة الحالية في اليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان وغيرها من الساحات الإقليمية بل أيضا على خلفيات اقتصادية استراتيجية خصوصا في ظل تدني اسعار النفط الذي يلحق أضرارا فادحة بكل من إيران وحليفتها الإستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم أي روسيا الذين يجمع المراقبون بأنها لن تتهاون أبدا مع اي طرف يساهم في الحاق الضرر بالإقتصاد الروسي الذي يعاني من عواقب شديدة الخطورة نتيجة لعبة أسعار النفط العالمية التي قد تجر العالم نحو المزيد من الحروب الإقليمية والدولية المدمرة.

إلى ذلك، رأت مصادر مسيحية وسطية بأن خلاصة الاتصالات والمشاورات التي يجريها بعض المسؤولين الدبلوماسيين على المستوى اللبناني وعلى المستويات الإقليمية والدولية بخصوص الإستحقاق الرئاسي لا يزال يغلب عليها التشاؤم خصوصا أن هذه الإتصالات والمشاورات قد حملت طابعا يؤكد بأن جميع القوى الدولية والإقليمية الأساسية بتأثيرها في الساحة اللبنانية لا تزال غير حاضرة وغير راغبة في دفع أي أثمان لتمرير انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان. مضيفة بأن النقطة المشتركة بين جميع الزوار الكبار للبنان في الآونة الأخيرة،هو أن الجميع مؤيد في موقفه من الإستحقاق الرئاسي لناحية تأييد انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن هذا التأييد جاء دائما مرتبطاً بشرط توافق اللبنانيين وبما أن هذا التوافق مرتبط بالظروف الخارجية التي تتحكم بالمواقف السياسية الداخلية للبنان فإن ربط تأييد انتخاب رئيس جديد للبنان بمسألة التوافق اللبناني المحلي يعني تلقائيا بأن العراقيل الخارجية لا تزال قائمة وبأن الجهد الدولي والإقليمي الجدي الداعم لإنجاز الإستحقاق الرئاسي لا يزال غائبا ومفقودا حتى اشعار آخر.

ولفتت بأن استبعاد المكون المسيحي عن الحوار الإسلامي - الإسلامي (السني - الشيعي) والذي سيتناول من ضمن جدول أعماله ملف الإستحقاق الرئاسي هو سابقة خطيرة في تاريخ تركيبة لبنان وميثاقه الوطني القائم على الشراكة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا أنه من دون هذه الشراكة يفقد لبنان النموذج الفريد في المنطقة هويته ورسالته في التعدد والتنوع. مضيفة بأنه لو كان بالإمكان قلب الأدوار هل كان المسلمون ليقبلوا على سبيل المثال أن يلتقي الموارنة والروم الأرثوذكس في لبنان على حوار مسيحي - مسيحي لبحث استحقاق رئاسة المجلس النيابي او رئاسة الحكومة اللبنانية بمعزل عن المكون الشيعي والسني والدرزي في البلد. إلا أن مشهد استبعاد المسيحيين عن الحوار الذي يبحث في ملف الإستحقاق الرئاسي بات أمرا ممكنا للأسف في ظل موازين القوى الإقليمية التي يتقاسم قوتها ونفوذها الحضور السني ممثلا بالمملكة العربية السعودية والحضور الشيعي ممثلا بإيران، وهذا الوضع بات بفرض رويدا رويدا واقعا جديدا عنوانه الأساس تهميش وإضعاف وتجاوز الحضور المسيحي في لبنان في ظل تراجع الحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط حيث المؤامرة الجهنمية لإضعاف وإفراغ كل هذا الشرق من المسيحيين قائمة على قدم وساق، وما يجري في المحيط والجوار من تهميش وأعمال تهجير وطرد للمسيحيين في العراق وسوريا ومصر وفلسطين المحتلة إلا دليلا ساطعا على ذلك، وها هو مسار تهميش المسيحيين بدأ يطل برأسه على وطن الأرز من باب الإستحقاق الرئاسي الفارغ، وما حوار المسلمين لبحث وتقرير مصير موقع رئاسة الجمهورية المسيحي إلا بداية وصول معالم هذا المسار الخطير إلى لبنان.

المصادر عينها أشارت الى أن حضور المسيحيين أو استبعادهم عن اي حوار يقرر مصير الرئاسة الأولى لم يعد مرتبطا بهذا الفريق المسيحي أو ذاك كما لم يعد مرتبطا بأي مرجعية مهما علا شأنها وموقعها التاريخي في الحياة السياسة الوطنية اللبنانية. فهذا الأمر بات محكوما بما يجري من تطورات متسارعة في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق فبقدر ما يكون المناخ والجو العام في المنطقة يحمل مؤشرات لتقارب سعودي - إيراني بقدر ما يكون احتمال انجاز الإستحقاق الرئاسي قريب وبقدر ما يكون هناك احتدام وتباعد سعودي - إيراني بقدر ما يعني ذلك بأن ظروف انجاز الإستحقاق الرئاسي لا تزال غير مؤاتية حتى اشعار آخر. وبحسب المصادر عينها فأن الحضور الأوروبي على خط تحريك الإستحقاق الرئاسي باتجاه انجاز الإستحقاق الرئاسي بات دون جدوى إذا لم يكن مقرونا بمشاورات في طهران والرياض ولعل ما يقوم به الموفَد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو جيرو يعكس صورة واضحة إلى أن مفتاح انجاز الإستحقاق الرئاسي موجود في السعودية وإيران وكل ما يجري من خارج الوصول إلى توافق سعودي - إيراني لإنتخاب رئيس جديد في لبنان يبقى ضمن سقف المحاولات والجهود الحثيثة التي تبذل باتجاه تقريب وجهات النظر التي من شأنها أن تؤدي إلى حصول هذا التوافق السعودي - الإيراني بخصوص رئاسة الجمهورية وغيرها من الملفات العالقة على الساحة اللبنانية.

المصدر : الديار
رایکم