۲۷۰۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۶۳
تأريخ النشر: 28 June 2011
شبکة تابناک الأخبارية: تطورات الاحداث المأساوية التي تشهدها البحرين من قمع وعنف وظلامة وقبضة حديدة والاصرار على رفض الآخر وفرض الطغيان والجبروت على شعب أعزل لا ذنب له سوى مطالبته بحقوقه المشروعة في العدالة والاحترام والعيش السليم والحرية تعيد للذاكرة وتؤكد لكل من يتتبع التأريخ بأن "الملك عقيم.. ولامقدسات عند صاحبه حتى الكعبة!"

اصدار المحكمة العسكرية لنظام آل خليفة الطائفي بالسجن المؤبد للعديد من كبار رموز المعارضة البحرينية من وجهاء ومفكري وعلماء الشيعة والحكم على عشرات الآخرين بالسجن لفترات مختلفة باتهامات واهية وهزيلة، تنبيه وتذكرة لكل غافل أو متغافل من أن الطغاة على أشكالهم يقعون مهما طال الزمن ومهما اختلفت الظروف والبلدان وأن سيرتهم الذاتية ومسيرتهم السلطوية منبثقة من منهج شيطاني واحد لا اختلاف فيه أبداً.

وفيما يعيش ابناء الامة الاسلامية ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام نزيل سجون الطاغية العباسي "هارون الرشيد" والتي تصادف اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب المرجب ، يترنح آل خليفة الفراعنة على مسند السلطة باصدارهم الاحكام الجائرة ضد اتباع ذلك الامام الهمام والطريق الوضاء للهداية البشرية على مر العصور لا ذنب لهم سوى حبهم وولائهم لأئمة أهل البيت (ع) وانتهاجهم مدرستهم الصراط المستقيم في رفض الظلم والطغيان والجبروت والذل والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى.

ومنذ أكثر من أربعة أشهر والشعب البحريني المظلوم والأبي يعيش حياة قاسية وحصاراً اعلامياً وسياسياً واقتصادياً كبيراً بسبب مطالبته بالاصلاح السياسي على اساس اسلامي ذلك الذي وعد به ما يسمى ب"ملك البلاد الشيخ حمد" منذ أكثر من عشر سنوات وقطع العهد على نفسه في تنفيذه ، ذلك الوعد الذي يذكرنا بالحوار الذي دار بين الطاغية "هارون الرشيد" وولده "المأمون العباسي" بعد استضافة الأول للامام موسى الطاكم (ع) في احدى الايام في قصره ببغداد .

يروي المأمون " كنت أجالس أبي هارون في مجلسه ، فدخل علينا الامام موسى الكاظم (ع) وكنت حينها لا اعرفه وقد شاهدت اضطراب أبي وقيامه من مكانه ليأخذ الامام الكاظم (ع) بكل احترام الى حجرته الخاصة ، وبعد ساعة خرجا معاً وعندها احتضن أبي هارون الامام الكاظم (ع) وقبله وأمرني وأخي وبقية الحاشية الى مشايعة الامام موسى الكاظم (ع) بكل احترام حتى منزله ، ففعلنا . وعندما سألت والدي عن الرجل ، فقال هارون : أنه الأعلم والأليق بالخلافة ، انه الرجل الذي ينبغي أن يجلس على كرسي خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أحد أولاد الرسول محمد (ص) ، فقلت له : فلماذا لا تسلمها له يا والدي؟ فالتف الي بشدة وقد تغير لونه وقال : لو علمت بمنافستك لي فيه لآخذ الذي فيه عيناك . ثم سحب سيفه من غمده عالياً وقال : "الملك عقيم".

وهذا ليس أول من قالها فقد قالها من قبله قادة بني أمية وبصورة أوسع وأكثر عنفاً وقمعاً كما يروي لنا التأريخ حسب كتب كبار محققي وعلماء العامة بخصوص كيفية هدم الكعبة واسباحة الاعراض والنفوس وسفك الدماء وارتكاب المجازر البشعة التي يندى لها جبين كل مسلم غيور على يد يزيد بن معاوية ومن بعده مروان بن الحكم بمحاصرة الكعبة وهدمها ومن ثم تدمير المدينة واستباحتها عامي 64 و73 للهجرة ، ومعنى ذلك أن "تنفيذ أوامر يزيد طاعة لولي الأمر" ، ورغم أن للكعبة حرمة و لدماء المسلمين ايضاَ بمن فيهم أهل البيت عليهم السلام ، ولكن يبدو أن الطاعة مقدمة شرعاً على الحرمة ! فهذا هو ما يسمونه ب "فقه الاسلام " الذي ابتدعه علماء البلاط الأموي والعباسي في تلك العصور وامتدت جذوره حتى عصرنا الحاضر ليظهر قبل عقود ليست بطويلة بمظهر "وهابي وسلفي" ، ومعناه أنه تجب طاعة المخلوق حتى في معصية الخالق ، واستباحة المقدسات !.

هذه السياسة قائمة في وقتنا الحاضر في اغلب البلدان العربية "الاسلامية" وحكامها قائمون على هذا المنهج المزيف والمنحط والانحرافي ، فيما أخذت تتعالى صرخات الاغاثة من هذا البلد وذاك خاصة من دول مجلس التعاون تلك الامارات الصغيرة التي أوجدها الاستعمار رغبة في تحقيق اهدافه ومسار مصالحه ومنافعه القومية في نهب ثروت المسلمين واستباحة دمائهم واعراضهم تحت يافطات براقة وجذابة .

فكما فعل الطاغية "هارون" مع الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) عندما أودعه في مطامير السجون المظلمة طيلة أكثر من 14 عاماً على اختلاف الروايات رغم وقوفه على استحقاقه خلافة الرسول (ص) وانه أولى منه في هداية الأمة وادارة شؤونها ومن ثم دس اليه السم القاتل عن طريق الرطب على يد أحد جلاوزية "السندي بن شاهق" في السجن ومن ثم ذبح الدين من أجل كرسي الخلافة ورمى بجسد الامامة الطاهر على جسر بغداد في صبيحة يوم الخامس والعشرين من شهر رجب المرجب عام 183 للهجرة والمنادي ينادي عليها .."هذا امام الرافضة هذا موسى بن جعفر الذي زعم الرافضة انه لا يموت .." . وما نسمعه كل يوم من خبر استشهاد احد ابناء الشعب البحريني المظلوم في قعر معتقلات آل خليفة الجناة أو بعد خروجه بيوم أو يومين جراء التعذيب ودس السم اليه هو امتداد لذلك الظلم التأريخي وهو ايضاً من أجل التشبث بكرسي السلطة.

ونحن واثقون ان البحرينيين قد استلهموا الصبر والصمود والمقاومة والتضحية والاباء من الأئمة الاطهار عليهم السلام ومدرستهم المباركة لكنهم يستصرخون الضمائر الحية لنجدتهم ومساعدتهم ويستغيثون امامهم موسى الكاظم عليه السلام مدرسة الصبر والأستقامة في ذكرى استشهاده الاليمة مؤكدين عزمهم مواصلة المسيرة حتى تحقيق الاهداف المشروعة واسقاط الطغاة بالصبر والصمود والاستقامة كما سقط طغاة بني أمية وبني العباس ومن قبلهم ومن بعدهم ولم يبق لهم ذكر يذكر، فيما تعلو مراقد أئمتهم الميامين من أبناء الرسول (ص) شامخة حتى عنان السماء وتستضيف ملايين المسلمين يومياً وذكرهم يعلو المنابر في وقت ليس هناك ما يذكر لمعاوية ويزيد وأين هارون والمأمون ومن قبلهم ومن بعدهم من الطغاة والجناة.. وكما جاء في محكم كتابه العزيز"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"و"اليس الصبح قريب".
رایکم
آخرالاخبار