۶۶۵مشاهدات
فهذه لعبة اعلامية – نفسية للتمهيد للقيام باجراءات اقسى واذا ما تم في هذه المرحلة مواجهة هذا السيناريو بشكل جيد، فان الامريكيين سيعودون خاليي الوفاض. ان اميركا تهدف الى التعويض عن هزائمها السابقة في المنطقة والتاثير على الحركة التحررية للشعوب التي ترتبط حكوماتها باميركا.
رمز الخبر: ۵۷۵۷
تأريخ النشر: 19 October 2011
شبکة تابناک الأخبارية - عصر ايران: كتب نصرت الله تاجيك، السفير الايراني السابق لدى الاردن والذي كان ضحية ملف لفقته اميركا ضده، في مقال يقول:

نظرا الى السيناريو الهزيل حول اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن وتورط عصابة تهريب مخدرات فيه، فانه يبدو انه في حال ثبت هذا الشئ، فان فرضية ان يكون السفير السعودي متورط في قضية مخدرات، قائمة ويشكل هذا تصفية حسابات داخلية في هذه العصابة وقد استغلت اميركا في هذه المسالة، الجنسية الايرانية للممثل الاول في هذه المسرحية للدفع باتجاه ايران.

لكن السيناريو الامريكي الملفق ضد ايران، اثار تساؤلات كثيرة وغموضا لدى المراقبين السياسيين والاعلاميين المستقلين. ولم انس ابدا تلك اللحظة التي تسلمت فيها بعد 16 ساعة من اعتقالي في زنزانة بسجن دورهام ببريطانيا، لائحة الادعاء الامريكي من يد الشرطة البريطانية. وقد ترافقت صدمة الاعتقال مع صدمة اخرى. لائحة اتهام لا تصدق كانت قد اعدت على اساس انتقاء عدد من الرسائل الالكترونية التي اقتطعت منها بداياتها ونهاياتها ولم يكن نص الرسالة وليس جميعها مع افخاخ نصبت وتنصت وتصوير غير قانوني في بلد اخر.

وقد ازدادت دهشتي عندما شاهدت بان السلطات القضائية الامريكية تقر بنفسها بالقيام بعمل غير قانوني ولا تهتم بعواقبه! وبعد اطلاق سراحي وعندما فحصت جميع الايميلات وسلمتها لمحاميي، اتضح لهم ولاي شخص محايد وغير مغرض المزاعم الواهية للسلطات الامريكية. وهنا تيقنت بان نظرية السلطة ليس تطغى على المشهد السياسي في اميركا فحسب بل على القضاء فيها ايضا.

وبهذه المقدمة اريد الخوض في المزاعم الجديدة للسلطات الامريكية ضد ايران والتي تعرف بالمشروع الهوليودي الذي اثار سخرية واستهزاء الاوساط السياسية والصحفية من جهة، واحدث موجة في الاعلام الامريكي ضد ايران من جهة اخرى. وبعد مرور يومين على الاعلان عن نبأ افشال المشروع الذي يكتنفه الغموض اساسا والمتمثل في محاولة اغتيال السفير السعودي لدى امريكا والذي نسب الى ايران! وما اعقبه من الموجة السياسية – النفسية التي اثيرت ضد ايران، تزايدت الشكوك حول صحة هذا الخبر وتداعياته المحتملة في الصحف الغربية والقى كل كاتب واعلامي من وجهة نظره بظلال من الشك والريبة على هذا المشروع.

والوثيقة الوحيدة التي قدمتها اميركا لحد الان لربط هذا الزعم بايران، هو الاتصال الذي اقامه المتهم المعتقل مع شخص في ايران ادعى بانه من اعضاء فيلق القدس! وهذا الشئ لا يمكن بمفرده ان يشكل اثباتا مقبولا بل ان ايران نفت صحة هذا الادعاء. ان التدخل المرتبك للسلطات السياسية الامريكية والدول التي تعاني كل منها من مشاكل داخلية وربط هذا الملف بالتصديق على اجراءات قاسية ضد ايران، وقبل ان تتدخل جهة طبيعية او اعتبارية محايدة للبت في هذا الادعاء او ان تدرس السلطات السياسية في ايران واميركا والسعودية بالطرق الدبلوماسية صحة او زيف هذا الادعاء، فكل ذلك يظهرنوعا من الاستعجال والارتباك السياسي ليس الا.

ونظرا الى السيناريو الهزيل حول اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن وتورط عصابة تهريب مخدرات فيه، فانه يبدو انه في حال ثبت هذا الشئ، فان فرضية ان يكون السفير السعودي متورط في قضية مخدرات، قائمة ويشكل هذا تصفية حسابات داخلية في هذه العصابة وقد استغلت اميركا في هذه المسالة، الجنسية الايرانية للممثل الاول في هذه المسرحية لدفعها باتجاه ايران. ان الارقام التي ذكرت لا تشكل رقما ملفتا بالنسبة للعصابات التي تتعامل بارقام فلكية وان كانت هذه العصابة بصدد قتل السفير السعودي، فان ذلك كان ليعود على الارجح الى تصفية حسابات داخلية وقضايا تتعلق بالمخدرات. ولم ننس ان احدى وثائق ويكليكس اظهرت كيف ان الرئيس اليمني على عبد الله صالح نسب من خلال التآمر والتعاون الامريكي سقوط طائرة بلاطيار الى ايران! في حين ان اميركا كانت قد اقرت بان هذه الطائرة تابعة لاميركا.

لذلك ونظرا الى بدء التساؤلات والغموض حول الحرب النفسية – الاعلامية الامريكية ضد ايران ونظرا الى الشخصية المحاطة بالغموض والاسرار للشخص الذي يعتبر الممثل الاول في هذه اللعبة ومن اجل تقييم صحة اداء النظام القضائي الامريكي واهليته، لا باس ان تدخل وزارة الخارجية الايراينة على الخط وتطلب حق الوصول الى السيد منصور ارباب سيار لتدرس الظروف التي تم اعتقاله فيها وقبوله الاستمرار في هذه اللعبة واي وثائق يملكها تؤكد ارتباطه بالشخص المزعوم في فيلق القدس وكيف انهم طلبوا منه هذا وعشرات الاسئلة الاخرى.

وفي الخطوة اللاحقة، ان تطلب ايران تشكيل لجنة محايدة لتدرس الوثائق الايرانية والامريكية. فهذه لعبة اعلامية – نفسية للتمهيد للقيام باجراءات اقسى واذا ما تم في هذه المرحلة مواجهة هذا السيناريو بشكل جيد، فان الامريكيين سيعودون خاليي الوفاض. ان اميركا تهدف الى التعويض عن هزائمها السابقة في المنطقة والتاثير على الحركة التحررية للشعوب التي ترتبط حكوماتها باميركا.

ولابد من التاكيد على ان ساحة السياسة الخارجية ولاسيما في العالم المعاصر والعلاقات الدولية ، ليست مكانا لاستثارة العواطف والمشاعر والالعاب البهلوانية والقيام بعمليات تفتقد الى الحسابات الدقيقة. ان الامريكيين وبسبب سلوكهم الخاطئ وغاياتهم المهزوزة ذات اللون التآمري تجاه شعوب العالم، قد ذلوا على يد الشعب الايراني الذي اقض مضاجعهم لذلك فان المسؤولين الامريكيين يعيشون هذه الكوابيس فضلا عن ان العلاقات بين البلدين مليئة بالعديد من الخلافات السياسية.
رایکم
آخرالاخبار