۱۷۵۶مشاهدات
لقد اثبت الشعب السوري ومرة اخرى للعالم كله انه غير قادر على زحزحة موقف سوريا ورئيسها المؤيد للمقاومة والمؤيد لقضايا تحرر الشعوب والمتبني للقضية الفلسطينية وانه لن يحيد عن هذا الخط مهما كلفه الثمن.
رمز الخبر: ۵۷۲۳
تأريخ النشر: 17 October 2011
شبکة تابناک الأخبارية - جميل ظاهري: رسم الشعب السوري المقاوم يوم الاربعاء لوحة تشكيلية ما أروعها في تاريخ سوريا الحديث عندما انحدرت سيول الحشود العارمة والجارفة في شوارع العاصمة دمشق لتلتقي أمواجها المليونية الهادرة في ساحة "السبع بحورات" تحت شعار "وطني سوريا" لتعبر وبكل قوة عن دعمها لاستقلالية القرار الوطني ورفضا للتدخل الخارجي ولشكر الدول التي دعمت بمواقفها وقراراتها سوريا.

فقد توافدت الحشود المليونية التي شكل الشباب السوري الصامد غالبيتها ومنذ الساعات الأولى من صباح الاربعاء من كل حدب وصوب نحو وسط دمشق لتلتقي أمواجها البشرية يداً بيد وتهتف صارخة يعلو صوتها الذي دوى في ارجاء العاصمة واربك العدو والمتطفل والخياني وهي تصرخ ب"الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الشعب يريد بشار الاسد".

والظريف في هذا الأمر ان حشود الشعب جاءت عبر دعوات منظمات المجتمع المدني خاصة تلك التي شكلها الشباب للتواصل عبر الشبكة العنكبوتية  لتعبر عن تأكيدها على الوحدة الوطنية وتأييدها لمسيرة الاصلاحات التي بادرها الرئيس بشار الاسد ورفضها القاطع للتدخل الاجنبي في شؤونها الداخلية وتنديداً بما يسمى "بالمجلس الوطني" الذي شكلته الاصابع الصهيونية والماسونية في تركيا، وكذلك اعلانها التضامن مع اهالي الشهداء الذين سقطوا برصاص الارهاب الغادر.

وكان منظمو الدعوة قد اعلنوا على صفحاتهم  في الشبكة العنكبوتية انهم يريدون من وراء ذلك توجيه رسالة شباب سوريا الى الخارج بانه "يريد الاصلاح تحت قيادة الرئيس بشار الأسد "ورسالة الى "زعماء المؤامرة باللغتين الانكليزية والعربية والبوصلة ستبقى فلسطين المحتلة".

ويؤكد المراقبون لتطورات المشهد السوري ان التظاهرات المليونية التي شهدتها العاصمة السورية دمشق يوم الاربعاء دلالة بالغة على عجز الضغوط والمؤامرات الخارجية في زعزعة أمن سوريا وزحزحة استقرارها وموقفها المقاوم والممانع في وجه السياسات الغربية الصهيونية، وتأكيد على دعم الشعب لقيادته وقراراتها.

وكما قال سماحة ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي "ان اي سلطة في العالم تستمد شرعيتها من الشعب لن تجرها حتى العواصف العاتية فكيف بالرياح الخاوية"، فالكم الهائل والحاشد الذي شارك في تظاهرة الاربعاء بدمشق في صورة لم تشهدها سوريا ولا أي بلد عربي خلال العقد الماضي ليبرهن صدقية هذه الكلمة الثمينة باعتبار ان النظام السوري نظام تمتد شرعيته من الشعب ودعمه كونه نظام مستقل بقراراته ومقاوم لكل التحديات الشيطانية الامبريالية والصهيونية التي تتخذها الدول الغربية خاصة اميركا وفرنسا ضده.

لقد اثبت الشعب السوري ومرة اخرى للعالم كله انه غير قادر على زحزحة موقف سوريا ورئيسها المؤيد للمقاومة والمؤيد لقضايا تحرر الشعوب والمتبني للقضية الفلسطينية وانه لن يحيد عن هذا الخط مهما كلفه الثمن.

كما ان على الغرب ان يعلم انه لا يمكن الاستفراد بسوريا  ولم يعد باستطاعة اميركا الاستفراد بالعالم لوحدها, حيث ان هناك الان تموضع جديد للقوى في المنطقة فهناك ايران وحزب الله الداعمان الرئيسيان لسوريا الصمود والمقاومة وكذلك روسيا والصين اللذان يريدان استعادة التوازن الدولي الذي فقد منذ سنين طويلة لتلعب هي الآخرى دوراً ريادياً ولا تترك الأحادية في العالم لاميركا المتغطرسة.

هذه الحشود الهادرة للشعب السوري التي شهدها العالم برمته عبر صفحات الفضائيات والشبكة العنكبوتية جاء ليؤكد على انه مصمم على الحفاظ على مكتسباته واذا اراد الاعداء المواجهة فستكون هناك روح استشهادية مقاومة لم تتولد لدى الشعب السوري في يوم وليلة بل دفع ثمنها طيلة عقود, وانه لا يمكن ان يقبل العودة الى الوراء, وان هؤلاء الاعداء أجبن من ان يشنوا حملة على سوريا وكفاهم تهويلاً وارهاباً وتطبيلاً اعلامياً, انهم غير قادرون على النيل من سوريا.

فتحية عز واجلال واكبار وشموخ وعظمة للشعب السوري الأبي الذي رسم أروع ما رسم في العالم العربي من لوحة تشكيلية بشرية ميليونية في الصمود والمقاومة والوفاء لرئيس استند في حكمه ومواقفه على دعم شعبه ليكون انموذجاً ودرساً لسائر قادة الأنظمة العربية من المحيط الاطلسي وحتى الخليج الفارسي تلك التي جاءت غالبيتها بالخديعة والدعم الغربي الاستعماري وتعميق العلاقة مع اللوبي الصهيوني، وتستمر في سطوتها على رقاب شعوبها بالقمع والظلم والاستبداد والاضطهاد واستباحة الحرمات واراقة الدماء دون مبالاة رغبة منها في البقاء في السلطة وتنفيذاً لرغبات السيد الاميركي بدلاً من الاستناد لدعم شعوبها لتقف شامخة مرفوعة الرأس والقرار والاستقلالية.

أنظمة قبلية موروثية اعتلى قادتها العرش عن طريق ذبح الأخ لأخيه بسيف حرسه وهو على كرسي المملكة، أو ذاك الذي جاء بفعل الغدر والخيانة لأبيه عندما كان خارج الامارة، أو الآخر الذي بلغ كرسي حكم المشيخة بدس السم لوالده وتهديد أخية وابعاد قريبه، أو... اولئك الذين يعبثون في الأرض فساداَ متجاهلين لما حل باسلافهم القريبين منهم مثل فرعون مصر ودكتاتور تونس وهسترية جنون العظمة الليبي ومن قبلهم طاغوت العراق الدموي المعدوم رغم عمالته لراعي البقر لأكثر من خمسة عقود ، وكذلك ما يحل حالياً بطاغوت اليمن وقزم البحرين اللذان أخذا يستبيحان كل المحرمات الدولية والاسلامية دون الاكتراث حتى لحرمة المساجد ودور العبادة والحرائر والاطفال والشيوخ والعلماء بغية البقاء في السلطة متجاهلين بذلك حتى ما يقوله الله في محكم كتابه المجيد "فاعتبروا يا أولي الأباب" هذا بالطبع اذا كانوا مسلمين وعرباً حقاً كما يزعمون.
رایکم
آخرالاخبار