۱۲۷۰مشاهدات
رمز الخبر: ۲۳۶۳
تأريخ النشر: 01 January 2011
شبکة تابناک الأخبارية: صدق او لاتصدق! ان "الهلال الشيعي" هذا الطود العظيم الذي لايزال يرعب العملاء من الملوك والرؤساء العرب ومن سار خلفهم وخاصة بعد الاطاحة بالنظام الدكتاتوري في العراق لم يجد له متنفسا او مخرجا ليضئ الدرب لمحبي ال بيت النبي (ص) وغيرهم من الذين اعتبروه منارا للحرية ومحاربة للظلم. وقد استحكمت على حصار هذا الشعار قوى عربية عميلة تقودها السعودية وبعض الحكام العرب كما تقود الولايات المتحدة وعملاؤها الحصار على الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ سنة 1979 الى يومنا هذا ولكن دون جدوى. الا ان العالم الحر يرى ان قوى الاستعمار والاستغلال وعملاءها يلاحقهم الخزي والعار في كل يوم, وقد جاء في محكم كتابه سبحانه:"لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب أليم." ولن تكفي محاولات قوى الضلال التآمر والعمل على تمزيق وتفتيت الكيان الذي ينضوي تحت راية ال بيت النبي محمد (ص) وانما استمرت بالعمل على وضع العراقيل بين وحدة الدول الاسلامية وشعوبها, وقد ذهبت الى اكثر من ذلك في محاولتها التي تهدف عزل هذا الكيان المسلم الشيعي المتحضر والمسالم عن العالم بطرق تغفل عنها قيادة الاكثرية الشيعة السياسية وذلك بحرمانه وعزله عن الاتصال بالعالم الخارجي والحضارات الاخرى منذ فترة ليست بالقصيرة. ويصيبك كل العجب ان من بين هذه المخططات التآمرية على شيعة العراق هو استبعاد الاكثرية الساحقة (المسحوقة) في العراق تماما من وزارة التعليم العالي حيث ان هذه الوزارة هي المسؤولة عن تنمية الكفاءات العلمية والادبية والثقافية واعداد الكوادر لادارة دفة الحكم وهي التي تفتح ابواب العراق للتعاون والاندماج مع الثقافات والمؤسسات العلمية الاجنبية المتطورة من جامعات ومعاهد علمية وادبية وثقافية, ووزارة التعليم العالي هي التي تبعث الطلبة العراقيين لنيل الشهادات العليا, وهذا الوزارة نفسها التي تمنع ابناء المناطق الاخرى الذين لاينتمون الى قرية او طائفة وزيرها وكأنك تعيش في عهد صدام او في السعودية لا في العراق الجديد الذي يسعى نحو العدالة والديمقراطية. والغريب ان الوزارة تمنح تلك البعثات والاجازات الى الصداميين والتكفيريين بل وحتى للذين يضعون العصا في عجلة العملية السياسية الجديدة التي اطاحت بصدام.

ومن مزايا الديمقراطية والدستور العراقي ان الذي يحمل الولاء لصدام لايخاف هو او كتلته من التصريح بهذا الولاء الصدامي وقد اعلن ذلك طارق الهاشمي بصراحة في اجتماع متلفز امام اعداء العراق في احدى الامارات الخليجية والتأكيد على ان مهمته هي عرقلة العملية السياسية اكثر من الارهابيين, وكذلك العجيلي وزير التعليم العالي الحالي -السابق لان المقالة كتبت قبل عزله واستبداله بالسيد علي الاديب- حين سؤل في مقابلة تلفزيونية: هل تأخذ الاوامر من رئيس الوزراء او رئيس كتلتك؟ تلعثم وقال (بكلام واطئ): من رئيس كتلتي اولا! وهذا لم يحدث الا في العراق, فعلى سبيل المثال: في بريطانيا حدثت قبل ايام اختلافات في البرلمان البريطاني حول زيادة اجور الطلبة السنوية والمعروف ان الحكومة البريطانية الحالية حكومة ائتلافية (وليست مشاركة) من حزبي المحافظين والاحرار فقط وعندما واجه رئيس الوزراء وحكومته ازمة كادت تفشل قرار الحكومة الذي اقرّ زيادة الاجور الدراسية, هنا وقف حزب الاحرار الى جانب حزب المحافظين رغم الاختلاف الايديولوجي والسياسي بل والاتجاه الثقافي لنظرية الحزبين واخذ Nick Clegg زعيم حزب الاحرار يدافع عن سياسة رئيس الوزراء الذي يتزعم حزب المحافظين من اجل وحدة موقفهما الذي يخدم المصلحة العامة كما يعتقدان. الا ان انصار حزب الاحرار ينتقدون ويدينون قيادتهم اكثر واشد من انصار المحافظين وذلك بسبب الوعود التي تعهدت بها اثناء فترة الدعاية الانتخابية وذلك بالوقوف مع دعم التعليم العالي بالذات, وقد تؤدي مشكلة اجورالتعليم الجامعي الى تفتيت وانحلال الائتلاف بين الحزبين لما للتعليم العالي من اهمية, ولاتزال الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية على اشدها في لندن, وقد لايستمر هذا الائتلاف الذي يتكون من حزبين لا ثالث معهما. فما بالك من ائتلاف عراقي يعيش حالة التفجيرات, ومكوناته كتل واحزاب لاتعد, فهل تستمر المشاركة؟ويا ترى هل يقف وزراء الكتل الاخرى خلف السيد رئيس الوزراء العراقي (أي كان) السيد المالكي او حتى لو كان غيره من يشغل هذا المنصب من الشيعة؟ او ان العوامل الطائفية الوهابية والعشائرية العنصرية لها اليد الطولى في الوضع السياسي في العراق؟ سؤال يطرح على اعضاء القائمة العراقية التي وظيفتها تمزيق الشمل واللحمة العراقية, وهذا هو المطلوب منها تنفيذه وبدون هذا الشرط لم تستطع الوصول الى دفة زمام الحكم ولما حصلت على هذا العدد من اعضاء البرلمان نتيجة انتخابات مزيفة صرفت عليها السعودية ملايين الدولارات مصحوبة بالدعم اللوجستي الامريكي والمخابراتي الصهيوني. هذا الدعم الواضح والذي يصرح به قادة اعضاء القائمة العراقية الذين يفتخرون به دون خجل او حياء ويرددون بان وراءهم قوة تدعمهم وتساندهم الا وهي المخابرات الامريكية والسعودية الوهابية منذ قبل الانتخابات وحتى ساعة كتابة هذه المقالة.

ان اعضاء الكتلة السياسية التي تمثل الشيعة يطالبهم الذين انتخبوها واوصلوها الى هذه المكانة السياسية ان يعمل اعضاء هذه الكتلة على تنفيذ الوعود التي قدموها وقطعوها للشعب العراقي قبل الانتخابات من اجل ان يصلون الى البرلمان والمواقع في سلطات الدولة لخدمة المصلحة العامة, لان الكتل الاخرى المشاركة في الحكم وخاصة القائمة العراقية لاتعمل من اجل المصلحة العامة بل تحاول جاهدة ان تفرغ وتضعف سلطة رئيس الوزراء وتجعلها اوهى من خيط العنكبوت, وهذا ما نشاهده في اغتنام كل فرصة غير وطنية تغتنمها القائمة العراقية من اجل ارضاء اسيادها ولتجسد انتهازيتها وعمالتها للسعودية الوهابية وسادتها في امريكا واسرائيل, وقد لاحظ الشعب العراقي هذا منذ فرز النتائج الانتخابية الاخيرة حيث كان يعمل التحالف الثلاثي المذكور بتوجيه القائمة العراقية لرفع سقف مطاليبها كلما حقق لها هذا الحلف فرصة لتنتهزها.

واما باالنسبة للجانب الثقافي فهو الاخر قد سلب من الاكثرية المسحوقة حيث استولت عليه عصابة القائمة العراقية السعودية الوهابية لتقتل الثقافة عند شيعة ال بيت النبي تحت شعار المحاصصة والمشاركة واقصاءهم وحرمانهم من الفرص الثقافية وقد ظهر هذا واضحا عندما كان المجرم اسعد الهاشمي الذي ذبح ابني النائب السابق مثال الالوسي وحكمت عليه المحاكم العراقية بالاعدام الا ان طارق الهاشمي تستر عليه واخفاه ثم ساعد في هروبه خارج العراق , فهل يصلح مثل هذا ان يكن وزيرا للثقافة في العراق؟ من اعطى هذا المجرم حقا ليستولى على وزارة الثقافة ويحتلها بعصابة القتل والاجرام ليضخ (ثقافة) القتل والذبح لابناء العراق؟ ولماذا السكوت عن جريمة طارق الهاشمي في تهريب المجرمين من العدالة وهو نائب رئيس جمهورية العراق؟ ان الوزارة التي من صلب مهامها نشر الثقافة الموجهة لابناء المجتمع من مسرح وسينما وتلفزيون واعلام هادف اصبحت تتبنى اشاعة الاعلام التكفيري والطائفية بتنسيق مع بعض المسؤولين واعضاء البرلمان امثال المجرم الهارب الدايني وعدنان الدليمي الذي اظهر حقده الطائفي البغيض في اجتماع احد المؤتمرات في تركيا والذي تناقلته وسائل الاعلام وقال ما قال فيه من الفاظ متدنية هدفها شق وحدة المسلمين بشكل عام والعراقيين بشكل خاص. ولا يقل عن الدليمي حقدا وطائفية رأس الطائفية ومنفذ اجندتها حارث الضاري وكذلك صالح المطلك وطارق الهاشمي والنجيفي رئيس البرلمان الحالي. فهذا الرعيل من المتآمرين ومن يسير خلفهم هو الذي جعل العراق يترنح ويخضب في الدماء منذ الاطاحة بصدام زعيم هذه الثلة المتآمرة منذ 2003 والى يومنا هذا, لان هذه الشلة هي اليد اليمنى لتنفيذ مخطط مثلث الموت الذي يحصد بارواح العراقيين كل يوم بل كل ساعة. وبعد مرور ثمان سنوات على الاطاحة بالنظام الديكتاتوري الصدامي لا تزال الاكثرية الشيعية الساحقة (مسحوقة) في العراق نتيجة لمؤامرة كبرى تتحمل مسؤوليتها قوى الاحتلال وتآمر السعودية الوهابية التي تسعى بكل ما تستطيع من توفير المال والسلاح والقوى الشيطانية التكفيرية لتجعلها تحت تصرف مجموعات متآمرة لتخريب ودمار العراق ولترعب السلطة العراقية مما يجعلها مضطرة لتقديم التنازلات للقائمة العراقية, كالتنازل من الوزارات السيادية ومنحها رئاسة المجلس السياسي للدراسات (الستراتيجية التجسسية)الذي صنع في السعودية واسرائيل بتصميم امريكي حيث لايوجد له شبيه ولا مثيل لا في العالم الديمقراطي ولا الدكتاتوري, كل ذلك من اجل اضعاف سلطة الدولة وخاصة موقع رئيس الوزراء الذي تمسكت فيه الاكثرية الشيعية لاستحقاقها الانتخابي كما رسمه الدستور! الا ان سلطة هذا الموقع قد اصبحت مساحتها محددة ومنكفئة احيانا على ذاتها ولا حول ولا قوة لها بسبب الغدر بها وخذلانها من قبل اغلب المشتركين معها في السلطة وخاصة اعضاء المافيا في القائمة العراقية السعودية الوهابية, ووضع العراقيل امامها لكي تكون صناعة القرار متعسرة على رئيس السلطة التنفيذية وهذا ما سيعاني منه الشعب العراقي وسوف تبدي لك الايام ما كنت جاهلا, وان نمو العدد في هذه الوزارة سوف يجعل صنع القرار ليس من السهولة بمكان مما يضعف رأس السلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الوزراء.

وقد توقع هذا المستقبل العسير الولادة السيد رئيس الوزراء نفسه في كلمته التي اعلن فيها منهاج الوزارة الجديدة في جلسة البرلمان التي قدم فيها اسماء الوزراء الجدد, وصاحب الدار ادرى بالذي فيه. وقد خطط مثلث الموت الذي تقوده المخابرات الامريكية والسعودية بالعمل على تكوين هذا الخليط من الفن السيريالي الحديث في الصورة والكتابة والمسرح والسياسة العراقية بل والتشكيلة الوزارية لتختلط الالوان والمفاهيم على قيادة العملية السياسية مما يجعلها ضعيفة, وقد رسمت هذه الاجندة منذ زمن حيث صرح أنتوني بلينكين Antony Blinken مستشار نائب الرئيس الامريكي الذي تولى مسؤولية تشكيل الحكومة العراقية بعد ان عجزالرئيس الامريكي ونائبه فاحيلت المهمة له وللسفير الامريكي James Jeffrey. وقد نشرالاعلام الاجنبي عدة تصريحات ومؤتمرات صحفية لنظريته السياسية التي عنوانها "تخريب العراق" التي توزع السلطة لكافة الاحزاب والكتل والتكتلات والقبائل والعشائر والطوائف واهل الذمة والمذاهب التسعة والوهابيين وكل مكون سياسي من عضو واحد فقط الى كتلة تشكل اكثر من 160 عضوا وكذلك ممثلي الديانات والقوميات, هذا ما تريده ادارة الاحتلال وعملائها ال سعود ومرتزقتهم, ويكفي للمحلل السياسي متابعة تصريحات هذا المسؤول (انتوني بلينكين)في جريدة New York Times في 11-11-2010 وكذلك الكاردين البريطانية The Guardian في نفس التأريخ وكذلك ما ذكره معهد Aspen Institute وفي اماكن كثيرة اخرى من وسائل الاعلام حول نفس الموضوع.

ولابد من الاشارة هنا الى ان هذه المقالة كتبت قبل اعلان الوزارة الجديدة التي تكثر التكهنات عن ضبابية مستقبلها, ونأمل ان لا يحجبها الدجنُ, وبسبب هذا الهاجس علينا ان نقف عند هذا المقدار من الكتابة والتعليق, لان هنالك بعض الوزراء الجدد يقدمون الرخيص والغالي في سبيل تطور واستقرار العراق قد التحقوا بهذه الوزارة الجديدة مما جعلنا نشعر ببعض التفاؤل الذي يبعدنا عن التشاؤم المفرط: فان يك صدر هذا البيت ولى فان غدا لناظره قريب
وصدق امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) حين قال :"سيأتي غدٌ بما لا تعرفون."
رایکم