۶۸۶مشاهدات
وكان أئمة أهل البيت يؤكدون على أن الرب واحد، و الأب واحد، فأي انحراف عن هذا المبدأ يساوق حربا للإنسانية و للضمير.
رمز الخبر: ۲۳۸۸۲
تأريخ النشر: 04 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: شارك سماحة السيد محمد تقي المدرسي المؤتمر العالمي لحوار الاديان ورفض العبودية في الفاتيكان كما توجه للامم المتحدة للمطالبة باطلاق سراح اية الله الشيخ النمر.

وشارك في المؤتر شخصيات دينية من مختلف الاديان والمذاهب كما كانت هنالك مشاركة بكلمة لسماحة الشيخ بشير النجفي تلتها كلمة السيد المدرسي.

وهذا نص كلمة السيد المدرسي في مؤتمر قادة الأديان في الفاتيكان:

بسم الله الرحمن الرحيم

[يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير]

السلام على آدم و نوح، السلام على ابراهيم و إسماعيل، السلام على إسحاق ويعقوب، السلام على موسى وعيسى، السلام على رسول الله محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، السلام على أنبياء الله وعباده الصالحين.

ايها السادة، زعماء الاديان والمذاهب: أحييكم بتحية الإسلام؛ السلام

لقد خلق الله تعالى الخلق وأودع في ضمير كل واحد منهم عقلاً طبع فيه أسمائه الحسنى وكلماته المباركات، ليرسم له خارطة طريق الى تكامله وسعادته، فالله هو الرحمن الرحيم، وفي ضمير كل انسان بواعث الرحمة، والله هو العزيز الكريم، وفي ضمير كل انسان التطلع الى العزة والكرامة، والله عظيم متعال، وكل انسان يبحث عن التعالي والتكامل.

ومن ابرز نعم ربنا الكرامة وهو الذي كرّم بني آدم ، ومن الكرامة تصدر الحرية، ومن الحرية تنبعث كل صفات الخير..

وقد حمّل ربنا سبحانه كلماته وأسماءه عباداً صالحين من البشر، هم الرسل والربانيون والاخيار والدعاة اليه، لكي يذكروهم ابداً بتلك الأسماء التي انعكست في ضمائرهم. وأنتم رؤساء الأديان والعلماء تتحملون مسؤولية كبرى وفي أعناقکم أمانة عظمى، لإبلاغ البشر بواجب العودة الى ضمائرهم، وحصانة كرامتهم .. ولكي نقلع من واقع الإنسانية كل اسباب الشر وكل بواعث الفساد، نذكرهم بكلمات الله وبوحيه في طلب الهدى و ضرورة الإرتباط به للتخلص من كل غي و زيغ و ظلمة وضلال.
 
فلا ينبغي لأحد ان يتخذ من الآخرين عبيداً ولا ان يتجاوز على حقوقهم في كثير ولا قليل.. بل الانسان خلقُ الله، وكذلك كل موجود حي، لذلك فإن حتى إفساد البيئة او أذى الأحياء يبعد البشر عن ربه كما يبعده عن سعادته.

ان الفهم الخاطئ للدين سببه الجهالة، فقد فرّق الناس في الدين، فخلقت الحواجز بين اهل الدين، وكانت تلك الحواجز سبباً لضعف تأثيره في الناس، وعلينا اليوم ان نبذل المزيد من الجهد لاختراق هذه الحواجز وجمع الأديان تحت مظلة كلمة سواء، ثم العمل المشترك في سبيل ترسيخ اسماء الله في الأرض والتبشير بحياة أفضل للإنسانية، حياة المحبة والسلام، حياة التكامل والتعاون. فقد قال الله: "قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الا الله" فكل عبودية دونه هي الذل بعينه، وانحراف عن الفطرة والطبيعة التي جعلها منارا لكل بني البشر.

أيها السادة المجتمعون: ان علينا ان نعمل يداً واحدة لخلاص الناس من الظلم والاستعباد، ومن الفقر والمرض، ومن انتشار اسلحة الدمار الشامل، ومن التباين الفاحش بين طبقات المجتمع البشري، ومن تخريب البيئة، ولأن الدين يتصل بالرب تعالى والرب هو المهيمن على العالم، فاذا قام علماء الدين و المؤمنون من ورائهم بواجبهم هذا فسوف تكون يد الله معهم، وسوف يحققون اهدافهم السامية ، ويسهمون في بسط حياة افضل للبشرية، وقد قال ربنا: [يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُم]. (سورة محمد: 7).

ثقافة نبينا نبي الرحمة و أهل بيته الكرام تجسد هذه المعاني السامية ، فقد كانت نهضة حفيده الإمام الحسين - أعظم شهيد في التاريخ و صاحب الملحمة الكبرى المقتول ظلما في كربلاء - كانت لأجل التحرر من العبودية بكل أصنافها و أنواعها ففي أحلك الظروف ساوى الحسين بين العبيد و بين أعز أبناءه، وقد وضع خدّه على سالم - العبد التركي - وبين فلذة كبده وعزيز فؤاده علي الأكبر. وكان أئمة أهل البيت يؤكدون على أن الرب واحد، و الأب واحد، فأي انحراف عن هذا المبدأ يساوق حربا للإنسانية و للضمير.

فأدعوكم بكل عزم و ثقة وإصرار الى التمحور حول هكذا شخصيات، فهي عنوان الخير و منابع الفضيلة وهم الطهر المطلق والنقاء الأصفى حيث الارتباط بهم يمثل التحرر الحقيقي من الأغلال والعبودية. فأدعوكم في هذا اللقاء الفريد والأول من نوعه - أدعوكم للإنفتاح على هذا البحر من الفضائل والخير و العطاء الذي لا ساحل له ولا نهاية لأمده.

في الختام نقدِّم لكم مجموعة من التوصيات:

1/ ادعو الى وحدة دين الله في الارض لخلاص الانسانية من التمزق والعصبيات والحروب، لتكون دعوتنا جميعاً الى الرب لا الى أنفسنا.

2/ ادعو الى اختراق الحواجز التي صنعها الجاهلون بين اطياف دين الله الواحد.

3/ ادعو لا الى حوار الحضارات فحسب، بل الى تكامل الحضارات والشعوب على اساس المحبة ونبذ الكراهية.

4/ ادعو الى ان يقوم رؤساء الاديان الالهية بمبادرات شجاعة لخلاص الانسانية من الفقر والمرض والحرمان ومن سباق التسلح ومن إفساد البيئة، ومن الاستعباد بكل اشكاله.

5/ تشكيل هيئة دائمة معترف بها دولياً على غرار منظمة الـ "اليونيسف" لاجتثاث ظاهرة الرق ثقافياً ، ومتابعة المتجاوزين والمجرمين قضائياً.

النهاية
رایکم