۱۴۲۱مشاهدات
رمز الخبر: ۵۴۳۷
تأريخ النشر: 19 September 2011
شبکة تابناک الأخبارية: ماذا سيقول رئيس الولايات المتحدة لمواطنيه؟ وماذا سيقول لمواطني العالم؟ وكيف سيسوغ موقف بلاده في مواجهة اعتراف بدولة فلسطينية؟ وكيف سيفسر موقفه المخالف لموقف العالم، الذي هو أكثر استنارة أو أقل استنارة؟.

وفوق كل ذلك، ماذا سيقول باراك اوباما لنفسه قبل أن يأوي الى فراشه: أيقول ان الفلسطينيين لا يستحقون دولة؟ أو أن لديهم احتمال ان يحصلوا عليها بمفاوضة اسرائيل؟ أيقول انهم ليسوا ذوي حقوق مساوية في العالم الجديد الذي اعتقدنا انه أوشك أن ينشئه؟ أيعترف لنفسه انه بسبب تقديرات انتخاب انتهازية اجل يتبين الآن أن اوباما انتهازي غير صغير يضر ايضا بمصالح بلاده، وبمصالح اسرائيل (الحقيقية) ويعمل على نحو مخالف لأمر ضميره؟.

يصعب الآن أن نفهم امريكا اوباما. فالرجل الذي وعد بتغيير يظهر مثل أبي آباء المحافظين الامريكيين. حينما يتعلق الامر باسرائيل لا يوجد أي فرق بينه وبين آخر المحتفلين في احتفالات الشاي. لم نتوقع من هيلاري كلينتون الكثير، وهي تستطيع الاستمرار في خطابة جوفاء عن تفاوض أجوف لكن اوباما؟ وأنت يا بروتوس؟ انك وعدت في خطبة القاهرة بفجر جديد في العالم الاسلامي ووعدت العالم العربي بامريكا جديدة. فما الذي نتج؟ نفس السيدة الامريكية التي تؤيد بعمى وآلية غريبين كل أخطاء اسرائيل الى درجة انه ليس واضحا أيهما هي القوة العظمى وأيهما هي الدولة المرعية حتى دون تغيير المعطف.

بقي اللغز على حاله: كيف تستمر امريكا الجديدة في ظاهر الامر في الترنم بترانيم ماضيها القديم السيء؟ وكيف يتصرف اوباما وكأنه لا يفهم أن الفلسطينيين لن يوافقوا على العيش اربعة عقود اخرى دون حقوق مواطنة وبخاصة ازاء كل ما يحدث حولهم في العالم العربي المستيقظ؟.

ويبقى اللغز على حاله، لأنه يصعب أن نفهم كيف يخضع رئيس اسود، طالب للعدالة والمساواة، بسهولة لا تحتمل كهذه لحكومة يمينية في اسرائيل، ولتقديرات انتخابات ضيقة في امريكا ولجماعات ضغط يهودية ومسيحية. ويصعب أن نفهم كيف لا تدرك امريكا خاصته انها تطلق على قلبها رصالة قاتلة، بتأييدها رفض السلام الاسرائيلي. إن الرئيس الامريكي هذا يعلم في أعماق قلبه أن الحق مع الفلسطينيين، وأنهم يستحقون استقلالا في نهاية الامر وان اسرائيل طالبة للاحتلال.

لماذا يجب انتظار كتاب المذكرات الذي سيصدره ذات يوم بيقين لنسمع بذلك؟ انه يعلم ان الربيع العربي، الذي بزغ بقدر ما على أثر خطبته الواعدة في القاهرة، سيوجه الآن غضبه وكراهيته الى امريكا، الى امريكا مرة اخرى، وذلك فقط بسبب معارضتها العنيدة للحرية الفلسطينية.

يفترض أن يعلم اوباما ايضا ان الاهتمام بمستقبل اسرائيل والصداقة الحقيقية معها يجب أن يشتملا على تأييد انشاء دولة فلسطينية. فهذه هي السبيل الوحيدة لابطال الشحنة الناسفة التي توشك أن تفجر المنطقة كلها وتنفجر باسرائيل والولايات المتحدة. وهو يعلم ايضا ان موقف امريكا المضاد للعالم كله، يثير من جديد مشاعر عداوة العالم لزعامته. وكل هذا من اجل ماذا؟ من اجل اصوات قليلة في الانتخابات القريبة. لا يمكن أن يُعد هذا تعليلا من قبل من اعتُبر زعيما واعدا جدا ذا وعي تاريخي متطور. إن الذي يبيع مصالح بلاده وتصوره العام بحفنة اصوات في الولاية الاولى، سيتصرف بانتهازية مشابهة في الثانية ايضا.

كم هو عاطفي منظر المبعوثين الامريكيين اللذين يتجولان مرة اخرى الآن في المنطقة وينشران التهديدات. ولمن؟ للفلسطينيين الذين يتوجهون الى طريق سياسي جديد لا الى حكومة اسرائيل بسبب رفضها المدمر. وكم هو عاطفي ان نرى دنيس روس مرة اخرى، وهو سيد التفاوض الأبدي لامريكا، مع جميع اداراتها تقريبا، يتجول ولا عمل له بين رام الله والقدس كما فعل ذلك منذ عشرات السنين. هذه هي امريكا السيئة القديمة وكأن اوباما لم يوجد.

تواجه رئيس الولايات المتحدة هذا الاسبوع فرصة تاريخية لتحسين مكانة بلاده، وليسوغ متأخرا جائزة نوبل للسلام التي فاز بها، وليظهر التزاما حقيقيا لاقرار سلام في المنطقة الأخطر على مصير العالم وليظهر اهتماما حقيقيا بسلامة اسرائيل فما الذي نحصل عليه بدل ذلك؟ على جورج بوش. جورج بوش للفقراء.

جدعون ليفي - هآرتس
رایکم