۲۹۳۹مشاهدات
لا يخفى على الجميع التقدم العلمي والثقافي والفني الذي توليه هذه الدولة المباركة تمهيداً لدولة الإمـام المنتظر المهدي (عج)، فمن كان يتخيل أن مسلسل النبي يوسف ...
رمز الخبر: ۶۷۵۸
تأريخ النشر: 01 January 2012
شبکة تابناک الأخبارية: بعد ملحمة كربلاء المؤلمة والمفجعة  تحرك كل من الشعراء  والخطباء والممثلون والمنشدون والرواديد وكذلك الفنانون التشكيليون لـيخلدوا الفاجعة بأسلوبهم الخاص. وما يهمنا هنا هم الفنانون التشكيليون.

وهنا يمكن أن نقدم مقالنا بهذا التساؤل: لماذا تأخذ بعـض الأعمال خطابة/شعراً/تمثيلاً/إنشاداً.. الشهرة دون غيرها؟

ولك واحد من تلك الأعمال الخالدة ألا وهي القصائد الحسينية  للملا الرميثي فيـ ( يحسـين ابضمايرنا) أو قصيدة المرحوم الملا حمزة الصغيرفيـ (آ يحسين وامصابه) نجد أن صوتيهما لم يكن بأفضل من بعض الأصوات الحالية والتي أُدخل عليها الكثير من المحسنات وتسجل في أفضل الأستيديوهات المتطورة، أضــف إلى ذلك أن التسجيل إذا ما قسناه بالتسجيلات الحديثة يعتبر ضعيفاً جداً ولعــــــــله سجل بأقدم المسجلات الصوتية.

لماذا؟ هذا ما سنعرفه لاحقا؟

والمثال الآخر سيكون في صلب موضوعنا ألا وهو الفن..  

 كل من يقوم بزيارة للجمهورية الإسلامية في إيران خصوصاً لمشهد وقم المقدستين، يجد أن لوحة الفنـان الإيراني محمود فرشجیان 1930م ( الخيل والنسوة) لها انتشار غير طبيعي، وكأن كـــــل الفن تجسد في هذه اللوحة! فنجدها على القماش والسيارات والكتب والمجلات والصحف والمحلات وفي الـبيوت واللوحات الضوئية والملابس والأواني، ولا تسطيع إحصاء الأشياء التي طبعت وصممت عليها هـذه الصورة.

لماذا هذا الانتشار الكبير رغم وجود مئات من الصور الفنية الحسينية التي رسمت في ايران وخارجها؟! نلخص الأسباب والعوامل التي أدت الى انتشار وشهرة اللوحة كالتالي:

هناك 7 عوامل

1-الجوانب الفنية/ انسجمت الألوان الحارة لشمس محرقة ورمل الصحراء الملتهب في (عصر عاشوراء) اسم لوحة الفنان الايراني فرشجيان التي استلهمها عند وصول خيل الحسين وآثار الجروح التي امتزجت بدماء فارسه الزكية عندما مرغ ناصيته بدم البطولة والإباء، وصوله يصهل الظليمة وسرجه الملوي وجراب بدون سيف وقربته الفارغة المقطعة ليخبر بنهاية قيادة الحسين لنهضة كربلاء واستلام بطلة كربلاء الحوراء زينب زمام الثورة ، وقد فاجأ المخيم فخرجن بعض النساء والأطفال حوله يندبن الحسين الذي معه لم يظهر وجه للنساء العفيفات، ومن خلال الخطوط المنحنية والملتفة يعبر عن التداخل والتلاحم الولائي لنهضته عليه السلام، كما أن اللون الأسود دل على عمق المصيبة في جو من الحزن الشديد، ومن خلال انحناءة الفرس يرمز لمواساته ألمهم فراق الزعيم.



فرشيجان 4

هذا ما أدلى به الفنان محمد المصلي: مشرف فنون ـ كاتب  حول هذه الوحة

2-اختيار الموضوع

 اختار الفنان جانباً مؤثراً جداً من كربلاء حيث وصول الخيل للخيام والسهام والدماء على جسده وعلى ظهره محمحماً بتلك الحمحمة التي فسرتها الروايات بـ(الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها عطشانا).

3-هدية الفنان

عندما آثر فنانا ببعض لوحاته لمتحف ضامن الجنان حظي بكرامة من الامام الرضا(ع )بنيل تلك الشهرة والمكانة، أضف إليها تلك الكرامة التي تمثلت بشفاء يده فعندما شلت إحـدى يديه ولم تتحرك توسل بالإمام بأن يرسم لوحة ويهديها إليه(ع )، وإليك ما قاله بنفسه: يقول: أمسكت الفرشاة وإذا بها تتحرك. وبعـــدها أيقن أن عليه مسؤولية كبيرة في خدمة أهل البيت(ع ).بعد ذلك اختير الفنان فريشجيان إلى تصاميم أضــرحة أهل البيت.

4-عامل المكان
 
الخطيب المعروف عبدالزهراء الكعبي رحمه الله وجوده في أرض الشهادة كربــــلاء وما أدراك ما كربلاء، له دور كبير لما تحمله هذه البقعة من احترام وقدسية في نفوس، فنجد صوت هذا الخطيب يصدع في كل مكان في أغلب القنوات الشيعية، فلو عكسنا الأمر علـــــــى لوحتنا الجميلة لوجدنا أن إهداءها إلى الروضة الرضوية وفي المتحف الخاص بالحرم، جعلها محــــل أنظار الــزائرين وعناية المسؤولين حيث طبعت ووزعت وبيعت إلى الناس فوجودها في المكــــــــان المبارك جعلها مباركة  و(اذا أراد الله تيسر امر تيسر).



5-الإخلاص
                                                           
وهذا العامل من أهم العوامل الخفية التي جعلت اللوحة تدخل القلوب قبل الانظـــــــــــار،  الفنان الكبير أخلص لله وتواضع له فرفعه في الدنيا بأن جعل لوحته الفنية  مــــــدرسة يتربى تحتها الكبير والصغير فأصبح الناظر إليها كأنه ينظر إلى مقطع حقيقي من واقعة كربلاء الأليمة.

6 - اهتمام الجمهورية الإسلامية في إيران بالفنون المختلفة

لا يخفى على الجميع التقدم العلمي والثقافي والفني الذي توليه هذه الدولة المباركة تمهيداً  لدولة الإمـام المنتظر المهدي (عج)، فمن كان يتخيل أن مسلسل النبي يوسف سينتج بهذه القــــــــوة وبأدق التفاصيل لولا التشجيع وتهيئة الظروف من قبل المسؤولين وقس عليه مجال الفن لتلتمس الدور الفاعل لإنتاج المميز والكبير.

7- الصحوة الاسلامية التي تفجرت على يد الإمام الخميني (قده)

نقل الإمام الراحل إيران من بلد عشعش فيه الفقر والانحلال الأخلاقي إلى بلد الرجوع إلى الدين المحمدي الأصيل، وبلد التقدم والصمود والممانعة والدفاع عن المظلومين، فتقدم الطب والفن والحريات  فأصبحت إيران رقماً صعباً على جميع الصعد والمجــالات الفكرية والثقافية والدينية والعسكرية والتكنولوجيا وغيرها , فأنتجت الأفلام السينمائية وحازت على الجوائز العالمية، فكل يوم نرى الجديد في كل المجالات  وسوف تظل إيران بـقائدها المقدس الإمام الخامنئي أرضاً يزخر فيها الفن بكل مجالاته وما هي هكذا ثورة أخرى تسحق المستكبرين.
رایکم
آخرالاخبار