۱۹۱۷مشاهدات
أمیر الموسوي
رمز الخبر: ۴۸۶
تأريخ النشر: 17 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: أهم مشهد صوره المقاتلین والمجاهدین الإیرانیین أثناء الحرب العراقیة المفروضة علی إیران (22/9/1980 – 20/8/1988) هو مشهد الأسر الذي رسم للتاریخ منظرا قل نظیره بسبب المواقف البطولیة لکل أسیر دخل غیاهب سجون الدکتاتور «صدام حسین» وأزلامه الجلادین الذین لم یرحموا طفلا ولاشیخا ولاشابا وضربوا بعرض الحائط جمیع القوانین والأعراف الدولیة والأسس الإسلامیة والإنسانیة التي ضمنت حقوقا لأسری الحروب وطریقة تعاملهم أثناء الأسر.

فقد سجل الأسری الإیرانیین دروسا وعبرا في الأخلاق والإیثار والتفاني فی سبیل المبادئ الحقة التی کانوا یؤمنوا بها فشهد بذلک أعدائهم قبل أصدقئهم وأحبائهم، فأزلام صدام کانوا یفصلون بین عناصر الجیش ورجال الحرس الثوري والبسیج ومن ثم یفصلوا بین المتدینیین وغیر المتدینین حسب زعمهم وبعد ذلک یبدأوا الحرب النفسیة وسیاسة الترغیب والترهیب وزرع الجواسیس وإثارة الفتن بین الأسری وإستخدام أبشع أنواع التعذیب لنزع الإعترافات والتنکیل بهم یومیا وترویعهم من خلال بث الأغانی والألفاظ الرکیکة وأخبار مزورة عن حالة الإمام الخمینی (رحمة الله تعالی علیه) والحرب وإعطائهم رسائل کاذبة ومؤلمة عن ذویهم داعیک عن الممارسات اللاأخلاقیة واللاإنسانیة الیومیة التی کانت تمارس بحق هؤلاء المؤمنین المجاهدین الصابرین بالإضافة إلی الحبس الإنفرادي والوقوف تحت الشمس الحارة لساعات وتجوعهم وتعطیشهم لأیام، کل ذلک لزلزلة إیمانهم وهز مواقفهم البطولیة الصامدة تجاه ثورتهم  وقیادتها الإسلامیة والإدلاء بتصریحات واهیة عبر الإذاعة والتلفزیون وکانت حسرة حقیقیة‌علی صدام وزمرته حیث لن یستطیعوا طوال ال 8 سنوات من الحرب والأسر أن یجروا الأسرا إلی هذه المسرحیات الإعلامیة الواهیة مع کل ماذکرناه من ممارسات بشعة مورست بحقهم في معسکرات الأسر.

فمن مجموع مایقارب ال40000 أسیر إستشهد ستة ألاف شهید من هؤلاء الأسری بسبب التعذیب الوحشي الذي مورس ضدهم أثناء‌التحقیق والأستجواب أو بسبب عدم تلبیة رغبات الجلاوزة بإدلاء الإعترافات الکاذبة والتصریحات الإعلامیة المهینة للنظام الإسلامی أو بسبب ممارساتهم لشعائرهم الدینیة أو بسبب مقاومتهم بشجاعة حتی نفاذ ذخیرتهم ووقوعهم في الأسر فکل هذه وغیرها کانت مبررا للممارسات الوحشیة واللاإنسانیة بحقهم من قبل الصدامیین.

فمضت تلک السنوات المرة ولکنها  مفعمة بالمعانی العالیة والدروس والعبر التي کتبت بدماء وآهات هؤلاء الأحرار. فلننظر الی خواتیم وعواقب  الأسری الإیرانیین والأسری العراقیین ونظامهما  فالأسری الأیرانیون رجعوا إلی بلادهم منتصرین ومعززین فی یوم 17/8/1988 وعلی أکتف الملایین من المستقبلین الإیرانیین من الحدود وحتی مدنهم وقراهم وقد حضنهم الشعب الإیراني ومن دون تأخیر وإستوعبهم النظام الإسلامی وأهداهم الدرجات العسکریة الرفیعة لیشارکوا مرة أخری ببناء بلدهم والذود عنه بکل مایملکون من قوة وتجارب وأصبحوا قدوة للصبر والجهاد والمقاومة في أوساط الشعب الإیراني وعزز نظام الجمهوریة الإسلامیة وقوت شوکته وتطورت إیران صناعیا وتقنیا وعلمیا واصبحت أقوی قوة رادعة للإستکبار العالمي في المنطقة وإکتفت ذاتیا في مجالات کثیرة.

لکن نری في الجانب الآخر ماذا حصل بالأسری العراقیین ونظام صدام الدامي، فالأسری العراقیون والذین بلغ عددهم حوالی 73 ألف أسیر، بعد ما کشفوا حقیقة صدام وکیانه الفاسد وأهدادف حربه ضد الجارة المسلمة إیران  وبسبب التعامل الإسلامي والإنساني معهم من قبل السلطات الإیرانیة، إنخرط أکثرهم في صفوف المقاومة العراقیة المناهضة لنظام صدام حسین وکذلک فی جیش التوابین الذي کان یسمی بفرقة بدر لمحاربة صدام ومرتزقته وأصبح أکثر هؤلاء الأسری صوت مؤثر ومناهض ومقاوم للنظام الصدامی في مدن وقری العراق الجریح وقد أعتقل الکثیر من الأسری العراقیین بعد عودتهم  مباشرة وتم إستجوابهم وتعذیبهم بسبب مواقفهم وآرائهم المناهضة لصدام وتأثرهم بأفکار الثورة الإسلامیة الإیرانیة أثناء الأسر وقد تم إعدام بعضهم. وأخیرا کانت عاقبة المجرم الأکبر صدام ونظامه الظالم إلی جهنم وبأس المصیر، بعد أن دمر البلاد والعباد.
رایکم
آخرالاخبار