۲۹۶مشاهدات
ليس أكثر ما يُشعر اللبنانيين المنتشرين في أميركا اللاتينية بالدفء والسعادة سوى زيارة أحد المسؤولين اللبنانيين لتفقّد أحوالهم والاطلاع على أوضاعهم والسؤال عن مطالبهم.
رمز الخبر: ۲۴۵۲۱
تأريخ النشر: 24 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : يعيش اللبنانيون المغتربون في دول أميركا اللاتينية أغنياء وفقراء معاً، أغنياء لأنّهم من خلال أعمالهم ونجاحاتهم يجنون الأموال الكثيرة، وفقراء لأنّهم غالباً ما يفتقرون الى العاطفة والاهتمام من قبل دولتهم، وإن أصبحوا ينتمون بأكثريتهم الى البلد الثاني الذي هاجروا اليه فارغي الأيدي فاحتضنهم بقوة، ما جعلهم يندمجون فيه و»يتخلّون» بشكل أو بآخر عن جنسيتهم اللبنانية.

وليس أكثر ما يُشعر اللبنانيين المنتشرين في أميركا اللاتينية بالدفء والسعادة سوى زيارة أحد المسؤولين اللبنانيين لتفقّد أحوالهم والاطلاع على أوضاعهم والسؤال عن مطالبهم. من هنا، شكّلت جولة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على أميركا اللاتينية دفعة من الأوكسيجين طالما انتظرها لبنانيو الأرجنتين، والأورغواي، وتشيلي، والباراغواي. حتى أنّ بعض اللبنانيين في دول مجاورة أسف لعدم شمول الزيارة بلدانهم، على ما وصل الى مسامعنا.

في الأورغواي تعيش الجالية اللبنانية قلباً واحدا، «لا خلافات سياسية أو غيرها بيننا، فالخلافات التي تحصل في الداخل بين المؤيّدين لهذا الفريق أو ذاك، لا تجدينها في الخارج»، على ما يقول حنا مراد أحد المغتربين الشباب من الذين يُتقنون اللغة العربية، كون والده حافظ على اللغة وأصرّ على تعليمها لأولاده. أمّا الأورغواي فهي في رأيه، بلد هادىء يستطيع المرء العيش فيه بسلام والقيام بالمشاريع وجني الأموال. كما أنّ الإنتخابات تحصل فيها بكلّ نزاهة وشفافية، فلا غشّ ولا «برطيل» ولا تزوير، خلافاً لما يجري في لبنان. ويشير الى «أنّنا كجالية لبنانية هنا نفتقر كثيراً الى زيارات المسؤولين اللبنانيين، حتى أنّ أيا من وزراء الخارجية السابقين لم يزر البلاد قبل الوزير باسيل، ولهذا نحن نقدّر هذه الزيارة، ونسأله تكرارها إذا ما استطاع لما لها من تأثير إيجابي في نفوسنا».

في الوقت نفسه، لفت رئيس الرسالة المارونية في الأورغواي، وكاهن رعية كنيسة سيدة لبنان الأب الياس طربيه الى وجود مشاكل تعترض أبناء الجالية اللبنانية في الأورغواي: «صحيح أنّ هناك الكثير من الأطبّاء اللبنانيين الذين ساهموا في بناء المستشفيات الأورغوانية، وآخرين يتبوأون مراكز مهمة في البلاد في قطاعات أخرى، غير أنّ اللبنانيين يفتقدون الى مستشفى لبناني خاص بهم. المشكلة الثانية أنّ المرأة اللبنانية لا تستطيع منح جنسيتها لأولادها، وهذا الأمر يعقّد أمور عدّة في الأورغواي حيث يُمكن للأم منح الجنسية لأبنائها من دون أي اعتراض أو إشكال. المشكلة الثالثة تكمن في أنّ لبنانيين عدّة يريدون الحصول على الجنسية اللبنانية، ويقومون بالإجراءات اللازمة من إرسال الأوراق والمستندات الى لبنان، غير أنّهم يواجهون بردّ الملف ورفض الطلب. من هنا، فإذا كانت هذه الأمور تتعلّق بالقوانين اللبنانية، فيجب إذاً العمل على تحديث هذه القوانين لحلّ المشاكل التي تتعرّض لها الجالية في الأورغواي».

وأوضح الأب طربيه أنّ اللبنانيين هنا رغم اختلاف طوائفهم ليسوا منقسمين، غير أنّهم يتحمّسون في بعض الأحيان بسبب أقاربهم الموجودين في لبنان. ويشير الى أنّ غالبية اللبنانيين لا يُسافرون كثيراً الى لبنان نظراً الى بعد المسافة أولاً، وبسبب غلاء ثمن تذكرة السفر ثانياً، والتي تصل الى ألفي دولار للشخص الواحد، خصوصاً أنّهم ليسوا شعباً غنياً بالإجمال.

»من أصل 100 ألف لبناني في الأورغواي، 7 آلاف منهم فقط يحملون الجنسية اللبنانية»، يقول القائم بأعمال السفارة (السابق) جيمي الدويهي الذي ترك منصبه بعد الزيارة ليسلّمه الى خلفه القائم بالأعمال أليخاندرو بيطار. ويُشكّل اللبنانيون ثالث أكبر جالية في الأورغواي بعد الجاليتين الإسبانية والإيطالية، ويتبوأ عدد منهم مراكز مهمة في البلاد، فهناك 6 نوّاب من أصل لبناني من آل عبد الله ولفلوف ونيفوري وسواها، وثمّة عدد لا بأس به منهم هم رؤساء بلدية ولا سيما رئيس بلدية ريونيغرو.

ولكن المؤسف أنّ غالبية أبناء الجالية لا يتكلّمون اللغة العربية بسبب اندماجهم الكلّي بالمجتمع الأورغواني وتطبّعهم بطباعه، وهم يقيمون في مناطق عدّة في الأورغواي مثل مونتي فيديو، أليفيرا، شووي، فلوريدا، دورازنو وكولونيا، ويمارسون المهن كافة. لكن يبقى الكثير منهم قريباً من السفارة اللبنانية في الأورغواي وعلى تواصل دائم مع عائلاتهم وأقاربهم في لبنان. وغالباً ما يجتمعون عن طريق الجمعيات القائمة في مونتي فيديو لا سيما منها النادي اللبناني، الجمعية اللبنانية، أولاد دار بعشتار، الجامعة الثقافية اللبنانية، الجمعية الشابة اللبنانية. وتعمل هذه الجمعيات على دعم بعض العائلات اللبنانية الفقيرة نوعاً ما، كما على دعم مدرسة حكومية تحمل إسم «الجمهورية اللبنانية»، وأخرى تُدعى «جبران خليل جبران» في مونتي فيديو. وتوجد كنيسة مارونية واحدة تابعة للرهبانية المريمية، ملحق بها مدرسة تُدعى «المدرسة اللبنانية» وتضمّ هذه المدرسة 400 تلميذ غير لبناني.

تأسّست السفارة اللبنانية، بحسب الدويهي، سنة 1950 باسم المفوضية اللبنانية، وجرى تحويلها الى سفارة في سبعينات القرن الماضي حيث بدأت طلائع الجالية تصل الى الأورغواي في أوائل هذا القرن بسبب الحرب العالمية الأولى وهرباً من المجاعة في العام 1914.

لاقت الجالية اللبنانية كلّ الترحيب من المجتمع الأورغواني، يقول الدويهي الذي احتضن اللبنانيين الذين نشطوا في مجالات العمل كافة لا سيما منها السياسة والطب والتجارة وغيرها، وهي اليوم تعيش أوضاعاً جيدة. كما أنّ مذكرة التفاهم التي وقّعها الوزير باسيل مع دول «الميركوسور» قد لاقت استحساناً وصدى إيجابياً بين أبناء الجالية لا سيما منهم الذين يخوضون مضمار الاقتصاد والتجارة، ويأملون خيراً في فتح الأسواق بين لبنان ودول أميركا اللاتينية، الأمر الذي يُسهّل أعمالهم ويزيد من الأرباح.

 أميركا اللاتينية ـ دوللي بشعلاني
المصدر : وانا + متابعة
رایکم
آخرالاخبار