۴۸۱مشاهدات
لكنه اعتبر أن الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني «ذكي ويتمتع بشخصية قوية، ويبقى مهماً في المدى القصير للمناورات السياسية داخل النظام، وتحويل الأموال لدعم المعارضة».
رمز الخبر: ۲۳۸۷
تأريخ النشر: 02 January 2011
شبکة تابناک الأخبارية: سلطت برقية دبلوماسية أميركية مسربة عبر موقع «ويكيليكس»، وتعود إلى أيلول 2009، الضوء على نشاط استخباراتي أميركي كثيف من اسطنبول للحصول على معلومات من الداخل الإيراني والتواصل معه، في مقابل مواجهة ايرانية قوية وتتبع لهذا النشاط، فيما أشارت برقية أخرى إلى أن خيار النظام الايراني وقع على رئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف، كمرشح رئاسي لانتخابات العام 2013. كما أشارت الوثائق إلى «نفوذ كبير» لرئيس مؤسسة الإمام الخميني محمد تقي مصباح يزدي ضمن السلطة الايرانية.

تجسّس من اسطنبول؟
وفي البرقيات المسربة، أشار دبلوماسيون أميركيون في اسطنبول، إلى أن عدداً من مصادر «مكتب مراقبة ايران» التابع للقنصلية الاميركية في اسطنبول، «قد حذرونا خلال الأسبوع الماضي من أن مسؤولين ايرانيين طلبوا منهم وقف التواصل معنا». ويذكر الدبلوماسيون الأميركيون أن «مصدراً أساسياً» حذف اسمه من الوثيقة «عاد موقتاً إلى ايران لتسوية الأمور». ويعتبر الأميركيون في هذه التحركات الايرانية «إعادة تأكيد على ان النظام الايراني يعير انتباهاً لمحاولاتنا الحصول على المعلومات من خارج ايران».

وتشير البرقيات إلى أن صحافية ايرانية تحمل الجنسية البريطانية، وتعمل لدى قناة «برس تي في» البريطانية منذ صيف العام 2007، «كانت مستعدة لمشاركتنا بمعلومات عن داخل برس تي في والعمليات الصحافية في مؤسسة الإذاعة الايرانية (ايريب)»، لكنها «قالت لنا ان رئيس تحريرها في طهران حذرها الأسبوع الماضي من مواصلة التواصل مع أي دبلوماسي أميركي في اسطنبول يسأل عن ايران»، فيما نقلت الصحافية للأميركيين أن منزلها تعرض للاقتحام وتمّت سرقة حاسوبها المحمول من دون التعرض لممتلكاتها الأخرى. وأكدت هذه الصحافية استعدادها لمواصلة نشاطها التعاملي «واتفقنا على عدم التواصل في التجمعات التي يمكن أن يحضرها مسؤولون في القنصلية الايرانية».

كما أفادت البرقيات بأن الدبلوماسيين الاميركيين اتصلوا بمنسق مجلس الاعمال التركي الايراني الذي «كان مصدراً مهماً منذ أواخر العام 2007»، وطلبوا منه اجتماعاً مع المجلس قبل مؤتمره المقبل في طهران، فأجاب المصدر التركي بأن عضوين في المجلس تم استجوابهما من «قبل ايرانيين يعرفونهما»، حول اتصالات المجلس مع القنصلية الأميركية في اسطنبول، والأسئلة المحددة التي سألها الأميركيون عن التجارة الايرانية - التركية.

ويضيف الدبلوماسيون الأميركيون في البرقية أنه من غير المرجّح أن يقوم الايرانيون بممارسة أي ضغوط جسدية ضد «مصادر» في تركيا، لكون ذلك «يجتاز الخط الاحمر» الذي لم يتم اجتيازه بحسب الوثيقة «منذ أن طرد السفير الايراني في تركيا حينها منوشهر متكي (وزير الخارجية السابق) في العام 1989، للعبه دوراً مرجحاً في خطف أو اغتيال عشرات المنشقين الايرانيين في تركيا في الثمانينيات»، فيما يؤكد الاميركيون «سنضاعف جهودنا للمحافظة على مصادرنا، وتوسيعها».

رجل الأعمال التركي يتكلّم...
وفي برقية تعود إلى تشرين الاول 2009، يفيد الدبلوماسيون الاميركيون بانهم التقوا رجل الاعمال التركي كيهان اوزدمير، مدير شركة «بارس انفست»، و«هي شركة تركية تمتلك مشاريع بناء وعقارات واستثمارات في مجال الطاقة في ايران». وينقلون عنه قوله إنه يتمتع بشراكات في مجال الاعمال «مع اتصالات مباشرة بعائلة المرشـد الاعلى للثـورة الاسلامية آية الله خامنئي، بما في ذلك شريك ايراني لديه علاقة مباشرة بنجل خامنئي، مجتبى».

وفيما أشار اوزدمير إلى انه لا يشارك في «المؤتمرات التجارية الايرانية التركية، لأنها مجرد مناسبات صورية»، مؤكداً أنه من الضروري أن يحصل الاجنبي على «حماية» من جهة ايرانية نافذة تتصل بالحرس الثوري أو خامنئي، كي يستطيع مواصلة أعماله في ايران، يؤكد اوزدمير أن رئيس بلدية طهران، محمد باقر قليباف هو الوحيد بين القيادات الايرانية العليا «الذي يفهم ويدعم مفهوم الخصخصة الغربي وحاجة ايران إلى قطاع خاص أكثر قوة».

ومن أهم المعلومات التي نقلها اوزدمير للاميركيين، أنه من خلال تواصله مع مسؤولين في بلدية طهران يعملون مباشرة مع قليباف، «رأى أن قليباف في خضم حملة كاملة استعداداً للانتخابات الرئاسية في العام 2013»، مؤكداً أن الأخير يعمل بشكل فاعل لضمان دعم خامنئي، وأن قراره عدم الترشح في الانتخابات الماضية، كان مبنياً على تفاهم ضمني بان بقاءه خارج المنافسة سيهيئه ليكون «خيار النظام المفضل» في المرة المقبلة. وبحسب اوزدمير فإن قليباف يستخدم صلاحياته لضمان «تمويل لحملته».

كما حثّ اوزدمير الاميركيين على «عقد صفقة» مع ايران قريباً لأن «الوقت ينفد», في إشارة إلى تراجع وضع صحة خامنئي، الذي يريد بحسبه توريثاً خالياً من الإشكالات لنجله مجتبى. لكن اوزدمير اعتبر أن تعيين مرشد اعلى جديد في ايران، «إذا أصبح ضرورياً خلال عام أو اثنين، قد يؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار، لن تكون مفيدة للانخراط بين ايران وأميركا».

يزدي رجل «الظلّ»
وفي برقية أخرى، تعود إلى أيلول 2009، ينقل الدبلوماسيون الأميركيون عن «جامعي» ايراني قوله إن مصباح يزدي «أكثر قوة من (الرئيس الايراني محمود) أحمدي نجاد»، وإنه لعب دوراً مهماً «في تزوير الانتخابات الايرانية، وأنشطة سلطوية أخرى». كما وصف يزدي بأنه يتبنى ايديولوجيا سياسية «معادية للديموقراطية بعمق»، ويفضل البقاء «في الظلّ».

ووصف «الجامعي «الايراني المعارضة الايرانية بانها «تحالف مجموعات مختلفة عديدة، ينقصها التنظيم، وتواجه مشاكل التوجه النهائي والقيادة»، معتبراً أن زعيم المعارضة مير حسين موسوي «عنيد ولا يتمتع بكاريزما، ومهدي كروبي شجاع لكنه لا يتمتع بتحالفات في مؤسسات السلطة، اما الرئيس السابق محمد خاتمي فحذر وضعيف». لكنه اعتبر أن الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني «ذكي ويتمتع بشخصية قوية، ويبقى مهماً في المدى القصير للمناورات السياسية داخل النظام، وتحويل الأموال لدعم المعارضة».

كما اعتبر المصدر الإيراني، ان خامنئي ليس مقرباً شخصياً من نجاد، ولا يدعمه فعلياً، «لكنه عالق بين مطرقة رفسنجاني وموسوي، وسندان مصباح يزدي ونجاد وحلفائهم في الحرس الثوري»، مضيفاً أن جهود المعارضة تتركز على «خلق شرخ بين خامنئي ومجموعة مصباح يزدي، وملاحقة الأخير بتهم انتهاك القانون وحقوق الإنسان».
رایکم
آخرالاخبار