۲۴۷۴مشاهدات
رمز الخبر: ۶۸۴۳
تأريخ النشر: 08 January 2012
شبکة تابناک الأخبارية: عندما لوح الغرب بفرض حظر نفطي على إيران تبعه «تبرع عربي» سخي بتعويض النقص عالميا اثر الحظر, ظن اصحاب التهديد والكرم ان إيران قد تنحني هذه المرة وتنصاع للابتزاز والتهويل وتستجيب للمطالب الغربية بالنأي بنفسها عن المسألة السورية التي سفهت بصمود السوريين وقواتهم المسلحة احلام الغرب وبعض المحيط العربي والاسلامي, احلام تمثلت بالسعي لاسقاط النظام واستبداله بنظام عميل يصالح اسرائيل ويقاد غربياً من قبل مجموعة من عملاء المخابرات الغربية من فرنسيين واميركيين وصهاينة.‏

لكن إيران وكالعادة ردت على السلوك العدائي على طريقتها التي يحاول الغرب ان لا يفهمها, ونظمت مناورات عسكرية مركبة شاركت فيها أساسا اسلحة البر والبحر وكان لسلاح البر دور خاص فيما يتعلق بالشواطئ وحراستها اوالاسناد البري للعمليات البحرية, وقد اظهرت إيران في المناورات هذه جديدا في مواضيع ثلاثة:‏

-في موضوع التسليح أظهرت اسلحة بحرية وصاروخية وجوية جديدة.‏

-في موضوع الاداء اظهرت تنسيقاً عالي المستوى بين اسلحة الجيش الثلاثة وهذا امر يعرف اهميته المختصون ونذكر فقط للتدليل على اهميته بان لجنة فينوغراد الاسرائيلية رأت بأن أحد أسباب الاخفاق الاسرائيلي في حرب تموز 2006 هو تدني مستوى التنسيق بين الاسلحة.‏

-واخيرا في موضوع الهدف من المناورات اظهرت وضوحاً سعيها لامتلاك القوة اللازمة والفاعلة لاقفال مضيق هرمز بأسرع ما يمكن.‏

واذا كان الموضوعان الاول والثاني من طبيعة عسكرية محضة او ابعد من ذلك بقليل, ولا يمكن استبعاد توقعهما من قبل المراقبين, فان المسألة الثالثة تعتبر من المسائل البالغة الاهمية على الصعد المحلية والاقليمية والعالمية. وذلك بسبب الاهمية الخاصة لمضيق هرمز من شتى النواحي ونذكر ببعض وجوهها:‏

-تمر في مضيق هرمز 40% من صادرات النفط العالمية, وتتكل أوروبا بصورة خاصة عليها.‏

-تنتشر على الشاطئ الجنوبي للخليج " الفارسي" وفي الدول العربية القائمة هناك قواعد عسكرية أوروبية واميركية من الكويت الى البحرين فقطر والامارات.ما يجعل اغلاق المضيق بمثابة تحويل للقوى الغربية في الخليج من قوة تهديد لإيران الى قوة محاصرة باليد الإيرانية.‏

-يعمل في الخليج " الفارسي" الاسطول الخامس الاميركي بحرية شبه تامة وبذهنية ان الخليج هو بحيرة اميركية ويكون حصاره تغييراً للتوصيف بحيث يصبح سجنا للبحرية الاميركية.‏

وبالتالي يكون حصار الخليج عبر اغلاق المضيق – المدخل الاجباري الوحيد اليه يحمل رسالة قوة وتحد إيراني للغرب في قوته وهيمنته, واهمية هذه الرسالة تتمثل بالقول ان الهيبة الردعية لاميركا ولحلفائها باتت مشوشة وغائبة عن الذهن الإيراني الى الحد الذي لا يجعل لها اهمية تردع الإيراني عن التحدي وهذا الامر يعتبر صفعة قوية في المفهوم الاستراتيجي والعسكري توجه الى الحلف الاطلسي بالجملة وبدوله وعلى رأسها اميركا بالمفرق.‏

وبعد نجاح المناورات ميدانيا خرج المسؤول الإيراني ليعلن بان اقفال الخليج "الفارسي" بات امرا سهلا لقواته وان الاستمرار في احكام اقفاله بات ممكنا وبالقدرات العسكرية المتاحة, وتكون إيران قد حققت اهدافها من المناورات وابلغت رسائلها بوضوح كالتالي :‏

-ان سياسة التهديد والوعيد الغربية, أو اعتماد الغرب ل «استراتيجية الضغط لمنع الحركة والنمو» الإيراني هي سياسة عقيمة ولن تغير مسار السياسة الإيرانية وبالتالي فان الموقف الإيراني في المنطقة عامة ومن المسألة السورية خاصة هو موقف نهائي لا رجعة فيه, وهو دعم الشعب السوري في خياراته وتمسكه بالحركة الإصلاحية التي يقودها الرئيس الأسد, ورفض أي تدخل أجنبي –مهما كانت مصادر هذا التدخل وأنواعه– وان إيران تمتلك من القوة العسكرية ما يمكنها من التصرف لاجهاض أي تدخل أجنبي في سورية.‏

-ان لجوء الغرب الى العقوبات الاقتصادية وحظر النفط الإيراني سيقابله وبالتأكيد «حظر إيراني لنقل 40% من صادرات العالم النفطية» وسيكون الالم والضرر الذي سيحل بالغرب اعلى درجة من الالم الذي يحل بإيران. وهنا لن تكون قيمة عملية لسخاء عرب اميركا في الخليج ووعودهم بتعويض النقص في حال الحظر على نفط إيران. فالكل سيصبح في الخسارة سواء.‏

 -على عرب الخليج " الفارسي" ان يفهموا بان كل اساطيل الغرب وقواعده العسكرية المنتشرة على اراضيهم, لن تتمكن من حمايتهم اذا انخرطوا في عمل عدائي ضد إيران سواء في ذلك كان العمل بتقديم التسهيلات للمعتدي اوالانخراط بالعمل العدائي تنفيذيا وبشكل مباشر, وان امكانات إيران العسكرية قادرة على تجويف الوعود الغربية بالحماية لهم. وبالتالي ان أمن الخليج لن يكون اليوم ولا غدا الا قراراً اقليمياً يتخذه أهل الخليج بأنفسهم في تفاهمات وعلاقات مبنية على الثقة بعيدة عن الكيد والتعامل مع الاجنبي.‏

 اما في مفاعيل الرسائل فاننا نرى فورية في الاثر وكانت في دعوة إيران من موقع قوة «مجموعة 6+1» الى مفاوضات صريحة وعملية حول الملف النووي الإيراني, (وهنا نذكر بان السبب المدعى به ليتخذ ذريعة لحظر النفط هو الملف النووي الإيراني, رغم ان السبب الحقيقي اليوم هو الموقف من سورية التي شكلت هزيمة الغرب فيها كارثة استراتيجية لن تحدد ابعادها بعد) ولان الغرب فهم كما يبدو الرسالة التي حملتها المناورات وعلم انه لن يكون بمقدوره ان يفرض الحظر على نفطها والا غامر بمصالحه النفطية او دفع الامور الى حرب لا يعرف احد مداها وهي ستحرق النفط وتعقد الامور وتزيد في مشاكله الاقتصادية, ولانه فهم الرسالة فاننا رأينا مسارعة الاتحاد الاوروبي للترحيب بالدعوة الإيرانية, ولا نتوقف عند المفاوضات بذاتها عما اذا كانت ستعقد أو لا أوإذا كانت ستنتج اولا (الارجح ستبقى عقيمة) بل ان الاساسي من الامور يتمثل في نجاح إيران في الرد, وثباتها على مواقفها في خياراتها الاستراتيجية وفهم الغرب لذلك واستيعابه للرسالة, وهذا ما سيفاقم أزمته في سورية التي انقلبت اليوم الى مقبرة لطموحات واحلام الكثر من عرب واقليميين وغرب وصهاينة.‏
رایکم
آخرالاخبار