۴۵۶مشاهدات
رمز الخبر: ۲۴۰۰۲
تأريخ النشر: 07 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : يكن الرئيس الأمريكي أوباما الذي يواجه أحكاماً كثيرة بالفشل على كل سياساته المرتبطة بالشرق الأوسط، كراهية للرئيس الروسي بوتين، فكراهية أوباما لبوتين ليست فقط شخصية ولكنها سياسية أيضاً، كونه الرئيس الذي رغم تأخر بلاده كثيراً وخروجها من مساحة الدول العظمى إلا إنه الوحيد الذي يشعر أوباما أنه ليس الرئيس الوحيد فى العالم، بل هناك زعيم يمكن أن يكسر أنف ساكن البيت الأبيض، وعليه تسعى الولايات المتحدة وحلفاءها للإطاحة بالنظام القائم في روسيا، عن طريق فرض العقوبات وتسديد ضربات ضد العملة الوطنية " الروبل "، والتلاعب بأسعار النفط، وإخراجها من المعادلة السياسية، بمعنى أن الغرب يريد تغيير النظام فى روسيا, كون إن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بقوة روسيا المتصاعدة، لذلك فهى تحاول السيطرة عليها والحد من قدرتها، وهو ما لن يقبل به الشعب الروسي، وما عكسته نتائج إستطلاعات للرأي يؤكد إرتفاع شعبية بوتين لما يزيد عن 80 في المائة. بعد أن حسمت روسيا في محاولات التمدد الغربي على تخومها فأخمدت التمرد الجورجي وطعنت التمرد الأوكراني في خاصرته، تصاعدت حدة الخطاب الغربي لمزيد من فرض الحصار على روسيا إقتصادياً، يأتي هذا بعد أن إستطاعت مجموعة بيوتن تمتين مؤسسات الدولة والتقدم إقتصادياً وصناعياً وإعادة ترميم المؤسسة العسكرية والأمنية، في الحين الذي بدأت تلوح في الأفق محاولات مستمرة من قبل الدبلوماسية الروسية لإنشاء تحالفات وعلاقات إستراتيجية في مناطق حيوية ساخنة مع إيران وسورية والعرا ، كما توجهت نحو تركيا ودول الخليج العربي في وقت واحد، حيث تجد دول الخليج فرصة في علاقة صداقة مع بلد هو حليف لإيران -الخصم التقليدي لها، وتجد القيادة الروسية في العلاقات مع تركيا والخليج فرصة لشق جدار الحصار فيما هي قادرة على تقديم خدمات كبيرة لتركيا ولدول الخليج، وهناك تحالفات تمثلت في منظمة شنغهاي للدفاع والتعاون المشترك ومجموعة دول البريكس التي تضم في صفوفها غالبية سكان العالم والتحكم بإقتصادياته هاتان المجموعتان تقفان اليوم في وجه التوسع والتحكم والتفرد الأمريكي في حكم العالم، هنا يمكنني القول إن روسيا قوة هائلة وقادرة على مواجهة العقوبات التي تحاول أمريكا وأوروبا فرضها عليها ولديها 600 مليار دولار إحتياطي، كما لديها 9000 رأس نووي وقادرة على تدمير العالم ثلاث مرات، فالطائرة الروسية سوخري "34"تضاهي فى قوتها أحدث المقاتلات الأمريكية. بالمقابل تعاني أمريكا من وضع إقتصادي متردي ومن بطالة مستشرية بين صفوف مواطنيها كما أن إقتصادها لم يتعافى من الهزات التي تعرض لها، بالإضافة الى خسارتها في حروبها في افغانستان والعراق فضلاً أن هناك أصوات أمريكية تتعالى إحتجاجا على السياسة الأمريكية الخارجية، لذلك فهي تمر بمرحلة مضطربة في قدرتها على تحديد إستراتيجية واضحة توحد العمل السياسي والإعلامي والميداني، ففي الحين الذي تشن فيه الإدارة الأمريكية حربا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتجيش اكثر من 80 دولة خلفها في هذه الحرب، يشير كثيرون أن أمريكا لا تملك دوافع حقيقية من أجل تحقيق ذلك، بالإضافة الى الفشل الأمريكي في الملف العراقي، حيث دفع الأمريكان بآلاف أبنائهم ضحايا سياسة القتل والتدمير والفوضى الخلاقة، فضلاً عن السياسة الفاشلة التي إتبعتها واشنطن في سورية، وفي سياق متصل صرح رئيس جهاز المخابرات المركزية السابق روبرت غيتس بأن السياسة الدولية الذي ينهجها باراك أوباما مدمرة للولايات المتحدة ولن تجلب أية فائدة للبلاد، وبحسب رأيه فإن الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي يصدر حالياً من مساحة قدرها 2 ميل مربع، حيث يتمركز البيت الأبيض والكابيتول، أما هنري كيسنجر المعروف بأنه واحد من أكبر المخضرمين في الدبلوماسية الأمريكية فقد أشار إلى أن العقوبات المفروضة ضد روسيا من قبل الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تهدد نظام العلاقات الدولية، ومن أجل تعزيز أيديولوجية الديمقراطية نشرت واشنطن حملات صليبية في جميع البلدان التي لا تريد شعوبها أن تتعرف على المستقبل المشرق الذي ترسمه الولايات المتحدة، ويعتقد فيودور فويتالوفسكي الأستاذ في العلوم السياسية بأن شعوب العالم تحصل نتيجة هذه الأعمال على الدمار والمجاعة، ومن هذا المنطلق يبدو على الأمريكان عدم قدرة على التوازن والحفاظ على الحلفاء الفاشلين، كما إنها أصبحت تتخبط في خطط تكتيكية أمام ملفات متفجرة أسهمت هي بشكل أو بآخر في صناعتها وخلقها في اكثر من مكان. في سياق متصل يمكنني القول إن المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة وبلدان الإتحاد الأوروبي ستستمر ما لم يتوقف الآخرون عن مواصلة الضغط ضدها، وما لم يراعوا مصالحها الجيوسياسية، وهنا أعتقد بأن الروس في المرحلة المقبلة سوف يتحركون على ثلاث محاور، أولاً، سيقومون بعقد عدة تحالفات إقتصادية وسياسية وعسكرية، وثانياً سيقومون بتوفير الغاز على الأراضى الروسية للدول الأخرى، وأخيراً سينظمون حملات توعية للشباب الروسي بأن الحرية التى يعدهم بها الغرب، لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع. وأخيراً أختم مقالتي بالقول إنه في المدى المنظور، ستستمر معركة شدّ الحبال بين روسيا والولايات المتحدة، وفي شكل أقوى في منطقة الشرق الأوسط، مع إحتدام الأزمة السورية والتباعد الشخصي والسياسي بين أوباما وبوتين، وخاصة بعد أن حمل بوتين أوباما مسؤولية إنتاج الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط والهدف تغيير الوجه الحقيقي للمنطقة وتقسيمها الى دويلات لتبقى إسرائيل اليد العليا والقوة الوحيدة عسكرياً، وبإختصار شديد إنه المستبعد أن يغير أوباما من سياسته تجاه القضايا الدولية ونهجه العدواني وخطابه المناهض لروسيا حتى نهاية فترة حكمه، فسياسته تثير إمتعاضاً ليس فقط لدى الأمريكيين وإنما لدى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا التي تتكبد الخسائر الكبيرة، ويقول الخبراء إن "بوتين" القوي هو الصخرة التى سوف تتحطم أمامها كافة مشروعات الدولة الدينية وأوهام الخلافة فى المنطقة العربية، من هنا لا بد من تدعيم الجهود السورية الأخيرة فى تقوية جسور التعاون الكامل بين دمشق وموسكو.
*صحفي وكاتب أكاديمي
Khaym1979@yahoo.com
رایکم
آخرالاخبار