۲۵۱مشاهدات
الوقت قصير ومعركة احتواء المتشددين الذين يسيطرون على مساحات من الأراضي تستنزف أموال الدولة. وتشرد الملايين والغضب الطائفي يتزايد.
رمز الخبر: ۲۴۲۳۵
تأريخ النشر: 16 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : بعد ثلاثة شهور من توليه السلطة بمهمة توحيد بلاده الممزقة والمتحاربة نأى رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي عن إرث الانقسام، باتخاذ إجراءات سريعة ودرامية.

إلا أن العبادي يواجه تحديا كبيرا بتأسيس جبهة موحدة ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، واعادة بناء جيش، وإعادة التأكيد على وجود درجة من السلطة للحكومة المركزية على أنحاء العراق.

الوقت قصير ومعركة احتواء المتشددين الذين يسيطرون على مساحات من الأراضي تستنزف أموال الدولة. وتشرد الملايين والغضب الطائفي يتزايد.

ورد العبادي بمجموعة من الخطوات لتحسين موقف الحكومة ليس فقط لدى الأكراد العراقيين والقبائل السنية وانما أيضا مع جيران العراق الخليجيين.

ونجاحاته تتضمن اتفاقا جرى التوصل إليه الشهر الماضي مع إقليم كردستان العراق شبه المستقل بشأن صادرات النفط ومدفوعات الميزانية بعد شهور من الخلاف.

وأقال عشرات من كبار مسؤولي الجيش والأمن، وأعلن حملة ضد الفساد في الجيش وأمر بكبح الاعتقالات دون اذن قضائي وأصدر قرار بالاسراع بعملية الافراج عن معتقلين عندما تقضي محاكم ببراءتهم.

وقال القاضي والوزير السابق وائل عبد اللطيف إن أكبر انجاز حققه العبادي هو رغبته في التغيير.

و حاول العبادي خطب ود القبائل السنية في البلاد. وعين وزير دفاع سنيا وأجرى محادثات مع شيوخ القبائل السنية.

وحاول العبادي  أيضا رأب الصدع مع الدول الخليجية العربية.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي بعد زيارة بغداد الشهر الماضي "ما سمعته ورأيته من رئيس الوزراء  يبعث على التفاءل".

وتتحدث السعودية من جديد عن اعادة فتح سفارتها في بغداد قريبا.

وصدم العبادي الكثير من العراقيين الشهر الماضي عندما قال إن تحقيقا كشف أن 50 ألف جندي على الأقل وهميون ومدرجون في كشوف أجور الجيش دون أن يظهروا ويدفعون للضباط الذين يسمحون لهم بالبقاء في منازلهم.

وتعهد بمزيد من المحاسبة والشفافية وقال أيضا إنه سيحصل على موافقة البرلمان على ميزانية 2015 على عكس ميزانية العام الحالي التي لم تجر الموافقة عليها بسبب الخلاف بين المالكي وأحزاب سياسية.

و العبادي (62 عاما) ينتمي أيضا لحزب الدعوة الإسلامي الذي كان محظورا أيام صدام حسين وكان فر من العراق ثم عادا بعد الاطاحة به عام 2003 .

ولكن بينما أمضى المالكي سنوات اقامته في المنفى بين دمشق وإيران وكان يعمل لصالح المعارضة باسم مستعار أسس العبادي وهو مهندس أعمال في بريطانيا التي ظل يعمل بها لأكثر من 20 عاما.

وقال دبلوماسي غربي كبير في بغداد مبديا موافقته على هذا الاتجاه إن العبادي "إذا نظرت إلى انجازات هذه الحكومة سيتضح أنها تعمل ولكن يجب أن تمنح بعض الوقت".   

وخلال فترة ولايته جرى طرد مقاتلي تنظيم داعش من جرف النصر جنوبي بغداد وبلدتين اخريين قرب الحدود الإيرانية كما تم انهاء حصار الإرهابيين، لمدة خمسة شهور لأكبر مصفاة نفطية في العراق.

ولكن المكاسب السياسية أو العسكرية ليست بالأمر الذي لا يمكن تغييره. وما زالت هناك ضرورة لفرض السلطة المركزية ويعتقد البعض إن قوة الدفع التي يتمتع بها العبادي ستتوقف.

وقال سافين ديزاي المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق عن العبادي "لقد بدأ بشكل جيد ولديه الاتجاه الصحيح ولكن اتخاذ موقف أكثر إيجابية ليس كافيا" لتحقيق الوحدة مشيرا إلى أنه قد يواجه استياء ليس من الخارج فقط وانما أيضا بين مؤيديه".

واتضح ذلك بعد الاعلان عن الاتفاق النفطي الكردي عندما قال وفد من مدينة البصرة إن منطقته الجنوبية التي تنتج الجزء الأكبر من نفط العراق يجب أن تحصل على نفس السيادة التي تمتع بها الأكراد.

وحتى الآن قوبلت مساعي العبادي للتقرب من السنة في محافظة الأنبار الغربية -التي يعتبر دعمها أمرا حيويا لأي مسعى دائم لمواجهة تنظيم داعش- بتشكك من شيوخ القبائل الذين يقولون إنهم لم يتلقوا تعزيزا يذكر من بغداد.

وبحسب تقرير لرويترز تابعته "المسلة" ، قال أيهم كامل المحلل بمجموعة يوروآسيا إن عام 2014 مثل شهر عسل سياسي للعبادي وربما ذروة سلطاته المحدودة.

وسيكون العام المقبل أصعب. وبعد الانتصارات التي تحققت ضد تنظيم داعش في المناطق التي يقطنها مزيج طائفي سيواجه العبادي ضغطا لدفع الهجوم في المعاقل السنية لتنظيم داعش.
رایکم
آخرالاخبار