۱۱۹۲مشاهدات
رمز الخبر: ۹۷۲
تأريخ النشر: 19 September 2010
شبكة تابناك الأخبارية: قبل أیام وأثناء المظاهرات التی شهدها العالم الإسلامی تندیدا بحرق القرآن الکریم رأیت صورة لشاب إیرانی وهو یحمل صورة لزعیم تنظیم القاعدة أسامة بن لادن إلى جانب القس الأمیرکی تیری جونز راعی کنیسة (دوف وورلد اوتریتش سنتر) الذی کان یعتزم إحراق 200 نسخة من المصحف الشریف فی جینسفیل، وقد وضع الاثنین فی خانة واحدة معتبرا انهما عرابان لمؤامرة واحدة.

بمجرد رؤیتی لتلک الصورة إنتقل انطباعی إلى ما یجری بشأن نظریة المؤامرة و الأقاویل حولها  وقلت لنفسی لماذا هؤلاء یصبون کل شیء فی خانة واحدة تحت نظریة المؤامرة؟

لکن بعد أیام وتزامنا مع ذکرى هدم مراقد الأئمة الطاهرین علیهم السلام فی البقیع فی الثامن من شهر شوال تراجعت بشکل ما عن نظرتی السابقة تجاه صورة الشاب الغاضب ...

إذ رأیت مشابهة کبیرة بین ذاک العمل وهذا العمل، بین هدم البقیع وحرق القرآن، إذ کلاهما یحرقان قلوب المسلمین الحقیقیین، فذهبت لأفصل الموضوع فی ذهنی وأقسمه على قسمین...

فهناک واقع سیاسی نستطیع أن نرکز الحدیث حوله وواقع التاریخ الإجتماعی نستطیع أن نرى الموضوع من خلاله.

فمن منظور الواقع السیاسی هناک حوادث مختلفة مثل هدم المراقد فی البقیع أوهدم مراقد الأئمة علیهم السلام فی سامراء فی الماضی القریب وأیضا حادثة حرق المصحف الشریف هذه الایام والبعض یقول بأن هناک ربط وثیق بینهم من حیث الواقع السیاسی.

یقول هؤلاء بأن هناک مخطط شیطانی یقود جمیع هذه الحوادث وبغض النظر عن صحة مثل هذه الأقاویل یستند أصحابها إلى معلومات لایمکن تجاهلها مثل دعم محمد بن عبد الوهاب من قبل البریطانیین فی الماضی وعلاقات القاعدة بالمخابرات الدولیة وعلاقة أسرة بن لادن بشرکات تجاریة عالمیة الیوم و... و نحن لا نرید أن نفصل فی هذا المجال.

لکنه من منظور الواقع التاریخ الإجتماعی نستطیع أن نضع کل هذه الأعمال فی خانة واحدة وهی "التطرف" إذ التطرف لا ینتج إلا نفسه.

هنا نستطیع أن نتحدث عن التطرف والتطرف المضاد، ومن هذا المنطلق نستطیع أن نتسائل هل هناک ربط بین هدم المراقد الشریفة فی البقیع وحرق المصحف الشریف؟

یمکن للقارئ أن یستنکف ویجیبنا بسؤال آخر: بالله علیکم ما الذی یمکنه أن یربط بین هدم المراقد قبل عشرات السنین وحرق المصحف الشریف الیوم؟

إلا أن الباحث الإجتماعی والتاریخی یستطیع أن یجیب على هذا السؤال ویقول إن ما یصنع التاریخ هو سلسلة من العلل والأسباب فکل حادثة بإمکانها أن تنتج حوادث أخرى والثانیة تکون سببا للثالثة وهکذا.

وهنا یستطیع الباحث وإستنادا إلى قاعدة "التطرف لا ینتج إلا نفسه" أن یقول بأن الفکر المتطرف الذی قد تشکل قبل أکثر من قرن فی صحاری نجد بغض النظر عما لقی من دعم من جانب البریطانیین هو الذی تسبب فی هدم مراقد الأئمة علیهم السلام فی البقیع یوما وهدم مرکز التجارة العالمیة یوما آخر وهدم مراقد الأئمة فی سامراء ثالثا ولقی ردة فعل وهی التی شهدناها هذه الأیام من حرق وتمزیق للمصحف فی نهایة المطاف....
رایکم
آخرالاخبار