۳۲۷مشاهدات
تفيد تقارير وتقديرات اسرائيلية أن الشهور القليلة القادمة تشكل تحديا كبيرا وخطيرا لاسرائيل، وتجمع دوائر التحليل البحثية والرسمية في اسرائيل على أن هذه المرحلة بحاجة الى حكومة اسرائيلية قوية ومستقرة.
رمز الخبر: ۲۴۳۲۸
تأريخ النشر: 17 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : تفيد تقارير وتقديرات اسرائيلية أن الشهور القليلة القادمة تشكل تحديا كبيرا وخطيرا لاسرائيل، وتجمع دوائر التحليل البحثية والرسمية في اسرائيل على أن هذه المرحلة بحاجة الى حكومة اسرائيلية قوية ومستقرة للتعامل مع الأخطار الأمنية في المنطقة، وتحديدا ما يتعلق منها بالرنامج النووي الايراني، وما قد تسفر عنه المفاوضات الجارية بين طهران والغرب بشأن هذا البرنامج في شهر تموز القادم. وتأتي هذه التقديرات على شكل تحذيرات في ظل الاستعدادات الجارية لاجراء انتخابات نيابية في شهر آذار القادم.
وتفيد التقديرات ذاتها أن هناك ضرورة لتفكير يخلو من أية حسابات سياسية داخلية ضيقة، وأن تكون القيادة الاسرائيلية القادمة قوية ومتماسكة وقادرة على اتخاذ القرارات بشأن طريقة التعامل مع أية صفقة يتم التوصل اليها بين الغرب وتحديدا الولايات المتحدة وبين ايران حول مستقبل برنامج طهران النووي.
ولا تستبعد المؤسسة الأمنية في اسرائيل، اندلاع مواجهة عسكرية على الجبهة الشمالية خلال العام القادم لأسباب عديدة وهناك التشابك بين الملفات والتهديدات التي قد تدفع الى اشعال الجبهة الشمالية.
فالمرحلة القادمة سوف تشهد اقترابا للتحدي الكبير الذي يواجه اسرائيل، وهو تزايد احتمالات عقد اتفاق بين ايران والغرب بشأن البرنامج النووي الايراني، وسفينة المفاوضات الايرانية ـ الغربية، ليست وحدها تمخر عباب أمواج البحر، فهناك قوارب ملفات وأزمات من حولها، كالأزمة السورية والوضع في اليمن والعراق والتوتر في لبنان، وهنا تخشى دول الخليج وحكامها من هاجس اتفاق يمنح طهران بعض ما تريده من الغرب، يجعلها الرائدة، وذات التأثير الأول في منطقة الخليج، وصاحبة قرار وكلمة في ايجاد حلول لأزمات في المنطقة، ومنها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهناك مخاوف اسرائيلية بأن يكون اغلاق بعض الملفات عبر حلول سياسية على حساب مصالحها الأمنية، ومن بين هذه الازمات الأزمة السورية، فاسرائيل تتمنى وتعمل على أن يبقى الارهاب والاشتعال عالي المستوى داخل الاراضي السورية، على أمل أن تنتقل هذه النيران الى قلب الساحة اللبنانية، بعنوان واضح وصريح وهو إنهاك خصمين رئيسان لها، يتمثلان في سوريا وحزب الله، مما يشكل ضربة لايران.
فاسرائيل تخشى من أن تنتهي الأزمة في سوريا دون أن يتحقق الهدف الاساس من وراء هذه الأزمة، وهو تفكيك الجيش السوري، وتل أبيب ترى أن هناك تحالفا قويا معمدا بالدم بين حزب الله والجيش السوري، وهما يقاتلان جنبا الى جنب في الأزمة الحالية، وبالتالي، اذا تم تفكيك الجيش السوري بعد انهاكه، فانه لن يكون هناك أي تعاون بين سوريا وحزب الله، لكن، الوقائع على الأرض تؤكد أن هناك تلاحما بين الجيش السوري وحزب الله في اطار الحرب المشتركة ضد العصابات الارهابية المدعومة من دول وقوى كثيرة بينها اسرائيل، والوقائع على الارض تؤكد أيضا أن المؤسسة العسكرية السورية قائمة ولم تنحنِ ، رغم سنوات الأزمة التي على أبواب دخولها العام الرابع.
وفي اسرائيل يقولون، أنه في المرحلة القادمة، في اطار أي حل سياسي  للأزمة السورية ستبدأ عملية اعادة الاعمار وتأهيل الجيش، وتزداد التحديات اذا بقي النظام في دمشق قائما، وبقي الجيش على تركيبته الحالية، هنا، ستكون هناك هزيمة مضاعفة تلحق باسرائيل، وسوف تسارع عدة أطراف الى المساهمة في عملية اعادة الاعمار، وفي مقدمتها روسيا والصين وايران، وهذا يعني تزايد القوة العسكرية، وتسريع عملية التعافي الاقتصادي السوري.
وكل الأطراف المشاركة في الحرب الارهابية على الشعب السوري لا ترغب في أن تكون هذه هي نهاية الأزمة في سوريا. لكن، هناك صعوبات وحسابات لأطراف وقوى كبيرى، وتحديدا الغربية ومنها الولايات المتحدة، وهي حسابات تختلف عن حسابات أطراف ذات نظرة ضيقة وأفق ضيقة كتركيا والسعودية واسرائيل، فهذه الدول المعادية للشعب السوري تبحث عن زعامات في المنطقة، وبالتالي، حساباتها لا تتطابق مع حسابات واشنطن والعواصم الاوروبية.
اليوم، هناك خطر يهدد الدول الغربية ، وهو ارتداد الارهاب بقوة الى ساحاتها، فما حدث في "سدني" باستراليا أيا كانت أهدافه ومن يقف وراؤه، يشغل الدوائر الحاكمة في اوروبا وأمريكا، والاعلام الغربي ينقل مباشرة ما يجري، والاجتماعات والاتصالات على اعلى المستويات بين الدول الغربية، وفي أمريكا عقد الرئيس أوباما لقاءات عاجلة مع مستشاريه، وقياداته الأمنية، فارتدادات الارهاب وصلت الى ساحات الدول التي تشارك في دعم العصابات الارهابية ضد الشعب السوري والعراقي ايضا.. بدعم مالي خليجي، لذلك، تتعالى الاصوات في اوروبا وأمريكا بضرورة انهاء الأزمة السورية، ووقف الأخطار التي تتهدد العراق والاردن وغيرها من دول المنطقة.
اليوم، تدرك القوى التي شكلت العصابات الارهابية وما تزال ترعاها ومن بينها ايران ضرورة الوصول الى حلول سياسية، وهو ما تبحث عنه "موسكو" وقدمت مبادرات واقتراحات بذلك، وفي نفس الوقت تعي روسيا جيدا أنها وحدها لا يمكن أن تقود منفردة حلا سياسيا للأزمة السورية بدون الولايات المتحدة، وأنه لا بد من شراكة، لاغلاق كل الملفات المتفجرة والمشتعلة والمتوترة المفتوحة في المنطقة وليس الأزمة السورية وحدها، بما في ذلك ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والملف الاوكراني.
هذه المساعي باتجاه الحل السياسي، ستواجه بمحاولات تخريب من جانب عدة قوى بينها، بل في مقدمتها اسرائيل والسعودية، وبينهما تنسيق باتجاه ذلك.
فاسرائيل لا تريد أن ترى اتفاقا دائما بين ايران والغرب ، فهذا يعني سقوط الورقة العسكرية الاسرائيلية التي ترفعها تل أبيب ضد ايران وبشكل نهائي، فاسرائيل لا يمكنها شن حملة عسكرية ضد ايران بدون موافقة الولايات المتحدة، وفي حال سقوط هذه الورقة التي تلوح بها سوف تسلّم اسرائيل بوجود برنامج نووي ايراني، مهما كانت التسمية التي ستطلق عليه.
وهذه الورقة.. ورقة العداء لايران التي جذبت الأنظمة المتخوفة المرتبطة بمصالح مشتركة مع اسرائيل، ورأت في تل أبيب الجدار الذي يمكن أن تستند اليه، ويكون رأس الحربة في مواجهة ايران، وتقود محاولات تعطيل الاتفاق بين ايران والغرب.
في اسرائيل يرون أيضا، وفي هذه المرحلة بشكل خاص أن الملف النووي الايراني بحاجة الى حكومة قوية وعمل ضخم حتى شهر تموز القادم، حيث من المتوقع في هذا الشهر أن يعلن عن اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني بين طهران والدول الغربية، ومن بين حلقات هذا العمل ، هو أن تواصل اسرائيل محاولاتها لمنع عقد مثل هذا الاتفاق. لكن، أمريكا واوروبا غير معنية بصدام مع ايران، رغم مواقف فرنسا المتشنجة المتحالفة بشأن هذا الملف مع اسرائيل والسعودية، كالتحالف الحاصل بين الاطراف الثلاثة بشأن الأزمة السورية، ليست معنية، لأن المصالح الاقتصادية هي فوق كل اعتبار، والغرب معني بعائدات افتتاح السوق الايرانية المتعطشة لمجيء الشركات ورفع العقوبات، وبالفعل نشهد بدء سباق بين الدول الاوروبية بالعودة الى ايران، من خلال وفود اقتصادية استثمارية تبعث بها هذه الدول الى ايران على أمل فتح صفحة جديدة من التعاون مع طهران، فالمرحلة القادمة هي مرحلة الحلول السياسية.
رایکم
آخرالاخبار