۱۷۹۷مشاهدات
رمز الخبر: ۵۵۸۸
تأريخ النشر: 08 October 2011
شبکة تابناک الأخبارية: بقدر ما يحشد الرئيس محمود عباس لدولة فلسطينية 'ناقصة السيادة' ومحل شبهة شديدة لكونها تمنح 'مشروعية' دولية لـ'دولة عبرية خالصة' على سائر ارض فلسطين التاريخية، بقدر ما تحشد قوى المقاومة والممانعة، وفي مقدمتها طهران، لمشروع فلسطين من النهر الى البحر وطنا للفلسطينيين والفلسطينيين فقط!

من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية الى رؤساء مجالس عربية واسلامية الى قيادات متنوعة من اصحاب الرأي وصناع ثقافة الصحوة العربية والاسلامية كانوا جميعا خلال اليومين الماضيين في طهران ضيوفا عليها بالمئات ولسان حالهم يقول:

مخطئ محمود عباس بالتأكيد عندما يراهن على سراب ما يسمى بالمجتمع الدولي! طبعا ليس بالضرورة انهم جميعا كانت ايديهم على الزناد وهم ينتظرون ساعة الصفر في معركة التحرير والخلاص التي يؤجلها قادة تل ابيب منذ سنوات خوفا من نتائجها المرعبة، ويشتهيها سيد المقاومة ـ على حد تعبيره ـ منذ سنوات ايضا، لكن القدر المتيقن الذي جمع كل اولئك في طهران هو ان هذا البلد كان اول من سدد رصاصة الموت الى صورة الدويلة الغاصبة 'اسرائيل' واعترف مقابل ذلك رسميا بالدولة الاصلية، اي فلسطين وانزل العلم المزيف ووضع محله العلم الاصيل غداة ثورة العام 1979.

منذ كامب ديفيد الكارثة والمصيبة وهذا الحشد المتبادل يتعايش في سباق محموم بين من يعيش وهم التفاوض مع عدو غدار ومجتمع دولي منافق، ومن يحضر لمعركة الحسم بقوة المقاومة حول هوية فلسطين التاريخية.

قبل ثلاثة عقود استنجد الرئيس ياسر عرفات بالامام الخميني الراحل هاتفيا من بغداد طالبا قطع علاقة بلاده مع فرعون ذلك العصر المصري البائد بعد ان خذله الحكام العرب والمجتمع الدولي وتركوا فلسطين وحيدة في مهب الرياح ـ والتعبير لعرفات - ولم يتطلب الامر يومها سوى سويعات فقط حتى يسرع الرسول الذي تلقى برقية الاستنجاد ليلا عبر اللاسلكي في سفارة فلسطين في طهران الى قم المقدسة، الذي كان يومها نائب السفير الفلسطيني- الشهيد حليم ـ حتى سمع ما يثلج صدره:
'سيلبى طلبكم قبل ان يرتد اليكم طرفكم ' وهو ما حصل بالفعل اي قبل طلوع فجر اليوم التالي، حيث قطعت العلاقات مع مصر من اجل فلسطين.

اليوم وبعد مرور العقود الثلاثة العجاف على فلسطين والفلسطينيين يتقدم رجل من خراسان يحمل راية من وعد وصدق في وعده ليعد الفلسطينيين المستنجدين من جديد:

بان فلسطين التاريخية كلها لن تكون الا للفلسطينيين وانه وعد عليه امام الله ان تدفع بلاده الاثمان المطلوبة من اجل ذلك مهما كانت لان مهر فلسطين اغلى من دول الدنيا كلها وان يوم الصلاة في القدس منتصرين ليس سوى صبر ساعة، أليس الصبح بقريب.

انه رجل الدولة والثورة الاول الامام السيد علي الخامنئي الذي اقسم على ما يبدو الا امن ولا استقرار ولا حياة حرة كريمة لاحد في هذا المشرق ما لم تعود فلسطين لاهلها الاصليين، وان دعم فلسطين واسناد المقاومين وحاملي رايات الجهاد انما هو جزء من الامن القومي الايراني الذي ينبغي ان يكون جزءا لا يتجزأ من الامن القومي لكل قطر عربي او مسلم.

كان الرجل واضحا وشفافا جدا في خطابه بمناسبة مؤتمر دعم الانتفاضة الخامس:

- كل تفاوض مع العدو لا ينتج الا سرابا، ووقائع مفاوضات العشرين عاما الماضية خير دليل وبرهان.

- ان حل الدولتين ليس فقط لا يعيد الحقوق الكلية للفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين، بل انه يمنح المشروعية الدولية لما سيبقى من الكيان الغاصب على الارض التاريخية للفلسطينيين.

- ان الحل الوحيد الذي يؤمن حق الفلسطينيين هو خيار المقاومة، وانه لم يكن يوما لا مع خيار رمي اليهود في البحر ولا خيار مواجهة كلاسيكية بين الجيوش العربية والاسلامية مع جيش العدو.

- ان فلسطين المطلوب اعادة رسمها على الخريطة السياسية بفضل هذا الخيار هي فلسطين التاريخية من النهر الى البحر.

- انه اذا كان الخط الاحمر لاوباما هو 'امن اسرائيل' فليعلم جيدا ان هذا الخط ساقط لا محالة ولن تحميه درع صاروخية هنا او هناك وعند اللزوم فان صواريخ بلاده ستتحرك وتفعل فعلها.

وربما كان هذا الاخير هو اهم واخطر واوضح رسالة توجه حتى الآن على لسان الرجل الاول الذي يمسك بتلابيب الحكم في ايران الى الكيان الصهيوني وسيد البيت الابيض، ما قد يعني الكثير من المفاجآت في المشهدين الاقليمي والدولي مستقبلا.

اخيرا وليس آخرا فان الرئيس عباس الذي يناور في الهواء براية الدولة المقطعة والمحاصرة بالمستوطنات والمؤامرات الدولية، فان من اجتمعوا في طهران سينزلون الى الميدان في المرحلة الجديدة من الصراع وشعارهم يقول: ان الفلسطينيين لا يبحثون عن وطن فوطنهم معروف الا وهو فلسطين كل فلسطين.

مرحلة جديدة مبنية على موازين جديدة تكرست في الآونة الاخيرة في البر كما في البحر كما في الجو من طهران الى غزة مرورا بلبنان المقاوم الذي باتت هيبته تطال حتى مجلس الامن الدولي، وباتت فيها طهران تناكف الامريكيين ليس فقط في البحرين الاحمر والابيض بعد مضائق هرمز وباب المندب، بل وترد على الاقتراح الامريكي بضرورة ايجاد خط ساخن عسكري بين البلدين تهيبا من احتكاك غير محسوب بالقول:

عندما تصل سفننا الى خليج المكسيك سيكون ذلك مطروحا على طاولة النقاش، كما ورد على لسان احد قادة الحرس الثوري الايراني.
رایکم