۵۳۲مشاهدات
واكتفت الصحف الشبه الرسمية السعودية بنشر بيان وزارة الدفاع التي أكدت ان المملكة قررت شراء المقاتلات الأميركية لتوفير "افضل القدرات الدفاعية" لقواتها المسلحة من اجل "حماية شعبها وأراضيها".
رمز الخبر: ۶۷۴۴
تأريخ النشر: 01 January 2012
شبکة تابناک الأخبارية: يحمد سعوديون الله على صفقة الطائرات المقاتلة الـ"أف 15" التي كشفت الولايات المتحدة عن إبرامها مع المملكة العربية السعودية، معتبرينها "درعاً يحمي الوطن ضد ایران"، بينما يندد آخرون بهذه "الصفقة المشبوهة"، مشددين على أن ملايين العاطلين عن العمل أولى بمليارات الدولارات من طائرات "السكراب، التي عفى عليها الزمن".

وكانت واشنطن أعلنت الخميس عن هذه الصفقة التي تبلغ نحو 30 مليار دولار والتي تدخل ضمن مبيعات أسلحة للسعودية بحوالي ستين مليار دولار، بموجب عقد كشف عنه في تشرين الاول/اكتوبر 2010.

واكتفت الصحف الشبه الرسمية السعودية بنشر بيان وزارة الدفاع التي أكدت ان المملكة قررت شراء المقاتلات الأميركية لتوفير "افضل القدرات الدفاعية" لقواتها المسلحة من اجل "حماية شعبها وأراضيها". ولم يفصح بيان الوزارة عن قيمة الصفقة.

بطالة وفقر في اغنى بقاع العالم

كما نشرت الصحف خبر الشروع في صرف إعانات شهرية مؤقتة للباحثين عن شغل لـ550 ألف عاطل، بموجب برنامج وطني لإعانة الباحثين عن العمل، لتحفيزهم على التدريب والتأهيل وتسهيل الفرص الوظيفية المناسبة لهم.

وتقرر هذا البرنامج «المسمى "حافز"»، بعد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المملكة التي تحقق عائدات مالية هائلة كونها من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.

وكانت وزارة العمل السعودية قد ذكرت ان اعداد المتقدمين الراغبين في الحصول على اعانة البطالة يقدر بنحو مليون شاب وفتاة. كما أن مجلس الشورى أعلن أن 22 في المائة من سكان المملكة هم من الفقراء، وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية الذي تحدث عن وجود ثلاث ملايين سعودي تحت خط الفقر.

صفقة موفقة أم "خردة منزوعة القدرة"

لكن الصحف حفلت بالتعليقات على صفقة المقاتلات الأميركية التي، حسب أحدهم، "سترفع مستوى فعالية القوات السعودية وخصوصاً الجوية منها، مما يجعلها قوة مقتدرة ورادعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المملكة".

وقال "أبو فهد" مفتخراً بـ"النسر الصامت"، "إنها طائرة متعددة المهام، تحتوي على رادار متطور وميزة التخفي وتحسينات ضد الدفاعات الجوية".

وكان "أبو فهد" يرد على عشرات القراء الذين قالوا بأن الـ"أف 15" هي "من مخلفات الجيش الاميركي الذي يسعى لتحديث اسلحته والتخلص من القديم منها، خاصة في وقت الازمات الاقتصادية"، وعلى من قالوا أنها "طائرة دفاعية ومنزوعة القدرة الهجومية"، بالمقارنة مع الجيل الجديد من المقاتلات كالـ"اف 35" أو الـ"اف 22"، التي تبيعها الولايات المتحدة لإسرائيل.

ويذكر أن إسرائيل لم تعترض على الصفقة، ‏بعد أن أوضحت واشنطن بأنها لن تمس بالتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي.

وعقب "مهندس تكنولوجيا معلومات عاطل عن العمل" قائلاً "المصيبة الاكبر ان السعودية سوف تدفع ثلاثة اضعاف السعر التي تباع به هذه الطائرة في الاسواق العالمية وضعفين ونصف قيمة الطائرة الحديثة اف 35".

ويتدخل "أبو فهد" من جديد مدافعاً عن الاختيار السعودي بقوله "ليس كل اصدار أحدث هو الأفضل. فمثلاً الـ'‏اف 22‏'‏ تكلف 44 ألف دولار لكل ساعة طيران وتستغرق 30 ساعة صيانة لكل ساعة طيران وتتعرض للعطب إذا حلقت ساعة وأربعين دقيقة دون صيانة. وهذه العيوب غير موجودة في الـ'اف 15‏'‏، لذلك هي الأنسب لاعتبارات عديدة كما أنها لا تزال في الخدمة في الجيش الأميركي ومن المتوقع أن تستمر في الخدمة حتى عام 2025".

بعيداً عن المواصفات

غير أن أغلب التعليقات كانت منددة بالصفقة التي "لم تتسم بالشفافية الواضحة، التي غالبا ما تتخللها عمولات وسمسرة"، كما كتب أحدهم.

فتساءل بعضهم عن جدوى إنفاق كل هذه المليارات سنوياً على التسليح عوض صرفها على التعليم والصحة والتطوير وأي شيء يفيد المواطن.

وقال أحدهم "ماذا نصنع بالطائرات والصواريخ ونحن لا نجد ما نأكل ولا أين نسكن؟ لو وزعنا هذا المبلغ على القرض العقاري لكان بالإمكان إعطاء منزل لـ240 ألف مواطن".

وقال آخر "علمتنا الاحداث ان هذا السلاح سيضاف الى المخازن. الجيد في هذه الصفقة انها ستوفر خمسين الف فرصة عمل للأميركيين وستضخ بعض الحياة في الاقتصاد الاميركي المتهالك وان قدر لهذا السلاح ان يُستخدم، فاعتقد انه سيكون عوناً لحرب طائفية في المنطقة".

وأردف رابع "الصفقة عقدت من أجل دعم الاقتصاد الأميركي. ولو تعرضت السعودية لعملية تهديد ستشاهدون قوات المارينز والشقراوات الاميركيات يصولون ويجولون في شوارع الرياض".

وعلق آخر قائلاً "على الأقل علينا تنويع مصادر السلاح حتى نصبح قادرين على تصنيعه مثل ايران التي تصنع معظم احتياجاتها الدفاعية والهجومية وبإمكانيات تكاد تكون كلها ذاتية وتكاليف قليلة جداً مقارنة بالمبالغ التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول المجاورة لإيران".

"يمامة" جديدة

أما من أطلق على نفسه اسم "نادر الرشيدي"، فكان أشد قسوة، إذ ذهب من إلى اطلاق اتهامات لوزارة الدفاع باعتماد عدم الشفافية، متسائلاً على موقع "عاجل" الإلكتروني.

"لا أعرف أيهما أصعب صفقات السلاح أم إعطاء المواطنين حقوقهم المنهوبة؟ وأين صفقة اليمامة؟ أم أن كل سنة يمامة جديدة والشعب يشحذ؟ أم هي مجرد غطاء للسرقات ولدعم اميركا ومغامراتها في العالم؟ هل بدأ فصل آخر من السرقات في العهد الجديد؟ يا وزارة الدفاع، زمن التضليل انتهى".

وأضاف "الجيش السعودي لا يتجاوز الستين الفاً. هل هذا ما سوف نقابل به أي اعتداء بينما عناصر الأمن الداخلي يفوق 300 ألفاً. فهل التهديد الداخلي اقوى من التهديد الخارجي؟ ".

وطالب "نادر" هيئة مكافحة الفساد بـ"سرعة التحرك لكشف حقيقة هذه الصفقة المشبوهة" ومن "مجلس الشورى، الصورى، بمناقشة هذه الصفقة الضخمة في اقرب وقت. فستون ملياراً ليست بالهينة على شعور المواطن الذي يرى هذه الثروات تسرق وتنهب وتبدد أمام عينيه في رابعة النهار وتحت حجج واهية".

وعلق أحد القراء قائلاً "كلما طلع لنا فائض بالميزانية اخذته أميركا. يعني، يا سعوديون لا تحلموا بالرفاهية! ".
رایکم
آخرالاخبار