۶۰۰مشاهدات
رمز الخبر: ۸۴۶
تأريخ النشر: 13 September 2010
شبكة تابناك الأخبارية: العقود الثلاثة الماضية أفرزت وبوضوح أوجه الإختلاف الجوهري بين النهج الإسلامي ف إيران والنهج الشيطاني والإستكباري في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، أكتفي بذكر ثلاثة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- لقد أستطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تفرض منطقها الإنساني والأخلاقي ومن خلال المنظمة الدولية للأمم المتحدة وإنتزاع إعتراف دولي لحوار الحضارات الذي أصبح مناسبة سنوية و رسمة للتفاهم و التناغم بين الحضارات والأديان والرؤىالمختلفة في العالم حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 21/8/2001 وبتأكيد من اليونسكو مقترح قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعيين يوم عالمي لحوار الحضارات وحصل هذا المقترح علي تأييد جميع دول العالم بإستثناء الكيان الصهيوني الذي يتنافى مفهوم هذا المقترح مع فلسفة وجوده الغاصب، وأتى هذا الإعلان في وقت كانت الإدارة الأمريكية وعلي رأسها جورج بوش الإبن يدق على طبول الحرب وإثارة الكراهية بين الحضارات والأديان وكان يهدف إلي نشوب الحرب الصليبية مرة أخرى لكن الطرح الإيراني ومن ورائه محبي السلام والتفاهم في العالم إستطاعوا إفشال مخطط الصراع الحضاري وحاصروا مناديه في كل مكان، حتى أصبحوا هؤلاء من أسوأ الشخصيات في العالم ولن يذكروا الآن إلا بالسوأ واللعنة.

وقبل إيام من ذكرى هذه المناسبة التاريخية نرى الأصوات الشاذة والمدعومة من قبل المحافظين الجدد والساسة العنصريين في الولايات المتحدة الأمريكية يصعدوا ضد الإسلام الحنيف وكتابه الكريم وما تهديدات القس جونز بحرق القرآن الكريم إلا نموذجا بسيطا لهذه السياسات الأمريكية المنافية لكل أسس وقوانين حقوق الإنسان وحرية الإعتقاد والفكر والرأي وقد رأينا مثل هذه التصرفات المناوئة للقيم الإنسانية في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان حيث القتل والطرد وحرق المصاحف وممارسة الإغتتصاب والتعذيب ودعم الإرهاب بكل أشكاله، فما نسمعه ومانراه الآن ليس أمرا جديدا وإنما أسلوبا جديدا ومسرحيات وسيناروهات جديدة والمنفذون هم أنفسهم. فتوقيت هذا التصعيد ضد المسلمين ومقدساتهم يهدف إلي أمرين مهمين الأول هو التمويه على حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي لم تتضح ملامحها وملابساتها حت الآن والثاني هو التعتيم على الإنجاز العالمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في موضوع حوار الحضارات وعدم الإحتفاء بهذا اليوم التاريخي والذي يصادف يوم 21/9/2010والتقليل من أهميته وتأثيره على المستوى العالمي.

2- لقد برز هذا التباين مرة أخرى بعد فيضانات باكستان وماتعرض إليه الشعب المسلم هناك حيث تضرر مايقارب ال20 مليون نفر من جراء هذه الكارثة الطبيعية . فالجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من الأوائل الذين هبوا لنجدة المتضررين هناك من خلال إرسال المعونات الإنسانية المختلفة من مواد غذائية، أدوية، خيام،مستشفيات متنقلة، أطباء ومعدات طبية وغيرها من المساعدات الإنسانية‌ وقد توجت هذه الخطوات بنداء عاجل وجهه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية بهذا الخصوص والحديث الأخير لسماحته حول معانات المتضررين من السيول في باكستان خلال خطبة عيد الفطر المبارك حيث سالت دموعه أمام المصلين حزنا وألما على مايعانيه المسلمون هناك وعدم إكتراث الدول الكبرى بهذه المعانات الحادة والمؤلمة .ومن جانب آخر نرى القوات الأميركية ترسل قنابلها وصواريخها الفتاكه لتمزيق الباكستانيين الأبرياء نساء وشيوخا وشبابا تحت مسميات زائفة ومكررة وهي محاربة الإرهاب. في الوقت الذي كان بإمكان هذه القوات أن ترسل مالديها من مروحيات وطائرات وجنود لتوزيع المواد الغذائية والدواء وإنتشال المصابين ونقلهم الي المستشفيات لكنها آثرت على أن تمارس ماهو ديدنها من إجرام وتنكيل حتى بالمنكوبين وذوات الإحتياجات الضرورية والفورية.

3- بعد 13 شهر من إلقاء القبض على الأمريكيين الثلاث الذين دخلوا الأراضي الإيرانية خلسة وبصورة غير قانونية أعلن الإدعاء العام الإيراني اليوم بان الأمريكية سارا شورد المحجوزة لدى السلطات الإيرانية سيتم آطلاق سراحها بكفالة مالية لأسباب إنسانية لأنها تعاني من بعض الأمراض وسيسمح لها بالخروج من البلاد. في الوقت الذي مازال أحد عشر ايرانيا يقبعون في زنزانات الولايات المتحدة الأمريكية والتي لاتقل عن زنزانات ابو غريب سوءا بل ربما أسوأ بكثير منها، وقد تم إختطاف هؤلاء من العراق وبعض الدول الأخرى وأكثرهم يعانون من مشاكل صحية حادة ولن يسمح لهم حتى الإتصال بذويهم أو بوكلائهم بينما ايران أحتجزت الأمريكيين الثلاثة على أراضيها وهم يمارسون أعمالا غير قانونية تمس بالأمن القومي الأيراني مع هذا سمحت لذويهم ووكلائهم وبعض الدبلوماسين الغربين المقيمين في طهران اللقاء بهم والتحدث إليهم ومازالت تمارس معهم الرأفة الإسلامية لكن أدعياء حقوق الإنسان ومبشري الديموقراطية في العالم! مازلوا يمنعون المختطفين الإيرانيين المحتجزين لديهم من ممارسة أبسط حقوقهم الإنسانية والقانونية.
رایکم