۴۰۷مشاهدات
وقد سعت أمريكا للضغط على إيران من خلال نفوذها في مناطق جديدة في العالم، فاختارت بعد منطقة اليورو استخدام منطقة آسيا الجنوبية التي تشمل دولة الهند وباكستان وسريلانكا.
رمز الخبر: ۷۰۶۴
تأريخ النشر: 30 January 2012
شبکة تابناک الأخبارية: تناولت وسائل الإعلام الإيرانية ردود الفعل المحلية والعالمية حول العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران، وتأثير هذه العقوبات على ارتفاع أسعار النفط في العالم، والتأثير على اقتصاديات الأسواق الأوروبية، وتحذيرات صندوق النقد الدولي من سياسة تطبيق هذه العقوبات.

كما تناولت تحليلات الخبراء التي تشير إلى أن أمريكا تسعى إلى الضغط على إيران عن طريق حلفائها في منطقة اليورو وفي منطقة آسيا، وأن دافعها وراء ذلك ليس البرنامج النووي الإيراني وحده وتأمين دولة إسرائيل، ولكن الحكومة الأمريكية وضعت نفسها في صراع مع النظام الحاكم في إيران.

وأوضحت الأنباء القلق الذي يشغل وسائل الإعلام الغربية من قيام إيران بفرض عقوبات مضادة، والقيام بخطوة استباقية تقوم فيها بمنع تصدير النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي التي فرضت على إيران قانون عقوبات يحظر مشتريات النفط الإيراني، ولكنه لم يدخل بعد إلى حيز التنفيذ بسبب حاجة الدول الأوروبية إلى الوقت لتدبير مصدر بديل لتأمين احتياجاتها النفطية بدلاً من إيران.

ساحة الصراع الجديدة في آسيا الجنوبية
وأظهرت تقارير الأخبار أن أمريكا تدرك أن سلة الدول الغربية فارغة من أوراق اللعب ضد إيران، وأن العقوبات التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي ليست مجدية، لأن إيران مصالحها غير مهددة في الغرب، وإنما مصالح الغرب هي المهددة في إيران، لا سيما شركات النفط والسيارات الإيطالية والإنجليزية.

وقد سعت أمريكا للضغط على إيران من خلال نفوذها في مناطق جديدة في العالم، فاختارت بعد منطقة اليورو استخدام منطقة آسيا الجنوبية التي تشمل دولة الهند وباكستان وسريلانكا.

وتحاول الإدارة الأمريكية الضغط على الحكومات هناك من أجل الحد من وارداتهم من النفط الإيراني. وقد كتبت صحيفة تايمز الهندية أن الحكومة الهندية فوجئت بطلب الأمريكيين أن تتعاون بلادهم مع واشنطن بهدف اتباع السياسة الأمريكية والضغط على إيران.

الأمر الذي أقلق الحكومة الهندية، وأعربت عن عدم تصديقها للادعاءات الأمريكية بسعي إيران لامتلاك القنبلة النووية، وصرحت الخارجية الهندية أن بلادها غير مستعدة لقطع واردات النفط الإيراني التي تبلغ 12% من مجموع احتياجاتها من النفط.

وأمريكا سعت مع دول هذه المنطقة إلى خفض صادرات النفط بدلاً من عملية الإيقاف التي بدت مستحيلة، فشجعت الهند على عقد اتفاقات نفطية مع دول الخليج، ولذلك خرجت السيدة رائو سفيرة الهند وأعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، أن الهند ستقوم بخفض وارداتها من النفط الإيراني، وستعتمد بشكل أكبر على صادرات النفط السعودي.

ومع باكستان، ضغطت الحكومة الأمريكية على الحكومة هناك حتى تتراجع عن مشروع خط الغاز الإيراني المقرر عبوره من باكستان إلى الهند.

ولأن العلاقة متوترة بين إسلام آباد وواشنطن جراء القصف الجوي الذي قتل الجنود الباكستانيين، وهددت الحكومة الباكستانية بقطع العلاقات مع أمريكا؛ لم تنسق حكومة إسلام آباد لضغوط وشنطن، وخرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية -في جلسته الأسبوعية يوم الخميس الماضي- وأعلن أن باكستان لن تستسلم لضغوط أمريكا، وستبذل قصارى جهدها للإسراع في إتمام خط أنابيب السلام بين إيران وباكستان لنقل الغاز.

ومن المعروف أن أمريكا تقف أمام إنشاء هذا الخط، وتشجع باكستان على إنشاء خط أنبيب "تابي" الذي ينقل غاز دولة تركمانستان إلى أفغانستان وباكستان والهند، ولكن الأمر يبدو بلا مستقبل، وخاصة أن هناك مشاكل اقتصادية وأمنية تعوق الخط في أفغانستان.

وفي خصوص باقي دول منطقة آسيا الجنوبية، أعلن محمد بن حمد الرمحي وزير النفط العماني خلال سفره إلى دولة سيريلانكا ولقائه بوزير الصناعة النفطية هناك "سوسيل بريمجايانتا"، أن بلاده لن ترفع من سقف إنتاجها النفطي في حال انقطاع صادرات النفط الإيراني، وتعويض احتياجات سيريلانكا.

وتقوم عمان بتصدير ما يقرب من 700 ألف برميل من النفط يوميًّا، وتعتبر سيريلانكا من المشترين الصغار لنفط إيران، فهي تقوم باستيراد 50 ألف برميل من النفط الإيراني يوميًّا.
رایکم