۱۲۴۵مشاهدات
رمز الخبر: ۲۱۱۷
تأريخ النشر: 18 December 2010
شبکة تابناک الأخبارية: مرة أخرى امتدت يد أخطبوط الإرهاب الأعمى لتطال العديد من مدن المنطقة و العالم و ليحصد القتل المنظم و الإرهاب الحاقد على الإنسانية أرواح المئات من الأبرياء و العزل الذين سالت دمائهم لتكون شاهدة على خبث و حقارة الجماعات الإرهابية و تنقش صفحة أخرى في كتاب تاريخ جرائم الإرهاب ضد البشرية. ومن المؤسف جدا ان معظم عمليات الإرهاب المنظم تمت و يخطط لها بإسم الدفاع عن الدين و الاستشهاد في سبيل الله و الانتفاضة من اجل فكر طائفة او جماعة مذهبية خاصة و هو قول زائف و ادعاء أجوف لا حقيقة له و لابد من التصدي له و دحضه بأساليب علمية وواقعية، ونطرح في هذا السياق الأسئلة التالية:

يا ترى ما هي النتائج الكبرى او النجاحات الباهرة التي حققتها منظمات تدعي انها تطبق الشريعة الإسلامية وتزعم التمسك بسلوك السلف الصالح مثل "القاعدة" و"جند الله"و"الدولة الإسلامية" و"دولة طالبان الدين" من خلال قتل و تمزيق أجساد المواطنين العاديين و تفجير السيارات في شوارع دول أوروبية او تدمير أسواق مبان في دول المنطقة، وهل ان قتل مئات او آلاف من المدنيين في هذه الدول رفع اسم الدين عاليات و عزز من مكانة المذهب او الفكر الفلاني و جعل الناس يدخلون فيه أفواجا؟ ام ان نتيجة الأفعال الإرهابية او ما تسمى عندهم العمليات الاستشهادية كانت تشويه سمعة الدين و المزيد من التضييق و الإساءة للعرب و المسلمين في العالم؟

اننا نتحدى هذه المنظمات ان تأتي و لو بآية قرآنية او حديث معتبر لاي من الأنبياء و الرسل او الخلفاء و الولاة و أصحاب المذاهب المختلفة يطالب بقتل الأبرياء حتى من اتباع الأديان الأخرى او يشّرع الأفعال المعادية للبشرية و يدعو للقيام بعمليات إرهابية بهدف القتل و الدمار و الإرعاب.و يا ترى هل ان مقاومة المحتلين او الاعتراض على سياسة و مواقف الغرب او الخصومة لفكر او مذهب و دين او قومية او أقلية تتجلى في تفجير مسجد و كنيسة و شارع و عمارة سكنية او سوق شعبي يجول فيه آلاف من الأبرياء و المدنيين من طوائف و مذاهب مختلفة ؟ و اي مقاومة دينية و عمليات فدائية يتحدث الإرهابيون الحاقدون عنها و نحن نرى و نسمع من ان جميع هذه العمليات تطال فقط المواطنين العزل و ان السيارات المفخخة و الأجساد الملغمة لا تنفجر الا وسط المدنيين و تقتل فقط الأبرياء من الشباب و النساء و الأطفال بشكل أعمى وجبان لا يفرق بين اتباع المذاهب و الأديان و القوميات و ان هدف هذه العمليات الإجرامية هو فقط إرعاب المواطنين و إسالة المزيد من الدماء البريئة والطاهرة و الإساءة للإسلام الذي يزعم الإرهابيون انهم يطبقونه بالكامل و يضحون بالأبرياء من اجله و يعدون اتباعهم من البسطاء و الجهلة و المخدوعين من ان مثوى الإرهابيين الجنة و ان مفجري الأجساد و العقول الفاسدة وسط الناس الأبرياء هم شهداء عند ربهم يرزقون!

قد يتصور الكثير من المسئولين و المستشارين انه يمكن مواجهة الإرهاب المنظم و القضاء عليه في فترة محددة او وجيزة الا ان هذا التصور خاطئ و قد لا يتحقق لعدة أسباب منها: ان ظاهرة الإرهاب و للأسف الشديد تحولت إلى فكر عقائدي و امتزجت مع معتقدات الكثير من اتباع الإسلام المتطرف او بالأحرى المنحرف على شاكلة الوهابية و السلفية و طالبان و تجسدت هذه الظاهرة البغيضة في تنظيم القاعدة ام الفساد و وبؤرة الإرهاب الذي يترأسه مجموعة من الجهلة المجرمين و الغلاة المارقين أمثال بن لادن و الظواهري و العولقي من الذين باعوا في السابق دينهم و إيمانهم و مواقفهم الفكرية و السياسية لأمريكا إبان احتلال الاتحاد السوفيتي لأفغانستان تحت ذريعة مواجهة هذا الاحتلال و الدفاع عن دولة إسلامية ثم سرعان ما انقلبوا على الظاهر ضد أمريكا بعد انتهاء احتلال روسيا لأفغانستان و أطلقوا الشعارات الدينية و الثورية و توعدوا أمريكا بالانتقام الشديد و الزوال الأكيد و لكنهم ظلوا يواصلون ارتكاب الجرائم البشعة و العمليات الإرهابية ضد الإنسانية في العراق و دول المنطقة و العالم و يحرضون السذج من اتباعهم في الغرب لقتل الأبرياء و تفجير السيارات و تفخيخ المتفجرات في قطارات نقل المسافرين لكي يشوهوا الدين و يسيئون لسمعة و مكانة المسلمين و يبررون للغرب اتخاذ الخطوات العملية لاحتلال بلدان العرب و المسلمين دون معارضة دولية و إقليمية و يدفعون كذلك أعداء الأمة الإسلامية لاتخاذ مواقف معادية تكون في النهاية لصالح المنظمات الإرهابية التي زعمت بعد ذلك انها كانت على حق بشأن مخططات الغرب الرامية لاحتلال دول المنطقة و إذلال العرب و المسلمين و نهب خيرتهم دون اعتراض!

و وفقا للتقارير الإعلامية و الأمنية المنتشرة في الآونة الأخيرة فان المجموعة الإرهابية التي اتخذت من الأراضي الأفغانية و الباكستانية مركزا أساسيا لتصدير الإرهاب الى دول المنطقة و العالم تخطط لعمليات إرهابية كبيرة في الأسابيع القادمة و إنها جندت عناصرها المخدوعة لضرب مصالح و تفجير أماكن و قتل مئات الأبرياء و المدنيين في دول المنطقة و العالم و ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية بهدف الإساءة مرة أخرى للإسلام و تصعيد حقد الدول الغربية على العرب و المسلمين و إعطاء مبررات جديدة لاحتلال دول عربية و إسلامية او التضييق عليها من خلال إرسال المزيد من القوات الغربية المحتلة و تبرير بقاء هذه القوات فترات أطول في منطقة الشرق الأوسط،وعليه و من اجل مواجهة العمليات الإرهابية و إحباط المخططات التآمرية للتنظيمات الحاقدة على البشرية ندعو الى التحرك السريع لإنجاز الخطوات التالية:

أولا: نسجل بإسم "دعاة إرساء المجتمعات المدنية" اقتراح إقامة مؤتمر دولي شامل و عاجل لدراسة سبل مكافحة الإرهاب المنظم تشارك فيه كافة الدول المعنية و المتضررة و المستهدفة من قبل الجماعات و المنظمات الإرهابية الرسمية مثل "القاعدة و جند الله و دولة الإسلام" و يكون هذا المؤتمر تحت إشراف الأمم المتحدة (مع انتقادنا للقرارات غير السوية التي تتخذها هذه المنظمة في مجالات مثل الإرهاب و المقاومة) بهدف إلزام الدول المدعوة له المشاركة فيه بالقرارات التي ستتخذ فيه و على هذا الدول الإجابة على الأسئلة الأساسية المثارة في المؤتمر القادم و هي ـ لماذا كل هذه المماطلة و التهاون من قبل أمريكا و الدول المتحالفة معها في مواجهة الإرهاب المنظم و عدم تمكن هذه الدول حتى الان من قطع رأس الأفعى السامة "زعماء المنظمات الإرهابية" او على الأقل اعتقالهم، و هل ان هناك مؤامرة او مخطط للإبقاء على " رأس الأفعى" في مناطق معروفة في أفغانستان و باكستان و اليمن و العراق لتبرير التواجد الأمريكي المحتمل رسمياً للعراق و أفغانستان و لدول في المنطقة؟

-  كيف يتمكن الإرهابيون من التنقل بحرية و دون مضايقات او اعتقال من جانب معظم دول المنطقة و دخول هؤلاء الى أفغانستان و العراق و الانتقال بين دول المنطقة حتى دون جوازات او تراخيص عبور، و هل ان بعض أنظمة المنطقة تتآمر بالفعل مع الجماعات الإرهابية و تحولها مالياً و تدرب و تجهز عناصرها بالأسلحة و المتفجرات و ترسلها الى دول أخرى لابعاد ظاهرة الإرهاب عنها و التآمر مع زعماء الجماعات الإرهابية وفق اتفاقية غير مدونة بان لا تطال العمليات الإرهابية الأنظمة التي تدفع إتاوات مالية لهذه الجماعات و تشارك في تسهيل عبور و مرور و تجهيز العناصر الإرهابية بكل مستلزمات البقاء و القيام بالعمليات ضد الإنسانية خارج حدود الدول المتآمرة سراً مع الجماعات الإرهابية؟

-  العمل بجدية للتوصل الى قرار دولي لمكافحة الإرهاب المنظم من خلال الكشف عن مصادر تمويله و أماكن تواجد زعماء الجماعات الإرهابية و من هي الجهة او الجهات التي تدرب و تجهز العناصر الإرهابية و ترسلها الى دول في المنطقة والعالم، و إبطال الزعم القائل من ان هناك بعض الجهات او الشخصيات داخل هذا النظام او تلك الدولة تدعم الإرهاب دون علم كبار المسئولين في هذه الدولة او ذاك النظام، و ضرورة إلزام جميع الدول بإعطاء معلومات واقعية عن نشاط الجماعات الإرهابية و عناصرها و ارتباطاتها و لزوم تجفيف بؤر تمويلها المالي و اعتقال عناصرها و إلزام كافة الدولة بالتعاون الصريح و الواقعي في هذا المجال و الا اعتبار كل دولة متآمرة مع الإرهابيين دولة مارقة او داعمة للإرهاب المنظم و التشهير بها وفرض القرارات الدولية ضدها او غير ذلك فان شعوب المنطقة و العالم سوف تعتبر الأمم المتحدة و أعضاء مجلس الأمن الدائمين و الدول المشاركة في مثل هذا المؤتمر متآمر و متعاونة مع الإرهاب و هي أساس قوة و سطوة شوكته و انتشار نشاطه لتحقيق نوايا سياسية و اقتصادية استعمارية و تبرير احتلال دول المنطقة و تعزيز التواجد العسكري الأجنبي في هذه الدول.

-  ثانياً: الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي تشارك فيه دول المنطقة كافة ينجم عنه عقد اتفاقية أمنية ملزمة لتبادل المعلومات عن الجماعات الإرهابية و وضع خطط عملية للقضاء على أماكن تواجد الإرهابيين و الحيلولة دون انتقالهم و التضييق على مصادرهم المالية و إمكانياتهم العسكرية والتوصل الى هذه النتيجة وهي ان الإرهاب اذا كان يستهدف اليوم بعض المناطق والدول فانه اذا استقوى سوف يضرب كافة الدول و الأنظمة و ان الجهات التي تمول الإرهاب او تتعاون او تتهاون معه سوف تضرر عاجلاً او آجلاً لان الإرهاب أعمى و حاقد و جاهل و لا دين و لا نهج له و لن يرحم حتى أمه في وقت الضيق او تعرضه لضغوط شديدة

قطعاً ان هناك جهات معروفة و مكشوفة في باكستان و أفغانستان و سوريا و دول عربية نفطية تتعاون مع الإرهابيين و تعمل ضمن مخطط "الحفاظ على نظامي حتى و لو بثمن قتل نصف سكان العالم" و حتى ان الوثائق الأمنية الأمريكية التي تم نشرها مؤخراً كشف عن تعاون وثيق بين دولة قطر و نظام الملك عبد الله و نظام آل نهيان مع الإرهابيين لاسيما جماعة القاعدة ينص على عدم تنفيذ هذه الجماعة اي عمليات انتحارية او قتل و تفجير في تلك الدول مقابل إمكانيات و مساعدات هائلة تقدمها هذه الدول للجماعات الإرهابية. المؤتمر الذي ندعو اليه يجب ان يثير و يطرح علامة استفهام كبرى في هذا السياق الذي لا نفتري به أقلامنا على تلك الأنظمة بل أكدته وثائق استخباراتية غربية مدافعة بالأساس عن تلك الأنظمة

ثالثاً: في حالة انعقاد او عدم انعقاد و نجاح او عدم نجاح مثل هذه المؤتمرات او استمرار تآمر و تعاون بعض أنظمة المنطقة و العالم مع الجماعات الإرهابية ندعو الى تشكيل قوة أمنية عسكرية ضاربة تتألف من خلايا مدربة على مستوى عال من الخبرات والإمكانيات و يكون هدفها جمع المعلومات عن زعماء الجماعات الإرهابية و عناصرها الأساسيين و بالتالي تصفية هؤلاء جسدياً دون ضجيج إعلامي و دون اي إعلام عن العمليات التي تدخل في نطاق "العنف ضد العنف" او "القتل مقابل القتل" و هذا الأمر مصرح به في الشرائع السماوية و القوانين الإنسانية و ينطبق مع المبدأ القائل "العين بالعين و . .  " مع التنويه هنا بضرورة الدقة في القيام بمثل هذه العمليات دون لا سامح الله إزهاق روح اي شخص بريء مهما كانت المبررات، الى ذلك يجب ايضاً التعامل مع المستوى الأدنى من العناصر الإرهابية او المغرر بها او المخدوعة والساذجة من منطق فكري، اي العمل على توجيها و تصحيح مفاهيم و رؤى و مواقف هذه العناصر التي انخرطت في تنظيمات إرهابية و إجرامية لاسباب نفسية و تحريضية و مالية و ربما لفقدان سبل بيان وجهات النظر بحرّية في مجالات عقائدية و قومية و سياسية و ثقافية

ان العمل الإعلامي و الثقافي و التوجيهي اذا كان صادقاً و يشمل الجميع دون تفريق و ترجيح قطعاً سيحقق النتائج المرجوة من عملية مكافحة الإرهاب خاصة إذا كان هذا العمل مصحوباً ببرامج توجيهية و تطبيقية لاجتثاث الجهل العقائدي و القضاء على الفقر المادي و الثقافي و تحسين سلوك و أقوال و مواقف الحكام و المسئولين و الجهات المعنية و الحيلولة دون إشاعة أفكار و تصريحات الغلاة سياسيا و المهرجين إعلاميا و احترام حقوق جميع الناس دون ترجيح فئة على أخرى او دون تمييز بين أبناء البشر من خلق الله.

* كاتب و إعلامي
رایکم
آخرالاخبار