۲۸۴مشاهدات
"استمرار "اسرائيل" في ضرب حركة حماس مهم للردع، ومهم للأمن، ومهم لمستقبل العلاقات بالسلطة الفلسطينية، لكن يجب فعل ذلك بطريقة عاقلة وبوسائل جراحية (..) مع ترك الفلسطينيين يعيشون حياتهم، فالإجراءات الشاملة والعقاب الجماعي في الضفة قد يفضيان إلى توسيع "الارهاب" بدل إحباطه"، على حد تعبيرها.
رمز الخبر: ۱۹۹۵۸
تأريخ النشر: 02 July 2014
شبکة تابناک الاخبارية: ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء، أخبارها وتقاريرها على المستجدات التي طرأت مساء أمس الاثنين في قضية الجنود الثلاثة، الذين اختطفوا في الضفة المحتلة، قبل نحو ثلاثة أسابيع.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقريرٍ لها:" الأمر كان قاسيًا ومثيرًا للغضب، لكن لا أحد في دائرة متخذي القرارات فوجئ حقًا، بالعكس كان فرض العمل الذي صاحب أعمال البحث هو أن المخطوفين ليسوا أحياءً".

وبحسب الصحيفة: "استمرار "اسرائيل" في ضرب حركة حماس مهم للردع، ومهم للأمن، ومهم لمستقبل العلاقات بالسلطة الفلسطينية، لكن يجب فعل ذلك بطريقة عاقلة وبوسائل جراحية (..) مع ترك الفلسطينيين يعيشون حياتهم، فالإجراءات الشاملة والعقاب الجماعي في الضفة قد يفضيان إلى توسيع "الارهاب" بدل إحباطه"، على حد تعبيرها.

وتابعت:" على طاولة نتنياهو توجد جملة واسعة جدًا من الخيارات ابتداء من إعلان الحرب، كما فعل (سلفه أيهود) أولمرت عام 2006، وانتهاء بالخطابات الحماسية التي ليس خلفها أي فعل حقيقي"، مشيرةً إلى أن هذا اختبار لزعامة لنتنياهو. فماذا سيختار؟ هل ستغريه خطوة متزلفة للجمهور ومغامرة فيقرر عملية عسكرية دراماتيكية، تبقي الجمهور فاغرًا فاه في الأيام الأولى، ولكنه مصاب ومحبط على مدى السنين، أم ربما سيختار خطة تحقق الردع الأكثر نجاعة؟!"

ولفتت الصحيفة إلى أنه وعلى خلفية اكتشاف الجثث الثلاثة في الخليل، تركض "اسرائيل" بعيون مفتوحة، على نحو تلقائي تقريبًا، إلى جولة أخرى عنيفة كبيرة، ضد حركة حماس في قطاع غزة.

وأوضحت أن بناء حجة هذا الهجوم بدأت قبل أن تكتشف الجثث الثلاثة في الخليل، حين دعا رؤساء بلديات ومجالس مستوطنات "غلاف غزة" الجيش الاسرائيلي للعمل، ونشر الأخير عدد الصواريخ التي أطلقت من القطاع في السنة الاخيرة، في الشهر الأخير وفي الساعات الأخيرة.

ونوهت "يديعوت" إلى أن العد التنازلي نحو الهجوم في غزة بدأ في واقع الأمر بعد يومين من اختطاف المستوطنين، وعمليًا بدأ ما أن قرر "الكابنيت" الأخذ بتوصية جهاز الأمن لاستغلال الفرصة وتوسيع حملة التفتيش إلى حملة قمع لحركة حماس أيضًا. وفي هذه النقطة كانت حاجة لأن يكون واضحًا للوزراء بأن العنوان الحقيقي لإضعاف حماس ليس في الضفة بل في غزة.

وادعت أنه في "اسرائيل" اعترفوا بأن حماس في غزة تجتهد لمنع النار، فالمصالح السياسية للحركة هي التي أملت عليها ضبط النفس، فقد علقت الآمال بحكومة المصالحة الفلسطينية، بالتقرب من الغرب والعالم العربي ولاسيما مصر، ولكن جاء الاختطاف وسرق لها أيضًا كل الأوراق، وهي ببساطة أطلقت على نفسها رصاصة في الساق"، كما قالت الصحيفة الإسرائيلية.

من جانبها، تناولت صحيفة "هآرتس"، نجاح "الشباك" في وقت قصير نسبيًا بالتعرف على هوية منفذي عملية الاختطاف، لافتةً إلى أنه تم احراز حل اللغز النهائي نفسه بعد تحليل المعطيات الجزئية من أعمال البحث مع أعمال تمشيط واسعة جدًا من الجيش الاسرائيلي في المنطقة التي خُمن أن الجثث دُفنت فيها.

وقالت الصحيفة :"هذه حالة نادرة توجد فيها الجثث قبل أن يعتقل القاتلون، وبرغم الاخفاقات حتى الآن يمكن أن نخمن أن يوجد القاتلون إن عاجلًا أو آجلًا. عُثر على جثث الفتيان أمس على بعد بضعة كيلومترات عن المكان الذي قتل فيه رجال شرطة الوحدة الخاصة و"الشاباك" في 1998 الأخوين عماد وعادل عوض الله، رئيسي الذراع العسكرية لحماس في الضفة بعد مطاردة طويلة، ويحتمل أن تكون نهاية مروان القواسمي وعامر أبو عيشة مشابهة".

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية اغتيال اسرائيلية واحدة تكفي لقائد كبير من حماس لإشعال نار أكبر، وستكون تلك خطوة تجعل نتنياهو يحظى بهتاف من اليمين، لكن فيها طاقة كامنة خطيرة.

وأوضحت أنه "يجب على من يدخل في إجراء واسع على حماس في قطاع غزة أن يأخذ في حسابه مواجهة عسكرية طويلة نسبيًا تشمل إصابة أكبر للجبهة الاسرائيلية الداخلية، ويجب أن يكون لهذه العملية هدف أوضح من إشباع غريزة انتقام الجمهور".

ونوهت "هآرتس" إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم "أمان" قدرت أن حماس في قطاع غزة يوجد لديها الآن مئات القذائف الصاروخية ذات مدى إصابة يصل إلى منطقة "غوش دان" (وسط الكيان)، مشيرةً إلى تلويح الحركة أنها تملك قذائف صاروخية قادرة على الوصول حتى أبعد من ذلك.

النهاية
رایکم