۱۰۸۹مشاهدات
في ضوء خطاب الامام الخامنئي؛
وان من خصائص هذا الصاروخ تحسن انظمته وجودة تصنيعه، الشيء الذي يؤهل الجمهورية الاسلامية الدخول الى نادي الدول التي تستطيع تقديم الخدمات الفضائية.
رمز الخبر: ۷۲۰۴
تأريخ النشر: 08 February 2012
شبکة تابناک الأخبارية - حميد حلمي زادة: تقتضي المنظومة الجديدة للثورة الاسلامية  تنمية سلطة المعرفة واقتحام عوالم جديدة، تحصن ايران من التحديات العدائية للاستكبار  العالمي، وتبوؤها مكانة اكثر نفوذا وتاثيرا في المجتمع الدولي. فالعالم  معرض دائما لطوفان المعطيات التي تفرزها التطورات السياسية والفكرية والعلمية، والجمهورية الاسلامية باتت لصيقة بشكل مباشر مع هذه التطورات، ولكي نفهم جيدا ما ينطوي عليه هذا التعبير، فانه ينبغي قراءة الخطاب التاريخي لقائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي في صلاة الجمعة (11 ربيع الاول 1433 ــ 3 شباط 2012) قراءة موضوعية ودقيقة، توخيا لوعي ما حققته طهران طيلة الاعوام الـ 33 الماضية، باستخدام جميع الوسائل المادية والمعنوية.

فالامام الخامنئي (دام ظله) يؤكد على ان الركيزة الاساسية في التقدم الذي بلغته الجمهورية الاسلامية، هي الشعب الايراني الذي تمكن خلال العقود الثلاثة الاخيرة من  التغلب على مختلف التحديات مشيرا الى ان التكامل بين الشعب والمسؤولين، جعل ايران في حرز من تاثير اشكال الضغط والمقاطعة التي مارسها  الغربيون، كما عزز مسيرة التنمية المعرفية بالبلاد  على شتى  الصعد، مشددا على ان التهديدات الغربية القادمة بحظر التعامل مع ايران، لن تؤدي سوى الى المزيد من التطور والتقدم في المجالات الصناعية العلمية والتقنية.

اما تهديد الجمهورية الاسلامية بالحرب، فانه لن يفت في عضد الشعب الايراني فحسب بل  سيقوي  اكثر فاكثر من لحمته الوطنية، ويحضه على التعمق والمثابرة من اجل بلوغ ذروة الرقي والابداع والتألق في جميع الميادين. في هذا المجال يقول الامام الخامنئي "لا نكترث ابدا بالتهديدات النفطية، ولنا تهديداتنا التي سنطرحها في وقتها وسنفذها"، كما اشار سماحته الى ان التهديدات الاميركية بالحرب دليل على عجزها عن التعامل مع القضايا بمعيار المنطق والموضوعية موضحا "ان ايّ حرب على الجمهورية الاسلامية سيعود بالضرر على اميركا نفسها بعشرة اضعاف"، معلنا ان "ايران لن تتراجع عن مبادئها واهدافها  و حقوقها و لا سيما امتلاكها الطاقة النووية للاغراض السلمية ،على الرغم من كل المساعي الغربية لاخضاع الشعب الايراني".

واضح ان مفاد هذا الموقف الحازم للسيد القائد هو ان تشديد الحظر الغربي على الجمهورية الاسلامية شعبا ومسؤولين  ، لا يعني ابدا ان نحرم انفسنا من مقومات النبوغ والذكاء والخلاقية ومن الادوات المعرفية المتاحة بالقوة او بالفعل  في طول البلاد وعرضها، الامر الذي يشي ايضا بحقيقة ان التهديدات الراهنة  لن تختلف في نتائجها عن مصير امثالها انفا.

وبما بان  الادارة الاميركية تقود هذه الحملة الشعواء على ايران، فانه يتعين عليها الاعتبار من هزائمها السابقة ليس على مستوى فشل وانهيار ادوات مناصبتها العداء للجمهورية الاسلامية فحسب، بل وايضا في مضمار اخفاقها المذل ومعها الدول الاوروبية في تحقيق مطامعها من احتلال العراق لاكثر من ثمانية  اعوام، بعد ان  اجبرت على الجلاء من هذا البلد الاسلامي العظيم نتيجة للمواقف الحاسمة للعراقيين حكومة وشعبا الذين رفضوا بقاء الغزاة  والمحتلين على ارضهم، ولم يجد الاميركيون وحلفاؤهم مناصا سوى الانسحاب بجيوشهم ومعداتهم العسكرية من ارض الرافدين صفر اليدين خائبين.

ولم يتردد قائد الثورة الاسلامية عن تاكيد الدعم المعنوي الذي قدمته ايران للعراق وغيرها من البلدان التي تعرضت للعدوان والارهاب الاميركي ــ الصهيوني، ويقول في هذا المجال: "لو أن الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية قد تركت الاخوة المظلومين في افغانستان والبوسنة ولبنان والعراق وفلسطين وشأنهم كما فعلت الانظمة المتشدقة بالاسلام، ولوكنا مثل اكثر الانظمة العربية التي خانت القضية الفلسطينية، قد آثرنا الصمت بل وطعنا من الخلف، لما وصمونا بمساندة الارهاب والتدخل.. نحن نفكر بتحرير القدس الشريف وكل الارض الفلسطينية..هذه هي جريمتنا الكبرى".

وفي مثل هذا الجو المعادي لايران حدد الامام الخامنئي، تاكيد موقف الجمهورية الاسلامية المساند ــ بلا هوادة ــ لقضية فلسطين ومكافحة "اسرائيل" باعتبارها غدة سرطانية لابد من اقتلاعها، معلنا ان طهران ستقف مع كل مشروع تحرري يتوخى تحقيق هذا الهدف الرسالي وبكل ما اوتيت من قوة.

ولم يفت عن بال سماحته التنويه الى العلاقة الوثيقة بين الثورة الاسلامية الايرانية وحركة الصحوة الاسلامية المعاصرة، ومايلقي على عاتق الاسلاميين في كل مكان من مسؤوليات جسيمة في مضمار تعزيز الوحدة والتلاحم والتضامن والالفة مع احترام الخصوصيات المذهبية والقومية لكل شعب كما عبر السيد القائد قائلا" ان الثورة الاسلامية تنتهج طريق القرآن والسنة  واحياء الامة الاسلامية، ان ايران تعتقد بان مساعدة المجاهدين من اهل السنة في (حماس) و(الجهاد الاسلامي)، وقبلها المجاهدين في افغانستان والبوسنة  ،و ايضا المجاهدين الشيعة في (حزب الله) و(حركة امل)، واجب شرعي  وتكليف الهي دونما تمييز، كما ان طهران تعلن بصوت عال وقاطع: انها تؤمن بنهضة الشعوب (لا بالارهاب)، وبوحدة المسلمين (لا بالغلبة والتناحر المذهبي)، وبالاخوة الاسلامية (لا بالتعالي القومي والعنصري)، وبالجهاد الاسلامي (لا بالعنف تجاه الآخر)، وهي ملتزمة بذلك ان شاء الله".

وفي مستقبل غير بعيد سيكون السقوط من نصيب الاستكبار الاميركي كما وقع الانهيار السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي، لان التناقضات والثورات الشعبية في الولايات المتحدة تدفع الخبراء الاستراتيجيين الغربيين الى التنبؤ بذلك، وقد علمتنا تجارب التاريخ ان الطغيان مآله الاندحار ان عاجلا او آجلا،وان صوت الحق سيعلو في نهاية المطاف، وفي ضوء ذلك اكد  قائد الثورة الامام الحسيني الخامنئي (دام ظله) على ان العالم سيكون على موعد مع انعطافة تاريخية تبدد كل انواع الزبد وتنقي المسيرة الانسانية من تراكمات الغرور والغطرسة والظلم.

اما الجمهورية الاسلامية فانها ماضية قدما في خطواتها ومنجزاتها ومكاسبها، مستفيدة من الادوات المعرفية التي قيضها الباري عزوجل لفائدة الامم والشعوب، ففي صبيحة يوم الجمعة قبل الصلاة اطلقت ايران بنجاح قمرا اصطناعيا جديدا الى المدار الارضي باسم (نويد علم وصنعت) ومعناه  (بشارة العلم والصناعة)، بهدف التقاط  صور للكرة الارضية بقدرة تحليلية تصل الى 750 مترا، اضافة الى ارسال معلومات عنها وتقديم البيانات المرتبطة بالطقس والبيئة. وان من خصائص  هذا الصاروخ تحسن انظمته وجودة تصنيعه، الشيء الذي يؤهل  الجمهورية الاسلامية  الدخول الى نادي الدول التي تستطيع تقديم الخدمات الفضائية. ويأتي  ذلك في نطاق الاستفادة المثلى من قدرات علمائنا وكوادرنا الشباب الذين آلوا على انفسهم  - وهم بالالاف -ان يكونوا والزمن في تسابق مستمر.
رایکم
آخرالاخبار