۲۲۶۱مشاهدات
رمز الخبر: ۶۸۰۴
تأريخ النشر: 04 January 2012
شبکة تابناک الأخبارية: ان حکومة السید کرزای ومن دون ادنى شک ینبغی علیها وبهدف الحفاظ على شأنها و مکانتها السیاسیة فی المنطقة والعالم ، ان تکون قادرة على اثبات التزامها الحیاد بین جارتها الغربیة وبین الدول التی تتواجد قواتها فی هذا البلد.

فی کل مرة یتم فیها الحدیث عن افغانستان، وبغض النظر عن ما یتبادر الى اذهان المستمع عن جغرافیا ذات خصائص طبیعیة ومادیة محددة، هناک شعور بالتأسف والحسرة یراود الاذهان ویملأها، ونتساءل ماذا لو ان هذه الجارة الشرقیة لبلادنا کانت وعلى الاقل لیس اکثر بل على ذات مستوى تقدمنا، وان تکون بلدا صناعیا، غنیا واهم من کل ذلک آمنة وخالیة من الوجود العسکری الاجنبی الذی یشکل فی کل لحظة تهدیدا للمنطقة باسرها.

ولأن افغانستان لیست ای شئ من هذا، یترافق ذکر اسمها مع نوع من الشعور بالحسرة والاسف، فالشعب افغانستان ذو الثقافة العریقة وعلى مدى سنین عدیدة وبالرغم من استحقاقه لاکثر مما هو علیه، لا یزال اسیر عهد التحجر، الحرب الداخلیة، الجهل والرجعیة التی تعود اسبابها الى سنوات تسلط الاجانب والتدخل المدمر للقوى الاقلیمیة فی شؤونه ولا یزال یسعى ویحدو به الامل نحو فتح نافذة باتجاه افق مشرق.

الى جانب التأسف الذی یکنه الایرانیون على الدوام تجاه افغانستان ولا زالوا علیه، ینبغی الاقرار ان هناک شعورا بدأ یتنامى ویظهر للعیان یوما تلو الآخر وهو شعور القلق العمیق من تضرر ایران وانجازاتها بسبب السمات السیئة والغالبة على افغانستان.

هذا القلق وبشکل صریح هو قلق ومخاوف امنیة وما یبعث على هذا الشعور هو التواجد العسکری لمختلف الدول فی افغانستان والذی بات واضحا خلال السنوات الاخیرة المنصرمة عن تشکیله لصف عدائی و هجومی خطیر وجاد ضد مصالح ایران وذلک بقیادة امیرکا.

بغض النظر عن التطرق لاهمیة وتحلیل الجوانب المتعددة لاعتراض وانزال طائرة التجسس (من دون طیار ذات قابلیة التحکم عن بعد) التابعة للولایات المتحدة الامیرکیة بواسطة بلادنا، لکن هذا الحادث من نوعه اثبت ان هذا الشعور الذی یتنامى لدى الایرانیین هو بمحله، وکان ینبغی الاخذ والاهتمام به بشکل اکثر جدیة خلال السنوات الماضیة. وما من شک ان مسؤولی الجهات الامنیة والعسکریة فی ایران کانت تساورهم هذه المخاوف لانه لو لم تکن على حالها، لما رافق النجاح عملیة اعتراض وانزال طائرة التجسس الامیرکیة الاکثر تطورا فی العالم، و لما استطاعت ایران من احراز التقدم الکبیر الملحوظ فی الجانب الامنی فی التعرف واحباط الانشطة المنظمة للتجسس فی قاعدة بغرام العسکریة.

ضمن التأکید على کل هذه الانجازات، لا یجب ان ننسى انه لطالما لم تر افغانستان الاستقرار ولم تغادر القوات الاجنبیة هذا البلد، سیظل مصدر القلق الامنی بالنسبة لایران قائما وملموسا على الدوام وان هذه الانجازات التی تحققت هی من منطلق دفاعی، وهو امر یبعث على الاستحسان ولیس امرا للوقایة من حدوث الاخطار الامنیة.

هنا یجب الاجابة بشکل جاد للغایة على اسئلة هامة للغایة، اجابة مقنعة ووافیة وطرحها بشکل مشترک على الساحة الاقلیمیة وحتى الدولیة وتحذیر الجمیع ودعوتهم لالتزام الیقظة حیالها.

اهم هذه الاسئلة هو موقف الحکومة الافغانیة ازاء المخاطر الامنیة الناجمة عن التواجد الاجنبی على اراضی هذا البلد وما یرتبط منها بشؤون بلادنا. فمن الواضح انه فی حال وجود خطر امنی من قبل القوات العسکریة الاجنبیة المتواجدة فی افغانستان یهدد حدود بلادنا الشرقیة او یتجاوزها، این ستقف الحکومة الافغانیة من هذا الحدث؟

حیث وفیما یتعلق بانتهاک سیادة اجواء بلادنا من قبل طائرة التجسس الامیرکیة یمکن توجیه انتقاد صریح لحکومة السید کرزای، بسبب سماحه لانتهاک حیادتها باعتبارها بلد جار وصدیق لطالما استحصل المنافع لحکومته وشعبه من التعاون الایرانی. هل یا ترى یمکن التعویل فی الاساس على موقف الحیاد لحکومة کرزای وبلاده افغانستان فی حال وقوع ای ازمة امنیة؟

ان حکومة السید کرزای ومن دون ادنى شک ینبغی علیها وبهدف الحفاظ على شأنها و مکانتها السیاسیة فی المنطقة والعالم، ان تکون قادرة على اثبات التزامها الحیاد بین جارتها الغربیة والدول التی تتواجد قواتها فی هذا البلد.

وفی ذات الوقت ینبغی على جمیع العقلاء، الخبراء والمنظرین فی هذا المجال التزام الیقظة والحیطة على الدوام فیما یتعلق بای نوع من سوء نوایا القوى العسکریة المتواجدة فی هذا البلد تجاه سیادة ایران، حتى وان کانت ایران ومن دون شک سترد بشکل حازم على ای انتهاک لحدودها ومن ای جهة کانت، کما تجدر الاشارة هنا انه لمن السذاجة الجلیة للعیان ان یتصور احد ان الهم الشاغل لایران وکافة استعدادتها الدفاعیة تتمرکز على حدودها الغربیة فقط.
رایکم