۲۵۸مشاهدات
اسقاط حكومة رئيس الوزراء المنتخب نوري المالكي او على اقل تقدير الحصول على تنازلات منه لصالح حزب البعث المنحل ومن يصفق له بالخفية من سياسيين.
رمز الخبر: ۱۹۹۶۰
تأريخ النشر: 02 July 2014
شبکة تابناک الاخبارية: الادارة الاميركية تتذوق مرارة هزيمة اخرى في العراق وسواء نجح ارهابيو "داعش" في اجتياح العراق او فشلوا، فواشنطن هي الخاسر الاكبر في هذه اللعبة القذرة.

نشرت صحيفة " كيهان " التي تصدر في طهران مقالاً تحت عنوان " بداية النهاية للاستراتيجية الاميركية " تطرق فيه الكاتب "محمد ايماني" الى الاسباب الكامنة وراء دعم واشنطن للارهابيين في العراق وجاء في جانب منه: ثاني مقامرة اميركية في العراق تفوح منها رائحة هزيمة نكراء بعد ان تمكن الجيش العراقي مدعوماً بالقوى الشعبية من تطهير مدينة تكريت مسقط راس الدكتاتور السابق صدام ومقر فلول حزب البعث المنحل والقوات العراقية اليوم بدات تزحف نحو الموصل المقر الرئيس للارهابيين القادمين من وراء الحدود ومن يسندهم وكل هذه الانتصارات تتحقق بعد ان تنصلت ادارة باراك اوباما من تقديم اي دعم للحكومة العراقية المنتخبة رغم النقص الكبير بالمعدات الذي يعاني منه الجيش العراقي، بل ان الامر لم يقف على هذا الحد وبدل ان تمد واشنطن يد العون للشعب العراقي بادرت بالدفاع عن الحركات الارهابية التي اجتاحت البلد واتهمت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بانها انتهازية وطائفية رغم مجيئها للسلطة بانتخابات عامة شاركت فيها جميع الاطياف العراقية ولم تبدر منها اية تصرفات تنم عن حس طائفي طوال السنوات الماضية لكن البيت الابيض يغرد على لسان حلفائه في المنطقة الذين لا يجدون ذريعة للتدخل في العراق سوى العزف على الوتر الطائفي الذي ذهب الشيعة ضحية له لاكثر عقد من الزمن.

والامر المثير للدهشة في الموقف الاميركي اليوم هو ان القوات الاميركية عندما احتلت العراق قبل احدى عشرة سنة رفعت شعار مكافحة الارهاب واسقاط نظام حزب البعث بقيادة الدكتاتور صدام لانه حزب شوفيني يدنس حقوق الانسان وان نظام صدام يؤوي ارهابيي القاعدة وادعت انها تريد تحرير العراق من هذا الحزب الظالم الذي ازهق ارواح ملايين العراقيين وغيرهم وبالتالي اقامة حكومة ديمقراطية على اساس انتخابات شعبية، لكننا اليوم نلاحظ ان النظرية قد تغيرت وكذلك تغير اتجاه البوصلة الاميركية حيث وضع الاميركان ايديهم بايادي شرذمة حزب البعث المطلوبين للعدالة بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتكاتفوا مع شرذمة القاعدة المنضوين تحت راية الدولة الوهابية المزعومة " الدولة الاسلامية في العراق والشام " الموسومة بداعش واعتبرتهم ثواراً وتحررين وصرح المسؤولون في البيت الابيض ان التكفيريين الوهابيين - القادمين من وراء الحدود والمدججين بالسلاح - يطالبون بحقوقهم المشروعة!

وهذا الامر انما يدل على ان واشنطن لم تهزم مرة واحدة في العراق بعد ان انسحبت منه دون تحقيق اهدافها بل انها تواجه اليوم الهزيمة الثانية ولا سيما ان المنفذين لسياسيتها اليوم - اي الداعشيون والبعثيون - بداؤوا يلوذون بالفرار من المناطق التي سيطروا عليها بمساعدة مخابرات اقليمية ودولية.

واما الاهداف التي حاول المثلث المعادي للعراق تحقيقها في الهجمة الاخيرة على الموصل - مثلث اميركا اسرائيل السعودية - فهي تتلخص فيما يلي:

1 ) اسقاط حكومة رئيس الوزراء المنتخب نوري المالكي او على اقل تقدير الحصول على تنازلات منه لصالح حزب البعث المنحل ومن يصفق له بالخفية من سياسيين.

2 ) تقسيم العراق واضعاف حكومة الشيعة.

3 ) الضغط على ايران استراتيجياً وارغامها على التنازل عن حقوقها النووية.

4 ) اعادة طرح مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي فشل فشلاً ذريعاً.

5 ) ايجاد منطقة آمنة لحلفاء واشنطن ولا سيما "اسرائيل" والسعودية.

واضافت الصحيفة: ان الولايات المتحدة التي زعمت انها تدعم الديمقراطية وتحارب الارهاب نلاحظها اليوم تعارض هذه الشعارات على الساحة العراقية بكل صراحة وذلك لسبب بسيط وهو انها لم ترفع هذه الشعارات حباً بالشعوب او ايماناً بالانسانية بل لتحقيق مطامحها ومصالحها وما دامت هذه المطامح والمصالح لم تتحقق فحكام واشنطن يدوسون على كل المبادئ تحت اقدامهم ويسحقون الانسانية بايادي وهابية ارهابية تحت ذرائع واهية تثير السخرية.

وبعد ان ذهبت المليارات من الدولارات الاميركية ادراج الرياح اثر احتلال العراق وافغانستان لم يبق لواشنطن شيء تخسره وما يهمها اليوم هو الحفاظ على تماسك الكيان الصهيوني الحاكم في اسرائيل ومساندة النظام الحاكم في الرياض الممول الاساسي للارهاب العالمي وذلك لا يتحقق طبعاً الا من خلال ضرب المقاومة النزيهة وقمع الصحوات الاسلامية الحقيقية في بلدان المنطقة.

ومهما تخبطت واشنطن فان حلفاءها يشعرون اليوم بقلق يؤرقهم ولا سيما آل سعود الذين يدعمون الذبح والتفجيرات والفتنة الطائفية في العراق وسوريا ولبنان ويؤازرون الصهاينة لتدمير غزة وقتل اهلها الشرفاء حيث لاحظوا كيف انتصرت آراء الشعب في العراق وسوريا وكيف ان الناس هم الذين قرروا مصيرهم رغم الارهاب المصدر اليهم والمليارات التي انفقها اعداؤهم وعلى راسهم اسرائيل والسعودية لذلك فان الاخيرة تخشى من صحوة شعبها ومطالبته بحقوقه المشروعة لانه يعاني من ضغوط لا مثيل لها في كل بلدان العالم وهو محروم من ادنى حقوق المواطنة التي يتمتع بها كل انسان في العالم المتحضر اليوم.

ومن الشواهد التي تدل على القلق الذي يساور اسرة آل سعود هي تلك التغييرات المتواصلة والعجيبية في المناصب الرسمية حيث يتم تنصيب البعض وعزل آخرين دون ان يعرف السبب الحقيقي لذلك، ولربما احد الاسباب هو الفشل الذريع في سوريا والعراق لان داعش التي اسستها السعودية قد انقلبت عليهم ولم تصبح يداً طيعة لهم يسيرونها كما يشاؤون مثلما كانت في بداية تاسيسها حيث انقلب السحر على الساحر وانقلبت داعش عليهم بعد ان دججوها بالسلاح والمال والفتاوى التكفيرية المقيتة وبعد ان دربوا اعضاء هذه الحركة الارهابية بخبرات اسرائيلي واميركية وفتحوا لهم الحدود على مصراعيها والعجيب انه رغم هذا العصيان نلاحظ وسائل اعلامهم تسميهم ثواراً او تحررين وان الدعم المالي السعودي ما زال ينهال عليهم وسبب ذلك بالطبع هو الابقاء على هذه الحركة التكفيرية التي تحرق الحرث والنسل في العراق وسوريا ومنعها من التوغل في البلدان الصديقة لواشنطن وتل ابيب فعندما يزاولون اي نشاط في هذه البلدان حينذاك يطلق عليهم " الفئة الضالة "!

ان ساسة واشنطن والرياض قد سقطوا اليوم في المستنقع الذي جعلوه كميناً للشعوب المظلومة في المنطقة وعلى خلاف رغبتهم فان المقاومة الاسلامية للكيان الصهيوني تتنامى يوماً بعد يوم والصهاينة بدل ان يشعروا بالطمأنينة التي وعدوا بها من قبل الاميركان وحكام الرياض فانهم يشعرون اليوم برعب وخشية لا سابق لهما ولا سيما بعد الانتصارات الباهرة للجيش السوري والتقدم الكبير الذي يحققه الجيش العراقي على الارض وهذا الامر ان دل على شيء فانما يدل على فشل الاستراتيجية الاميركية في المنطقة لان الورقة التي راهنت عليها - وهي الحركات الارهابية المتطرفة المدعومة من السعودية واسرائيل - قد فشلت على الساحتين العراقية والسورية فشلاً ذريعاً ولم لواشنطن شيء تراهن عليه بعد ان داست على معايير الديمقراطية التي طبلت لها ودنست حقوق الانسان بمساعدتها لمجرمي الوهابية بقتل مئات الالوف من الشعبين العراقي والسوري وخلاصة القول هو اننا نشهد اليوم بداية النهاية لاستراتيجية البيت الابيض في منطقة الشرق الاوسط.

النهاية
رایکم